3 مليارات يورو لتقليص اعتماد أوروبا على الصين في المعادن النادرة
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
كشف الاتحاد الأوروبي الأربعاء عن حزمة واسعة من الإجراءات تهدف إلى كبح الاعتماد الهيكلي على الصين في المعادن النادرة والمواد الخام الحيوية، وتعزيز قدرة التكتل على مواجهة الضغوط التجارية والجيوسياسية المتزايدة.
3 مليارات يورو لمشاريع التعدين والتكرير وإعادة التدويروبحسب وكالة الصحافة الفرنسية أعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيخصص ما يقرب من 3 مليارات يورو (نحو 3.
وتؤكد المفوضية أن هذه الخطوة تأتي استجابة لحاجة ملحة إلى بناء قدرة أوروبية ذاتية في هذه المواد، والتي تتركز إمداداتها عالميا لدى الصين.
كما أشارت الوكالة إلى أن بروكسل تخطط لإنشاء "مركز أوروبي للمواد الخام الحيوية" بحلول أوائل 2026، ستكون مهمته تحليل الاحتياجات، وتنسيق المشتريات المشتركة، والمساهمة في بناء مخزونات إستراتيجية تضمن أمن الإمدادات.
إستراتيجية أوسع للدفاع الاقتصاديوفي سياق متصل، نقلت رويترز عن المفوضية الأوروبية عرضها مجموعة واسعة من الإجراءات الجديدة الرامية إلى تعزيز "الأمن الاقتصادي" للاتحاد في مواجهة ما وصفته بالتهديدات المتصاعدة، وعلى رأسها نقص المعادن النادرة، والقيود الصينية، والتعريفات الأميركية.
واعتبرت المفوضية أن التكتل، المكون من 27 دولة، بات مهددا بفقدان ريادته الصناعية لصالح الصين والولايات المتحدة، خاصة في قطاعات إستراتيجية مثل البطاريات والذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية.
وقال ماروس سيفكوفتيش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، في تصريحات نقلتها رويترز: "نريد الانتقال من موقف رد الفعل إلى إعادة صياغة سياساتنا… واجهنا تحديات كثيرة هذا العام، ولا أعتقد أنها ستتوقف في أول يناير/كانون الثاني".
إعلانوأضاف المسؤول الأوروبي أن المفوضية ستدرس، بحلول الربع الثالث من 2026، تسريع تنفيذ تدابير تجارية قائمة مثل رسوم مكافحة الإغراق والدعم، والتي تتطلب اليوم تحقيقات طويلة تصل إلى عام كامل.
تدابير جديدة لمواجهة "التشوهات السوقية"وبحسب رويترز، تتضمن المقترحات الأوروبية أيضا:
تطوير أدوات جديدة لمواجهة التجارة غير العادلة والطاقة الإنتاجية الفائضة لدى الدول المنافسة. تشجيع الشركات العاملة في القطاعات عالية المخاطر على تنويع الموردين بدل الاعتماد الكامل على الصين. منح أفضلية للشركات الأوروبية في المناقصات العامة المتعلقة بالقطاعات الإستراتيجية. منع "الكيانات عالية المخاطر" من الاستفادة من تمويلات الاتحاد الأوروبي. تشديد فحص الاستثمارات الأجنبية الواردة للتكتل. دروس من التجربة اليابانيةوقال ستيفان سيغورن، نائب رئيس المفوضية، إن الاتحاد الأوروبي قد يجعل من تنويع مصادر التوريد خطوة إلزامية، مؤكدا: "لأسباب تتعلق بالأمن الاقتصادي، يجب أن تتوقف الشركات الأوروبية، تماما مثل الشركات اليابانية والأميركية أو حتى الهندية، عن شراء المنتجات الصينية بنسبة 100%".
وأشار سيفكوفتيش إلى أن التكتل يستلهم بعض خطوات اليابان، التي واجهت في 2010 تعليق الصين لصادرات المعادن النادرة عبر تنويع مصادرها، وزيادة إعادة التدوير، وبناء احتياطيات إستراتيجية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الاتحاد الأوروبی المعادن النادرة
إقرأ أيضاً:
ما وراء لعب ترامب دور صانع السلام بين رواندا والكونغو
واشنطن- باعتبارها القوة الكبرى، تستغل الولايات المتحدة نفوذها ومواردها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية الضخمة للتدخل في حل العديد من الصراعات في العالم.
ومنذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لبدء فترة حكم جديدة في يناير/كانون الثاني الماضي، عرفت واشنطن نهجا جديدا بلعب دور أساسي في العمل على حل عدد من نزاعات القارة التاريخية والمعقدة. وبدأت إدارته في العمل على وقف الحرب في السودان بجدية عقب طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منه التدخل الشخصي لوقف حمامات الدم هناك.
ومن ناحية أخرى، وعقب توقيع إعلان مبادئ بين حكومتي كينشاسا وكيغالي بمقر الخارجية الأميركية في يونيو/حزيران الماضي، والذي جرى بوساطة قطرية، تتجه الأنظار للبيت الأبيض اليوم الخميس حيث يستضيف ترامب زعيمي رواندا بول كاغامي والكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي لتوقيع اتفاقية سلام.
مساعدة الرئيس والمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت: يتطلّع الرئيس دونالد ترامب إلى استضافة نظيرَيه الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، يوم الخميس الرابع من ديسمبر، لتوقيع اتفاقية السلام والاقتصاد التاريخية التي توسّط في إبرامها.
— الخارجية الأميركية (@USAbilAraby) December 3, 2025
اتفاقية تاريخيةوأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الاثنين الماضي أن الرئيسين (الضيفين) سيوقعان "اتفاقية سلام اقتصادية تاريخية بوساطة ترامب".
