أعلنت شركة جنرال موتورز عن وقف إنتاج شاحنات شيفروليه برايت دروب BrightDrop الكهربائية، بعد تراجع الطلب وتراكم مئات الوحدات غير المباعة في ساحات الوكلاء، وفقًا لتقرير أرباح حديث كشفه موقع ذا فيرج.
القرار، الذي جاء بعد ثلاث سنوات فقط من إطلاق المشروع الطموح، يسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها شركات السيارات الكبرى في سعيها للتحول إلى الطاقة النظيفة وسط تقلبات السوق وتراجع الدعم الحكومي.

الرئيسة التنفيذية للشركة، ماري بارا، أكدت خلال مكالمة مع المستثمرين أن القرار لم يكن سهلًا على الإطلاق، خاصة لما له من تأثير مباشر على الموظفين.

 وقالت: "لم نتخذ هذا القرار باستخفاف، لكن سوق الشاحنات الكهربائية التجارية يتطور بوتيرة أبطأ بكثير مما كنا نتوقع، كما أن التغييرات في الإطار التنظيمي وحوافز الأساطيل جعلت من الصعب الاستمرار في نفس الوتيرة".

ويبدو أن بارا تشير بكلماتها إلى التغييرات الأخيرة في السياسات الضريبية الأمريكية التي كانت تدعم مشتري السيارات الكهربائية، فقد ألغت إدارة ترامب في سبتمبر الماضي الإعفاء الضريبي الفيدرالي البالغ 7500 دولار أمريكي، والذي كان من المفترض أن يستمر حتى عام 2032 بموجب خطة التحفيز الأصلية.
هذا القرار لم يؤثر فقط على السيارات الكهربائية المخصصة للأفراد، بل امتد أيضًا إلى الشاحنات التجارية التي كانت تتمتع بخصم مماثل قدره 7500 دولار للشاحنات التي يقل وزنها عن 18 ألف رطل، وهو ما كانت تعتمد عليه شركة جنرال موتورز لتسويق شاحنات برايت دروب بأسعار تنافسية.

ومع اختفاء هذه الحوافز، أصبحت شاحنات برايت دروب خارج نطاق الميزانية بالنسبة للعديد من العملاء التجاريين، إذ كان السعر الأساسي للشاحنة يبلغ 74 ألف دولار أمريكي، لكن بفضل الخصومات السابقة كان السعر الفعلي للمشترين يهبط إلى نحو 59 ألف دولار. 

أما الآن، وبعد فقدان تلك المزايا، فقد عادت الأسعار إلى مستويات مرتفعة يصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة تحملها، خاصة مع توفر منافسين بأسعار أقل مثل شاحنة Ford E-Transit التي يبدأ سعرها من 51,600 دولار فقط.

منذ إطلاقها في عام 2021، قدمت جنرال موتورز مشروع برايت دروب باعتباره ركيزة أساسية في استراتيجيتها للتحول إلى السيارات الكهربائية. 

الشركة استثمرت في تطوير برنامج متكامل لإدارة أساطيل النقل، وعقدت صفقات توريد مع عمالقة مثل وولمارت FedEx وشركات لوجستية أخرى، أملاً في اقتحام قطاع النقل التجاري المستدام.
لكن رغم الخطط الطموحة، اصطدمت جنرال موتورز بالواقع الاقتصادي الصعب. فارتفاع أسعار البطاريات وتراجع الدعم الحكومي وتباطؤ البنية التحتية للشحن الكهربائي جعلت من الصعب الحفاظ على تنافسية المنتج.

ويرى محللون أن قرار إيقاف إنتاج برايت دروب يعكس "تراجع الثقة" في الجدوى التجارية للشاحنات الكهربائية في الوقت الراهن. فبينما تشهد سيارات الركاب الكهربائية نموًا مستقرًا، يواجه قطاع النقل التجاري تحديات أكبر، منها طول فترات الشحن، وارتفاع تكاليف الصيانة، وعدم كفاية الحوافز التي تشجع الشركات على استبدال أساطيلها التقليدية.

ورغم الانتكاسة، لم تغلق جنرال موتورز الباب أمام مستقبل برايت دروب بالكامل، إذ أوضحت بارا أن الشركة "تراجع خططها" وتبحث عن "فرص لإعادة هيكلة الإنتاج أو تطوير نموذج بديل أكثر كفاءة من حيث التكلفة"، مشيرة إلى أن الشركة ما زالت ملتزمة بالتحول الكامل نحو السيارات الكهربائية بحلول عام 2035.

