البرش: واقع الإعاقة في غزة كارثي نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
الثورة نت /..
أكد مدير عام في وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، اليوم الاربعاء، أن واقع الإعاقة في القطاع أصبح كارثيًا نتيجة الحرب المستمرة، مشيرًا إلى أن آلاف الأطفال والشباب يفقدون أطرافهم قبل أن ينالوا حقهم في حياة طبيعية.
وقال البرش في منشور على منصة “فيسبوك” : “في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
واضاف: “أطفال بلا أطراف قبل أن يتعلموا المشي، وأمهات يفقدن الأيدي، وشباب بدلاً من أن يبحثوا عن مقاعد الدراسة في الجامعات يبحثون عن كرسي متحرك”.
وتابع: “بينما العالم يرفع الشعارات ويتحدث عن جودة الحياة، غزة ما زالت تبحث عن أساسيات هذه الحياة”.
وأردف: “قبل الحرب في عام 2022 كان لدينا ما يقارب 55000 معاق بمعدل انتشار 25 لكل 1000 شخص، منهم 53% من الذكور، وكان الأطفال يمثلون 18% من حالات الإعاقة.. وبعد الحرب زاد العدد وأضيفت أكثر من 7000 إعاقة جديدة من بينها 6000 حالة بتر حتى اللحظة”.
واشار مدير عام في وزارة الصحة بغزة إلى ان منع فتح المعابر ومنع المرضى من السفر للعلاج يعني حرمان آلاف الجرحى وذوي الإعاقة من فرصة العودة إلى حياة طبيعية واغتيال ما تبقى من الأمل لديهم.
وأكد أن تدمير مراكز الأطراف الصناعية في غزة، وفي مقدمتها مستشفى حمد للأطراف الصناعية، دمّر حياة ومعنويات هؤلاء المصابين.
ولفَت إلى أن مشاهد اضطرار الأطفال لصناعة أطراف بدائية من مواد بسيطة، مثل ماسورة بلاستيكية، تمثل “وصمة عار على العالم والمجتمع الدولي”.
وبيّن البرش أن أكثر من 18% من المصابين، أي نحو 30 ألف جريح من أصل 170 ألفًا، يحتاجون إلى علاج وتأهيل طويل المدى، في ظل عجز شبه كامل عن توفير الأطراف الصناعية بسبب القيود “الإسرائيلية” التي تمنع دخول المعدات اللازمة إلى غزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
"يونيسيف": "إسرائيل" قضت على 7 عقود من التنمية في غزة
غزة - ترجمة صفا
قالت منظمة اليونيسيف إن العدوان الإسرائيلي على غزة دمّر اقتصاد غزة تدميرًا كاملًا، ماحيًا بذلك سبعة عقود من التنمية.
وجاء في تقرير المنظمة الدولية أن العدوان ساهم في ارتفاع معدلات البطالة إلى أكثر من 80%، وأصبح الفقر متعدد الأبعاد - حيث يواجه الناس تحديات متداخلة كنقص الدخل والرعاية الصحية والتعليم وظروف المعيشة الآمنة - يُمسّ كل أسرة تقريبًا، ويؤثر على الأطفال لأجيال.
كما ساهم العدوان بإحداث أضرار أو تدمير في 94% من المستشفيات و85% من مرافق المياه والصرف الصحي أصبحت أنقاضًا، و97% من المدارس والجامعات تضررت أو دُمرت.
وقد انقطع كل طفل تقريبًا عن الدراسة لأكثر من عامين، مما حرمه من التعليم والمهارات والفرص.
كما يُقدر أن 10,000 طفل قد أصيبوا بتلف في السمع نتيجة الانفجارات المستمرة، أو مستويات الضوضاء الصاخبة، أو التهابات الأذن غير المعالجة - وقد يصل العدد الحقيقي للمتضررين، بمن فيهم البالغون، إلى 35,000.
وبفقدان القدرة على السمع، يُصبح العديد من الأطفال منعزلين، أو قلقين، أو يعانون من اكتئاب حاد. وقد يحدّ ذلك من تطورهم اللغوي والإدراكي، ويزيد من مخاطر السلامة اليومية، إذ لا يستطيع الأطفال سماع صفارات الإنذار أو أبواق السيارات أو التحذيرات.
في مختلف أنحاء غزة، يستمر إيقاع الحياة اليومية على نفس المنوال - عائلات تبحث عن الطعام والماء، وأمهات يحاولن تدفئة أطفالهن، وعمال الإغاثة يتنقلون وسط ظروف خطيرة وغير متوقعة للوصول إلى المجتمعات المحلية.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في غزة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، استمر العدوان، حيث يُستشهد طفلان تقريبًا يوميًا، وتواجه العائلات معاناةً مستمرة من الجوع والتشرد. المنازل والمدارس والمستشفيات في حالة خراب، والشتاء يحمل معه مخاطر جديدة، وآلاف الأطفال يعانون من فقدان السمع وسط الدمار. بالنسبة لأطفال غزة، لم تنتهِ الحرب بعد، فالمساعدات الإنسانية لا تزال شريان حياتهم الوحيد.
وعمّت الاحتفالات أنحاء العالم مع إعلان وقف إطلاق النار، لكنّ شعور سكان غزة بالراحة لم يدم طويلًا. فبينما خفت وطأة الغارات الجوية، ازدادت معاناة البقاء اليومية. ولا تزال العائلات تواجه العنف والجوع والنزوح، معتمدةً على المساعدات الإنسانية كشريان حياة.
فمنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في ١٠ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٥، استشهد ٦٧ طفلاً، أي ما يقارب طفلين يوميًا. هذه ليست مجرد إحصائيات، بل هي أرواح أطفال فقدوا أرواحهم في خضم الأعمال العدائية المستمرة، التي تُسبب موجات جديدة من الدمار والنزوح.
ولا يزال الواقع المفروض على أطفال غزة بسيطًا ووحشيًا. لا مكان آمن لهم، ولا يمكن للعالم أن يستمر في تطبيع معاناتهم.
لقد فقدت معظم العائلات كل شيء بالفعل - منازلها وممتلكاتها وسبل عيشها، وبالنسبة للكثيرين، فقدوا أحباءهم. وهم يعيشون الآن في خيام أو بين أنقاض المباني المتضررة. ولا تزال المجاعة وسوء التغذية الحاد يُشكلان تهديدًا مميتًا، ومع حلول فصل الشتاء، فإن التعرض للبرد والفيضانات المحتملة وتفشي الأمراض يُعرّض حياة الأطفال لخطر أكبر.