سواليف:
2025-12-04@13:05:37 GMT

حكومات متمارضة

تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT

#حكومات_متمارضة

د. #عبدالله_البركات

حدثني صاحبي فقال:
منذ ان اصبت بالرشح منذ يومين ولم تنفك زوجتي العزيزة عن تقديم كل ما تعتقد انه يحسن وضعي الصحي . فقد بدأت بالعصائر الحامضة ثم الشوربات الساخنة فالعلاجات الفاعلة .وقد زاد معدل استهلاكي للحوم البيضاء والحمراء بشكل كبير وباصرار من المدام التي استخدمت لذلك كل ما في الثلاجة والفريزر.

واتحفتني بأكلات تراثية متنوعة قالت انها تفيد الرشح. كما اتخذت إجراءات صارمة في عدم مغادرتي السرير اﻻ للضرورة.ولديها قائمة طويلة بالاجراءات المماثلة خاصة انها تعلم اني أرفض مراجعة الأطباء لانهم قالوا لي اكثر من مرة ان الرشح سيأخذ اسبوع مع العلاج وسبع أيام بدونه. ومضى صاحبي يقول لقد استمرأت الرشح بعد كل هذه الإمتيازات ولم يعد يقلقني كثيرا بل استطيع ان اهمس في أذانكم انني تمنيت لو امتد لشهر .
لقد كان درسا في العلاقات الاسرية واهم من ذلك انه علمني درسا في السياسة لم اكن أدركه.فقد فهمت سبب استمراء حكوماتنا الرشيقة عبارة ‘اننا نمر في ظرف استثنائي وان المواطنة الصالحة تقتضي عدم التنكيد على حكومته لمصلحة الوطن. وان هذه الظروف عابرة ووو ‘ رغم ان هذه العبارات اسمعها منذ كنت طفﻻ وها انا اتجاوز الستين والامر على حاله. هذا الرشح الحكومي الطارئ المستمر اتاح للحكومات استهلاك كل ما في جيوب المواطنين وما في الخزينة من اموال وبرر لها اخذ القروض كذلك.
وختم صاحبي حديثه بالقول : اليوم شعرت ان المدام ادركت اني تعافيت فقللت من الشوربات والعصائر وعندما تأتي بشيء منها ترفقها بنظرة تدل على انها تعلم ان الرشح قد تلاشى وانه على ان اقوم واروح لشغلي.
متى تفهم حكوماتنا ان المواطنين كشفوا الطبة وانها ليست اﻻ متمارضة.

مقالات ذات صلة أعشق بلدي… 2025/12/02

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عبدالله البركات

إقرأ أيضاً:

حكومات متمارضة

#حكومات_متمارضة

د. #عبدالله_البركات

حدثني صاحبي فقال:
منذ ان اصبت بالرشح منذ يومين ولم تنفك زوجتي العزيزة عن تقديم كل ما تعتقد انه يحسن وضعي الصحي . فقد بدأت بالعصائر الحامضة ثم الشوربات الساخنة فالعلاجات الفاعلة .وقد زاد معدل استهلاكي للحوم البيضاء والحمراء بشكل كبير وباصرار من المدام التي استخدمت لذلك كل ما في الثلاجة والفريزر. واتحفتني بأكلات تراثية متنوعة قالت انها تفيد الرشح. كما اتخذت إجراءات صارمة في عدم مغادرتي السرير اﻻ للضرورة.ولديها قائمة طويلة بالاجراءات المماثلة خاصة انها تعلم اني أرفض مراجعة الأطباء لانهم قالوا لي اكثر من مرة ان الرشح سيأخذ اسبوع مع العلاج وسبع أيام بدونه. ومضى صاحبي يقول لقد استمرأت الرشح بعد كل هذه الإمتيازات ولم يعد يقلقني كثيرا بل استطيع ان اهمس في أذانكم انني تمنيت لو امتد لشهر .
لقد كان درسا في العلاقات الاسرية واهم من ذلك انه علمني درسا في السياسة لم اكن أدركه.فقد فهمت سبب استمراء حكوماتنا الرشيقة عبارة ‘اننا نمر في ظرف استثنائي وان المواطنة الصالحة تقتضي عدم التنكيد على حكومته لمصلحة الوطن. وان هذه الظروف عابرة ووو ‘ رغم ان هذه العبارات اسمعها منذ كنت طفﻻ وها انا اتجاوز الستين والامر على حاله. هذا الرشح الحكومي الطارئ المستمر اتاح للحكومات استهلاك كل ما في جيوب المواطنين وما في الخزينة من اموال وبرر لها اخذ القروض كذلك.
وختم صاحبي حديثه بالقول : اليوم شعرت ان المدام ادركت اني تعافيت فقللت من الشوربات والعصائر وعندما تأتي بشيء منها ترفقها بنظرة تدل على انها تعلم ان الرشح قد تلاشى وانه على ان اقوم واروح لشغلي.
متى تفهم حكوماتنا ان المواطنين كشفوا الطبة وانها ليست اﻻ متمارضة.

مقالات ذات صلة أعشق بلدي… 2025/12/02

مقالات مشابهة