الكنيسة القبطية تحيي ذكرى شهيدها الشجاع مرقوريوس أبو سيفين
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، الموافق الخامس والعشرين من شهر هاتور القبطي، بذكرى استشهاد القديس العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين، أحد أشهر الشهداء المحبوبين في الكنيسة، والذي يُعد مثالا حيا للشجاعة والإيمان والثبات أمام العذاب.
ويرتبط هذا اليوم في الذاكرة الكنسية بسيرة شهيد قدم حياته حبا للمسيح، فصار رمزاً للقوة والغلبة بقوة الله.
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين ، إن هذا القديس وُلِدَ في أوائل القرن الثالث بمدينة رومية من أبوين مسيحيين، ودُعي عند ميلاده باسم أبادير. وتُسميه الكنيسة أيضًا فيلوباتير، وهي كلمة يونانية تعني محب الآب. تربى تربية مسيحية أصيلة، ولما بلغ سن الشباب التحق بالجيش الروماني في عهد الإمبراطور ديسيوس.
وتابع السنكسار: منحه الله نعمة خاصة وقوة وشجاعة، فاقترب إليه الإمبراطور ورفع شأنه ودعاه باسم مرقوريوس. وفي أثناء حرب ضد البربر، ظهر له ملاك الرب في إحدى الليالي وقدم له سيفًا، ومن هنا لُقّب بـ أبي سيفين. وبمعونة الله نال الرومانيون انتصارًا كبيرًا، ونال القديس ألقابًا ونياشين عديدة، وأصبح قائدا للقوات، وكان الجميع يحبونه، لكنه أكد لهم أن النصرة من عند الرب.
وواصل السنكسار: وبعد انتهاء الحرب، أراد الإمبراطور أن يقدم البخور للأوثان مع قادته، فتخلّف القديس. ولما استدعاه الإمبراطور، أعلن أمامه بكل ثبات إيمانه بالسيد المسيح، وأن الغلبة كانت بقوته. عرض عليه الإمبراطور الاختيار بين منصبه الرفيع وبين إيمانه، فخلع القديس منطقته العسكرية وأعلن:
"إني لا أعبد غير ربي وإلهي يسوع المسيح".
فغضب الملك وأمر بتعذيبه بالسياط والدبابيس، فتألّم كثيرًا دون أن يتزعزع، بل إن كثيرين دخلوا الإيمان بسبب ثباته واستشهدوا معه. وأخيرًا أرسله الإمبراطور إلى قيصرية، حيث قُطعت رأسه، فنال إكليل الشهادة.
كتاب السنكسار الكنسيجدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكنيسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أبي سيفين السنكسار الکنیسة القبطیة
إقرأ أيضاً:
«فرجان دبي» تحيي التراث بعروض فنية و25 ورشة
أبوظبي (الاتحاد)
ترسّخ مؤسسة فرجان دبي تعزيز حضور المواهب الإماراتية خلال احتفالات «عيد الاتحاد الـ54»، عبر باقة واسعة من الأنشطة الثقافية وورش العمل الإبداعية التي تنظمها في منطقتي الخوانيج وجميرا خلال الفترة من 1 - 7 ديسمبر الجاري، في إطار رؤيتها الهادفة إلى إبراز الطاقات الوطنية وتنمية مهارات الأجيال الجديدة في أجواء احتفالية تعكس روح الاتحاد وتحيي تراث الأجداد الإماراتي.
وتشهد الفعاليات هذا العام تنظيم 25 ورشة عمل متنوعة تستعرض جوانب واسعة من التراث الإماراتي، وتقدّم تجارب حية تجمع بين التعلم والإبداع والتفاعل المجتمعي، بما يُسهم في تعزيز الهوية الوطنية وربط الجمهور بكنوز التراث.
وتشهد فعالية «الوارفة» بالخوانيج، تنظيم ورش عمل يومية تتمحور حول الحرف التقليدية المستوحاة من مهارات الأجداد، كما تحتضن الفعالية عروضاً فنية يقدّمها عدد من المواهب الإماراتية المتميزة بالعزف والغناء، مع فقرات موسيقية حية تتضمن مقطوعات تراثية تُضفي أجواءً نابضة بالفخر والانتماء، وتمنح الزوار تجربة غنية تجمع بين الفن والهوية.
