معهد تيودور بلهارس يشارك في مؤتمر دولي بجامعة توبنغن بألمانيا
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
شارك معهد تيودور بلهارس للأبحاث أعرق المراكز البحثية في الشرق الأوسط المتخصصة في أمراض الكبد والجهاز الهضمي والبلهارسيا، في فعاليات المؤتمر العلمي الذي نظمته جامعة توبنغن الألمانية تحت عنوان: "مائتي عامًا من أبحاث البلهارسيا في ألمانيا وخارجها"، بمناسبة مرور مائتي عام على ميلاد العالم الألماني تيودور ماكسميليان بلهارس، مكتشف ديدان البلهارسيا في مصر.
نظم المؤتمر كل من معهد طب المناطق الحارة بجامعة توبنغن بالتعاون مع جامعة جوستوس ليبيغ في غيسن بألمانيا وجامعة ميونيخ التقنية بألمانيا ومركز البحوث الطبية بالجابون، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
ومثل مصر في هذا الحدث العلمي الكبير الدكتور أحمد عبد العزيز القائم بأعمال مدير معهد تيودور بلهارس للأبحاث ورئيس مجلس الإدارة، حيث ألقى محاضرة بعنوان: "دور العالم تيودور بلهارس في مصر- معهد تيودور بلهارس: قصة نجاح وامتنان".
واستعرض الدكتور عبد العزيز خلالها تاريخ مرض البلهارسيا في مصر واكتشاف الطبيب الألماني تيودور بلهارس لمسبباته، كما تناول الجهود الوطنية للقضاء على المرض بدءًا من حملات وزارة الصحة والمبادرات القومية، مرورًا بالدور المحوري لمعهد تيودور بلهارس في الأبحاث والتشخيص والعلاج، مما أسهم في إنخفاض معدلات إنتشار المرض في ربوع مصر إلى أدنى مستوياتها.
وأوضح إمكانيات المعهد البحثية والطبية، مشيرًا إلى ما يقدمه من خدمات تدريبية وبحثية من خلال وحدة المواد البيولوجية، ووحدة الأجسام المضادة أحادية النسيلة، ومركز التعاون مع منظمة الصحة العالمية كما استعرض إمكانيات مستشفى المعهد التي تضم عدد 307 سريرًا وغرف عمليات متطورة مجهزة على أعلى مستوى تقدم خدمات تشخيصية وعلاجية شاملة في أمراض الكبد والجهاز الهضمي والكلى والمسالك البولية ومضاعفاتها.
وسلط الدكتور عبد العزيز الضوء على مشاركة المعهد الفاعلة في المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سي مشيدًا بنجاح هذه المبادرة التي شملت أيضًا مرضى فيروس بي والتليف الكبدي، وذلك من خلال وحدات الكبد المتخصصة بالمعهد.
وتميز المؤتمر بمحتوى علمي ثري، إذ تضمن ثماني جلسات رئيسية للعروض التقديمية وجلستين للملصقات البحثية، بمجموع 42 محاضرة علمية و47 ملصقًا بحثيًا، تناولت كل ما يتعلق بمرض البلهارسيا منذ إكتشاف الديدان المسببة له على يد تيودور ماكسميليان بلهارس وحتى الآن، حيث دارت محاور المؤتمر حول تاريخ مرض البلهارسيا، أبحاث البيولوجيا الجزيئية والعلاقة بين الطفيل والعائل، تشخيص المرض وتأثيره على الأطفال والحوامل، دراسة القواقع الناقلة للمرض، العلاقة بين البلهارسيا وجهاز المناعة والميكروبيوم المعوي، طرق التشخيص الحديثة للمرض باستخدام الذكاء الاصطناعي، إستعراض نتائج بعض الأبحاث عن تطوير إستراتيجيات مكافحة المرض، وتطوير لقاحات جديدة، بالإضافة إلى الدراسات الميدانية التي قدمها الباحثون من بعض الدول الأفريقية.
