إسرائيل تفتتح رسمياً سفارتها في البحرين
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
افتتحت إسرائيل رسمياً بحضور وزير خارجيتها إيلي كوهين سفارتها في البحرين اليوم الإثنين، بعد ثلاث سنوات من تطبيع العلاقات مع المملكة.
وقال كوهين الذي يزور البحرين برفقة وفد من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين خلال مراسم الحفل، "اتفقنا أنا ووزير الخارجية (البحريني) على ضرورة العمل معاً لزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة والسياحة وحجم التجارة والاستثمارات".
من جهته، قال وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، "بينما نبني مساع دبلوماسية أعمق وننخرط في التعاون الثنائي في مختلف القطاعات، فإن افتتاح هذه السفارة الجديدة يلعب دوراً محورياً في تعاوننا"، في إشارة إلى المقر الجديد الأكبر مساحة مقارنة بالمقر السابق.
وكان كوهين التقى في وقت سابق ولي عهد البحرين رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وبحث معه "التحديات الإقليمية"، بحسب ما كتب الوزير الإسرائيلي في حسابه على منصة "إكس".
״אשר קידשנו במצוותיו וציוונו על קביעת מזוזה״
זכות גדולה לקבוע מזוזה ולחנוך את שגרירות הקבע במנאמה בירת בחריין, יחד עם שר החוץ הבחרייני ????????????????
זהו רגע מרגש עבורי, שמעיד על היחסים המתחממים בין המדינות. אמשיך לפעול שנזכה לקבוע מזוזות בעוד שגרירויות ישראליות ברחבי העולם.
צילום:… pic.twitter.com/PEpX4MPKOe
وأضاف، أنّ الاجتماع تطرّق إلى "التزام الدولتين بمحاربة الإرهاب وأهمية الدفع باتفاقية التجارة الحرة وتعزيز التعاون الدولي ومشاريع لتعزيز الروابط بين الشباب في إسرائيل والبحرين".
نائب جلالة الملك ولي العهد: تعزيز الأمن والازدهار وترسيخ السلام لصالح الجميعhttps://t.co/GCTyOH2DiA pic.twitter.com/RPpH2XzCFt
— وكالة أنباء البحرين (@bna_ar) September 4, 2023كما زار الوزير الإسرائيلي مقر الأسطول الخامس الأمريكي في المنامة، وذلك بعد نحو عامين من انضمام الدولة العبرية إلى القوات المنخرطة في مهام القيادة الأمريكية الوسطى في المنطقة والتي تشمل المياه الفاصلة بين دول الخليج وإيران ومياه البحر الأحمر.
وقال كوهين بحسب بيان للأسطول الخامس، "في مواجهة التحديات المشتركة، دعونا نتذكر أن التزامنا المشترك بالسلام والاستقرار لا يعرف حدوداً. معاً، يمكننا رسم مسار نحو مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً لمنطقتنا وخارجها".
وفي خضم الزيارة التي يجريها كوهين إلى البحرين، قالت هيئة الأوراق المالية الإسرائيلية اليوم الإثنين، إنها وقعت اتفاقية مع مصرف البحرين المركزي للتعاون في مجالي التكنولوجيا المالية والابتكار.
وصل وزير الخارجية إيلي كوهين???????? مساء اليوم الى المنامة في زيارة رسمية للبحرين???????? هي الأولى التي يقوم بها وزير الخارجية الى احدى دول اتفاقات إبراهيم. وكان في استقباله في المطار نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني.
ويترأس الوزير كوهين وفدا يضم شخصيات سياسية واقتصادية… pic.twitter.com/Ge7DyPUyLi
وأضافت "سيقدم متخصصون من البلدين التوجيه والدعم المهني لرواد الأعمال وشركات التكنولوجيا المالية من الجانبين التي هي في مراحل التطوير أو الحصول على الموافقات اللازمة للعمل".
وطبعت إسرائيل العلاقات الدبلوماسية مع البحرين في 2020 برعاية الولايات المتحدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إسرائيل البحرين إسرائيل البحرين
إقرأ أيضاً:
دول الخليج هي التي ستملي سياسة أمريكا الخارجية
درج دونالد ترامب على أن يحقق مراده بطريقته. ولكن هذا قد يتغير هذا الأسبوع حينما يواجه الفوضى التي تسبب فيها في الشرق الأوسط. ففيما يبدأ رحلة على مدى ثلاثة أيام إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، يتعهد رئيس الولايات المتحدة بأمور عظام. وهو كدأبه واهم. فالواقع هو أن سياسات الولايات المتحدة المتهورة المتعارضة المهملة في المنطقة تحقق فشلا عاما. ولا غنى عن تصحيح مسار جذري.
وقادة الخليج لديهم من القوة ما يتيح تقويم مسار ترامب، لو أنهم قرروا استعمال هذه القوة. فهو يعتمد عليهم اعتمادا غير مسبوق ـ يفوق كثيرا اعتماده على أوروبا ـ بوصفهم وسطاء دبلومسيين، وشركاء أمنيين، وداعمين ماليين. والنهج الذي يتبعه في فلسطين فيوشك أن يبلغ بها نكبة ثانية هو مزيج من الانحياز والقسوة والجهل المحض. ودونما عون من العرب، قد تبقى الولايات المتحدة وإسرائيل في شرك مأزق سياسي مدمر لا نهاية له.
