يصر كثيرون، على تصفية الرئيس السادات تاريخيا، كما تمت تصفيته بالرصاص فى حادث المنصة قبل 44 عاما.
آخر المحاولات، هى رصاصات لا أعرف أى خبيث أطلقها، إذ اقتطع حوارا على إحدى الفضائيات مع الدكتور مصطفى الفقى، يقول فيه إن هنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى ووزير الخارجية قال للسادات : «لا تنس أنك مهزوم».
ونقلت مواقع لصحف كبرى، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعى مع الفيديو، باعتبار أن شهادة الدكتور الفقى تخص رؤية كيسنجر لمصر بعد حرب 1973.
الحقيقة أن الدكتور مصطفى الفقى، كان يتحدث عن هنرى كيسنجر قبل حرب أكتوبر، وليس بعدها.. لكن كارهى السادات وكارهى نصر أكتوبر وبعض كارهى مصر وجيشها، تحالفوا معا لترويج أكذوبة.
أبسط قارىء للتاريخ سيعرف أن دور هنرى كيسنجر، لم يبدأ بعد حرب أكتوبر، وإنما فى بداية 1969 أى بعد عام ونصف فقط من النكسة، عندما تم تعيينه مستشارا للأمن القومى الأمريكى.
وتبنى كيسنجر منذ تلك اللحظة، وخاض واستمع للرئيس السادات ومعاونيه كثيرا.. وبالطبع كان حريصا على عدم تحقيق أية مكاسب لمصر، وفرض هيمنة ومصالح إسرائيل.
وواقعة «لا تنس أنك مهزوم»، تعود إلى أواخر فبراير 1973، بعد انتخاب الرئيس الأمريكى نيكسون لولاية رئاسية ثانية، عندما زار مستشار الأمن القومى المصرى حافظ إسماعيل، نظيره الأمريكى هنرى كيسنجر.. وبعد اجتماع قصير مع نيكسون، قال إسماعيل نصا: «مصر لايمكنها أن تفكر فى تسوية مصرية منفصلة إلا فى سياق إطار عام للتسوية فى الشرق الأوسط».
وفى كتابه 40 عامًا على «كامب ديفيد»، يحلل أستاذ التاريخ بجامعة نيويورك، كريج دايجل ، أن كلام مبعوث السادات يعنى انسحابا إسرائيليا من كافة الأراضى التى احتلتها عام 1967، والتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية لكن «كيسنجر» قال لإسماعيل: «أنصح السادات بأن يكون واقعيا.. أنت الجانب المهزوم.. يجب أن تقدموا بعض التنازلات إذا أردتم من الولايات المتحدة مساعدتكم».
هذا ما حدث، وهو موثق، ويشير كلام كيسنجر إلى النكسة، وليست لذلك علاقة بنصر أكتوبر ولا بثغرة الدفرسوار.
بل لم تمض 7 أشهر من هذا الحديث المهين، حتى قامت الحرب، وانهارت إسرائيل طالبة المدد الأمريكى، وإنقاذها من الطوفان المصرى.
إذن هناك من اقتطع بخبث حديث الدكتور مصطفى الفقى، ليورطه فى اتهامات ضد السادات وضد مصر، على وزن «لا تقربوا الصلاة».
وكما تم استخدام الراحل الفريق سعد الدين الشاذلى للطعن فى وطنية السادات، وتحميله مسؤولية تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر، ثم مسؤولية ثغرة الدفرسوار، فها هم كارهو السادات يعودون للطعن فى نصر أكتوبر برمته واعتباره «هزيمة» فى عيون الأمريكيين.
حارب السادات إسرائيل، وكان الأمريكان ضده بجسر جوى يحمل أحدث تكنولوجيا السلاح.
وحارب السادات الإسرائيليين، وكان السوفييت معه تارة وضده تارة أخرى، لأنهم لم يكونوا راغبين فى تعكير شهر العسل الطارىء مع أعدائهم الأمريكيين.
