صراحة نيوز:
2025-12-04@08:26:53 GMT

استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT

استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي

صراحة نيوز-د.م. أمجد عودة الشباطات

تنظر الدول اليوم إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره نافذة استراتيجية لإعادة بناء منظومتها الإدارية والاقتصادية، لا مجرد أداة تقنية. وفي لحظة يتسارع فيها العالم نحو نماذج جديدة في الإنتاج والخدمات والإدارة، يصبح على الأردن أن يعيد تقييم موقعه، وأن يحدد أين يمكن أن يقف خلال العقدين المقبلين إذا أحسن تنظيم قدراته وتوجيهها.

هذه النافذة مختلفة لأنها لا تعتمد على موارد تقليدية، بل على سرعة التعلم، والاستفادة من تكنولوجيا أصبحت متاحة للجميع تقريبًا، ومع التطور المتسارع في الذكاء الاصطناعي أصبح اللحاق بالعالم المتحضر أسهل وأسرع من أي وقت مضى، وهو ما يفرض على الأردن استغلال هذه الفرصة بدل الاكتفاء بدور المتلقي.

من هذا المنطلق، يبرز استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي—سواء ككيان مستقل أو بدمج مدروس مع وزارة الاقتصاد الرقمي—كخيار استراتيجي يرتبط مباشرة بالتحديث الإداري والاقتصادي للدولة. فالتحول الرقمي الذي تقوم به وزارة الاقتصاد الرقمي يشكل قاعدة مهمة، لكن الذكاء الاصطناعي يتطلب طبقة مؤسسية مختلفة تُعنى بتطوير النماذج الذكية، إدارة البيانات المتقدمة، تنظيم استخدام الخوارزميات، والانتقال من “رقمنة الخدمات” إلى “صنع سياسات تعتمد على البيانات والتنبؤ”. وهذا ما يجعل دور الوزارة المقترحة مكمّلًا، لا مكررًا.

ولأن الجهد يجب أن يتركّز بدل أن يتوزع، فإن التوجه الأمثل هو اختيار مجالات محددة يملك الأردن فيها قاعدة بشرية أو ميزات نسبية، ثم بناء منظومة تعليمية وبحثية وتشريعية داعمة حولها، وبناء هوية تكنولوجية تتمحور حوله بحيث تصبح هذه المجالات نقطة قوة وطنية لا مجرد مشاريع منفصلة. ويمكن أن تشمل هذه المجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة، تقنيات المياه، التعدين، أو إدارة الموارد، شرط أن تُدار ضمن رؤية موحدة تجمع الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص.

وعلى المستوى العملي، يمتلك الأردن قدرة على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية. في القطاع الصحي يمكن تعزيز قدرات التشخيص والتحليل وإدارة البيانات الطبية بالتعاون مع الكليات الطبية والهندسية. وفي الصناعة والتعدين والدفاع يمكن استخدام الأنظمة الذكية لرفع الكفاءة التشغيلية، تحسين جودة العمليات، وتطوير نماذج محاكاة وصيانة تنبؤية. أما في المياه والطاقة—وهي من أكثر الملفات ضغطًا على الدولة—فيتيح الذكاء الاصطناعي تحليل أنماط الاستهلاك، تحسين تشغيل المحطات، وضبط الإدارة التشغيلية بما يقلل الهدر ويعيد تنظيم الموارد.

استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي لا يرتبط بإضافة هيكل حكومي، بل بإنشاء إطار وطني يربط التكنولوجيا بالأولويات الاقتصادية والإدارية الكبرى، ويوفر قدرة على اتخاذ قرارات مبنية على البيانات واستشراف المستقبل بدل الاكتفاء بالتحسينات التشغيلية. وفي ظل التطور السريع للأنظمة الذكية، تصبح الجهة التي تقود هذا التحول عنصرًا حاسمًا في تحديد موقع الأردن في المرحلة المقبلة، وفي قدرته على استثمار هذه النافذة قبل أن تفقد قيمتها الاستراتيجية.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة أفكار الإنسان؟.. العلم يجيب

على مدار العقدين الماضيين، تطورت تقنية الربط بين المخ البشري والأجهزة الإلكترونية التي تستخدم لمساعدة المعاقين على التحكم عن بعد في وسائل مساعدة مختلفة، مثل الأطراف الصناعية أو بعض الكمبيوترات المتخصصة أو أجهزة توليد الأصوات التي تتيح إمكانية التحدث للأشخاص الذين فقدوا القدرة على النطق على سبيل المثال.

