أبوظبي (الاتحاد)

في استجابة إنسانية عاجلة تجسد نهج الإمارات الراسخ في دعم المجتمعات المنكوبة حول العالم، وصلت إلى مطار كولومبو الدولي طائرات مساعدات إماراتية محمّلة بأطنان من مواد الإغاثة الأساسية ومعدات البحث والإنقاذ المتقدمة، وذلك في أعقاب الإعصار العنيف الذي ضرب سريلانكا وخلّف أضراراً كبيرة في البنية التحتية والمناطق السكنية.

وقد حطّت الطائرات الإماراتية على مدرج المطار وسط أجواء استنفار شديدة تشهدها البلاد منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة. وبمجرد فتح أبواب الطائرة، بدأت الفرق السريلانكية بالتعاون مع الفريق الإماراتي عمليات تفريغ الشحنات، في مشهد عكَس حجم التنسيق المشترك والسرعة التي تتطلبها المرحلة.
وتتضمن الشحنات معدات إنقاذ ميدانية متطورة، وأجهزة للكشف تحت الأنقاض، وحقائب طبية متخصصة، إضافة إلى وحدات إسعاف أولية يمكن تشغيلها في المواقع الأكثر تضرراً. كما حملت الطائرات كميات كبيرة من المواد الغذائية، واحتياجات أساسية أخرى لتغطية النقص الحاد الذي تواجهه مراكز الإيواء المنتشرة في المناطق المنكوبة.
وتشير التقديرات إلى أن الأيام المقبلة ستكون الأكثر حساسية، إذ تُسابق فِرق الإنقاذ الزمن للوصول إلى العالقين تحت الركام أو المحاصرين في المناطق التي غمرتها السيول، لاسيما في القرى الجبلية التي تضررت بشكل بالغ. وتُعد تلك المناطق من أصعب نقاط التدخل، بسبب الانهيارات الطينية وصعوبة الوصول إليها عبر الطرق التقليدية. وقد أكد فريق الإمارات للبحث والإنقاذ استعداده الكامل لاقتحام هذه المواقع المعقدة، باستخدام تقنيات حديثة قادرة على تغطية مساحات واسعة في وقت قياسي، مما يساعد في تحديد مواقع الناجين بدقة أكبر. كما سيتم توزيع جزء من المساعدات الغذائية مباشرة على العائلات المتضررة، بالتعاون مع الجمعيات المحلية ومراكز الإيواء، في ظل ارتفاع أعداد النازحين الذين فقدوا منازلهم خلال الساعات الأولى للإعصار.
وتؤكد هذه الخطوة استمرار الحضور الإماراتي الفاعل في ميادين العمل الإنساني، حيث تعدّ الإمارات من أبرز الدول المبادرة إلى تقديم الدعم الفوري للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية. ويأتي إرسال هذه المساعدات استكمالاً لسلسلة جهود طويلة شملت تدخلات في آسيا وأفريقيا وأوروبا خلال السنوات الماضية.

التزام

أخبار ذات صلة «مفوضية اللاجئين»: 16 مليون نازح سوري يحتاجون مساعدات عاجلة سلطان بن حمدان بن زايد وياس بن حمدان بن زايد يحضران احتفال «عيد الاتحاد» في حصن الظفرة

يعكس هذا التحرك السريع التزام الإمارات بسياسات ثابتة تقوم على مساندة المجتمعات الضعيفة، وتعزيز قدرات الدول على تجاوز المحن، عبر تدخلات مدروسة تعتمد على سرعة الوصول وجودة المعدات وخبرة الكوادر
وبينما تكافح سريلانكا لإعادة تنظيم جهودها في مواجهة آثار الإعصار، يشكّل الدعم الإماراتي عنصر توازن مهماً في المرحلة الحالية التي تتطلب أعلى مستويات التنسيق والإمكانات. وفي وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تضامن دولي فعّال، تأتي هذه المبادرة لتؤكد أن قيمة العمل الإنساني ليست مجرد مساعدات عابرة، بل رسالة تمتد أبعد من حدود الجغرافيا… وتصل إلى قلب كل مجتمع يواجه محنة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات سريلانكا المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية كولومبو إعصار فرق البحث والإنقاذ

إقرأ أيضاً:

أبو حسنة: غزة تواجه كارثة إنسانية و”الاحتلال” يحتجز 6 آلاف شاحنة مساعدات تكفي لثلاثة أشهر

يمانيون |
حذّر عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يحتجز 6 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية تحمل مواد غذائية تكفي القطاع لمدة ثلاثة أشهر.

