الغرب مهدد بخسارة نفوذه في القارة السمراء.. «فاينانشيال تايمز»: عدوى الانقلابات أصبحت واقعًا حيًا في غرب أفريقيا بعد الجابون
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
مع توالي الانقلابات التي تشهدها أفريقيا، والتي تصدرها في الأشهر الأخيرة انقلاب النيجر ثم الجابون التي تعد حليفًا بالغ الأهمية لدى فرنسا، أصبحت باريس وسط سلسلة من النكسات وضعتها أمام مصير مجهول بشأن مصالحها الاقتصادية الكبيرة والمتنوعة في المستعمرة الفرنسية السابقة في غرب أفريقيا.
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الانقلاب الحاصل في الجابون، يشير إلى عودة الظاهرة المعروفة بالانقلابات إلى غرب أفريقيا، مشيرة إلى أن الرئيس الجابوني، البالغ من العمر ٦٢ عامًا، ظهر بمظهر "مهترئ القوى" وأكد أنه وعائلته تحت الإقامة الجبرية.
وذكرت الصحيفة أن الجابون شهدت محاولة انقلابية فاشلة في عام ٢٠١٩، تبنتها جماعة زعمت استعادة الديمقراطية، لكن تم القضاء على العناصر المشاركة فيها وإجهاض المحاولة.
وفي اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وصف جوزيب بوريل، مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد، الوضع في الجابون بأنه قد يكون سببًا في تصاعد الأوضاع في المنطقة الإفريقية. وأضافت الصحيفة أن الأحداث الجارية في الجابون تشبه ما حدث في دول مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي وأفريقيا الوسطى.
واعتبرت الصحيفة أن الإطاحة بعلي بونجو تعني نهاية حكم عائلة بونجو التي حكمت الجابون لمدة تزيد على ٥٦ عامًا. تولى علي بونجو السلطة في عام ٢٠٠٩ بعد وفاة والده عمر بونجو، الذي حكم البلاد لمدة أربعة عقود متواصلة.
من جهتها؛ نشرت إذاعة "مونت كارلو" الدولية الفرنسية تقريرًا سلطت فيه الضوء على أبرز الانقلابات التي شهدتها القارة السمراء، ومواقعها وتواريخ وقوعها، وبعض من النتائج التي خلفتها.
النيجر
في يوم ٢٦ يوليو ٢٠٢٣، قاد عسكريون انقلابًا في النيجر أدى إلى الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، وتولى الجنرال عبدالرحمن تياني السلطة كقائد جديد للبلاد.
في وقت لاحق، أعلنت المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) رفضها لهذا الانقلاب، وطالبت القوى العسكرية المسئولة بالتراجع عن أفعالها. وفي ١٠ أغسطس، قامت "إكواس" بإطلاق عملية تدخل إقليمي لاستعادة النظام الدستوري، تزامنًا مع فرض عقوبات اقتصادية قوية على النيجر، الذي يُعد واحدًا من أفقر دول العالم. وأكدت "إكواس" تفضيلها للحلول الدبلوماسية في محاولة لحل الأزمة في النيجر.
في المقابل، قدم الانقلابيون اقتراحًا لفترة انتقالية لا تتعدى "ثلاث سنوات"، بهدف تسليم السلطة لحكومة مدنية في نهاية تلك الفترة. وعلى الرغم من هذا الاقتراح، رفضت "إكواس" هذا النهج وأبدت استمرارها في التمسك بالرفض للانقلاب والدعوة إلى استعادة النظام الديمقراطي في النيجر.
بوركينا فاسو (انقلابان في أقل من عام)
في يوم ٢٤ يناير ٢٠٢٢، قاد الجيش في بوركينا فاسو انقلابًا أدى إلى إزاحة الرئيس روش مارك كريستيان كابوري من منصبه، وتم تنصيب اللواء بول هنري سانداوغو دامبا كرئيس انتقالي في فبراير.
ومع ذلك، في ٣٠ سبتمبر، تم إقالة دامبا من قبل الجيش، وتم تعيين الكابتن إبراهيم تراوري كرئيس انتقالي حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو ٢٠٢٤.
هذه الأحداث تجسد تحولات سياسية متسارعة في بوركينا فاسو، حيث شهدت البلاد انقلابين خلال ثمانية أشهر فقط، وتغير في قيادة البلاد وفقًا لتطورات الوضع السياسي.
