مع دخول الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية أسبوعه الثالث على التوالي، تتزايد تداعيات هذا الشلل السياسي على واحد من أكثر القطاعات حساسية في الاقتصاد الوطني، وهو قطاع الطيران، حيث تتفاقم الاضطرابات في حركة الرحلات الجوية، وتتزايد الضغوط المالية والنفسية على العاملين، مما يهدد استقرار شبكة النقل الجوي الحيوية في البلاد.

وبدأ الإغلاق الحكومي في الأول من أكتوبر الجاري بعد فشل الكونغرس في إقرار الميزانية للسنة المالية الجديدة، وسط تمسك الحزب الجمهوري بموقفه الرافض لدفع 1.5 تريليون دولار لدعم المهاجرين غير الشرعيين، حسب تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال ترامب بحسب ما نقل المكتب الصحفي للبيت الأبيض: “الحزب الجمهوري لن يدفع تريليونًا ونصف التريليون دولار للمهاجرين غير الشرعيين… لذلك فإن الإغلاق الحكومي مستمر”.

الشلل الإداري يضرب مراقبة الحركة الجوية وأمن المطارات

من أبرز تداعيات الإغلاق توقف تمويل الموظفين الفيدراليين، الذين يضطرون للعمل بدون أجر، خاصة مراقبو الحركة الجوية وعناصر إدارة أمن النقل (TSA).

ووفقًا لتقرير “فايننشال تايمز”، يعاني النظام الجوي الأمريكي من نقص في عدد العاملين يصل في بعض المطارات إلى 50%، حيث يلتزم حوالي 10% من موظفي مراقبة الحركة الجوية بالغياب لأسباب صحية أو نفسية. هذا الأمر أدى إلى إلغاءات وتأخيرات في الرحلات في مطارات كبرى مثل أوستن في تكساس وناشفيل في تينيسي.

الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية أصدرت رسالة تحث أعضائها على الحضور للعمل وتجنب الإجراءات التي قد تؤثر سلبًا على مهنهم، لكنها لم تخفِ القلق من تداعيات الضغط المستمر على هؤلاء الموظفين.

قطاع الطيران يتعرض لضغوط مالية وتشغيلية متزايدة

وفقًا لرئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، “الإغلاق الحكومي يترك آثارًا واضحة على شركات الطيران الأميركية، إذ يشكل موظفو الحكومة وشركاتها شريحة كبيرة من مستخدمي خدمات الطيران، فتراجع نشاطهم ينعكس مباشرة على الطلب على الرحلات”.

كما أوضح أن القطاع يواجه اضطرابات تشغيلية بسبب قلة الموظفين وتأجيل الرحلات، ما يؤدي إلى خسائر مالية وتأثيرات على الإيرادات.

وفي اتصال مع شبكة “سي إن بي سي”، قال سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، إن الإغلاق قد يبدأ في التأثير سلبًا على حجوزات السفر إذا استمر لفترة أطول، مع تراجع ثقة المستهلكين في قدرة الحكومة على حل الأزمة.

من جهته، حذر إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إيرلاينز، من أن استمرار الإغلاق يضع قطاع الطيران في وضع حرج رغم أن عمليات الشركة لم تتأثر بعد.

الآثار الاقتصادية تتعدى قطاع الطيران

يحذر خبراء الاقتصاد من أن التأثير المالي للإغلاق قد يتجاوز خسائر شركات الطيران إلى تكاليف تقدّر بمليار دولار أسبوعيًا على الاقتصاد الأمريكي، وفق تقديرات جمعية السفر الأميركية.

ويشير الخبير محمد سعيد إلى أن الأزمة قد تؤثر على تحديث أنظمة الملاحة الجوية وتأخر شهادات السلامة للطائرات، مما قد يثير مخاوف على المدى الطويل بشأن سلامة واستدامة قطاع الطيران.

كما يلفت إلى تهديد برامج الخدمة الجوية الأساسية التي تخدم المناطق الريفية، ما قد يعزل هذه المجتمعات ويضعف قدرة شركات الطيران الأمريكية على المنافسة عالميًا، ويؤثر على ثقة المستثمرين في السوق، بحسب “سكاي نيوز”.

ملايين الأميركيين يتظاهرون اليوم ضد سياسات ترامب تحت شعار “لا ملوك”

ينظم ملايين الأميركيين اليوم السبت مسيرات حاشدة في أكثر من 2700 مدينة وبلدة عبر الولايات المتحدة، احتجاجًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب، بدعوة من حركة “نو كينغز” (No Kings) التي تؤكد أن أميركا لا مكان فيها للملوك.

وتركز التظاهرات على رفض ما يعتبرونه استبدادًا وفوضى في إدارة ترامب، مع مظاهرات مرتقبة في المدن الكبرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو وواشنطن، وأمام منتجع مارالاغو في فلوريدا.

في المقابل، انتقدت قيادات جمهورية هذه الاحتجاجات واعتبرتها “تعبئة كراهية”، في حين دعت شخصيات عامة مثل الممثل روبرت دي نيرو إلى المشاركة في احتجاجات سلمية للدفاع عن الديمقراطية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا الاقتصاد الأمريكي الاقتصاد العالمي دونالد ترامب الحرکة الجویة قطاع الطیران

إقرأ أيضاً:

لا ملوك: 1700 مدينة أميركية تنتفض ضد استبداد ترامب

تستعد المدن الأميركية اليوم السبت لاحتجاجات وطنية واسعة النطاق، يُتوقع أن تشمل قرابة 2000 فعالية في أكثر من 1700 مدينة بمختلف الولايات، ضمن حراك شعبي متصاعد تحت شعار "لا ملوك"، في وقت تشير تقديرات محلية إلى إمكانية تجاوز عدد الفعاليات 2500.

