حصن الحزم.. إبداع الهندسة المعمارية الدفاعية تعكس عبقرية العمانيين منذ القدم
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
يعد حصن الحزم من أبهى وأفخر العمائر الدفاعية في دولة اليعاربة، إذ تم بناؤه بواسطة الإمام سلطان بن سيف "خامس أئمة دولة اليعاربة" التي حكمت عمان خلال الفترة من عام 1624 - 1738م، وهو حفيد الإمام سلطان بن سيف اليعربي، حيث انتقل الإمام سلطان بن سيف من الرستاق إلى هذا الحصن، وجعله مقراً لإدارة أمور الدولة، وقد أنفق في بناء هذا الحصن معظم ثروة والده وأوقافه، وتذكر المصادر أنه اقترض كثيرًا من الأموال ليكمل بناء هذا الحصن المنيع، وتوفي الإمام بحلول عام 1719م بعد إمامة دامت سبع سنين وتسعة أشهر حيث توفي ودفن بهذا الحصن في البرج الغربي الذي أطلق عليه السالمي البرج النعشي.
الجدران السميكة
وقال خميس بن عامر الهطالي كاتب شؤون إدارية بإدارة التراث والسياحة بالرستاق: عند الاقتراب من حصن الحزم الواقع بالقرب من السهول الواسعة في الباطنة يمكن أن يتخيل المرء كيف كان الحصن معلمًا مهيبًا على الأرض الشاسعة المفتوحة قبل أكثر من 350 عاماً، ومن شرفاته يصبح بالإمكان مراقبة كافة الجهات التي يطل عليها الحصن مما أضاف إليه لمسة جعلته متميزاً بها، كما عكس مبنى الحصن تطوير المباني الدفاعية التي سبقت بنائه ومنها: قلعة نزوى، وحصن جبرين، وبدا ذلك جليًا في المواد المستخدمة في عملية البناء والأبراج الدفاعية والتصاميم والنقوش الزخرفية، إضافة إلى أساليب البناء بالقنطرة والسراديب.. مؤكداً أن الحصن قد بني في مرحلة انتقالية من استخدام البنادق إلى استخدام المدافع في الحروب، وقد انعكس ذلك جلياً في الجدران السميكة والقوية التي تعمل على صد أي هجوم بقذائف المدافع، كما لعب برجا المدفعية اللذان يقعان في مواجهة بعضهما البعض على الركنين الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي من الحصن على القيام بالدور الدفاعي المنوط بهما، وكان كل برج من البرجين يمتلك سطحان مع سبع فتحات لإطلاق النار بعدد إجمالي قدره ثمانية وعشرون مدفعًا توفر قوة إطلاق نار بدائرة 360 درجة من أجل إحكام السيطرة على السهول المحيطة بأكملها.
المعلم التاريخي المهيب
وأشار إلى أن المتأمل لهذا المعلم التاريخي المهيب يجد بنائه أضخم وأكبر كثيراً مما هو عليه في الخارج، وهذا يرجع إلى عدة عوامل أهمها: صلابة واجهته التي تقطعها فقط القليل من النوافذ الصغيرة، إضافة إلى بنيته الطويلة وعرضها البارز بفضل المحيط الواسع والاستثنائي لبرجي المدفعية اللذين يذكرانا بقلعة نزوى التاريخية من ناحية الشكل، وعلى الرغم من أن المظهر الخارجي لحصن الحزم يبرزه كمعقل عسكري قوي فإن بنيته الداخلية تبدو فخمة جدًا، وانعكس ذلك على النقوش الزخرفية والجصية التي تزين جدران وأسقف الحصن، وفي نفس الوقت يضم مستودعات للأسلحة، إضافة إلى ما سبق فقد احتوى الحصن على معالم دفاعية داخلية واسعة موزعة على جميع أرجاء الحصن، ويتميز حصن الحزم بوجود مسالك وأسوار منيعة ومنصات، فضلاً عن المساقط التي تستخدم لحماية المداخل من الأعداء بصب الزيت والعسل والماء المغلي عليهم، إضافة إلى المزاغل التي تستخدم لرمي السهام والحماية والمراقبة، والأنفاق التي تستخدم للهروب .. مشيرًا إلى أن الباب الرئيسي للحصن يعد من أبرز المعالم الدفاعية وذلك لأن البناء محمي بمسامير نحاسية ثقيلة، وتوجد أعلى الباب فتحة لصب الزيت، والعسل، والماء المغلي على المعتدين، أو إسقاط القذائف عليهم، وبعد عتبة الباب توجد حفرة عميقة لأسر الأعداء، ويتم إخفاء الحفرة بأغطية خشبية تزال عندما تكون القلعة قيد التهديد، ويعزز الباب الهائل بوظائفه القاتلة من خلال مجموعة متوالية من الأبواب الداخلية وهي متقابلة ومتشابهة لتمكين استخدام المنجنيق، أو لكسب قوة دفع في هجوم دائر.