غينيا
في ٥ سبتمبر ٢٠٢١، تم تنفيذ انقلاب عسكري في غينيا أسفر عن إطاحة الرئيس ألفا كوندي من الحكم. وبتاريخ ١ أكتوبر، تم تنصيب الكولونيل مامادي دومبويا كرئيس للبلاد.
وتعهد القادة العسكريون في غينيا بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة بحلول نهاية عام ٢٠٢٤، مما يعكس التزامهم بتنظيم انتخابات ديمقراطية لاختيار القيادة السياسية للبلاد.
مالي (انقلابان خلال تسعة أشهر)
في ١٨ أغسطس ٢٠٢٠، أطاح الجيش بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، وتم تشكيل حكومة انتقالية في مالي في أكتوبر.
لكن في ٢٤ مايو ٢٠٢١، اعتقل الجيش الرئيس ورئيس الوزراء، وتم تنصيب الكولونيل أسيمي غويتا رئيسا انتقاليا في يونيو وتعهد المجلس العسكري تسليم السلطة إلى مدنيين بعد الانتخابات المقررة في فبراير ٢٠٢٤.
تزايد حدة الانقلابات في القارة الأفريقية، يشير إلى تحديات تزايد النفوذ الغربي في المنطقة، وهذا التطور يشمل ليس فقط فرنسا، بل أيضًا دولًا أخرى مثل الولايات المتحدة التي تتعامل مع الأوضاع بحذر، وهو ما قد يفتح الباب أمام منافسين آخرين مثل روسيا والصين لتعزيز تأثيرهم في المنطقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانقلابات النيجر الجابون فرنسا غرب أفریقیا انقلاب ا
إقرأ أيضاً:
المؤثّرة السعوديّة عبير سندرلـCNN بالعربية: كسرتُ حواجز وجود الفتاة السمراء في الإعلانات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدأت المؤثّرة السعوديّة عبير سندر رحلتها كصانعة محتوى حيث عكست جذورها الإفريقية والعربية، وهويتها السعودية في عالم الجمال.
قالت سندر في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّها تحب التعبير بأزيائها عن شخصيتها، خاصة أنها تنتمي إلى مجتمع غني بالتنوع، وإطلالتها تجسد هذا التنوع، سواء من حيث الألوان، أو القصّات، أو الإكسسوارات على حد تعبيرها.
فيما يلي حوار أجراه موقع CNN بالعربية مع عبير سندر حول رحلتها في عالم الموضة، والتحديات التي واجهتها:
لقد كسرتِ الحواجز بصفتك أول مؤثرة سعودية من ذوي البشرة السمراء. ما التحديات التي واجهتكِ؟ وكيف ساهمت في تشكيل هويتك على المنصات الرقمية؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: بالفعل، كانت البداية صعبة إلى حدٍّ ما. كثيرًا ما كنت أسمع عبارات مثل: "لأول مرة أرى فتاة سمراء وسعودية"، أو "لم أتوقع أن تمثل فتاة ببشرتك الجمال".
كانت هذه التعليقات مؤذية، لكنها في الوقت ذاته منحتني القوة. جعلتني أدرك أن لوجودي أهمية، وأن تمثيلي لذاتي لا يعنيني وحدي، بل يعكس صورة كل فتاة سعودية سمراء تحلم بأن يكون لها صوت ومكان.
اليوم، أعلم أن هدفي ليس فقط أن أكون مؤثرة، بل أن أكون مرآة لفتيات كثيرات لم يجدن أنفسهن في الإعلام.
كيف تدمجين بين الأزياء التقليدية والصيحات المعاصرة؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أعشق الدمج بين الأصالة والحداثة. على سبيل المثال، أرتدي العباءة أو القفطان بطريقة عصرية، أو أختار قطعة تراثية وأدمجها مع صيحات عالمية.
بالنسبة لي، الموضة ليست مجرد مظهر، بل رسالة، وأحرص على أن أقول من خلالها إن هويتنا قوية، وتستحق أن تكون حاضرة على المنصات العالمية.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
من هم المصممون أو العلامات التجارية التي ترين أنها تتماشى مع رؤيتك، سواء محلية أو عالمية؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أحب المصممات المحليات اللواتي يدمجن بين الجرأة والأصالة، مثل أروى البنوي وهنيدة. ويُعجبني من المصممين العالميين، Jacquemus وThebe Magugu، حيث يقدمون دائمًا رؤى جديدة تعكس الهوية والثقافة. أحب المصممين الذين لا يصنعون ملابس فقط، بل يسردون قصصا.
