كينيا من دون رايلا أودينغا.. من يرث كتلة أصوات لملايين الناخبين؟
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
أحدثت وفاة رايلا أودينغا، أبرز زعيم معارض في كينيا، حالة من عدم اليقين داخل حزبه وحكومة الرئيس روتو، حيث تم تعيين السيناتور المخضرم أوبورو أودينغا، شقيق رايلا، زعيما مؤقتا لقيادة واحدة من أكثر قواعد التصويت ولاء في أفريقيا.
أثارت وفاة أودينغا صدمة وتحولا في المشهد السياسي الكيني؛ فقد كان قائدا معارضا هيمن لعقود على نضالات كينيا الديمقراطية وحركات المعارضة، تاركا وراءه حزبا وساحة سياسية في حالة ارتباك وتغير.
منذ تأسيسه لحركة الديمقراطية البرتقالية عام 2005، ظل أودينغا زعيما لا ينازع، وقاد الحزب خلال 5 انتخابات رئاسية، وعدد لا يحصى من التحالفات، ومواسم متعددة من المقاومة.
وجاءت وفاته قبل أشهر من احتفاله المتوقع بالذكرى العشرين لتأسيس حركة الديمقراطية البرتقالية في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي كان من المقرر إقامتها في مدينة مومباسا الساحلية، أحد معاقل دعمه الرمزية.
وقد توفي أودينغا من دون أن يسمي خليفة له علنا، مما ترك حزبه منقسما بشأن الاستمرار في دعم حكومة الرئيس وليام روتو ذات القاعدة الواسعة.
لكن يوم الخميس عين المجلس التنفيذي الوطني لحزب أودينغا شقيقه، السيناتور أوبورو أودينغا عن منطقة سيايا، زعيما مؤقتا حتى يتم اختيار خليفة دائم.
التحالف بين حركة الديمقراطية البرتقالية والحكومة طمس الخطوط التقليدية بين المعارضة والسلطة، والآن يخيّم الغموض على مستقبل الحزب ودوره في انتخابات 2027 التي من المتوقع أن يسعى فيها روتو لإعادة انتخابه.
معركة خلافة أودينغافي قلب الاضطراب السياسي يقف إدوين سيفونا، الأمين العام الصريح لحزب حركة الديمقراطية البرتقالية، الذي دعا إلى الوحدة خلال فترة الحداد، لكنه تعهد بعدم دعم ترشح روتو لولاية ثانية.
سيفونا، الذي يقود فصيلا متناميا من النواب الشباب الغاضبين من تحالف الحزب مع الحكومة، أطلق بهدوء حركة سياسية جديدة باسم "كينيا موجا"، وقدمها كبديل خارج حركة الديمقراطية البرتقالية ونواة لتحول سياسي بين الأجيال في المعارضة الكينية.
إعلانيقول المحلل السياسي ديسماس موكوا إن وفاة رايلا تمثل ضربة قاسية لمستقبل حركة الديمقراطية البرتقالية، الذي يواجه الآن انقسامات داخلية عميقة.
ويضيف "حزب حركة الديمقراطية البرتقالية كان رايلا، ورايلا كان حركة الديمقراطية البرتقالية. من المرجح أن ينقسم الحزب في المستقبل".
من يسد الفراغ؟يُعد تعيين خليفة لرايلا في قيادة حركة الديمقراطية البرتقالية التحدي الأكبر للحزب. فنوابه الثلاثة -جودفري أوسوتسي (سيناتور فيهيغا)، وسيمبا أراتي (حاكم كيسي)، وعبد الصمد ناصر (حاكم مومباسا)- اختيروا أساسا لتحقيق التوازن الإقليمي، لكن المحللين يرون أن أيا منهم لا يتمتع بالحضور الوطني الذي كان يحظى به أودينغا.
يشير المحلل ويكليف أوديرا إلى حاكم كيسومو أنيانغ نيونغو، الحليف القديم والأمين العام الأول للحزب، باعتباره الخليفة الأكثر ترجيحا.
ويقول إن "نيونغو يمتلك الذاكرة المؤسسية لحركة الديمقراطية البرتقالية، ويُنظر إليه كموحد يمكنه جمع الحرس القديم والجيل الجديد".
كما يُنظر إلى حاكم سيايا جيمس أورينغو، وهو شخصية بارزة أخرى في حركة الديمقراطية البرتقالية، على أنه خليفة محتمل. وهو حليف قديم ومدافع عن الحقوق، ويتشارك مع رايلا في النزعة الإصلاحية وجرأة قول الحقيقة للسلطة.
معركة زعامة نيانزاخارج إطار حركة الديمقراطية البرتقالية، تترك وفاة أودينغا فراغا في قلب منطقة لوا-نيانزا، حيث كان الزعيم السياسي الأبرز منذ ورث الزعامة عن والده، نائب الرئيس الأول لكينيا، جراموجي أودينغا، عام 1994.