وتعرف هذه التقنية باسم واجهة الدماغ والحاسوب Brain Computer Interface ، وهي تعمل عن طريق جهاز خارجي متصل بالدماغ أو شريحة إلكترونية مثبتة على القشرة الحركية للمخ، من أجل قراءة الإشارات العصبية الصادرة عن المخ، وتحويلها إلى أوامر مباشرة للأجهزة الإلكترونية المتصلة بها.
وتوصل باحثون إلى أن نطاق عمل هذه التقنية في بعض الأحيان يتجاوز الغرض منها، بحيث يتيح قراءة بعض الأفكار التي تراود المستخدم دون قصد منه.

ويقول الباحث ريتشارد أندرسون طبيب الأعصاب بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة في تصريحات للموقع الإلكتروني "ساينتفيك أمريكان" المتخصص في الأبحاث العلمية إن "تثبيت أجهزة واجهة الدماغ والحاسوب على الفص الجداري للمخ يؤدي إلى استقبال إشارات عصبية من مناطق كثيرة في العقل البشري، وبالتالي يتوافر عدد كبير من الإشارات التي يمكن فك شفرتها بواسطة هذه الأجهزة".

ويرى باحثون أن قدرة هذا النوع من الأجهزة على الاطلاع على كثير من الأفكار الداخلية التي تراود الانسان تثير مخاوف أخلاقية بشأن كيفية التعامل مع البيانات التي يتم جمعها عن المستخدم، لاسيما في حالة ربط هذه الأجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتعزز برامج الذكاء الاصطناعي من قدرة المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية المستخدمة لقراءة الإشارات العصبية للمخ من الخارج، ويخشى المتخصصون من أن هذه الأجهزة، إذا ما تركت بدون ضوابط تنظيمية، سوف تعطي لشركات التكنولوجيا بيانات حديثة ودقيقة بشأن الاستجابات الداخلية للمستخدمين.

ويرى توم أوكسلي المدير التنفيذي لشركة "سينكرون" المتخصصة في صناعة واجهات الدماغ والحاسوب في نيويورك أن هذه التقنية الجديدة هي "المستقبل"، ويتوقع أن الرغبة في علاج الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية ستؤدي إلى إتاحة المزيد من أجزاء المخ أمام هذه الأجهزة الحديثة بغرض استكشافها.
كيف نجعل هذه التقنية الجديدة آمنة؟
وأشار في تصريحات لموقع "ساينتفيك أمريكان" إلى أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في تحسين قدرات فك الشفرات وتغيير طريقة عمل هذه التقنيات لخدمة المستخدم، وهو ما يقودنا على حد قوله إلى السؤال النهائي وهو: "كيف نجعل هذه التقنية الجديدة آمنة؟".

وتعتمد المنتجات الاستهلاكية لقياس الإشارات العصبية المتوافرة حاليا على تسجيل الإشارات الكهربائية للمخ، وهي عادة ما تأخذ شكل أجهزة أنيقة مثل سوار للمعصم أو سماعات للأذن أو خوذات مزودة بأقطاب كهربائية تثبت على الرأس.

ورغم أن هذه الأجهزة لا يمكنها فك شفرات العقل، فهي تستطيع أن تعكس صورة المخ بشكل عام عن طريق قياس درجة الانتباه أو الإرهاق أو التوتر. وتوفر بعض الشركات بالفعل أجهزة تكشف للمستخدم هذه المؤشرات الحيوية بغرض المساعدة في تحسين الأداء الرياضي أو التأمل أو زيادة الانتاجية وما إلى ذلك.

