نتائج مقلقة.. زيت نباتي شائع الاستخدام يساهم في زيادة الوزن
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة عن أن نوعًا شائعًا من الزيوت النباتية قد يسهم في زيادة الوزن بسبب الطريقة التي يعالجه بها الجسم.
ركزت الدراسة على زيت فول الصويا، الذي يُستخدم بنطاق واسع في الأطعمة المصنعة مثل صلصات السلطات ورقائق البطاطا، رغم ندرته كخيار رئيسي للطهي. ورغم ارتباط استهلاكه سابقًا بزيادة الوزن، فإن السبب الدقيق وراء هذا التأثير ظل غير واضح حتى الآن.
أوضح فريق باحثين من جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد أن المشكلة لا تكمن في الزيت نفسه، بل في كيفية تعامل الجسم معه، خصوصًا عند تناوله بكميات مفرطة. وبيّنت فرانسيس سلاديك، أستاذة علم الأحياء الخلوي، أن زيت فول الصويا بحد ذاته ليس ضارًا، لكن النسب العالية التي تُستهلك منه تحفّز عمليات معينة لم تتكيف أجسامنا بعد للتعامل معها.
في التجربة التي أُجريت على فئران، قسّم الباحثون الحيوانات إلى مجموعتين وأطعموهما نظامًا غذائيًا غنيًا بزيت فول الصويا:
- المجموعة الأولى تتكون من فئران طبيعية دون أي تعديل وراثي. هذه الفئران اكتسبت وزنًا زائدًا بشكل ملحوظ.
- المجموعة الثانية تتألف من فئران معدلة وراثيًا لتقليل إنتاج إنزيمات معينة في الكبد تتولى تحويل حمض اللينوليك (حمض دهني أساسي موجود في الزيت) إلى مركبات تُعرف بـ"الأوكسيليبينات". هذه المركبات ترتبط عادة بالتهابات وزيادة تخزين الدهون عند تناول كميات زائدة من حمض اللينوليك. لوحظ أن هذه المجموعة لم تكتسب وزنًا زائدًا، كما ظهرت لديها أكباد أكثر صحة، وتحسنت وظائف الميتوكوندريا في خلاياها.
تشير النتائج إلى أن طريقة استقلاب الدهون داخل الجسم، وليس فقط كمية السعرات الحرارية أو الزيت مباشرة، تلعب دورًا جوهريًا في زيادة الوزن. كما أن الوراثة قد تكون عاملاً رئيسيًا في تحديد تأثير الزيت على الأفراد.
سونيا ديول، عالمة في الطب الحيوي والمعدة الرئيسية للدراسة، أوضحت أن هذه النتائج قد تمثل خطوة أولى نحو فهم سبب ميل بعض الأشخاص لاكتساب الوزن بسهولة أكبر عند اتباع نظام غذائي غني بزيت فول الصويا.
ورغم أن الدراسة لا تثبت بشكل قاطع أن الزيت يسبب السمنة لدى البشر، إلا أنها تُبرز آلية كيميائية حيوية تُساعد في تفسير زيادة الوزن الناتجة عن الإكثار من هذا الزيت لدى الفئران وقد تكون لهذه النتائج تداعيات هامة على فهم تفاعل أجسام البشر مع الدهون.
وفي الختام، يأمل الفريق البحثي أن تسهم هذه الاكتشافات في توجيه الأبحاث المستقبلية وتعزيز سياسات التغذية لتحسين صحة الأفراد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزيوت النباتية زيادة الوزن الزيت زيت فول الصويا السعرات الحرارية زیادة الوزن فول الصویا
إقرأ أيضاً:
باحثون يكتشفون علاقة مقلقة بين السمنة وزيادة خطر ألزهايمر
كشفت دراسة حديثة عن أن السمنة ليست فقط عامل خطر للإصابة بمرض ألزهايمر، بل تسهم أيضًا في تسريع تطور المرض، ووفقًا للدراسة، ينخفض أداء الأشخاص الذين يعانون من السمنة مع ظهور علامات المرض المبكرة، حيث ترتفع لديهم معدلات بروتينات مرتبطة بألزهايمر بنسبة تصل إلى 95% أسرع مقارنة بالأفراد ذوي الوزن الصحي.
الأبحاث السابقة ربطت سابقًا زيادة الوزن في منتصف العمر بتغيرات كبيرة في مناطق الدماغ المرتبطة بالخرف، بناءً على نتائج الفحوصات الدماغية. واليوم، يشير العلماء إلى أن فحوصات الدم أكثر دقة في التنبؤ بتأثير السمنة على تطور المرض مقارنة بالتقنيات التقليدية مثل التصوير المقطعي.
الدراسة الأخيرة اعتمدت على تحليل البيانات الطبية لـ407 أشخاص ضمن مبادرة التصوير العصبي لمرض ألزهايمر، واستمرت لمدة خمس سنوات. قام العلماء بفحص أدمغة المشاركين باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) إلى جانب اختبارات دم متقدمة للبحث عن مؤشرات حيوية مثل سلاسل الخيوط العصبية الخفيفة، التي تشير إلى تلف الخلايا العصبية.
وأظهرت النتائج علاقة وطيدة بين السمنة وزيادة تركيز بروتين pTau217 في الدم بنسبة تتراوح بين 29% و95% لدى المصابين بالسمنة مقارنة بغيرهم، وهو مؤشر حيوي يستخدم لتشخيص ومراقبة مرض ألزهايمر. إضافة إلى ذلك، تبين أن السمنة تساهم في تسارع إطلاق الشظايا البروتينية الناتجة عن الخلايا العصبية التالفة بمعدل 24%، فضلًا عن زيادة تراكم لويحات الأميلويد في الدماغ بنحو 4%.
أوصى الباحثون بالحفاظ على وزن صحي كإجراء وقائي ضد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، مستشهدين بتقرير أصدرته لجنة "لانسيت" لعام 2024، الذي حدد 14 عامل خطر قابلًا للتعديل تمثل نحو 45% من عوامل خطر الإصابة.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور سايروس راجي، خبير الأشعة والأعصاب بكلية الطب في جامعة واشنطن، إلى أن هذه الدراسة لأول مرة توضح العلاقة بين السمنة وألزهايمر من خلال اختبار المؤشرات الحيوية للدم. وشدد على أهمية النتائج في فتح الباب أمام دراسة أثر الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن على مسار المرض مستقبلاً.
وتزامن ذلك مع دراسات أجريت في بريطانيا أظهرت أن أدوية مثل "ليراغلوتيد" (ساكسيندا) يمكن أن تخفض معدل التدهور المعرفي وفقدان خلايا الدماغ لدى مرضى ألزهايمر بنسبة تصل إلى 50%. ومع ذلك، فإن بعض التجارب لأدوية أخرى مماثلة لم تظهر نفس التأثير الإيجابي، مما يبرز الحاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف الروابط بين السمنة والخرف بشكل أعمق.