كيف توظفين الموضة والجمال كوسيلة للاحتفاء بالتنوع والشمول؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أحرص دائمًا على أن يعكس المحتوى الذي أقدمه جمال التنوع بكل أشكاله وألوانه. أتحدث عن شعرنا، لون بشرتنا، تجاعيدنا، وعيوبنا أيضًا، لأنها جزء من الجمال.
الجمال ليس قالبًا واحدًا، وأنا أستخدم منصتي لتوسيع هذا القالب، وتشجيع الفتيات على التمسك بطبيعتهن.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
ما هو مفهوم الجمال بالنسبة لك كامرأة تتنقل بين الهوية والثقافة والتمثيل الإعلامي؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: الجمال بالنسبة لي يتمثل بالصدق مع النفس، كأن تقولين: "أنا فخورة بمن أكون، ولست مضطرة للتغير كي يتم القبول بي".
مررت بتجارب كثيرة جعلتني أشعر أنني لست كافية، لكنني اليوم أدرك أن الجمال الحقيقي ينبع من المصالحة مع الماضي، وحب الملامح، والاعتزاز بالهوية.
هل لديك روتين جمالي يومي يمنحك الهدوء والاتزان؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: بكل تأكيد. روتيني الليلي مقدّس بالنسبة لي. أنظّف وجهي، أستخدم الزيوت الطبيعية، وأتحدث مع نفسي بإيجابية أمام المرآة. هذه اللحظات البسيطة تمنحني طاقة، وتعيدني إلى ذاتي وسط زحمة الحياة.
ما هي نصيحتك للفتيات الشابات، خصوصا ذوات البشرة السمراء أو العربيات؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أنصحهن بعدم انتظار أحد يمنحهن مكانًا، بل أن يصنعنه بأنفسهن. وجودهن مهم، حتى وإن لم يكن هناك من يشبههن في البداية. كل خطوة يخطونها تفتح الباب لغيرهن.
أنصحهن بأن يشعرن بالفخر بأصولهنّ، ولونهنّ، ولهجتهنّ، فكل ذلك مصدر للقوة، وليس للضعف.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
بصفتكِ رائدة أعمال، كيف تحافظين على التوازن بين نمو الأعمال والتمسك بقيمك وهويتك؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أؤمن بأن النجاح الحقيقي في ريادة الأعمال لا يتحقق إلا إذا كان نابِعًا من الذات. سواء من خلال علامتي التجاريتين SNDR أو Kali Beauty، فإن كل منتج وكل رسالة هما امتداد لتجربتي الشخصية.
لا أقبل بأي شراكة أو فرصة حتّى وإن بدت مغريةK إذا كانت لا تعبر عني أو تفرض عليّ التنازل عن حقيقتي. هذا التوازن هو مفتاح النمو الحقيقي والمستدام.
كيف أثّر الدعم الذي تلقيته من المملكة العربية السعودية في رحلتك كمؤثرة ورائدة أعمال سعودية من أصول إفريقية؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: تشهد السعودية اليوم تغيرات هائلة، وأصبحت الفرص أوضح وأكثر قربًا.
دعمتني العديد من المبادرات، وشهدت تغييرًا حقيقيًا في طريقة استقبال الناس لمحتواي. أصبح المجتمع أكثر تقبلًا، وبدأت الصناعة تبحث عن التنوع بدلًا من الخوف منه.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
ما هي أبرز المبادرات أو التغيرات بمجال الموضة والجمال في المملكة العربية السعودية التي ساهمت بتمكينك؟
هناك دعم كبير للمواهب الشابة اليوم. ساعدتني مبادرات مثل "هيئة الأزياء" والفعاليات المحلية بتوسيع شبكتي والمشاركة في مشاريع كنت أحلم بها. أصبح هناك مساحة حقيقية للتعبير عن الذات من دون خوف أو قيود.
السعوديةأزياءمشاهيرموضةنشر الأربعاء، 28 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.