فلسطين بين مسار السلام ومسار حماس
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
مع طول أمد الصراع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني المحتل منذ ما يزيد عن المائة عام، ومع المآسي والحروب والانتكاسات والجرائم الوحشية التي نالت من أبناء الشعب الفلسطيني، والذي برغم صموده خلال تلك العقود، ما يزال ينتظر، وبعد كل تلك التضحيات إقامة دولته المشروعة، فبرغم الاتفاقات والقوانين الأممية التي جاءت في صف إقامة الدولة الفلسطينية، وبرغم الاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين والكيان المحتل، فإن الأمل لإقامة تلك الدولة قد طال وصولاً إلى تلك اللحظة الفارقة، تلك اللحظة التي لاقى فيها الشعب الفلسطيني الويلات من جانب الكيان المحتل، وما شهده قطاع غزة من خراب، دمار، تجويع، وإبادة جماعية، وبخاصة بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، وتداعيات تلك العملية على أبناء الضفة الغربية، وقادة الدولة الفلسطينية، وما تعرضوا له من قتل واعتقال، واعتداءات من جانب المستوطنين، لتصل تلك القضية الآن بعد وقف الحرب المؤقت في قطاع غزة إلى خيارين لا ثالث لهم، إما الالتزام بالخيار السياسي والدبلوماسي بمشاركة أممية ودولية اعتمادًا على مخرجات خطة السلام التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ مؤخرًا التي يمكن أن تفضي ببنودها إلى إقامة دولة فلسطينية، أو الخيار الثاني، وهو خيار ما يسمى بالمقاومة المسلحة التي تبنتها طويلاً الحركات الفلسطينية المتعددة، وعلى رأسها حركة حماس والجهاد، والتي أوصلت القضية الفلسطينية، وأبناء الشعب الفلسطيني إلى ما وصل إليه الآن، انطلاقًا من فكر حماس الذي قضى على الأخضر واليابس في قطاع غزة، والتسبب في إقامة الكثير من المستوطنات، ولربما احتلال الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، وضم الضفة الغربية وغيرها من الانتكاسات التي يمكن أن تطال للشعب الفلسطيني، وتؤدي إلى تهجيره في النهاية، لما لا وقد أعطت حماس المهيمنة على قطاع غزة، والخارجة عن السلطة الفلسطينية الشرعية الذريعة الكبرى للحكومات الإسرائيلية المتطرفة التي قامت مؤخرًا بعملية الإبادة الجماعية، وتخريب قطاع غزة في ظل وجود حكومة "بنيامين نتنياهو" المتطرفة، وبمساندة أمريكية وغربية غير محدودة، وصولاً إلى تلك المآسي الكبرى التي لم يشهدها الشعب الفلسطيني من قبل، ما يجعل الخيار السلمي هو الخيار الأمثل للشعب الفلسطيني، مع توحد كامل أبناء الشعب الفلسطيني تحت لواء السلطة الفلسطينية، تلك السلطة التي يحترمها، وتتعامل معها دول العالم، التي أفضت إلى اعتراف الكثير من الدول الغربية الهامة مؤخرًا بدولة فلسطين، والداعية أيضًا إلى فكرة حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، كخيار استراتيجي أمثل يمكن أن يحقق الأمن والاستقرار والسلام لكل من إسرائيل وفلسطين، ولهذا فقد آن الأوان لحركة المقاومة "حماس"، وغيرها من حركات المقاومة تسليم أسلحتهم وفقًا لبنود خطة ترامب الأخيرة، والانخراط، والتوحد تحت لواء السلطة الفلسطينية، لتشكيل نسيج وطني واحد يرفع رايته عاليًا أمام دول العالم، مطالبًا بالسلام، والتمسك بهذا الخيار لفرضه على المتطرفين، والحفاظ على ما تبقى من الأرض، وإقامة الدولة المشروعة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: هناك تفاصيل سرية في اتفاق حماس وإسرائيل
أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور أن هناك تفاصيل غير معلنة في اتفاق حركة حماس مع إسرائيل.
وأضاف السفير رياض منصور أن السلطة الفلسطينية لا تعلم كل ما اتفقت عليه حركة حماس في اتفاق غزة.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قال الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين ، أننا لدينا رؤية وأولويات واضحة تجاه اليوم التالي لقطاع غزة ، ونركز حاليا على استدامة وقف العدوان لأن أهم مرتكز لبرنامجنا وأهم أولوية عندنا هى حماية الوجود الفلسطيني ومنع الاحتلال من الاستمرار في التغول على أبناء شعبنا.
وقال الهباش - في مداخلة هاتفية لقناة القاهرة الإخبارية - "نحن ومصر فريق واحد ولدينا انسجام كامل في الأفكار والرؤى والتطورات ونثق في الجهد المصري ونقدره .
وتابع "لدينا جملة من الأولويات أولها التعافي وإغاثة المواطنين وإيوائهم واستعادة الخدمات التي يمكن استعادتها سواء على مستوى الصحة والتعليم أو البنية التحتية ومن ثم الدخول في البرنامج طويل الأمد والمقصود به إعادة اعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة ، منوها بأن العنوان الأبرز لكل هذا أن كل قطاع غزة يجب أن يكون تحت الولاية القانونية والسياسية والإدارية للدولة الفلسطينية.
وشدد على أن قطاع غزة لأهله وهو جزء من دولة فلسطيني بالتالي هو تابع للولاية السياسية الفلسطينية ، ولا يمكن تحقيق أمن وسلام واستقرار مستدام الا باتباع الطرق الشرعية الدولية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال.
وقال "قبلنا بأن يكون هناك مرحلة انتقالية يمكن أن يكون فيها لجنة مؤقتة لإدارة مرحلة التعافي الأولى في قطاع غزة ، وقبلنا أن يكون هناك وجود دولي وعربي مشترك لاسناد التعافي وإعادة الإعمار وترتيب الأوضاع داخل القطاع بما يضمن عدم عودة المبررات والذرائع التي يختلقها الاحتلال من أجل عودة العدوان ، ولكن كل ذلك تميهدا لعودة قطاع غزة إلى الدولة الفلسطينية