أما الملصقات البحثية فقد تناولت تحليل التنوع الوراثي بين سلالات البلهارسيا المختلفة في أفريقيا، أبحاث عن التغيرات الجزيئية والطفرات التي تؤثر على شدة المرض، تطوير أدوية جديدة ضد البلهارسيا وتحسين فعالية دواء "برازيكوانتيل"، تأثير مرض البلهارسيا على الحمل والأجنة، تأثير العدوى على الكبد والطحال، أبحاث حول الأنيميا والعدوى المزدوجة بالملاريا والبلهارسيا، أبحاث عن النماذج الرياضية لتوقع انتشار المرض والسيطرة عليه، إستخدام الذكاء الإصطناعي لتصميم خرائط إنتشار العدوى.
وشهد المؤتمر مشاركات دولية واسعة من إنجلترا وسويسرا وهولندا وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والنمسا ومصر وغانا ومالاوي ونيجيريا وبنين ومدغشقر وتنزانيا والكاميرون والكونغو الديموقراطية والجابون.
كما وجه الدكتور أحمد عبد العزيز الشكر للأستاذة الدكتورة نجوى الخفيف الأستاذ بقسم الميكروسكوب الإلكتروني بالمعهد لدورها كمنسق لمشاركة المعهد في هذا الحدث الدولي الهام والتواصل مع منظمي المؤتمر بألمانيا، كما أشاد بمشاركة الأستاذ الدكتور محمد الوشاحي أستاذ المسالك البولية بالمعهد في المؤتمر.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر، أجرى الدكتور أحمد عبد العزيز مقابلة مع البروفيسور Amadou Garba Djirmay ، العالم المتخصص في مرض البلهارسيا بالمقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف. تناولت المباحثات الدور الريادي لجمهورية مصر العربية في مجال مكافحة الأمراض المدارية المهملة وفي مقدمتها البلهارسيا، من خلال معهد تيودور بلهارس للأبحاث، بإعتباره مركزًا مرجعيًا إقليميًا معتمدًا من منظمة الصحة العالمية، يسهم في دعم جهود الدول الإفريقية من خلال برامجه التدريبية والتعاونية.
وقد أكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون المشترك لتصدير التجربة المصرية الرائدة في القضاء على البلهارسيا، من خلال تنظيم بعثات من الباحثين والمتخصصين من معهد تيودور بلهارس إلى عدد من الدول الإفريقية، بهدف نقل الخبرات المصرية، خاصة بعد إعلان مصر خلوها التام من المرض، ودعم جهود الدول الإفريقية والنامية لتحقيق الهدف ذاته، وتقديم الدعم الفني والعلمي لتعزيز قدرات تلك الدول في مواجهة مرض البلهارسيا، بما يتماشى مع إستراتيجيات منظمة الصحة العالمية للقضاء على الأمراض المدارية المهملة بحلول عام 2030.
كما دارت مناقشات موسعة بين معهد تيودور بلهارس للأبحاث ومعهد طب المناطق الحارة بجامعة توبنغن الألمانية، بشأن إعداد بروتوكول تعاون مشترك يهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات البحثية والطبية، وتبادل المعارف والخبرات في أبحاث أمراض المناطق الحارة ومضاعفاتها. وتأتي هذه الخطوة في إطار تأكيد الدور المحوري لمعهد تيودور بلهارس في بناء شراكات علمية دولية تسهم في تطوير الخدمات الطبية والارتقاء بجودتها، بما ينعكس إيجاباً على صحة الإنسان إقليميًا ودوليًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معهد تیودور بلهارس للأبحاث الصحة العالمیة عبد العزیز من خلال
إقرأ أيضاً:
مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في غزة.. القطاع يحتاج 70 مليار دولار
أكد المشاركون في مؤتمر ويلتون بارك، الذي ترأسته بشكل مشترك كلٌّ من بريطانيا ومصر وفلسطين، أن إعادة إعمار قطاع غزة تتطلب عشرات المليارات من الدولارات، مشددين على ضرورة مشاركة القطاع الخاص ودعم التمويل الدولي في هذه العملية المعقدة.
وجاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الذي اختُتم الخميس في بريطانيا، بعد ثلاثة أيام من النقاشات الفنية التي جمعت خبراء في التمويل والاستثمار والتنمية، وممثلين عن وزارات وهيئات فنية، إضافة إلى أطراف حكومية عربية ومؤسسات دولية، ضمن فعاليات الاجتماع الذي نظمته مؤسسة "ويلتون بارك" تحت عنوان: "تمويل إعادة إعمار غزة".