ويأتي هذا الحراك في ظل تصاعد ما يصفه المنظمون بـ"النزعة الاستبدادية" المتزايدة في سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة ما يتعلق بملف الهجرة، وتوسيع صلاحيات القوات الفدرالية داخل المدن، إلى جانب استمرار الإغلاق الحكومي الذي عمّق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

وكانت حركة "لا ملوك" قد انطلقت بتظاهرات ضخمة في يونيو/حزيران الماضي، بمشاركة تجاوزت 5 ملايين شخص في أكثر من 2100 مدينة، بحسب المنظمين. وتجددت الدعوات إلى التصعيد هذا الأسبوع، بعد تزايد مظاهر الوجود الأمني الفدرالي وظهور عناصر ملثمة في بعض الشوارع، وهو ما بررته الإدارة بأنه "إجراء لضبط النظام"، فيما يعتبره المحتجون "تطبيعا للعسكرة وانتهاكا للحريات المدنية".

مطالب واضحة ورفض للتوسع الأمني

يرفع المحتجون جملة من المطالب على رأسها وقف تمدد القوات الفدرالية والعسكرية في المدن، وإنهاء استخدام العناصر الأمنية غير المعلّمة، وضمان شفافية الهويات والانتماءات المؤسسية للعناصر المنتشرة في الميدان. ويستند المنظمون إلى أحكام قضائية صدرت مؤخرًا، اعتبرت أن الاحتجاج السلمي لا يشكل "تمرّدا" يبرر التدخل العسكري.

كما تطالب المنظمات المشاركة، مثل "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية"، بوقف مداهمات الهجرة والترحيل الجماعي، ووضع حد لانتهاكات وكالات اتحادية ضد المهاجرين، في ظل تقارير متزايدة عن تفكيك الأسر والانتهاكات الحقوقية.

وفي هذا الإطار، تقول إيمان عوض، المديرة الوطنية للسياسات في مؤسسة "إيمغيج" (Emgage)، إن شعار "لا ملوك" يستدعي جوهر تأسيس الولايات المتحدة ذاته، أي رفض الحكم المطلق، مضيفة أن هذه الحملة تعبّر عن قلق متزايد من محاولات تجاوز القانون والمؤسسات. وشددت على أن الديمقراطية تُصان بإخضاع السلطة لإرادة الناس، لا العكس.

ويقود التنسيق الوطني لهذه الاحتجاجات تحالف "50501" (50 ولاية.. احتجاج واحد)، مدعومًا بمنظمات مدنية كبرى مثل "إنديفيزيبل" و"بابليك سيتزن"، التي توفر دعما لوجستيا وتوعويا، فضلا عن إرشادات قانونية للمشاركين. كما أعلنت اتحادات مهنية كبرى دعمها للحراك، بينها اتحاد المعلمين الأميركيين واتحاد عمال الاتصالات.

ويأتي هذا التصعيد الشعبي في ظل إغلاق حكومي جزئي بدأ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد فشل الكونغرس في إقرار الموازنة، مما تسبب في تجميد رواتب مئات الآلاف من الموظفين الفدراليين، وإجبار نحو 700 ألف منهم على إجازات قسرية، فيما اضطر آخرون للعمل دون أجر. كما أصدرت 7 وكالات قرارات بفصل أكثر من 4100 موظف، قبل أن يتم تعليقها مؤقتًا بقرار قضائي.

ويرى مراقبون أن هذا الإغلاق تحول إلى ورقة ضغط سياسي تستخدمها الإدارة في صراعها مع الخصوم، وهو ما أجّج حالة الغضب الشعبي وأضفى على الحراك زخما إضافيًا، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات اقتصادية واجتماعية أعمق في حال استمرار الانسداد السياسي.

وفي هذا السياق، قال إيريك رييس، عضو اتحاد المعلمين الأميركيين، إن المشاركة في احتجاجات السبت "ليست خلافًا سياسيًا عاديا، بل قضية كرامة إنسانية"، مشيرًا إلى أن ما يجري في البلاد "ينتهك القيم التي تأسست عليها"، مضيفًا: "حين تُفكك العائلات وتنتشر القوات في الأزقة، تصبح المقاومة واجبًا".


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند "لا ملوك": 1700 مدينة أميركية تنتفض ضد استبداد ترامب 57 ألف يتيم في غزة... أطفال فقدوا كل شيء تحت نيران الاحتلال أوضاع نوم صحية لراحة أفضل مشروبات مثالية لتبدأ بها يومك بنشاط وراحة عبارات تهنئة بمناسبة عيد الشكر 2025 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يوجه بتعزيز الشراكات الاستراتيجية لجذب استثمارات أجنبية مباشرة في الطيران المدني
  • لا ملوك: 1700 مدينة أميركية تنتفض ضد استبداد ترامب
  • أمريكا.. 2700 تظاهرة ضد ترامب وتوقعات بخروج الملايين
  • لا ملوك في أميركا.. ترامب على موعد مع "زحف غاضب"
  • ترامب يلمح إلى تخفيف موقفه من الرسوم على الصين
  • لا للملوك: ملايين الأمريكيين يتظاهرون غدًا في 2600 موقع ضد سياسات ترامب
  • ترامب يريد بناء قوس نصر.. واحتجاجات مرتقبة تحت شعار لا ملوك
  • المرأة العمانية تثبت حضورها في قطاع الطيران المدني بثقة وكفاءة
  • من قائد سرب الطيران المصري لطائرة الرئاسة الأمريكية: نرحب بكم في مصر وننقل ترحيب الرئيس السيسي| فيديو