معبدا أبوسمبل ..شيدهما رمسيس الثاني لنفسه ولمحبوبته نفرتارى..وتعامد الشمس على وجه الملك أسطورة تتجدد سنويا
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
معبدا رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان يمثلان قصة خالدة على مر السنين والعصور، حيث تتجلى في هذا الصرح التراثي العظيم عظمة الحضارة والثقافة المصرية التي توارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
ويشهد المعبد زيارات متواصلة على مدار العام من الأفواج السياحية القادمة من مختلف دول العالم، فيما يزداد الإقبال بشكل خاص في يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، لمتابعة الظاهرة الفريدة التي اشتهر بها المعبد، وهي تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس، وهي واقعة مدهشة يتحدث عنها العالم ويحرص الزوار المصريون والأجانب على مشاهدتها عن قرب.
قال الأثري الدكتور أحمد مسعود، مدير عام آثار أبو سمبل، إن الملك رمسيس الثاني شيد معبدين منحوتين في الصخر خلال القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أحدهما خصصه لنفسه والآخر لزوجته المحبوبة الملكة نفرتاري.
وأوضح أن المعبد الكبير يضم التماثيل الأربعة العملاقة التي تُعد من أعظم رموز الحضارة المصرية القديمة، بينما المعبد الصغير – الأصغر حجمًا والأكثر شاعرية – كان مكرسًا بالكامل للملكة الجميلة التي أسرته بقلبها وعقلها، في تجسيد بديع لقصة حب خالدة خُلدت في الصخر.
رمسيس الثانىو رغم أن رمسيس كان له 24 زوجة و100 من الأبناء، إلا أن نفرتارى ظلت الزوجة المفضلة، لذا قرر أن يضعها بجواره وبنى لها معبدا صغيرا "معبد للحب"، فى سابقة لم يعرفها التاريخ الفرعونى من قبل"، ولم يكتفِ الملك بأن يبنى لها معبدًا، لكنه جعلها تظهر فى واجهته فى موضع الندّ له، إذ تتكون الواجهة من ستة تماثيل ضخمة، أربعة لرمسيس واثنان لنفرتارى، وكل تمثال بارتفاع عشرة أمتار تقريبًا، أما النقوش الداخلية فابتعدت عن مشاهد الحروب والمعارك المعتادة، وامتلأت بصور للملكة وهى تتزين وتشارك زوجها الطقوس الدينية، وكأن المعبد يروى قصة حب كتبت على جدران التاريخ.
وأشار إلى أنه لم يكن من عادة المصريين القدماء أن يبنوا معابد للزوجات، فالمعابد كانت للإلهة أو للملوك بعد وفاتهم، إلا أن مكانة نفرتارى عند رمسيس جعلته يشذ عن القاعدة ولم يقتصر تقديره لها على المعبد وحده، لكنه شيّد لها مقبرة تُعد من أجمل ما عُثر عليه فى وادى الملكات، مكتملة الألوان والزخارف والرموز، تجسد أنوثة الملكة ومكانتها الفريدة.
و كانت نفرتارى تشاركه المراسم الرسمية والاحتفالات الكبرى، وحضرت معه توقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ مع الحيثيين، وذُكر اسمها إلى جوار اسمه فى كثير من النقوش الملكية، إنها لم تكن مجرد زوجة لفرعون، بل نصفه الآخر الذى خُلد فى التاريخ.
وبقى المعبد على الحب، وتم نقل المعبدين قطعة قطعة إلى موقعهما الحالى عام 1968 ، ويحرص السائحون على زيارته ليقفوا مبهورين بعظمة الفن القديم، ولهذا السبب يتوافد إلى أبوسمبل الكثير والكثير ليأخذوا صورة أمام معبد رمسيس ونفرتارى .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان رمسیس الثانی
إقرأ أيضاً:
أيام الرحمة تقترب.. متى يبدأ شهر رجب 1447؟
مع قدوم شهر رجب، تبدأ الأيام العطرة بالنسبة للمسلمين في كل بقاع الأرض، حيث يقترب شهر رمضان الكريم شيئا فشيئا ويبدأ الناس في التجهز لاستقباله، لذلك فإنه على الرغم من أن رؤية الهلال هي ممارسة شهرية بالنسبة للهيئات المتخصصة، فإنها -بداية من رجب- تلقى اهتماما واسعا.
وفي الشريعة الإسلامية، فإن تحديد مطالع الشهور الهجرية يعتمد على مبدأ "الرؤية"، أي أن يُرصد الهلال الجديد مباشرة بعد غروب شمس يوم الرؤية، والذي يوافق في هذه الحالة 29 جمادى الآخرة 1447.
ولفهم كيف يحدث الأمر يجب أن نبدأ بفهم دورة القمر. بالنسبة لنا على الأرض، تبدأ أطوار القمر بالهلال، يمكن أن تخرج في أي من الشهور القادمة لتلاحظه، لكن لو قررت خلال الأيام التالية لهذا اليوم أن تحسب الفترة التي يقضيها القمر في السماء بعد غروب الشمس، فستلاحظ أنها تزيد يوما بعد يوم بمقدار نحو 50 دقيقة.
يحدث ذلك بسبب أن القمر يدور حول الأرض، فيبدو لنا وكأنه يتحرك في السماء مبتعدا عن الشمس يوما بعد يوم. لكن ماذا لو قررنا، نظريا لغرض الفهم، أن نعيد الزمن للوراء يوما بعد يوم؟ هنا سيقترب القمر من الشمس حتى يقف إلى جوارها في السماء.
تسمى تلك بلحظة الاقتران، وتكون هي أول الشهر القمري، لا يمكن لنا أن نرى القمر خلالها بالطبع، لكن الفقهاء والفلكيين يستخدمونها للتنبؤ ببداية الشهر الهجري.
فإذا كانت لحظة الاقتران قد حدثت بوقت كاف قبل خروج المختصين من الهيئات الشرعية لرصد الهلال ليلة الرؤية، فإن ذلك يرجح بشكل شبه مؤكد أن يتمكنوا من رصد الهلال ويعلن اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري.
بالنسبة للوضع الحالي، فإن لحظة اقتران القمر مع الشمس تكون يوم السبت 20 ديسمبر/كانون الأول 2025 في تمام الساعة 01:43 بالتوقيت العالمي، والذي يتوافق مع توقيت غرينتش.
إعلانهذا الموعد قريب من الفجر، ولا يترك الكثير من الوقت للقمر كي يظهر بعد غروب الشمس، لذلك قد لا يكون من الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب في دول العالم العربي.
يحدث ذلك رغم حدوث الاقتران السطحي قبل غروب الشمس، ويعود ذلك إلى ضعف إضاءة الهلال أو إلى اقترابه الشديد من الأفق، بحسب مركز الفلك الدولي، والمنظومة الحسابية التي طورها روبرت هاري فان غينت، أستاذ الرياضيات من جامعة أوترحت الهولندية.
ويتوافق يوم 20 ديسمبر/كانون الأول مع يوم 29 جمادى الآخرة بالنسبة لغالبية الدول العربية والإسلامية، ويعني ذلك أن المختصين من أهل الرؤية في تلك البلاد قد لا يتمكنون من رؤية الهلال قبل الغروب.
يعني ذلك أن يوم 21 ديسمبر/كانون الأول يحتمل أن يعلن مُتما لشهر جمادى الآخرة، في حين يحتمل أن تكون غرة شهر رجب يوم الاثنين الموافق 22 ديسمبر/كانون الأول.