البلاد (جدة)

كشفت شركة “جيه إل إل” في تقرير أصدرته مؤخراً بعنوان ” ما بعد انطلاق الصافرة: التأثير المتتابع للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 على قطاع الضيافة السعودي”، أن استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2034 سوف تشكل حافزاً تسويقياً واقتصادياً قوياً، من شأنه إحداث تحول كبير وطويل الأمد في مشهد الضيافة في المملكة.


يقدم التقرير رؤىً جوهرية حول الفرص الاستثمارية وأبرز مجالات الاستثمار الواعدة التي تُحدثها البطولة في مختلف أنحاء المملكة. كما تستكشف التحليلات التي أعدها فريق خبراء “جيه إل إل” الاستراتيجيات المتاحة للمطورين والمشغلين والمستثمرين للتعامل مع ديناميكيات السوق المتطورة والاستفادة من الظروف المشجعة التي يوفرها كأس العالم للاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يخدم مستهدفات رؤية السعودية 2030.
يجسِّد اختيار المملكة الاستراتيجي للمدن المضيفة لفعاليات البطولة، والتي تروي كل منها قصة ثقافية واقتصادية متفرّدة، دليلاً قوياً على جاهزيتها التامة لاستضافة حدث عالمي بهذا المستوى. فمن الرؤية المستقبلية الطموحة التي تجسدها نيوم، والإرث العريق لمنطقة عسير، وصولاً إلى موقع جدة الحيوي كبوابة على البحر الأحمر وقبلة للثقافة الإسلامية، وتحوّل الرياض إلى مدينة حضرية عصرية بمعالمها الشامخة، ترسي المملكة أسساً قوية تضمن نجاح هذا الحدث العالمي الضخم. كما يمثل الاعتماد على القطاع الخاص لإدارة وتشغيل عمليات الملاعب الـ 15 خطوة مبتكرة ومهمة تعزز استعداد المملكة للحدث الرياضي الأهم عالمياً، مما يضمن تحقيق الاستفادة المثلى من هذه المنشآت المتطورة على المدى الطويل.
وفي هذا الخصوص، قالت الدكتورة سارة قاسم، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم الفنادق في شركة “جيه إل إل” السعودية:” تمثل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 فرصةً فريدة للسعودية لعرض مقوماتها الفريدة والمتطورة في قطاع الضيافة على الساحة العالمية، وتسريع وتيرة تحقيق أهداف رؤيتها الطموحة لعام 2030. وفي حين تشكل المدن السعودية العريقة، مثل الرياض وجدة، ركيزةً أساسيةً للبنية التحتية السياحية في المملكة، تُوفر وجهات ناشئة أخرى، كمدينتي أبها ونيوم، فرص نمو استثنائية وآفاقاً استثمارية واعدة غير مُستغلة. وسيحفز هذا الحدث العالمي الطلب على العروض السياحية بشكل فوري ويدفع بعجلة النشاط الاقتصادي، مساهماً بذلك في تحقيق أهداف المملكة في تنويع مصادر دخلها السياحي على المدى الطويل، وتاركاً إرثاً مستداماً وراسخاً للأجيال القادمة”.
واستناداً إلى الدروس المستفادة من استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، يسلط تقرير “جيه إل إل” الضوء على الطلب غير المسبوق الذي يولده حدث ضخم كهذا. فقد استقطبت قطر أكثر من 2.5 مليون زائر دولي، مما شكل حافزاً قوياً لقطاع الضيافة فيها، كما سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 99% في متوسط ​​الأسعار اليومية، وارتفاعاً بنسبة 71% في إيرادات الغرف المتاحة على أساس سنوي. كما يؤكد التقرير على أهمية تلبية الاحتياجات الديموغرافية الإقليمية، حيث كانت السعودية المساهم الرئيسي بنسبة (23%) في عدد الوافدين الدوليين إلى قطر خلال عام 2022، كما كان معظم الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة. ويشير التقرير أيضاً إلى إمكانية نمو كبيرة في خيارات الإقامة البديلة، بما في ذلك منصات مثل “Airbnb” والإيجارات قصيرة الأجل، مما يستدعي وضع لوائح شاملة لضمان تطبيق معايير جودة متسقة عبر جميع فئات الإقامة.
ومن المتوقع أن تسهم متطلبات الإقامة التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لمجموعاته التابعة وفق تصنيفات النجوم، في حفز تحولات نوعية وتحديثات استراتيجية في قطاع الضيافة السعودي. إذ تتطلب استضافة مجموعات الاتحاد توفير أكثر من 15,000 غرفة فندقية، موزعةً بشكل متساوي بين فئات 5 و4 و3 نجوم، مما يخلق حافزاً إيجابياً لتحسين جودة الخدمات المقدمة. واستجابةً لذلك، تعمل وزارة السياحة السعودية جاهدةً على تطوير أنظمة تصنيف الفنادق الحالية وضمان تحقيق انسجام فعّال بين المالكين والمشغلين. ويؤكد هذا النهج الاستباقي، إلى جانب إصدار لوائح تنظيمية تخص 10 أنواع مختلفة من أماكن الإقامة، بدءاً من الفنادق العادية وصولاً إلى المرافق المؤقتة، على التزام المملكة بتقديم خدمات وعروض متميزة.
وتشهد الرياض وجدة في الوقت الحالي أداءً قوياً في معدل النمو السنوي المركب، ومتوسط ​​الأسعار اليومية، ومعدلات الإشغال. إذا يبلغ معروض الرياض حالياً من الغرف عالية الجودة 22,729 غرفة، مدفوعاً بالمبادرات الحكومية مثل “موسم الرياض” ونقل المقرات الرئيسية للشركات، مما يعزز وجود مزيج متوازن بين فئتي الترفيه والأعمال. بينما يبلغ عدد الغرف عالية الجودة المتاحة حالياً في جدة 20,518 غرفة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 30,611 غرفة بحلول عام 2030، لتلبية احتياجات زوار قطاعي الترفيه والسياحة. غير أن التوسع المتسارع في المخزون الفندقي ينذر بوجود مخاطر محتملة لفرط العروض في السنوات القادمة، مما يستدعي الحاجة إلى تنويع استراتيجي خارج نطاق الأسواق الراسخة.
يصنّف تقرير “جيه إل إل” كل من أبها ونيوم كوجهات رئيسية يمكنها تحقيق عائد استثماري مرتفع. فمدينة أبها، الواقعة بين أحضان جبال السروات الخلابة، تشكّل فرصة استثنائية للمستثمرين نظراً لمناخها المعتدل على مدار العام ومشهدها الثقافي المزدهر، مما يجعلها موقعاً مثالياً للمنتجعات البيئية الفاخرة، والمنتجعات من فئة البوتيك، والعروض السياحية الثقافية الأصيلة.
ومن جهة أخرى، تمثّل نيوم- جوهرة تاج مشاريع رؤية السعودية 2030 الطموحة -فرصة لا تعوّض للمستثمرين أصحاب الرؤية الاستشرافية في قطاع الضيافة. إذ تجمع هذه الوجهة المستقبلية الفريدة بين الابتكار والاستدامة والفخامة لتقديم مفاهيم فندقية متميزة، مع أهداف تتمحور حول مبادئ الاقتصاد الدائري، والاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى استراتيجية نقل متكاملة. كما أنّ بنيتها التحتية عالمية المستوى تعزز من مكانة المنطقة كوجهة مثالية لاستثمارات الضيافة الدولية التي تستهدف الفرص التي توفرها بطولة كأس العالم FIFA 2034.
مع استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، تبرز ضرورة الارتقاء بمعايير الضيافة وتأهيل الكوادر البشرية المتمرسة كعنصر جوهري لضمان نجاح الحدث. كما أن تعزيز مشاركة الشباب وتحفيز المستثمرين على تعزيز فرص العمل سيعزز هذا القطاع بشكل أكبر. يعد كأس العالم FIFA 2034 حافزاً قوياً للنمو الاقتصادي والتنويع، وسيتيح فرصاً كبيرة وطويلة الأجل للمستثمرين العالميين الراغبين في المساهمة بتحقيق رؤية المملكة الطموحة، ورسم ملامح مستقبل قطاع الضيافة سريع التطور. 

