إنها القلوب الرحبة والضمائر الحية
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
لا ريب عزيزى القارئ أن نفوس الناس تختلف فى سعتها وضيقها كما تختلف بيوتهم، فبعضها يفيض بغرف متسعة، وأخرى ليس بها إلا غرف ضيقة، ومن الناس من تضيق نفسه لثقب إبرة، ومنهم من تتسع حتى تحتضن الدنيا بأسرها، وتولد النفس ضيقة فيزودها الإحساس بالتجارب وينال التهذيب منها كل توسيع وعمق، ويضفى عليها مشاعر الإيمان من أنوار الرجاء ما يفتح مغالقها، وينير ظلماتها، ويوسع رقعتها، ومن ضروب توسيع النفس ويقظة الضمير الاتصال بنفس كبيرة، والأخذ بتعاليمها، والتناغم مع حياتها، وما أكثر ما اتسعت النفس واستيقظ الضمير عند أهل الخير ، وما أروع النور الذى يسقط على صاحب الضمير المظلم فيبهره بلمعانه ويجدد حياته ويضفى عليه هالة من النورانية القدسية التى توقظ ضميره وتوسع نفسه، ولا شك أن فى يقظة الضمير سعادة كبرى، واستجابة إلى نداءات سماوية عالية، والاستمتاع بقيم رفيعة فى الحياة.
وعليه، فإن قلوب الجهّال تستشعر بُعد مراقبة الله، ولذلك تقع منهم المعاصى، إذ لو تحقّقت مراقبتهم للحاضر النّاظر لكفّوا الأكفّ عن الخطايا، والمتيقّظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط.. وفى هذا السياق لا أنسى ما كتبه الكاتب والناقد الفنى الرائع الراحل رجاء النقاش، حول ما جاء على لسان الكاتب الكبير يحيى حقى فى حوار إذاعى طويل أجراه معه المذيع المثقف عادل النادى بتاريخ 25 إبريل سنة 1991م، أى قبل رحيله عنا بعام واحد وثمانية شهور (توفى فى 10 ديسمبر سنه1992م )، والذى نشرته مجلة «الإذاعة والتليفزيون» فى عدة حلقات بعد ذلك.
وفى هذا الحديث قال يحيى حقى عن نفسه: إننى الآن عندما أعيد قراءة مقاطع مما كتبته فى «قنديل أم هاشم» أقول إننى كنت قليل الأدب وكنت بذيئًا لأننى شتمت الشعب المصرى شتائم فظيعة جدًا، وأنا شديد الخجل بسبب ذلك، فعندما أقول عن الشعب إن بوله فيه دم وديدان أى أنه مصاب بالبلهارسيا والإنكلستوما أو أقول عن الناس إنهم يسيرون كالقطيع، فليس فيهم من يسأل أو يثور... فى مثل هذا الكلام بذاءة شديدة ولابد من الاعتذار عنها. ذلك ما قاله يحيى حقى بلسانه عن نفسه.
إنه الضمير اليقظ والخلق الطيب من جانب كاتب كبير يُحاسبه ويوقظ فيه نبض الإحساس بوقع الكلمات وتبعات أثرها فيتراجع ويعتذر لكل الدنيا بصراحة ونقاء سريرة.. «هكذا علق الرائع «النقاش» على موقف وتصريحات «يحيى حقى».
لا شك، تتفاوت مدى صحوة يقظة ضمائر الناس عند مواقع الاختبار والاحتكاك، وفيما أنعم عليهم الله من ملكات روحية وإيمانية، فالبعض تاهت ضمائرهم وفقدوا ظل وجودهم، فى حين أن البعض الآخر يتألق فيه الضمير ويتيقظ لدرجة الإحساس الدقيق، وكلا الأمرين خطر على الحياة الإنسانية، لأنه فى الحالة الأولى يستهدف صاحب الضمير المتحجر إلى القساوة والشر والتجرد عن المزايا البشرية، وفى الحالة الثانية يتعرض صاحب المزاج الرقيق إلى مؤثرات تقلق راحته وتسلب سكينة عيشه، وخير منهج هو طريق وسط بين الطرفين، فيناط بالضمير أن يرعى الإنسان حق غيره وأن يحسن ولا يسيء، فتبلغ نفس الفرد قصارى ما تبلغه نفس طيبة من رعاية حقوق الناس ومن تكلف بعمل الخير وتجاوز مهالك الشرور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية الشعب المصرى
إقرأ أيضاً:
بإطلالة مبهجة.. مي عمر تخطف القلوب في أحدث ظهور لها
شاركت الفنانة مي عمر، متابعيها صورا من أحدث ظهور لها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي إنستجرام.
وخطفت مي عمر الأنظار بإطلالة صيفية ناعمه مرتدية فستان باللون الروز، ومن الناحية الجمالية تركت مي شعرها منسدلا على ظهرها، كما اعتمدت مكياج بسيط يبرز جمال ملامحها.
وترددت فى الأيام الأخيرة، أنباء حول تعاقد المخرجة الكبيرة كاملة أبو ذكري علي إخراج عمل تليفزيوني جديد من بطولة الفنانة مي عمر.
وعلم صدي البلد أن الأوقايل التى إنتشرت فى الساعات الأخيرة ليس لها علاقة بالواقع، والمخرجة كاملة أبو ذكري لم تتعاقد على إخراج عمل درامي تقوم ببطولته الفنانة مي عمر.
الجدير بالذكر ان آخر اعمال الفنانة مي عمر هو مسلسل “ اش اش ” ، والذي عرض رمضان الماضي، وتؤلي إخراجة محمد سامي.
مسلسل “إش إش”
الجدير بالذكر أنه شارك فى بطولة مسلسل " إش إش " كلً من مي عمر، ماجد المصري، هالة صدقي، إدوارد، إنتصار، دينا، طارق النهري، شيماء سيف، محمد الشرنوبي، علاء مرسي، عصام السقا وإيهاب فهمي، من تأليف وإخراج محمد سامي.