ويرى مراقبون أن التحدي الحقيقي أمام جنرال موتورز لا يكمن فقط في المنافسة السعرية، بل في القدرة على إقناع السوق التجاري بأن المركبات الكهربائية تمثل استثمارًا طويل الأمد مجديًا اقتصاديًا. فبدون حوافز حكومية أو دعم تشغيلي واضح، قد تظل الشركات مترددة في الانتقال من محركات الوقود إلى الكهرباء.

بهذا القرار، تكون جنرال موتورز قد أضافت فصلًا جديدًا في قصة التحول الصعبة نحو النقل الكهربائي، حيث يتضح أن الحلم الأخضر يحتاج إلى أكثر من مجرد تكنولوجيا متقدمة، بل إلى سياسات داعمة وسوق ناضجة قادرة على تبني هذا التغيير بثقة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

غدًا.. ورشة «دروب مصر» بمتحف نجيب محفوظ بمناسبة الذكرى الـ 114 لميلاده

ينظم متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية محمد أبو الدهب، التابع لصندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي، غدا الجمعة، ورشة «دروب مصر» بإشراف المعماري سالم حسين، بجولة في منطقة الجمالية، تليها ورشة بمقر المتحف أيام 13 و14 و20 ديسمبر الجاري، بمناسبة الذكرى الـ114 لميلاد نجيب محفوظ.

وأكد المعماري سالم حسين، أن الفكرة الأساسية من الورشة إعادة قراءة المكان من جديد وفهم نسيجه، ورسم رؤية للتطوير تحفظ ذاكرته وتعيد له الحياة، مشيرا إلى الورشة ستستمر لمدة 4 أيام مكثفة للعمل على استكشاف وتحليل واقتراح حلول تصميمية حقيقية.

يركز المشروع على توثيق دروب حي الجمالية، أحد الشوارع التاريخية المرتبطة بسيرة الأديب نجيب محفوظ، بهدف إبراز الطابع التراثي والثقافي للمنطقة وتنشيط السياحة، وتحسين البيئة العمرانية مع الحفاظ على الهوية التاريخية للمكان.

ويعد المشروع فرصة حقيقية للارتقاء العمراني لمنطقة «درب قرمز» ومحيطه شارع المعز ورفع القيمة الاقتصادية والسياحية للمنطقة، إضافة إلى وربط درب قرمز وشارع المعز بالمناطق المحيطة بنسيج عمراني متكامل، بما يعزز الترابط الوظيفي والبصري داخل المنطقة ويحترم الطابع التاريخي.

ومن المقرر أن تطرح الورشة العديد من الأفكار المرتبطة باستخدام وتوظيف المباني التراثية مع الحفاظ على هوية المكان وتنشيط الأنشطة الثقافية لتشجيع مشاركة المجتمع المحلي في جهود الحفاظ والتطوير.

اقرأ أيضاًاحتفالا بالذكرى الـ 114 لميلاده.. غدا ورشة بعنوان «سينما أدب نجيب محفوظ»

اختيار اسم أديب نوبل شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 57

مقالات مشابهة

  • دروب مصر.. مبادرة جديدة لإعادة قراءة الجمالية في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ
  • غدًا.. ورشة «دروب مصر» بمتحف نجيب محفوظ بمناسبة الذكرى الـ 114 لميلاده
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: استملنا شاحنات من اليابان لإزالة النفايات بغزة
  • إنتاج ١٠ سيارات كهربائية مصرية بالكامل كنموذج مبدئي لإنتاج السيارات محلية الصنع
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • الإعلامي الحكومي: تصريحات السفير الأمريكي حوّل شاحنات المساعدات مضللة
  • إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات إنتاج النفط الأمريكي خلال 2025
  • شاحنات «زاد العِزة» تتحرك من الأراضي المصرية باتجاه منفذ كرم أبو سالم جنوبي غزة
  • أكبر الخاسرين في 2025.. من أوبن إيه آي إلى السيارات الكهربائية وخدمات البث التلفزيوني
  • إكسون موبيل تستهدف نمو أرباح بقيمة 25 مليار دولار وتسريع إنتاج النفط والغاز حتى 2030