مساحة تفاعلية
وتشمل الفعالية أيضاً منطقة الحرف الشعبية، وهي مساحة تفاعلية تتيح للزوار مشاهدة الحرف اليدوية التقليدية عبر عروض وتجارب مباشرة تُعيد إحياء روح الحرفة الإماراتية الأصيلة وتعزز ارتباط الجيل الجديد بقيمة العمل اليدوي.
أما في جميرا، فتقدّم فعالية «الدانة» المقامة بين 5 و7 ديسمبر سلسلة ورش عمل تمتد طوال اليوم، تتنوع بين الحرف اليدوية، والفنون التشكيلية المستوحاة من التراث البحري. وتوفر الفعالية تجربة تفاعلية ثرية تعزز الإبداع وتدعم المشاركة المجتمعية.
كما تتضمن المنطقة البحرية المرافقة للفعالية عروضًا تفاعلية تُجسّد تراث البحر ومهارات أهله الأصيلة، حيث يتعرّف الزوار إلى فنون الغوص للؤلؤ، وصناعة الشباك والقوارب الخشبية، وأدوات الصيد التقليدية، عبر تجارب حية تُعيد سرد قصص البحارة والغواصين بطريقة تربط الماضي بالحاضر وتحتفي بالتراث البحري الإماراتي. وتتواصل مشاركة المواهب الفنية الإماراتية في فعالية «الدانة» عبر عروض موسيقية حيّة تتضمن مقطوعات تراثية على مدار اليوم، ما يمنح الزوار أجواء احتفالية مفعمة بالفن والهوية الوطنية.
وتشهد فعاليتا الوارفة والدانة إقامة أوبريت فني يسلّط الضوء على التراث الوطني؛ ففي الوارفة سيركّز الأوبريت على التراث البري. ويجمع العرض بين الغناء والرقصات الشعبية والمشاهد التراثية ليقدم للجمهور تجربة فنية تعبر عن فخر الإمارات بمجتمعها وتراثها الأصيل. وفي الدانة، يجمع الأوبريت بين روح التراث الإماراتي والبحري، إذ يروي قصة الغواصين والبحارة بشجاعتهم في مواجهة البحر بحثاً عن اللؤلؤ.
مساحة لتمكين المواهب
وقالت فاطمة البستكي، مدير الشراكات في «فرجان دبي»: نحرص في كل عام على أن تكون احتفالات «عيد الاتحاد» مساحة حقيقية لتمكين المواهب الإماراتية، من خلال برامج نوعية تجمع بين الفن والتراث والعمل الحرفي. نحن لا نكتفي بتقديم فعاليات ترفيهية، بل نصنع بيئة تسمح للشباب بإبراز قدراتهم والتعبير عن هويتهم أمام الجمهور، في إطار يعكس روح الاتحاد ويعمّق ارتباط المجتمع بإرثه الثقافي.
وأضافت البستكي أن الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الورش التفاعلية والعروض الفنية والحرف الأصيلة، تمثل ركيزة أساسية في إبراز الإبداع الإماراتي بمختلف أشكاله، مشيرة إلى أن كل ورشة وكل عرض فني يفتح أمام المشاركين نافذة جديدة للتعلم والتجربة، ويمنحهم فرصة للاحتكاك المباشر بتراث الأجداد، ما يعزز الفخر بالهوية الوطنية ويثري التجربة المجتمعية للزوار.
وأكدت البستكي أن «فرجان دبي» مستمرة في بناء شراكات تُسهم في دعم المواهب الوطنية وتطوير مساراتها، سواء في الفنون أو الحرف أو المشاريع الإبداعية المرتبطة بالتراث. وقالت إن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونات جديدة تسهم في تطوير برامج أكثر تأثيراً، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية، بما يضمن نقل التراث الإماراتي للأجيال القادمة بشكل مبتكر ومُلهم.