علق الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية،  على ما تم تداوله من بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول التنسيق لفتح معبر رفح الأيام المقبلة للخروج من غزة، وخروج هذا التفسير في التوقيت الراهن، موضحًا، أنّ ثمة أمرين في هذا الصدد، الأول أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم ماذا تعني المرحلة الثانية في الاتفاق".

ضياء رشوان يكشف حقيقة التنسيق لفتح معبر بهدف خروج الفلسطينيين من غزة ضياء رشوان: إسرائيل تعلم جيدا أن خطة ترامب تؤكد على عدم إجبار الفلسطينيين على الخروج من أراضيهم في غزة

وأضاف ضياء رشوان، في لقاء عبر تطبيق "zoom"، لبرنامج "ستوديو إكسترا نيوز"، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنّ نتنياهو يحاول عدم دخول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ويريد أن يثير في كل دقيقة قبل الاقتراب منها، إما مشكلات أو اشتباكات كالتي تحدث مثلاً اليوم في رفح أو القصف والاختراقات الإسرائيلية بالمئات التي تمّت.

وتابع ضياء رشوان  أنّ المرحلة الثانية تتضمن الانسحاب الإسرائيلي، ولجنة فلسطينية لإدارة قطاع غزة، وتتضمن إعادة إعمار غزة، وتتضمن وجود قوة عسكرية، وهي قوة حفظ الاستقرار داخل غزة التي طالما طالب الفلسطينيون بها لتحميهم من الاعتداء الإسرائيلي.

نتنياهو يريد تأجيل المرحلة الثانية

وأردف، أنّ نتنياهو يريد تأجيل المرحلة الثانية فيتحجج بأشياء مثل هذه، أما الأمر الثاني، فهو داخلي، بنيامين نتنياهو الآن في سنة انتخابية إما مبكرة في الربيع القادم أو في موعدها في الخريف،  من ثم، فإنه يريد الآن أن يشكل تحالفه الجديد، ومن ضمن هذا التحالف الجديد تحالفه الحالي مع اليمين المتطرف.

وأشار، إلى أنه يزعم بأنه سيُخرج الفلسطينيين بلا عودة وأنه اتفق مع مصر على هذا، مشددًا، على أن هذا كذب صريح، حيث يبعث رسالة إلى بن غفير، إلى سموتريتش "قفوا بجانبي.. ها أنا  أفعل ما كنتم تودونه وهو التهجير للفلسطينيين خارج قطاع غزة".

وشدد، على أن نتنياهو ليس أمامه وقت طويل، فالإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس ترامب لن تصمت كثيراً، حيث إنها متعجلة للدخول في المرحلة الثانية، وهناك أنباء ذُكرت منذ يعني بأن واشنطن تحدثت عن تشكيل لجنة التكنوقراط التي ستدير غزة خلال أسبوعين، أي هذا هو قلب المرحلة الثانية.

وأردف: "مصر تعودت على مثل هذه المزاعم، والعبرة ليست بالرد هنا أو هناك، أو أن مصر تنفي أو تثبت، العبرة بما هو عليه على الأرض، الموقف المصري الذي لم يتحرك مللي متر واحد عن المبادئ الرئيسية التي تعهدت بها مصر منذ بداية حرب الإبادة."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ضياء رشوان نتنياهو إسرائيل معبر رفح بوابة الوفد المرحلة الثانیة ضیاء رشوان

إقرأ أيضاً:

لماذا توقّفت المرحلة الثانية من اتفاق السلام في غزة؟!

اتفاق يتقدّم خطوة.. ويتراجع خطوتين

بعد الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة، ظنّ البعض أننا أمام منعطف حقيقي نحو السلام، لكن الحقيقة أنّ الاتفاق صُمّم بحيث يفتح نافذة صغيرة للتهدئة، ويترك الباب واسعا لاستمرار الحرب.

المرحلة الثانية كانت لحظة الحسم: انسحاب أوسع، وترتيبات حكم انتقالي، وتبادل أسرى أكبر. لكنّها توقفت فورا؛ لأنّها ببساطة الجزء الوحيد من الخطة الذي يفرض على إسرائيل تكلفة سياسية وعسكرية. وهنا بدأ التعطيل.