المنطقة، التي تصوّت ككتلة واحدة منذ عقود، تواجه الآن سؤالا عما إذا كان زعيمها القادم سيأتي من عائلة أودينغا أو من جيل جديد.
ففي عام 2023 أعلن شقيق رايلا الأكبر، السيناتور أوبورو أودينغا، دعمه لوزير الطاقة أوبيو واندايي كخليفة محتمل في المنطقة. لكن الناخبين الشباب يدعمون النائب بول أونغيلي المعروف باسم "بابو أوينو" الذي يرونه ممثلا للتحول في الأجيال.
ويقول أوديرا إن "رايلا لم يعين أحدا. كانت رسالته واضحة: من يريد القيادة عليه أن يستحقها. لقد أنشأ منصة للتعلم، لا للتوريث".
من سيكون زعيم المعارضة القادم؟أحدثت وفاة رايلا انقساما وغيابا للاتجاه داخل المعارضة الكينية. فقرار حزبه بالانضمام إلى حكومة روتو بعد احتجاجات 2024 طمس الخط الفاصل بين المعارضة والحكم، فخلق ذلك ارتباكا حول من تمثل المعارضة الآن.
ويقول المحلل أوتشول إن الأمر "سيستغرق عقودا للعثور على زعيم معارضة شجاع مثل أودينغا. غيابه سيؤدي إلى نمط جديد من السياسة المعارضة".
ومن بين الشخصيات التي تسعى لملء الفراغ: الحليف القديم ورفيق الترشح السابق كالونزو موسيوكا، ونائب الرئيس السابق ريغاثي غاتشاغوا، ووزيرة العدل السابقة مارثا كاروا، ووزير الداخلية السابق فريد ماتيانغي.
إعلانجميعهم يتنافسون على دور بدا كأنه حكر على رجل واحد، هو رايلا.
مصير حكومة روتو ذات القاعدة العريضةقد تؤدي وفاة رايلا أيضا إلى زعزعة التحالف الهش الذي ساعد في بنائه مع الرئيس روتو. فبعد احتجاجات العام الماضي، كان دعم رايلا حاسما في استقرار الحكومة وتهدئة الاضطرابات.
وقد منح الاتفاق عددا من حلفاء رايلا مناصب وزارية رفيعة، وكان يُنظر إليه على أنه هدنة بين أقوى معسكرين سياسيين في كينيا.
ويقول موكوا إن "رايلا كان الضامن لرئاسة روتو. لقد أنقذ حكومة روتو. ومن دونه، قد يتفكك التحالف".
والآن، بعد رحيله، يبدو أن التوازن الذي حافظ على تماسك ذلك التحالف بات أكثر هشاشة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات رایلا أودینغا وفاة رایلا
إقرأ أيضاً:
رويترز: الحوثيون حركة تقمع الأصوات المعارضة وتستغل المساعدات الغذائية
في مقابلات مع عدد من اليمنيين الفارين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في هذا البلد المنقسم، وصفوا الحوثيين بأنهم حركة مسلحة تقمع الأصوات المعارضة، وتدفع الناس إلى حافة الجوع، وتستغل المساعدات الغذائية الدولية لإكراه الآباء على تسليم أطفالهم للقتال في صفوفها.
قال عبدالسلام، وهو مزارع في السابعة والثلاثين من عمره يعيش في مخيم للنازحين في اليمن بعد فراره من مناطق سيطرة الحوثيين "الناس بين المر والأمر منه... يخيروك إما تكون معنا وتاخد سلة (طعام) تسد الجوع أو لا، ويكون الخيار صعب".
كحال كثيرين ممن تحدثت رويترز إليهم، طلب عبدالسلام الاكتفاء بذكر اسمه الأول، قائلا إن أفرادا من عائلته ما زالوا يعيشون تحت حكم الحوثيين.
وتكشف هذه المقابلات مع مدنيين يمنيين وعشرات من موظفي الإغاثة، إلى جانب مراجعة وثائق داخلية لوكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، كيف يحافظ الحوثيون على قبضتهم الحديدية: يفرضون طيفا واسعا من الضرائب على سكان فقراء، ويتلاعبون بنظام المساعدات الدولية، ويسجنون المئات، وفق رويترز.
كما تعرضت منظمات حقوق الإنسان والإغاثة لموجات من الاعتقالات، ففي أواخر أغسطس، قال برنامج الأغذية العالمي إن 15 موظفا اعتقلوا عقب اقتحام سلطات الحوثيين مكاتب المنظمة في العاصمة صنعاء، ليرتفع عدد موظفي الإغاثة المحتجزين حاليا إلى 53.