#سواليف

عُرف عن #الجندي_الإسرائيلي في تاريخ الصراع العربي مع كيان #الاحتلال أنه ضعيف الجلد والصبر في #الحروب، لا سيّما أن الجنود كلهم طارئون على هذه الأرض، ولم يكن وجودهم عليها إلا أملاً في العيش بسلام والتمتع بحياة رغدة على ما يُسمّى بـ”أرض الميعاد”، وفق الأحلام التي يُسوّقها قادة الاحتلال منذ ما قبل احتلالهم للأراضي الفلسطينية عام 1948.

وعلى أساس معرفة الكثيرين من المراقبين والمحللين العسكريين بهذا الوصف للجندي الإسرائيلي، فقد توقعوا صعوبة إطالة أمد العدوان الذي يشنه #جيش_الاحتلال على قطاع #غزة منذ 19 شهرًا، إلا أن هذه التوقعات لم تكن دقيقة، ليس بسبب خطأ معرفتهم بطبيعة هؤلاء الجنود، ولكن لأن حسابات حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، لم تضع ذلك العامل ضمن الدوافع التي تؤثر على قرار الحرب، فجاء التوجه الإسرائيلي باستمرار الحرب لفترة أطول مما يتحمله جنود الاحتلال، ما ألقى بظلال سلبية على الحالات النفسية لهؤلاء الجنود.

المتابع للشأن الداخلي لجيش الاحتلال يلحظ تباينًا كبيرًا بين الصور التي يلتقطها قادة الاحتلال مع جنودهم، والتي تُظهر استعدادهم للموت من أجل إسرائيل، وبين ما ترتب على طول خدمتهم في صفوف المقاتلين على الجبهات المختلفة (غزة – الضفة الغربية – لبنان)، من آثار نفسية أدت انتحار العشرات منهم، وعزوف الآلاف من جنود الاحتياط عن العودة للخدمة مرة، بل وتهرب آلاف آخرين من الاستدعاءات خشية أن يعيشوا أهوال الحرب مرة أخرى.

مقالات ذات صلة جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة- (فيديو) 2025/05/22

عشرات المنتحرين

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قالت -نقلا عن مصادر مطلعة- إن عدد جنود الاحتلال الذين أقدموا على #الانتحار منذ بدء الحرب على غزة حتى نهاية عام 2024 تجاوز 35 عسكريًّا، في حين يرفض الجيش الكشف رسميًّا عن الأرقام الدقيقة لحالات الانتحار خلال العام الجاري.

وأفادت الصحيفة، يوم الأحد الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي دفن العديد من جنوده ممن انتحروا دون إقامة جنازات عسكرية أو الإعلان عن الحوادث رسميًّا، وذلك وفقا لمصادر مطلعة داخل المؤسسة العسكرية.

تجنيد رغم الأمراض النفسية

وبحسب هآرتس، يواصل جيش الاحتلال تجنيد أفراد من قوات الاحتياط رغم معاناتهم من #صدمات_نفسية و #أمراض_عقلية، بل إن بعضهم يخضع للعلاج في المستشفيات النفسية، فيما كشفت المصادر أن أكثر من 9 آلاف جندي يتلقون العلاج من #أمراض_نفسية منذ بدء الحرب على غزة.

ونقلت الصحيفة عن قائد عسكري إسرائيلي قوله: “نضطر إلى تجنيد أشخاص ليسوا بحالة نفسية طبيعية بسبب عدم التزام بعض الجنود بالمشاركة في القتال”.

وأشارت مصادر عسكرية لـ”هآرتس” إلى أن 7 جنود انتحروا منذ مطلع عام 2025، مرجحة أن السبب الرئيسي يعود إلى استمرار الحرب والضغوط النفسية المتزايدة في صفوف الجنود.

الهروب أو الانتحار

وفي شهادة لجندي إسرائيلي أوردتها هآرتس، قال “وضعنا قائدنا أمام خيارين: التهرب من الخدمة العسكرية أو الانتحار”.

وخلال الأشهر الأخيرة، أشار جيش الاحتلال إلى معاناته من نقص في الجنود النظاميين نتيجة عدم تجنيد الحريديم، إضافة إلى امتناع ما بين 30% و40% من جنود الاحتياط عن الالتحاق بالخدمة، لأسباب من بينها الإرهاق الناجم عن استمرار الحرب، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

ويُتوقع أن يزداد هذا النقص مع تكرار حملات التوقيع على عرائض من قِبل إسرائيليين بينهم عسكريون، تطالب بإعادة الأسرى حتى لو استدعى ذلك وقف الحرب الجارية، وهي العرائض التي أصبحت تعرف إعلاميا بـ”عرائض العصيان”.

اضطرابات نفسية

وفي الـ 23 من مارس/آذار الماضي، أفادت إدارة إعادة التأهيل بجيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنها استقبلت نحو 16 ألف جندي منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، من بينهم جنود يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.

ويعاني نحو نصف الجنود الذين استقبلتهم مراكز إعادة التأهيل خلال الحرب من اضطراب ما بعد الصدمة، بينهم 2900 جندي يعانون من إصابات جسدية واضطرابات نفسية في آنٍ واحد، وفقًا لبيان جيش الاحتلال.

وقد تم تصنيف نحو 6% من الجنود على أنهم مصابون بإصابات متوسطة، بينما يعاني 4% من إصابات خطيرة، فيما تم إدراج 72 جنديًّا ضمن قائمة مبتوري الأطراف، كما يشكل جنود الاحتياط الإسرائيليون نحو 66% من الـ 16 ألف جندي.