هذا المقال يرصد الخلفيات الحقيقية وراء توقف المرحلة الثانية، ولماذا لا تستطيع أمريكا ولا تريد وقف القتل اليومي.. ولماذا يبدو ترامب مقتنعا بأن المجزرة المستمرة هي "الطريق" لحل الصراع.

لماذا توقّفت المرحلة الثانية من الأساس؟
المرحلة الثانية فتفرض لأول مرة: انسحابا أوسع، ودخولا لحكومة مدنية انتقالية، وتقليصا للسيطرة العسكرية. وهذا أمر يرفضه نتنياهو لأنه سيعني نهاية "حربه" التي يستخدمها للبقاء في السلطة، فتح ملفات التحقيق في فشل 7 أكتوبر، وبدء نقاش جدي حول من يحكم غزة. لذلك جمّد المرحلة الثانية تماما
1- لأنها المرة الأولى التي يجب أن تدفع فيها إسرائيل ثمنا.. والمرحلة الأولى من الاتفاق كانت مريحة لإسرائيل: إطلاق بعض الأسرى، خفض نسبي للقصف، لا التزامات سياسية، لا انسحاب حقيقيا. أما المرحلة الثانية فتفرض لأول مرة: انسحابا أوسع، ودخولا لحكومة مدنية انتقالية، وتقليصا للسيطرة العسكرية. وهذا أمر يرفضه نتنياهو لأنه سيعني نهاية "حربه" التي يستخدمها للبقاء في السلطة، فتح ملفات التحقيق في فشل 7 أكتوبر، وبدء نقاش جدي حول من يحكم غزة. لذلك جمّد المرحلة الثانية تماما.

2- لأن نتنياهو يعيش على حرب لا تنتهي؛ الحرب بالنسبة لنتنياهو ليست معركة.. بل وسيلة للبقاء. إذا بدأت المرحلة الثانية ستبدأ لجان التحقيق، وستظهر حقيقة أن "النصر الكامل" مجرد شعار، وسيُسأل: لماذا لم يتم إنقاذ الرهائن؟ لماذا استمر القتل بلا هدف؟.. لذا يبقي نتنياهو الوضع بين: لا حرب شاملة، ولا سلام حقيقيا، بل قتل يومي منخفض الإيقاع.

3- خلاف جذري بين مشروعين متناقضين.. حماس تريد وقفا نهائيا للحرب، ورفع الحصار، وضمانات مكتوبة بعدم إعادة الاحتلال، وإسرائيل تريد تجريد المقاومة من القوة، ووصاية أمنية دائمة، وحكما مدنيا ضعيفا لا يملك قرارا مستقلا. لذلك تحوّل الاتفاق إلى صدام بين مشروعين لا يلتقيان.

لماذا تعجز أمريكا عن فرض المرحلة الثانية أو وقف القتل؟

1- لأنها ليست وسيطا.. بل طرفا أصيلا، فالدعم الأمريكي لإسرائيل هو الأعمق في تاريخ النزاعات الحديثة: غطاء سياسي كامل، وقنابل وصواريخ يومية، وتعطيل لأي قرار إدانة في الأمم المتحدة. أمريكا لا تضغط على إسرائيل.. بل تحميها من الضغوط.

2- لأن كسر إسرائيل سياسيا يكلّف واشنطن أكثر من كسر غزة إنسانيا؛ الرؤساء الأمريكيون -جمهوريون وديمقراطيون- يخشون نفوذ اللوبيات، والإعلام المنحاز، والكتلة الانتخابية المسيحية- الصهيونية. لذلك يفضلون دعم الإبادة على خسارة أصواتهم.

3- لأن خطة ترامب- نتنياهو تقوم على "سلام ما بعد الإبادة"؛ المرحلة الثانية ليست وقفا للقتل.. بل إعادة ترتيب غزة بعد إنهاكها. الفكرة الأمريكية هي: "لنبدأ السلام.. بعد أن تنتهي المقاومة، وبعد أن تفقد غزة قدرتها على الحياة". أي سلام فوق الركام.

لماذا تستمر إسرائيل في القتل اليومي رغم وجود هدنة؟

1- لأن القتل هو جزء من عقيدة "النصر الكامل"؛ نتنياهو أعلن مرارا أن هدفه هو "القضاء على حماس"، ولأن المقاومة لم تُهزم، فإن إسرائيل تستخدم القتل المنهجي، والاغتيالات، والتجويع، وهدم البنية المدنية. وهذا كله يُقدَّم للرأي العام بوصفه "استمرارا للمهمة".

