جنرال موتورز توقف إنتاج شاحنات برايت دروب الكهربائية
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
أعلنت شركة جنرال موتورز عن وقف إنتاج شاحنات شيفروليه برايت دروب BrightDrop الكهربائية، بعد تراجع الطلب وتراكم مئات الوحدات غير المباعة في ساحات الوكلاء، وفقًا لتقرير أرباح حديث كشفه موقع ذا فيرج.
القرار، الذي جاء بعد ثلاث سنوات فقط من إطلاق المشروع الطموح، يسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها شركات السيارات الكبرى في سعيها للتحول إلى الطاقة النظيفة وسط تقلبات السوق وتراجع الدعم الحكومي.
الرئيسة التنفيذية للشركة، ماري بارا، أكدت خلال مكالمة مع المستثمرين أن القرار لم يكن سهلًا على الإطلاق، خاصة لما له من تأثير مباشر على الموظفين.
وقالت: "لم نتخذ هذا القرار باستخفاف، لكن سوق الشاحنات الكهربائية التجارية يتطور بوتيرة أبطأ بكثير مما كنا نتوقع، كما أن التغييرات في الإطار التنظيمي وحوافز الأساطيل جعلت من الصعب الاستمرار في نفس الوتيرة".
ويبدو أن بارا تشير بكلماتها إلى التغييرات الأخيرة في السياسات الضريبية الأمريكية التي كانت تدعم مشتري السيارات الكهربائية، فقد ألغت إدارة ترامب في سبتمبر الماضي الإعفاء الضريبي الفيدرالي البالغ 7500 دولار أمريكي، والذي كان من المفترض أن يستمر حتى عام 2032 بموجب خطة التحفيز الأصلية.
هذا القرار لم يؤثر فقط على السيارات الكهربائية المخصصة للأفراد، بل امتد أيضًا إلى الشاحنات التجارية التي كانت تتمتع بخصم مماثل قدره 7500 دولار للشاحنات التي يقل وزنها عن 18 ألف رطل، وهو ما كانت تعتمد عليه شركة جنرال موتورز لتسويق شاحنات برايت دروب بأسعار تنافسية.
ومع اختفاء هذه الحوافز، أصبحت شاحنات برايت دروب خارج نطاق الميزانية بالنسبة للعديد من العملاء التجاريين، إذ كان السعر الأساسي للشاحنة يبلغ 74 ألف دولار أمريكي، لكن بفضل الخصومات السابقة كان السعر الفعلي للمشترين يهبط إلى نحو 59 ألف دولار.
أما الآن، وبعد فقدان تلك المزايا، فقد عادت الأسعار إلى مستويات مرتفعة يصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة تحملها، خاصة مع توفر منافسين بأسعار أقل مثل شاحنة Ford E-Transit التي يبدأ سعرها من 51,600 دولار فقط.
منذ إطلاقها في عام 2021، قدمت جنرال موتورز مشروع برايت دروب باعتباره ركيزة أساسية في استراتيجيتها للتحول إلى السيارات الكهربائية.
الشركة استثمرت في تطوير برنامج متكامل لإدارة أساطيل النقل، وعقدت صفقات توريد مع عمالقة مثل وولمارت FedEx وشركات لوجستية أخرى، أملاً في اقتحام قطاع النقل التجاري المستدام.
لكن رغم الخطط الطموحة، اصطدمت جنرال موتورز بالواقع الاقتصادي الصعب. فارتفاع أسعار البطاريات وتراجع الدعم الحكومي وتباطؤ البنية التحتية للشحن الكهربائي جعلت من الصعب الحفاظ على تنافسية المنتج.
ويرى محللون أن قرار إيقاف إنتاج برايت دروب يعكس "تراجع الثقة" في الجدوى التجارية للشاحنات الكهربائية في الوقت الراهن. فبينما تشهد سيارات الركاب الكهربائية نموًا مستقرًا، يواجه قطاع النقل التجاري تحديات أكبر، منها طول فترات الشحن، وارتفاع تكاليف الصيانة، وعدم كفاية الحوافز التي تشجع الشركات على استبدال أساطيلها التقليدية.
ورغم الانتكاسة، لم تغلق جنرال موتورز الباب أمام مستقبل برايت دروب بالكامل، إذ أوضحت بارا أن الشركة "تراجع خططها" وتبحث عن "فرص لإعادة هيكلة الإنتاج أو تطوير نموذج بديل أكثر كفاءة من حيث التكلفة"، مشيرة إلى أن الشركة ما زالت ملتزمة بالتحول الكامل نحو السيارات الكهربائية بحلول عام 2035.
ويرى مراقبون أن التحدي الحقيقي أمام جنرال موتورز لا يكمن فقط في المنافسة السعرية، بل في القدرة على إقناع السوق التجاري بأن المركبات الكهربائية تمثل استثمارًا طويل الأمد مجديًا اقتصاديًا. فبدون حوافز حكومية أو دعم تشغيلي واضح، قد تظل الشركات مترددة في الانتقال من محركات الوقود إلى الكهرباء.
بهذا القرار، تكون جنرال موتورز قد أضافت فصلًا جديدًا في قصة التحول الصعبة نحو النقل الكهربائي، حيث يتضح أن الحلم الأخضر يحتاج إلى أكثر من مجرد تكنولوجيا متقدمة، بل إلى سياسات داعمة وسوق ناضجة قادرة على تبني هذا التغيير بثقة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
كندا تشهد قفزة بـ31% في إنتاج الذهب
تواصل أسعار الذهب العالمية تحطيم الأرقام القياسية، فيما تشهد كندا طفرة إنتاجية غير مسبوقة في هذا القطاع الحيوي.. فقد ارتفع إنتاج الذهب الكندي بنسبة 31% خلال العقد الماضي، مدفوعًا بارتفاع الأسعار وافتتاح مناجم جديدة، وفقًا لـ جمعية التعدين الكندية.
وبحسب بيانات وزارة الموارد الطبيعية الكندية، بلغت إنتاجية كندا 198 طنًا من الذهب في عام 2023 بقيمة تقدر بنحو 16 مليار دولار أمريكي، لتتجاوز الولايات المتحدة وتحتل المرتبة الرابعة عالميًا، مع استمرار النمو بفضل مشاريع جديدة في أونتاريو وكيبيك ونونافوت وكولومبيا البريطانية، وفقا لشبكة "بلومبرج".
وقال رئيس جمعية التعدين الكندية بيير جراتون، إن "الذهب هو القطاع الأكثر ازدهارًا في السنوات الأخيرة، بعد أن ارتفعت أسعاره عالميًا بأكثر من 150% خلال عقد واحد لتتجاوز 4300 دولار للأونصة هذا الأسبوع"، مشيرًا إلى أن تصاريح مناجم الذهب تُمنح بسرعة مقارنة بالمشاريع المعدنية الكبرى.
وتشهد كندا حاليًا نشاطًا واسعًا في مشاريع جديدة، من بينها منجم "جوس"، ومنجم "أوديسي" في كيبيك، ومشروع "بلاك ووتر" في كولومبيا البريطانية.
ويُتوقع أن يستمر الإنتاج في الارتفاع حتى ثلاثينيات القرن الحالي إذا بقيت الأسعار مرتفعة، رغم نقص العمالة الذي يواجه القطاع.