وتهدف إلى إنهاء عقود من الصراع خاصة شرق الكونغو. وتشمل آلية تنسيق أمني مشتركة للإشراف على انسحاب القوات المسلحة بين الدولتين لحدود متفق عليها، وتحييد الجماعات المسلحة خاصة حركة "إم 23" شرق البلاد. ويتساءل مراقبون ما إذا كان الاتفاق النهائي لواشنطن سينجح حيث فشلت الصفقات السابقة.
وفي حديث للجزيرة نت، ذكر ديفيد شين السفير الأميركي السابق في إثيوبيا وبوركينا فاسو، ونائب رئيس البعثة السابقة في السفارة الأميركية بالسودان، والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أنه "لا مؤشرات على أن ترامب قضى وقتا طويلا في هذه القضية. لقد قام مبعوثه للشؤون الأفريقية مسعد بولس بمعظم العمل على التوصل لاتفاقية رواندا والكونغو الديمقراطية".
إعلانغير أن ذلك لا يعني عدم وجود مبررات لدى ترامب لدفع إدارته للعمل على توصل الدولتين لاتفاق سلام يوقع تحت إشرافه، ومن أهمها: أراضي كينشاسا الغنية بالمعادن النادرة، والمنافسة مع الصين، ورغبة الرئيس الأميركي الشخصية في الظفر بجائزة نوبل للسلام.
وتُعد الكونغو الديمقراطية واحدة من أكثر الدول في العالم التي تضم عدة معادن نادرة أو ذات أهمية إستراتيجية. ومع سيطرة الصين الضخمة حاليا على استخراجها وتجارتها، واستغلال ذلك في تنافسها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة، تبحث واشنطن بلا توقف عن بدائل غير مستغلة من المعادن.
وأكد السفير شين أن هدف الولايات المتحدة النهائي من الدبلوماسية هو ضمان الوصول إلى المعادن الحيوية في المنطقة، ومن هنا تمثل الكونغو فرصة ضخمة للشركات الأميركية بما تملكه أراضيها من عدد من أهم تلك المعادن النادرة، التي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
الكوبالت: تمتلك كينشاسا ما بين 60% و70% من احتياطياته المعروفة في العالم. وهو معدن حيوي لبطاريات الليثيوم أيون، والمركبات الكهربائية، وسبائك الطيران. الكولتان: وهو مصدر التنتالوم المستخدم في شرائح الإلكترونيات المتقدمة اللازمة لتصنيع الهواتف الذكية، وأجهزة الحواسيب المتطورة. كما تضم أراضي الكونغو معادن أخرى بكميات ضخمة من بينها النيوبيوم، والجرمانيوم، والليثيوم، وولفراميت، والكاسيتريت، والألماس بما في ذلك الأنواع النادرة عالية الجودة.ومن هنا يمكن فهم اهتمام ترامب بهذا البلد ضمن الصراعات الجيوسياسية الأوسع حول السيطرة على المعادن الإستراتيجية، خاصة الكوبالت والكولتان اللذين لا غنى عنهما للتقدم الصناعي التكنولوجي العسكري. وأشارت تقارير إلى إجرائه وممثلي الكونغو محادثات حول صفقة معادن محتملة تتيح لواشنطن تقديم المساعدة الأمنية لكينشاسا مقابل بعض الموارد الطبيعية للبلاد.
ويرى بعض المعلقين أن التنافس بين واشنطن وبكين يعد مفتاحا هاما لفهم اهتمام إدارة ترامب بحل النزاع بين رواندا والكونغو الديمقراطية، في ضوء التنافس الجيوسياسي بينهما حول الوصول إلى المعادن النادرة.
أواخر فبراير/شباط 2025، نشرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب تغريدة على منصة "إكس" حثت حكومة الكونغو على عرقلة عرض شركة "نورين ماينينغ" التابعة لشركة نورينكو الصينية لصناعة الأسلحة والنحاس، لمشروع كوبالت ونحاس واعد.
وجاءت التغريدة بعد تجاهل شركة التعدين الكونغولية للمرة الثانية عرض استحواذ نورين ماينينغ على شركة "كيميكال أوف أفريقيا" بقيمة 1.4 مليار دولار. وتأمل إدارة ترامب من خلال الاستفادة من ثروة هذه المعادن النادرة أن يمنحها ذلك فرصة لمواجهة هيمنة الصين عليها.
ومن جانبها، تعرض كينشاسا على واشنطن ليس فقط الوصول إلى المعادن، بل والسيطرة على ميناء "بنانا" البحري العميق غرب البلاد، على أن يشمل أيضا التعاون العسكري الذي يتيح تأسيس قواعد عسكرية لواشنطن لحماية الموارد الإستراتيجية.
ويكرر ترامب نجاحه في حل 8 نزاعات دولية فشلت الجماعة الدولية في حلها على مدار العقود الأخيرة. وخلال حديث مع صحفيين، قال "لقد سوينا الكونغو مع رواندا، كانت حربا وحشية ومروعة، قتل العديد من الناس، نحو 10 ملايين شخص".
إعلانوأضاف أن معظم الحروب "لم تكن تعتبر قابلة للحل". واعتبر الاتفاق المبدئي بين الدولتين "انتصارا مجيدا" وحذر من "عقوبات شديدة جدا" إذا تم انتهاكه. ورغم أن بعض الخبراء يشككون في قدرة ترامب على حل الصراعات، تأمل واشنطن أن تدفع جهود الرئيس ليظفر العام القادم بجائزة نوبل للسلام.