خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: «قمة البحرين» تعزز الموقف الخليجي لمواجهة التحديات
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
شدد خبراء ومحللون على أهمية «قمة البحرين» في تعزيز الموقف الخليجي الموحد لمواجهة التحديات الإقليمية، مؤكدين أن العمل الخليجي المشترك يمثل عاملاً حاسماً لتحقيق الاستقرار في المنطقة، في ظل تقلبات المشهد الإقليمي وتنامي التحديات الأمنية والاقتصادية.
وأشاد هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، بالإنجازات التي حققها مجلس التعاون في السنوات الأخيرة، سواء على صعيد الأمن والدفاع أو الاقتصاد والطاقة والبنية التشريعية، مما يعكس قدرة المجلس على التحول من إطار تنسيقي إلى منصة فاعلة تعزز ثقل ونفوذ دوله في المشهد الإقليمي والدولي، مشيرين إلى أن التحديات الراهنة، من استقرار أسواق الطاقة إلى الملفات الأمنية في مناطق الصراع، تجعل من الوحدة الخليجية ضرورة استراتيجية مهمة لا غنى عنها.
وأوضح خالد العجمي، المحلل السياسي الكويتي، أن العمل الخليجي المشترك أثبت جدارته في التعامل مع الأزمات بوعي استراتيجي موحد، مشيراً إلى أن تراكم الإنجازات في مختلف المجالات لم يعد خطوات منفردة، بل مساراً متكاملاً يصنع وزناً إقليمياً صعب التجاهل.
وقال العجمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الخطاب الموحد يمنح دول مجلس التعاون الخليجي قدرة أكبر على امتصاص الصدمات والتفاوض من موقع قوة، وفتح أبواب شراكات دولية تعزز استقرار الإقليم، لا سيما أن المسار الخليجي اليوم ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة استراتيجية ترتقي بدور دول المجلس في المشهد الإقليمي والدولي.
من جانبه، أكد علي الشعباني، المحلل السياسي اليمني، أن القمة الخليجية في البحرين تُعد قمة استثنائية بالغة الأهمية، ومخرجاتها تعكس وحدة المنظومة الأمنية في منطقة الخليج، إضافة إلى كونها رسالة واضحة لكل من يحاول تهديد أمن واستقرار المنطقة. وذكر الشعباني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإرادة الخليجية الموحدة لتحقيق الأمن والاستقرار تمثل العامل الرئيس في مواجهة التحديات التي تتسارع يومياً، مشيراً إلى أن نتائج قمة البحرين تعكس قدرة المجلس على التعامل مع التغيرات الجيوسياسية في المنطقة بشكل استباقي. وفي السياق، قال المحلل السياسي الأردني، محمد مصالحة، إن تجمع دول الخليج في مجلس التعاون يمثل واحدة من أهم الخطوات التي تعول عليها المنطقة لتكون جامعة للعمل العربي المشترك.
وأضاف مصالحة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دول المجلس تتماثل في تركيبها الاجتماعي وعاداتها وموقعها الجغرافي والتاريخي، مما يجعل مصالحها مشتركة ويتيح إمكانيات كبيرة للتنسيق الفعّال في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية.
وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي يمثل نموذجاً يحتذى به في مناطق عربية وإقليمية أخرى، معرباً عن أمله في تحقيق المزيد من التوحد في المجالات الاقتصادية والتجارية والقانونية. بدوره، أوضح عادل المدوري، المحلل السياسي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إنجازات مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة امتدت لتشمل الاقتصاد والطاقة والبنية التشريعية، مما جعل دول المجلس أكثر قدرة على مواجهة التحديات الإقليمية المعقدة، مشيراً إلى أن التنسيق الخليجي يعكس رؤية موحدة واستراتيجية مشتركة، تعزز من قدرة دول المجلس على التأثير في السياسات الإقليمية والدولية، وتحقيق مصالح شعوبها في بيئة محفوفة بالمخاطر. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القمة الخليجية الخليج البحرين مجلس التعاون الخليجي الإمارات المنامة فی تصریح لـ الاتحاد المحلل السیاسی دول المجلس إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجلس التعاون الخليجي يواصل تطوير «القبة الصاروخية» المشتركة
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن دول المجلس تواصل العمل مع شركاء دوليين على إنجاز مشروع “القبة الصاروخية الخليجية المشتركة”، واصفاً المشروع بأنه “محوري للغاية” لتعزيز القدرات الدفاعية في المنطقة.
وخلال جلسة حوارية عقدت في البحرين، أشار البديوي إلى أن الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة دفع قادة دول المجلس لعقد قمة طارئة، تلاها اجتماع استثنائي لوزراء الدفاع في العاصمة القطرية، خصص لمراجعة أوجه القصور وتعزيز العمل العسكري الخليجي.
وأوضح أن وزراء الدفاع اعتمدوا خمس نقاط رئيسية تهدف إلى رفع فاعلية التعاون الدفاعي المشترك، مشيراً إلى أن هناك جهوداً مستمرة لسد الثغرات وتحسين مستوى التنسيق العسكري بين دول المجلس.
وشدد البديوي على أن مشروع القبة الصاروخية لا يزال بحاجة لاستكمال عدد من الجوانب الفنية، لكنه أعرب عن تفاؤله بإحراز تقدم ملموس في المستقبل القريب بالتعاون مع الحلفاء الدوليين.
وكان مجلس الدفاع المشترك لدول الخليج أكد، الأسبوع الماضي، أن التكامل الدفاعي بين الدول الأعضاء يشكل “درعاً واقياً” في مواجهة التهديدات، ويمثل ركناً أساسياً لحماية الأمن والمصالح الوطنية والاقتصادية لدول المجلس.
وأشار البديوي إلى أن هذه الاجتماعات تأتي عقب تكليف قادة دول الخليج، خلال قمة استثنائية في 15 سبتمبر/أيلول الماضي في الدوحة، للقيادة العسكرية الموحدة بتنفيذ إجراءات عملية لتطوير آليات الدفاع المشترك، في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطر، الذي وصفه المجلس بأنه “تصعيد خطير ومخالف للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد أن اللجنة العسكرية العليا ستواصل تقييم الوضع الدفاعي الخليجي ومصادر التهديدات ووضع تصور لتعزيز قدرات الردع، بما يضمن حماية المنطقة من أي اعتداءات مستقبلية.
ومشروع “القبة الصاروخية الخليجية المشتركة” جاء ضمن جهود دول مجلس التعاون لتعزيز الدفاع المشترك في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيما بعد الاعتداءات الإسرائيلية والإيرانية على قطر.
يهدف المشروع إلى تطوير منظومة دفاعية متكاملة تعتمد على تقنيات متقدمة لرصد واعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بالتعاون مع شركاء دوليين.
وتعد هذه الخطوات جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الأمن الإقليمي وحماية البنية التحتية الحيوية والمصالح الوطنية لدول الخليج، ضمن إطار اتفاقيات الدفاع المشترك التي تم تبنيها منذ تأسيس المجلس في 1981.