غنائم معركة ديو
وأكد اختيار حصن الحزم لعرض تشكيلة من المدافع المميزة والفريدة التي تمتلكها سلطنة عمان حيث يحتوي البرج الشمالي على مدافع إسبانية وبرتغالية تم الحصول عليها كغنائم حرب من المعارك مع البرتغاليين ومنها معركة ديو الشهيرة التي وقعت أكثر من 3 مرات في الهند، كما يشتمل البرج الشمالي على مدفع عماني صنع في ولاية صحار، إضافة إلى أثقل مدفع صنع من البرونز ويعد واحدًا من أثقل المدافع في سلطنة عمان، مؤكدًا أن البرج الشمالي، والبرج الجنوبي يربط بينهما نفقٌ سري مما يدلل على إبداع العمانيين في الهندسة المعمارية والبناء والتشييد في بداية القرن الثامن عشر، ويقع هذا النفق بين الدور الأرضي والدور الثاني، وما يميز البرج الشمالي وجود مدافع مصنوعة من مادة البرونز، أما المدافع في البرج الجنوبي فإنها مصنوعة من مادة الحديد، وبينها أقدم مدفع بريطاني موجود في سلطنة عمان، وكذلك يوجد مدفع من السويد.
هندسة الأنفاق
وذكر الهطالي أن الأهداف من وجود الأنفاق في حصن الحزم يكمن في مباغتة الأعداء، وهي الأنفاق التي تؤدي من الأعلى إلى الأسفل كعنصر مفاجأة للأعداء، وأنفاق من الداخل إلى الخارج مهمتها التزود بالسلاح، والدعم العسكري، والغذاء للمرابطين داخل الحصن... مضيفًا: أن الإمام كان يبحث في شؤون الدولة في الغرفة الطويلة أو ما يطلق عليها البرزة.
وأضاف: أن حصن الحزم استطاع الجمع بين نمط العمارة المدنية بطابعها الحياتي والمعيشي والتي تركن إلى طابع الهدوء والاستقرار ممثلًا في الغرف والقاعات المختلفة، وبين نمط العمارة الدفاعية بطابعها الحاد الصارم ممثلًا في الأبراج الدفاعية وفتحات المزاغل والسقاطات والشرفات والأبواب السميكة، حيث تحققت العبقرية المعمارية لدى المعماري العماني في أبهى صورتها بهداف الحصن لمنيع ليبقى حصن الحزم دون منافس فخرًا للعمارة الدفاعية في سلطنة عمان عبر عصورها المختلفة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البرج الشمالی سلطنة عمان هذا الحصن إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
الحزم يعمق جراح الأخدود في دوري روشن
فاز فريق الحزم على مضيفه الأخدود، بهدفين لهدف، مساء اليوم، على ملعب مدينة الأمير هذلول بن عبدالعزيز الرياضية بنجران، في الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي للمحترفين.
افتتح نواف الحبشي التسجيل للحزم في الدقيقة (20)، وعادل الأخدود النتيجة في الدقيقة (33)، عن طريق اللاعب غسان هوساوي، فيما سجل اللاعب أحمد النخلي هدف الفوز للفتح في الدقيقة (40).
وبهذه النتيجة، رفع الحزم رصيده إلى (5) نقاط، وتذيل الأخدود الترتيب دون نقاط، بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي.
الأخدوددوري روشن الحزمقد يعجبك أيضاًNo stories found.