تمويل ضخم ومشاركة دولية واسعة
وأشار البيان إلى أن إعادة إعمار القطاع تتطلب جهداً تمويلياً هائلاً يوازي حجم الدمار غير المسبوق، مؤكداً أن التعافي الاقتصادي شرطٌ أساسي لتحقيق السلام الدائم، إلى جانب الجهود السياسية. كما شدّد المشاركون على أن عملية الإعمار يجب أن تضع الفلسطينيين في صميم الجهود التنموية، مع التركيز على إنشاء آليات تمويل مستدامة تجمع بين الدعم الدولي والاستثمار الخاص.
وأوضح البيان أن المؤتمر شهد مشاركة واسعة من مستثمرين دوليين وممثلين عن القطاع الخاص الفلسطيني وحكومات عربية، حيث ناقش المجتمعون الحلول الممكنة لمرحلة إعادة الإعمار، بما في ذلك تحفيز التمويل الخاص وتعبئة الموارد الدولية.
وأضاف البيان: "لقد أحرزنا هذا الأسبوع تقدماً مهماً في تحديد سبل إنشاء تمويل خاص مستدام لإعادة إعمار غزة، بالاستناد إلى الخطط القائمة مثل الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر والتنمية في غزة، ووثيقة مخرجات مؤتمر حل الدولتين".
تقدير دولي بتكلفة 70 مليار دولار
وأكد البيان أن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، بينما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التكلفة قد تتجاوز 70 مليار دولار نتيجة الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.
وفي السياق ذاته، أعلنت حكومة غزة، الخميس، أن القطاع بات "منطقة منكوبة بيئياً وإنشائياً"، بسبب ما وصفته بـ"حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية" التي تسببت في تدمير واسع النطاق وترك نحو 70 مليون طن من الركام، إلى جانب قرابة 20 ألف قذيفة وصاروخ غير منفجرة تمثل تهديداً دائماً لحياة المدنيين والعاملين الميدانيين.
ووفق بيانات الحكومة، فقد قتل الاحتلال الإسرائيلي خلال عامين من حرب الإبادة 67 ألفاً و967 فلسطينياً، وأصابت 170 ألفاً و179 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، كما تسببت المجاعة الناتجة عن الحصار وانهيار الخدمات في استشهاد 463 شخصاً بينهم 157 طفلاً.
وأضافت أن نحو 20 ألف جسم متفجر لم يُنفجر بعد ما يزال مدفوناً تحت الأنقاض، ما يستدعي "جهوداً هندسية دقيقة قبل بدء أي عمليات لرفع الركام أو إعادة البناء".
اتفاق وقف إطلاق النار ودور الوسطاء
وكانت حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي قد توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضية، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي جاءت بعد وساطة دولية شملت أطرافاً عربية وأوروبية.
ورحب البيان الختامي للمؤتمر بسريان وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ولمّ شمل العائلات الفلسطينية، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيداً بجهود الولايات المتحدة والوسطاء الدوليين في التوصل إلى الاتفاق.
وشدد المشاركون في مؤتمر ويلتون بارك على أن إعادة إعمار غزة ليست مجرد مشروع هندسي أو اقتصادي، بل تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في المنطقة.
ودعوا إلى تعبئة الموارد الدولية وإشراك القطاع الخاص الفلسطيني والعربي لضمان عملية إعمار مستدامة وشاملة تُمكّن السكان من استعادة حياتهم الطبيعية بعد سنوات من الحصار والحرب.
كما أكدوا أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون عدالة اقتصادية وتعافٍ شامل يضع الإنسان الفلسطيني في قلب عملية البناء، مشيرين إلى أن نجاح إعادة الإعمار سيكون اختباراً حقيقياً للإرادة الدولية في إنهاء معاناة سكان القطاع الذين يعيشون منذ نحو 18 عاماً تحت حصار خانق زادته الحرب الإسرائيلية كارثية غير مسبوقة.