طلب الأمريكان والسوفييت، من السادات وقف الحرب يوم 8 أكتوبر بعد أن انهار الهجوم المضاد الإسرائيلى ودمر سلاح المدرعات أمام صلابة الجيش المصرى.. لكن السادات رفض وقف إطلاق النار.. فكان عليهم تأديبه.
فى إحدى أوراق عضو «خلية الأزمة» فى وزارة الخارجية السوفييتية، فيكتور إسرائيليان، كتب: «صباح يوم الثلاثاء، 9 أكتوبر، كنت حاضرًا اجتماعًا خاصًا للرئيس الروسى بريجينيف مع وزير الدفاع الماريشال غريتشكو، بعد أن وصل تقرير فينوغرادوف عن محادثاته مع السادات فى الليلة السابقة. وكان قادة الكريملين غاضبين من عناد السادات. وأتذكر أنى سمعت تعليقات مثل (علينا أن نؤدبه ونلقنه درسًا!) و(موقفه تافه وسخيف!). وكان مصدرَ التعليقات الرئيس بريجينيف وغريتشكو وآخرون».
رحم الله، الشهيد الرئيس السادات، وأيد بنصره الجيش المصرى فى كل وقت وحين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيش المصرى مستشار الأمن القومي الأمريكي وزير الخارجية
إقرأ أيضاً:
حوار الوفد مع الدكتور عمارة عن معني علوم الحديث وأنواعها
علوم الحديث هي مجموعة من القواعد والضوابط التي وضعها العلماء للتحقق من صحة الأحاديث النبوية وتصنيفها، وتمييز الصحيح من الضعيف، وتنقسم بشكل رئيسي إلى قسمين: علم الحديث دراية (أو مصطلح الحديث) الذي يهتم بقواعد نقد السند والمتن، وعلم الحديث رواية الذي يهتم بضبط ألفاظ الحديث ومعانيها. ومن أهم مباحثها: علم الجرح والتعديل، علل الحديث، غريب الحديث، ومختلف الحديث، وتهدف إلى حفظ السنة النبوية من التحريف.
وقال ذلك الدكتور مصطفي ابو عمارة عضو هيئة كبار العلماء واستاذ الحديث بجامعة الازهر .
أقسامها الأساسية
علم الحديث دراية (مصطلح الحديث): القواعد التي يُعرف بها قبول الحديث أو رده، ويعنى بحال الرواة (الجرح والتعديل) وحال المتن (علل الحديث، غريب الحديث، اختلاف الحديث، إلخ).علم الحديث رواية: العلم الذي يُعنى بضبط الألفاظ، وتفسير معاني الحديث، وما يستنبط منه من أحكام.وينقسم علم الحديث بشكل أساسي إلى قسمين كبيرين: علم الحديث رواية (يهتم بنقل متن الحديث وحفظه وضبطه) وعلم الحديث دراية (يهتم بقواعد معرفة أحوال الرواة والمتون من حيث القبول والرد)، ويتفرع من علم الدراية علوم كثيرة مثل علم المصطلح (قواعد القبول والرد)، والجرح والتعديل (حالة الرواة)، والعلل (العيوب الخفية)، والتخريج (تحديد موضع الحديث في المصادر الأصلية).
علوم الحديث نوعان رئيسيان: علم الحديث رواية (نقل الحديث كما هو) وعلم الحديث دراية (دراسة أسانيد ومصنوف الحديث)، وينقسم علم الدراية بدوره إلى أنواع كثيرة جدًا تدرس أحوال الحديث من حيث القبول والرد (صحيح، حسن، ضعيف)، ومن حيث الاتصال أو الانقطاع (مسند، متصل، مرسل، منقطع، معضل) ومن حيث المتن والإسناد (شاذ، منكر، معلل، مضطرب، موضوع) بالإضافة إلى دراسة الرواة والتحمل والأداء وآداب طالب العلم والمحدث، وقد ذكر كتاب مقدمة ابن الصلاح أكثر من 60 نوعًا في كتابه الشهير " معرفة أنواع علوم الحديث .