2- لأن مشروع الاحتلال يحتاج ضغطا مستمرا؛ خلف عمليات الجيش توجد خطة أعمق: دفع الغزيين للهجرة، وتدمير المجتمع، وفرض واقع ديمغرافي جديد، وإدماج غزة في مشروع اقتصادي إقليمي يخدم تل أبيب. وهذا المشروع يحتاج نارا مشتعلة.. ولو منخفضة.

3- لأن "اليوم التالي" مرعب لإسرائيل، فإن توقف القتل،فستُسأل إسرائيل: من سيحكم غزة؟ هل ستنسحب؟ هل ستقبل بدولة فلسطينية؟ وهل كانت الحرب مبررة أصلا؟ وهي أسئلة تريد إسرائيل الهروب منها.

السؤال الأهم: هل ترامب مقتنع فعلا بخطة نتنياهو؟

1- نعم.. ترامب يرى أن الحل عسكري بالدرجة الأولى، وقد صرح علنا بأن "على إسرائيل إنهاء المشكلة في غزة".. "التخلص من حماس ضرورة".. "حماس هي العائق الوحيد أمام الصفقة".. وهذه لغة تؤيد الحرب لا توقفها.

2- يدعو لوقف مؤقت -ليس رحمة- بل مناورة: عندما يطلب ترامب "تهدئة" يكون الهدف إقناع حماس بالخضوع، أو تحميلها مسؤولية الفشل. فلا علاقة للإنسانية بالأمر.

ترامب ونتنياهو يشتركان في رؤية واحدة، كلاهما يؤمن بأن الحسم العسكري أولا، وإعادة هندسة غزة ثانيا، ثم فرض حل سياسي بالقوة. لذلك يتصرف ترامب كـ"مهندس اتفاق" يخدم إسرائيل، لا كوسيط بين طرفين
3- ترامب ونتنياهو يشتركان في رؤية واحدة، كلاهما يؤمن بأن الحسم العسكري أولا، وإعادة هندسة غزة ثانيا، ثم فرض حل سياسي بالقوة. لذلك يتصرف ترامب كـ"مهندس اتفاق" يخدم إسرائيل، لا كوسيط بين طرفين.

خاتمة استراتيجية: ما الذي يعنيه ذلك للمقاومة والأمة؟

1- المرحلة الثانية ليست متعثرة.. بل متوقفة عمدا، لأنها لحظة تفرض على إسرائيل مسؤولية، وهذا ما لا يريده نتنياهو.

2- أمريكا ليست عاجزة.. بل غير راغبة، لأنها شريك مباشر في الحرب، وليست ضامنا للسلام.

3- القتل اليومي ليس خللا.. بل جزء من الخطة لتركيع غزة، وإعادة صياغة واقعها السياسي والديمغرافي، وتفكيك مقاومتها.

4- المعركة اليوم ليست بين اتفاق أو اتفاق، بل بين مشروعين: مشروع إبادة وإعادة هندسة المنطقة، ومشروع صمود تحوّل إلى نموذج عالمي.

5- واجب الأمة واضح.. دعم غزة سياسيا وقانونيا وإعلاميا، وعزل إسرائيل دوليا، وفضح الدور الأمريكي، وبناء مشروع نهضوي مقاوم طويل النفس.

إن المرحلة الثانية لم تتوقف لأسباب فنية.. بل لأن الحرب لم تنتهِ بعد في عقل نتنياهو ولا في عقل ترامب، وما يجري الآن ليس "تعثر سلام" بل محاولة فرض سلامٍ فوق المقابر.

مقالات مشابهة

  • ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة "ستبدأ قريبا"
  • ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستبدأ قريبا
  • ترامب عن وقف إطلاق النار في غزة: المرحلة الثانية من الاتفاق تتقدم وستحدث قريبا جدا
  • ضياء رشوان: نتنياهو يتحجج بأشياء كثيرة ويريد تأجيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • عاجل| ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستبدأ قريبا
  • لماذا توقّفت المرحلة الثانية من اتفاق السلام في غزة؟!
  • قطر: نعمل مع الوسطاء على الوصول للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • رئيسا الشاباك والمخابرات المصرية يبحثان ملف غزة والمرحلة الثانية
  • انتهاكات الاحتلال في غزة تهدد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة