آلية دفاعية مذهلة.. هكذا يتخلّص النمل من العدوى القاتلة قبل انتشارها
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
تُظهر دراسة حديثة أن مجموعات النمل تمتلك نظامًا بيولوجيًا شديد الحساسية يمكّنها من رصد العدوى القاتلة في مراحلها المبكرة. وهذا النظام القائم على الإشارات الكيميائية تطوّر ليضمن استقرار التجمعات ويحميها من تفشي الأمراض قبل خروجها عن السيطرة.
يُظهر البحث أن يرقات النمل عندما تصاب بمرض، تطلق رائحة كيميائية خاصة تنبّه الأفراد الآخرين حولها إلى أنها تحمل عدوى قاتلة، وبدلًا من إخفاء المرض، ترسل إنذارًا مبكرًا يشير إلى الخطر الذي ستشكّله قريبًا.
وعندما يلتقط من حولها هذه الإشارة، يتدخلون سريعًا: يعملون على إزالة الغلاف الخارجي للنملة المصابة، يُحدثون شقوقًا في طبقتها السطحية، ثم يغمرونها بحمض الفورميك، وهو المركّب الذي ينتجه النمل كوسيلة طبيعية ضد الميكروبات. هذه العملية توقف انتشار المرض لكنها تُنهي حياة النملة المريضة أيضًا.
وتوضح إيريكا داوسون أن ما يبدو كنوع من "تضحية" يحمي الكائنات المرتبطة بالنملة المريضة جينيًا، ما يساعد على استمرار المادة الوراثية المشتركة عبر الأجيال.
وتشير دراسة داوسون وتوماس شميت إلى أن هذا النوع من الإشارات التحذيرية المرتبطة بالمرض سُجَّل للمرة الأولى لدى الحشرات ذات السلوك الجماعي، إذ إن غياب هذا الإنذار قد يسمح للنملة المصابة بأن تموت دون أن يُلاحظ من حولها وتتحوّل إلى بؤرة عدوى خطرة.
داخل التجمعات، تنشغل الإناث بـ"إنتاج" السلالات الجديدة، بينما يتولى الذكور مهام الرعاية والتنظيف والعناية الصحية. ويشبه هذا التقسيم ما يحدث داخل جسم واحد، حيث تؤدي الخلايا وظائف متخصصة للحفاظ على الاستقرار.
"لغة كيميائية" خاصةتشير الأبحاث إلى أن النمل "البالغ" المصاب بعدوى قد يغادر المكان ليموت خارجه، وأن النمل الذي يتعرض للجراثيم قد يبتعد لمسافة محدودة، لكن يرقات النمل غير قادرة على الحركة، ما يجعلها مشابهة للخلايا المصابة داخل الأنسجة التي تعتمد على استجابة جهاز المناعة. وفي كلتا الحالتين، يعتمد الكائن المصاب على "مساعدين" يستجيبون لإشارة كيميائية من أجل منع انتشار العدوى.
Related مع التغيّر المناخي.. النمل يبدأ موسم هجرته إلى الشمال أيضاً دراسة: العالم موطن لما لا يقل عن 20 مليون مليار نملةآكل النمل الحرشفي يستعيد حريته في الصين رغم الاعتقاد بمسؤوليته عن نشر كوروناوالإشارة يجب أن تكون شديدة الدقة: تظهر فقط عندما يكون المرض قاتلًا، وتنتج بطريقة تمنع استهداف النمل السليم. وفي هذا السياق، يشرح شميت أن الرائحة المرتبطة بالعدوى لا تنتشر في الهواء، بل تلتصق بجسم اليرقات.
وتوضح داوسون أن هذا الإنذار ليس عشوائيًا، فالنمل الذي يمتلك قدرة أعلى على مقاومة العدوى، لا يطلقه. أما النمل الذي لا يمكنه السيطرة على المرض، فهو الذي يصدر الإشارة. وهذا الشكل من الإشارات الكيميائية يُظهر انسجامًا لافتًا بين تجمعات النمل، ما يجعل الاستجابة فعّالة إلى حد كبير في الحد من الأمراض.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة إيران روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة إيران روسيا بحث علمي العدوى الصحة حيوانات مرض الحشرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة إيران روسيا الذكاء الاصطناعي حروب دراسة بحث علمي فرنسا أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
ما حكم تعمد المصاب بالإيدز نقل العدوى لشعوره بعدم تقبل المجتمع؟.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فى إجابته عن سؤال ما حكم تهاون المصاب بالإيدز في الإجراءات الوقائية التى تمنع انتقال العدوى؟: إنه يحرم تهاون المصاب في الإجراءات الوقائية التي تمنع انتقال العدوى.
حكم تعمد نقل عدوى الإيدز
وأوضح انه يحرم أيضا تعمد نقل عدوى الإيدز، بل هو كبيرة، لما يترتب عليه من الضرر.
وشدد ان الواجب على المصاب بالإيدز حماية مجتمعه ومن يخالطهم، ولا يعد شعور المصاب بعدم التقبل مسوغًا لنشر العدوى، فالخطأ لا يعالج بخطأ.
المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالإيدز
واشار الى أن سلامة المجتمع تبدأ من الوعي، ومن ذلك، تصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) المعروف بالإيدز؛ إذ شاع عند بعض الناس ربطُ الإصابة به بارتكاب الجرائم المنافية للعفة والشرف، ربطًا مباشرًا في جميع حالاته، مع أنه ظنٌّ خاطئ؛ فطرق انتقال الفيروس متعدّدة، منها: الأدوات غير المعقّمة، ونقل الدم غير الآمن، وانتقاله من الأم إلى جنينها، ومنها العلاقات المحرمة، وغير ذلك.
ونوه أن إساءة الظن بالناس واتهامهم بغير بيّنة محرّم شرعًا، فقد نهى القرآن عن ذلك صراحةً، في قول الحق تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]
فلا يجوز للمسلم أن يحكم على إنسان بارتكاب ذنب بغير يقين، فذلك ظلمٌ يسوء سمعته، ويجرح كرامته، ويضاعف ألمه.
ونوه ان على المجتمع دور إنساني تجاه المصابين بالإيدز؛ دعمًا، ورحمة، ومساندةً نفسيّة واجتماعيّة وطبيّة؛ لا نبذًا ولا إيذاءً ولا تنمّرًا، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ». [متفق عليه]
وبين أن مكافحة الإيدز لا تكون بالخوف والوصم، بل بالتوعية، واحترام إنسانية المريض، وتشجيع العلاج المبكر، والتثقيف بطرق الوقاية، ومنع نشر الشائعات عنه والأحكام القاسية لحامليه.