غارديان: هل يمكن مقارنة الحرب على غزة باجتياح لبنان عام 82؟
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
في مقال تحليلي نشرته صحيفة غارديان البريطانية، قارن مراسلها للشؤون الأمنية الدولية جيسون بيرك بين الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2025، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، لافتا إلى أن التفاصيل وإن اختلفت، إلا أن الأنماط تتكرر بوضوح مذهل.
وأوضح أن المشهد الحالي في غزة ليس سوى تكرار لحلقات مأساوية سبقتها بيروت عام 1982، مضيفا أنه في كل مرة يتدخل فيها رئيس أميركي لوقف المجازر الإسرائيلية، يُعاد إنتاج الصراع بأشكال أكثر عنفا، وتولد حركات أشد تطرفا، بينما تذوي الآمال في سلام عادل ودائم.
ويشير الكاتب إلى أن العالم شهد في الحالتين حربا منقولة مباشرة إلى الشاشات، ففي بيروت ساعدت الأقمار الصناعية الجديدة على بث مشاهد الغارات، بينما أتاحت وسائل التواصل الحديثة من غزة نقل المأساة لحظة بلحظة.
وكذلك، كررت إسرائيل الخطاب ذاته بالتشكيك في أعداد الضحايا، واتهام الخصم باستخدام المدنيين دروعا بشرية، وتحميله مسؤولية الكارثة.
ورغم اختلاف السياقات فإن أوجه الشبه مذهلة، كما يعتقد الكاتب، إذ جاءت حرب غزة عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2023، بينما كانت عمليات منظمة التحرير الفلسطينية محدودة في عام 1982.
ويستعيد بيرك ما جرى بعد وقف إطلاق النار في 1982، حين تفككت منظمة التحرير الفلسطينية، واغتيل الرئيس المنتخب للتو آنذاك بشير الجميل "حليف إسرائيل المفضل" في لبنان، لتقع مجازر صبرا وشاتيلا بمشاركة إسرائيلية "غير مباشرة"، على حد تعبير الكاتب.
فكان أن تحولت المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال بعد ذلك إلى "هجمات انتحارية" نفذها "متشددون" لبنانيون، ومن رحم تلك الفوضى وُلد حزب الله، الذي ظل مصدر تهديد لإسرائيل حتى اليوم، بحسب زعم الكاتب.
تساءل الكاتب جيسون بيرك: "إذا كان التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة، فهل يمكن أن يكون أي سلام مجرد إرهاصة لجولة أخرى من سفك الدماء؟".
ويربط جيسون بيرك بين تلك الحقبة وبروز الحركات الإسلامية التي يصفها بالمتشددة في المنطقة بعد انهيار القوى اليسارية والقومية التي كانت تتبنى مشاريع تغيير علمانية.
إعلانوكان من نتاج العنف الإسرائيلي والحروب الأهلية أن دُمِّرت البنى السياسية المعتدلة، فخلا، من ثم، المشهد أمام التيارات الدينية الراديكالية التي وجدت في الإيمان وسيلة للتعبئة والانتقام، بحسب مقال الغارديان.
ويرى بيرك أن ما يجري اليوم في غزة قد يؤدي إلى النتيجة ذاتها، إذ إن سحق القوى المدنية والمعتدلة يفتح المجال أمام صعود جماعات أكثر تطرفا، بحسب تعبيره.
ويذكّر بأن الغرب في الثمانينيات تخلى عن البحث في "جذور العنف"، مكتفيا بتصوير من يعتبرهم "إرهابيين" كمجانين أو أدوات بيد الآخرين، متجاهلا العوامل الاجتماعية والسياسية التي تدفعهم إلى حمل السلاح، وهو خطأ ما زال يتكرر.
والنتيجة -كما يحذر الكاتب- قد تكون جولة جديدة من الهدوء المؤقت يعقبها انفجار أعنف، ما لم تتعلم الأطراف دروس الماضي حقا.
وتساءل الكاتب جيسون بيرك: "إذا كان التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة، فهل يمكن أن يكون أي سلام مجرد إرهاصة لجولة أخرى من سفك الدماء؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
الأردن ضمن الشريحة الدنيا من الدول متوسطة الدخل بحسب تصنيف البنك الدولي
صراحة نيوز- صنّف البنك الدولي اقتصادات 219 دولة إلى أربعة تصنيفات رئيسية اعتمادا على مستوى دخل كل دولة، وفقا لبيانات هذه الدول.
وتصنف اقتصادات العالم إلى أربع مجموعات هي البلدان منخفضة الدخل، والشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، والشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل، والبلدان مرتفعة الدخل.
وحسب التصنيف، الذي يتم تحديثه في الأول من تموز من كل عام، جاء الأردن ضمن اقتصادات الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل.
وتعّرف الدول ذات اقتصادات الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل بأنها تلك الدول التي يتراوح نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي ما بين 1136 دولارا وأقل من 4496 دولارا.
وجاء الأردن في هذه القائمة، بـ 4430 دولارا كنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب جيبوتي ومصر ولبنان والمغرب وباكستان وتونس والضفة الغربية، من مجموعة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.