وفي فبراير/شباط الماضي قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن جنود احتياط الجيش الإسرائيلي، الذين أنهوا أشهرا من الخدمة العسكرية، يطلبون المساعدة بشكل متزايد للحصول على علاج للصحة النفسية.

توقعات بالمزيد

وأشارت الصحيفة إلى إقبال كبير من جنود الاحتياط على العلاج النفسي منذ إطلاق برنامج يتيح لهم هذا الحق، وذكرت أن 170 ألف جندي قد سجلوا في البرنامج للاستفادة من خدمات العلاج النفسي.

وكانت الصحيفة نفسها ذكرت في تقرير لها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن تقديرات مختلفة في الجيش الإسرائيلي، تفيد بأن حوالي 15% من المقاتلين النظاميين الذين غادروا غزة وتم علاجهم عقليًّا لم يتمكنوا من العودة إلى القتال بسبب الصعوبات التي يواجهونها، وهذا يثقل كاهل النقص في القوى البشرية في الألوية والكتائب، لأن الأمر لا يتعلق بالقتلى والجرحى فقط، بل أيضا بالمصابين عقليا.

وقالت الصحيفة إن آلاف الجنود لجأوا بالفعل إلى العيادات الخاصة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي، مضيفة أن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قبل أن تعلق بالقول إن “هذا ليس سوى البداية؛ حيث سيتضح مدى الانهيار العقلي للجنود إذا توقفت المدافع”.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن إدارة إعادة التأهيل تتعامل مع نحو 78 ألف من قدامى المحاربين المصابين، بمن فيهم المصابون في حروب سابقة.

وتتوقع إدارة إعادة التأهيل أن يصل عدد الحالات التي ستعالجها المراكز بحلول عام 2030 إلى نحو 100 ألف، على أن يعاني ما لا يقل عن نصفهم من اضطراب ما بعد الصدمة، بحسب موقع “الشرق” الإخباري.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الجندي الإسرائيلي الاحتلال الحروب جيش الاحتلال غزة الانتحار صدمات نفسية أمراض عقلية أمراض نفسية من اضطراب ما بعد الصدمة الجیش الإسرائیلی إعادة التأهیل جنود الاحتیاط جیش الاحتلال من جنود

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء بغزة ودبابات الاحتلال تستهدف مستشفى العودة

أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 93 فلسطينيا منذ فجر أمس الأربعاء بقصف إسرائيلي على مناطق عدة في قطاع غزة، في حين استهدفت دبابات الاحتلال مستشفى العودة بتل الزعتر شمال غزة.

ففي وسط القطاع، سقط 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مستودعا يؤوي نازحين في جنوب مدينة دير البلح. كما أفاد مراسل الجزيرة بسقوط شهيد ومصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات.

وقال المراسل إن 5 فلسطينيين استشهدوا أغلبهم أطفال إثر استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلاً في شارع أحمد ياسين بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، وأضاف نقلا عن شهود عيان بوجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض.

انتشال 5 شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة "بخيت" بشارع أحمد ياسين في الصفطاوي شمال غرب غزة pic.twitter.com/R8TZLG1x0k

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 21, 2025

وقد نقلت طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية الشهداء والمصابين إلى مستشفى الشفاء، وسط استمرار القصف على المنطقة.

وقال مراسل الجزيرة إن جرحى سقطوا في غارة إسرائيلية، استهدفت برج الراغب في حي الكرامة شمال مدينة غزة مساء أمس، وأضاف أن الغارة خلّفت أضرارا مادية كبيرة.

إعلان

جنوبا، قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية والجنوبية من مدينة خان يونس، دون ورود تقارير أولية عن عدد الشهداء والجرحى جراء القصف.

استهداف مستشفى العودة

في سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة بأن جيش الاحتلال يحاصر مستشفى العودة بتل الزعتر شمال غزة.

من جهتها قالت جمعية العودة الصحية والمجتمعية بغزة إن دبابات الاحتلال تواصل إطلاق النيران على مباني المستشفى.

وتأتي هذه المجازر وسط قصف عنيف يستهدف منذ أيام أحياء مدينة غزة والمناطق الواقعة شمالا، وخاصة جباليا.

كما تأتي الموجة الجديدة من الغارات في إطار حرب الإبادة المستمرة التي أوقعت مئات الشهداء والجرحى في غضون أيام.

وكانت إسرائيل استأنفت عدوانها على غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، ومنذ ذلك التاريخ استشهد 3500 فلسطيني وأصيب 9900 آخرون، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني شهداء وجرحى -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.

مقالات مشابهة

  • “انهيار التنسيق وفرار الجنود”.. جيش الاحتلال يُقرّ بفشله في “كيسوفيم”
  • إصابة شاب برصاص الاحتلال في قباطية
  • السيد القائد الحوثي: قصف العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع طال بشكل مباشر عشرات المنازل وأباد عائلات بأكملها
  • عشرات الشهداء بغزة ودبابات الاحتلال تستهدف مستشفى العودة
  • تجارة الجنازات.. الفساد يلاحق قتلى الحرب في أوكرانيا
  • تقرير إسرائيلي: أزمة عميقة تضرب صفوف الجنود
  • صحيفة إسرائيلية: محاكمة جنود إسرائيليين حذروا من ضائقة نفسية
  • شكوى إسرائيلية من نقص أفراد الجيش في غزة وعدم تأهيل المجندين الجدد
  • جنود من لواء النحال يرفضون دخول غزة مجددًا