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: السعودية قطاع الضيافة السعودي كأس العالم FIFA 2034

إقرأ أيضاً:

“وول ستريت جورنال”: واشنطن تخطط لعقد اجتماعات مع موسكو قبل قمة بودابست أكثر من التي سبقت قمة ألاسكا

الولايات المتحدة – أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن واشنطن تخطط لعقد اجتماعات تمهيدية مع موسكو قبل لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في بودابست أكثر من التي سبقت قمة ألاسكا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية لم تذكرهم: “على أمل تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق، تخطط الولايات المتحدة لعقد المزيد من الاجتماعات على مستوى منخفض مع روسيا مقارنة بما سبق قمة ألاسكا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب الأمريكي سيترأسه وزير الخارجية ماركو روبيو، وليس المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، وهي الخطوة التي رحب بها المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون.

وقبل لقاء ترامب بفلاديمير زيلينسكي يوم الخميس الماضي، أجرى الرئيس الروسي مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي استمرت ساعتين ونصف، وهي من أطول المكالمات منذ أوائل عام 2025.

وبحث الطرفان خلال المكالمة، من بين أمور أخرى، الوضع في أوكرانيا. وعقب المكالمة، أعلن ترامب عن نيته عقد لقاء شخصي مع بوتين في العاصمة الهنغارية بودابست.

المصدر: “نوفوستي”

مقالات مشابهة

  • “وول ستريت جورنال”: واشنطن تخطط لعقد اجتماعات مع موسكو قبل قمة بودابست أكثر من التي سبقت قمة ألاسكا
  • “الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 62 موقعًا بالمملكة
  • “المساحة الجيولوجية”: رصد زلزال بقوة 4.3 درجة بالخليج العربي على بعد 160كم من أراضي المملكة.. والوضع آمن
  • “التدريب التقني” تطلق منصة للتدريب الإلكتروني بالكليات والمعاهد التقنية على مستوى المملكة
  • ثقافة وفنون وابتكار.. 10 برامج تقدم تجارب استثنائية في موسم الدرعية
  • “أونروا”: يجب السماح بإدخال كل المساعدات التي لدينا إلى غزة دون تأخير
  • السيسي يوجّه بتعزيز الشراكات الاستراتيجية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بقطاع الطيران المدني
  • “الأغذية العالمي”: كميات الغذاء التي دخلت قطاع غزة ما تزال أقل من المطلوب
  • “أونروا” تحذر من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بغزة نتيجة تدمير “إسرائيل” الأراضي الزراعية