منصة مشاركة في عدن.. بوابة نحو حكم محلي عصري وتنمية شاملة
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
إطلاق منصة "مشاركة" في العاصمة عدن لا يُعد خطوة تقنية اعتيادية، بل يمثل منعطفًا مهمًا في مسار إعادة بناء الإدارة المحلية وتحديث أدوات الحكم في مرحلة شديدة التعقيد سياسيًا واقتصاديًا.
وتأتي المنصة في لحظة تحتاج فيها عدن إلى آليات شفافة، ومنفتحة، وقائمة على البيانات، تعيد الثقة بين المواطن والسلطات، وتمنح المجتمع المدني والقطاع الخاص موقعًا فاعلًا في صنع القرار التنموي.
ودشن وزير الدولة ومحافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، الأربعاء، المنصة رسميًا ضمن مشروع تعزيز الفضاء المدني المموّل من الاتحاد الأوروبي والمنفذ عبر منظمة كير العالمية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مسار الحوكمة المحلية وتطوير إدارة التنمية في المحافظة.
وأوضح المحافظ أن تسليم منصة "مشاركة" لمكتب التخطيط والتعاون الدولي بعدن يجسد ثقة الشركاء الدوليين في قدرة السلطة المحلية على إدارة مشاريع حديثة تعتمد بيانات واضحة وأدوات قياس حقيقية، مشيرًا إلى أن المنصة ستعمل على توسيع دائرة المشاركة الشعبية، وتعزيز الانفتاح، وتوفير قاعدة معلومات دقيقة لصنّاع القرار.
وأكد لملس أن "مشاركة" ليست مشروعًا مكملًا أو خطوة بروتوكولية، بل جزء من رؤية استراتيجية أوسع تهدف إلى تطوير الإدارة المحلية وتحويلها إلى منظومة أكثر رشاقة وفاعلية، مع الالتزام بضمان استدامة المنصة، باعتبارها ملكًا عامًا يخدم المواطنين ويعزز المساءلة والشفافية.
وأشار إلى أن المنصة تمثل تحولًا نوعيًا في كيفية إدارة التنمية المحلية، إذ تعتمد على البيانات والشفافية والتعاون بين مختلف المكونات: السلطة المحلية، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني. وهو ما يعد — بحسب المحافظ — شرطًا أساسيًا لتجاوز أزمات المركزية والبيروقراطية، وبناء نموذج حديث للحكم المحلي يعزز الاستقرار والتنمية الاقتصادية.
ويأتي إطلاق المنصة بعد سلسلة ورش عمل ومبادرات مجتمعية نفذتها "مشاركة" خلال الفترة الماضية، منها ورش حول تمكين الشباب ومشاريعهم الاقتصادية، ما يؤكد — وفق المختصين — أنها بدأت مبكرًا في لعب دور الوسيط الفعّال بين الفاعلين التنمويين، وتسهيل الحوار حول الأولويات المحلية.
ويعتمد نجاح المنصة على التزام السلطة المحلية بإدارتها بعقلية مؤسسية، وعلى انفتاح القطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة في تغذية المنصة بالبيانات والرؤى والمقترحات. كما يتطلب توفر آليات واضحة للرقابة والمساءلة، لضمان توظيف البيانات في مشاريع تنموية حقيقية تعالج الاحتياجات الفعلية للمواطنين.
ويرى خبراء في التنمية المحلية أن "مشاركة" قد تضع عدن على مسار مختلف في السنوات المقبلة، إذا نجحت في تحويل البيانات إلى خطط قابلة للتنفيذ، وفي خلق تكامل حقيقي بين الشراكات المحلية والدولية، ما يجعل المدينة نموذجًا يُحتذى به لباقي المحافظات في مرحلة ما بعد الحرب.
وتتوقع السلطة المحلية أن تسهم المنصة في تعزيز قدرتها على التخطيط القائم على البيانات، وتوسيع مساحات التفاعل المدني، وخلق بيئة عمل أكثر جاذبية للاستثمارات، عبر تحسين الشفافية وتقليل العشوائية. كما يُتوقع أن تلعب دورًا مهمًا في إعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، بما يعزز الإحساس بالمسؤولية المشتركة تجاه مستقبل المدينة.
وفي ختام حفل التدشين، قدم المحافظ لملس شكره لشركاء العمل التنموي، مؤكدًا أن عدن ماضية في بناء نموذج متطور للحكم المحلي يعتمد التكنولوجيا والعمل المؤسسي والشراكة المجتمعية، ويهدف إلى تحسين الخدمات وبناء مستقبل تنموي أكثر استقرارًا وفاعلية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: السلطة المحلیة
إقرأ أيضاً:
حضرموت.. اتفاق بين السلطة المحلية وحلف القبائل للتهدئة ووحدة الصف (نص وبنود الاتفاق)
أُعلن مساء اليوم الأربعاء في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، عن توقف محضر اتفاق بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت للتهدئة وإنهاء التوتر.