ويقول مارسيلو إينكا خبير أخلاقيات العلوم العصبية بالجامعة التقنية في ميونخ بألمانيا أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يسمح الذكاء الاصطناعي في المستقبل بسبر أغوار الأنشطة العقلية للإنسان بشكل أكبر، واوضح أن وسائل تسجيل المخططات الكهربائية للمخ تسمح بقياس التغيرات الكهربائية الضئيلة التي تطرأ في مخ الانسان خلال أجزاء من الثانية عند رؤية عامل محفز معين. ومثل هذه الإشارات في حالة تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي سوف تكشف عن درجة الانتباه وآلية اتخاذ القرار حيال تلك المحفزات.

وقد توصل إينكا خلال دراسة أجريت عام 2018 إلى أن معظم أجهزة واجهات المستخدم والكمبيوتر المتاحة آنذاك لا تراعي استخدام قنوات آمنة لتبادل البيانات التي يتم تسجيلها من المخ البشري ولا تطبيقات حديثة لحماية الخصوصية، ويقول إينكا: "أعتقد أن هذا الوضع لم يتغير إلى الآن.

في عام 2024، أجرت منظمة "نيورو رايتس" غير الربحية في نيويورك والمعنية بأخلاقيات التعامل مع البيانات العصبية دراسة تحليلية لسياسات التعامل مع البيانات المطبقة في ثلاثين شركة عاملة في مجال المنتجات الاستهلاكية الخاصة بقياس الإشارات العصبية، وتوصلت إلى أن الغالبية العظمى من هذه الشركات تسيطر على هذه البيانات بشكل كامل، وهو ما يعني أن بإمكانها أن تفعل بها ما تشاء بما في ذلك بيعها.

وفي استجابة لمثل هذه المخاوف، أصدرت حكومات بعض الدول مثل شيلي، فضلا عن النواب في أربع ولايات أميركية قوانين تضفي صفة الحماية لأي نوع من التسجيلات يتم الحصول عليها بواسطة واجهات المستخدم والكمبيوتر، ولكن إينكا ونيتا فرحاني خبيرة الاخلاقيات في جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا أعربا عن المخاوف من أن مثل هذه القوانين غير كافية لأنها تركز على المعلومات في صورتها الخام، وليس على النتائج التحليلية التي يتم استخلاصها عن طريق الربط بين البيانات العصبية وبين التقنيات الرقمية الحديثة، ويعتقد أن البيانات التحليلية الخاصة بالصحة العقلية لشخص ما يمكن بيعها لطرف ثالث واستخدامها للتمييز ضده بل وحتى ابتزازه.

ويقول إينكا إن ما يعرف باسم "اقتصاد البيانات أصبح بالفعل يشكل انتهاكاً للخصوصية والحرية المعرفية"، مشيراً إلى أن إتاحة البيانات العصبية للبشر تشبه "إعطاء منشطات لاقتصاد البيانات القائم بالفعل".

مقالات مشابهة

  • أوبن إيه.آي تستحوذ على نبتون الناشئة للذكاء الاصطناعي
  • آبل تعين أمار سوبرامانيا نائبًا جديدًا للذكاء الاصطناعي
  • شحادة يجول في St Joseph: مشاريع طلابية تعتمد الذكاء الاصطناعي
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي أقل تنظيما من الشطائر وشركات التقنية تتسابق للذكاء الفائق
  • النيابة تُنظم مع وزارة الاتصالات برنامجا للاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي
  • سلطة وادي الأردن تُدخل الذكاء الاصطناعي لإدارة 100 ألف دونم زراعي مطلع العام المقبل
  • ترامب يطلق أكبر مشروع وطني للذكاء الاصطناعي لثورة علمية وصناعية جديدة
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة أفكار الإنسان؟.. العلم يجيب
  • مخاطر كبيرة للذكاء الاصطناعي.. كيف يمكن توظيفه لخدمة البشرية؟