وأوضح أبو حسنة في تصريح له أن هذه الشاحنات تحتوي أيضًا على مئات الآلاف من الخيام والأغطية التي يحتاجها 1.3 مليون فلسطيني، في وقت يشهد القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وأضاف أبو حسنة أن عدد الشاحنات التي يتم السماح بدخولها إلى غزة حاليًا لا يتناسب مع حجم الاحتياجات الضخمة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمنع دخول مئات الأصناف من المساعدات الأساسية، بما في ذلك المواد المتعلقة بالقطاعات الصحية والصرف الصحي والمياه، بالإضافة إلى مواد غذائية أخرى.

وأشار إلى أن الاحتلال يفضل السماح بإدخال مواد تجارية أكثر من المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة المدنيين في القطاع، لافتاً إلى أن معظم سكان غزة يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الوضع المعيشي قد وصل إلى حد غير مسبوق حيث لا يملك الناس مالًا باستثناء القليل من موظفي المنظمات الأممية وبعض موظفي السلطة الفلسطينية.

وأشار أبو حسنة إلى أن المنظمات الإنسانية تتقدم بطلبات متكررة لإدخال مواد حيوية، مثل قطع غيار محطات تحلية المياه والصرف الصحي، والمعدات الطبية، بالإضافة إلى فرق طبية دولية، إلا أن الاحتلال يرفض معظم هذه الطلبات ويقتصر السماح على إدخال بعض المواد الأساسية مثل المعلبات والطحين وبعض الأدوية.

وحذر من أن استمرار الوضع الحالي قد يعيد غزة إلى المربع صفر، مشيرًا إلى ما حدث مؤخراً نتيجة الأمطار التي هطلت لفترة قصيرة فقط، حيث اختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي بسبب تدمير البنية التحتية، مما أدى إلى انهيار عشرات الآلاف من الخيام.

وفي السياق ذاته، أوضح هاني الشاعر، المسؤول في بلديات قطاع غزة، أن النفايات تتكدس في الشوارع الضيقة بالقرب من خيام النازحين، في حين أن الأطفال يعيشون في مستنقعات مليئة بالأمراض والأوبئة، مسيراً إلى أن أزمة الوقود في القطاع هي الأكبر منذ بداية الحرب، حيث تتعطل آليات البلديات بسبب نقص الوقود ولم تسمح سلطات الاحتلال بدخول آليات جديدة.

من جانب آخر، استعرض أبو حسنة الأثر المدمر للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أسفرت حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع منذ أكتوبر 2023 عن استشهاد 70,103 فلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 170,986 آخرين. مؤكداً أن الأعداد تتزايد بشكل يومي مع استمرار محاولات طواقم الإسعاف والإنقاذ للوصول إلى الضحايا الذين لا يزالون تحت الركام.

ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، فإن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في خروقات يومية للاتفاق، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية، خصوصًا تلك المقدمة من “أونروا”، مما يزيد من معاناة سكان غزة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.

مقالات مشابهة

  • مساعدات إنسانية سعودية جديدة تعبر منفذ رفح إلى قطاع غزة
  • مساعدات إنسانية سعودية جديدة تعبر منفذ رفح متجهة إلى غزة
  • الحمامصي: العيد الوطني الإماراتي ملحمة وحدة صنعت دولة المستقبل
  • بحمولة 9500 طن مساعدات إنسانية.. إطلاق قافلة «زاد العزة» الـ 85 إلى قطاع غزة
  • الهلال الأحمر المصري يدفع 9,500 طن مساعدات إنسانية وشتوية لـ غزة
  • إقليم البترا تضيء الخزنة بالعلم الإماراتي احتفالًا بعيد الاتحاد الـ54
  • توزيعات عيد الاتحاد الإماراتي الـ 54: أفكار مبتكرة لأجمل الهدايا
  • أبو حسنة: غزة تواجه كارثة إنسانية و”الاحتلال” يحتجز 6 آلاف شاحنة مساعدات تكفي لثلاثة أشهر
  • حلمي طولان: مصر تريد الوصول إلى مراحل متقدمة في كأس العرب