وقال مركز إعلام المحافظة إنه تم مساء اليوم الأربعاء توقيع "محضر اتفاق "بين السلطة المحلية بحضرموت وحلف قبائل حضرموت، برعاية وحضور لجنة وساطة من المقادمة والمشائخ والمناصب والشخصيات الاجتماعية الحضرمية، وبإشراف من الفريق السعودي "اللجنة الخاصة" الذي وصل إلى المكلا اليوم.
ويضع الاتفاق حداً للتوتر العسكري والأمني الأخير، مؤكداً على العودة الفورية للتهدئة والتركيز على المصالح العليا للمحافظة وثرواتها وأبنائها.
"نص المحضر الموقع بين الطرفين:
أطراف الاتفاق:
الطرف الأول: السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ممثلة في محافظ المحافظة الأستاذ/ سالم أحمد الخنبشي.
الطرف الثاني: الشيخ عمرو بن علي بن حبريش العليي، وكيل أول محافظة حضرموت، رئيس مؤتمر حضرموت الجامع، ورئيس حلف قبائل حضرموت.
بنود الاتفاق:
أولاً: الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي.
ثانياً: استمرار الهدنة بين الطرفين إلى أن تنتهي لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق كامل بين الطرفين.
ثالثاً: انسحاب قوات الحلف (قوات حماية حضرموت التابعة للشيخ عمرو بن حبريش) إلى المحيط الخارجي للشركة بمسافة لا تقل عن (1) كيلومتر، وعدم اعتراض الدخول والخروج من وإلى الشركات للمعنيين المربوطين بأعمال مدنية وعسكرية داخل الشركات، يبدأ تنفيذ الانسحاب الساعة الثامنة صباح يوم غدٍ الخميس الموافق 2025/12/4م.
رابعاً: إعادة تموضع قوات حماية الشركات إلى مواقعها السابقة لتأمين الشركات.
خامساً: عودة موظفي الشركة المسؤولة عن تشغيل وإنتاج النفط في "بترو مسيلة" ومزاولة أعمالهم.
سادساً: يتم انسحاب قوات النخبة المساندة إلى مسافة لا تقل عن (3) كيلومتر من مواقعها الحالية وعودتها إلى مواقعها الأصلية عند التوصل إلى اتفاق كامل، يبدأ التنفيذ الساعة الثامنة صباحاً يوم الخميس 2025/12/4م.
سابعاً: عدم تعزيز الجانبين بأي قوات معززة بعد الانسحاب وأثناء سير تنفيذ الحلول.
ثامناً: عقد لقاء بين معالي محافظ المحافظة الأستاذ سالم الخنبشي والشيخ عمرو بن حبريش في منطقة "العليب" بعد الانسحابات الموضحة أعلاه وفي أسرع وقت ممكن.
تاسعاً: ضمان موقف موحد من المحافظ والنخبة وقوات الحلف في حال أي تدخل أو تقدم من أي قوات من خارج المحافظة إلى مواقع الشركات بالمسيلة.
عاشراً: انخراط أفراد وضباط قوات حماية حضرموت التابعة للحلف إلى قوات حماية الشركات النفطية بحسب كشوفات الرفع من قيادة قوات حماية حضرموت (قوات الحلف)، بحيث من هو ينتمي إلى الأمن أو الجيش يعود إلى عمله.
أحدى عشر: يتولى العميد/ أحمد عمر المعاري قيادة القوة كاملة، ويكون أركانها من ضباط (قوات حماية حضرموت/ قوات الحلف)، وتكون هذه القوة ثابتة في مواقع حماية الشركات النفطية وعدم تعزيزها بأي قوة من خارج حضرموت.
اثني عشر: يبقى الشيخ عمرو بن حبريش في موقعه بالـكامب الخاص به مع حراسته ومرافقيه وتسهيل متطلباته واحتياجاته، مع عدم تواجد أي مظاهر مدنية مسلحة في هذا الموقع.
الثالث عشر: يُلزم الطرفان بتنفيذ ما عليهما من التزام واتفاق، وتتم الخطوات بحضور ممثلين من الوساطة والطرفين.
هذا ما تم الاتفاق عليه وبحضور لجنة الوساطة.
والله ولي الهداية والتوفيق".