يعرف ترامب أنه ليس بوسعه تجاهل رؤى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونظرائه في الخليج بشأن غزة وسوريا واليمن. وهم يعارضون محاربة إيران التي سبق أن هددت بها الولايات المتحدة وإسرائيل. وترامب بحاجة إليهم حلفاء له في نزاعه التجاري والجمركي مع الصين. وقد استضاف دبلوماسيون خليجيون محادثات سلام أوكرانية روسية دعمها ترامب شخصيا. وهو حريص أشد الحرص على إبقاء أسعار النفط على انخفاضها.
فضلا عن أنه طامع في صفقات استثمارية ومبيعات سلاح في الشرق الأوسط بمليارات الدولارات.
غير أن للدعم الخليجي ثمنا لا بد من دفعه. وانظروا على سبيل المثال إلى أمل ترامب في توسيع ما يعرف بالاتفاقات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. فمهما يكن ما يقوله ترامب، يتعهد محمد بن سلمان بأن هذا لن يحدث بدون ضمان تقدُّم نحو دولة فلسطينية مستقلة، وذلك احتمال تمقته حكومة إسرائيل. وقد وصف محمد بن سلمان ما وقع من قتل بعد السابع من أكتوبر لأكثر من اثنين وخمسين ألف فلسطيني في غزة بـ«الإبادة». وفي الرياض، سوف يلاقي ترامب ضغطا كبيرا لإنهاء الحصار الإسرائيلي وإعادة فرض وقف إطلاق النار.
تزداد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية توترا، في ظل رفض ترامب حتى الآن الدعوات لإضافة العاصمة الإسرائيلية إلى جدول زيارته. وبغض النظر عن أثر الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، فإن بنيامين نتنياهو وحلفاءه في اليمين المتطرف يخططون لاحتلال عسكري طويل الأمد لغزة ولعمليات طرد جماعي للفلسطينيين. وبرغم دعم ترامب قبل شهرين وحديثه الأهوج عن إقامة «رفييرا في الشرق الأوسط»، يبدو أنه قد أدرك متأخرا أن السلام لا يتحقق على هذا النحو.
ولقد فوجئ نتنياهو ـ المستمر في تحريضه للولايات المتحدة على الانضمام إلى إسرائيل في عمل عسكري ضد إيران هذا العام ـ بإعلان ترامب المفاجئ الشهر الماضي عن محادثات مع طهران حول البرنامج النووي. كما جاء تراجع ترامب الفجائي بالقدر نفسه الأسبوع الماضي بإنهاء الضربات الجوية الأمريكية لليمن بمثابة ضربة مفاجئة لإسرائيل المستمرة في قصف الحوثيين. ويأتي هذان التحولان في السياسة، بجانب تغير نبرة ترامب فيما يتعلق بغزة، نتيجة ضغط خليجي فعال.
كما يريد القادة العرب بدعم تركي أن يحجِّم ترامب عمليات إسرائيل العسكرية في لبنان، وفي سوريا بصفة خاصة التي تتعرض لضرباتها المتكررة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر. فجميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة يؤيدون التعامل مع رئيس سوريا المؤقت أحمد الشرع وحكومته الائتلافية.
ويقول الشرع: إنه لا يريد القتال مع إسرائيل وينصب تركيزه على إعادة توحيد بلده المحطم. وقد أسفرت زيارته المهمة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر عن عروض سخية بمساعدات في إعادة الإعمار. غير أن ترامب، خلافا لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، يرفض تخفيف عقوبات حقبة الأسد. وهذا خطأ جسيم يعرقل آمال السوريين في بداية جديدة، وقد يسمح لإيران وروسيا بالرجوع إليها. صحيح أن تحول سوريا إلى بلد ديمقراطي موال للغرب مغنم عظيم، لكنه يبدو في الوقت الراهن أشبه بفرصة مهدرة.
لو أن ترامب يريد أن يضمن دعم الخليج لأجندته الأوسع، فعليه أن يعطي في المقابل شيئا ذا قيمة. وقد يكون ذلك إحياء للاتفاق النووي الأمريكي الأوروبي لعام 2015 مع إيران في عام (الذي تراجع عنه بحماقة في عام 2018)، مع ضمان ألا يشن نتنياهو والمتشددون في طهران حربا أخرى. ويحتمل جدا أن يقدم ترامب على هذه الخطوة. فهو يزعم أنه «رئيس السلام». وهذه فرصته ليثبت هذا.
يمكن لاتباع أمريكا نهجا أكثر استنارة تجاه غزة وسوريا أن ينقذ أهدافا أخرى لترامب، من قبيل: تخفيض أسعار الطاقة وتعزيز الاستثمار الخليجي في الشركات والوظائف بالولايات المتحدة. ومواقف المملكة العربية السعودية محورية في كلا الأمرين. فالتخفيضات المستدامة في أسعار الوقود بالنسبة للمستهلك قد تهدئ ناخبي ترامب المحبطين وتساعد في ترويض التضخم في الولايات المتحدة. وقد طرح محمد بن سلمان في يناير صفقة استثمارية أمريكية لمدة أربع سنوات بقيمة ستمئة مليار دولار. وقد يليها المزيد.
فهل بوسع هذه الجزرة البدينة أن تكون السبب الرئيسي لاختيار ترامب للسعودية لتكون أول زيارة رسمية له بعد تنصيبه مثلما فعل في 2017؟ وثمة إغراء إضافي يتمثل في الاتفاقية الأمنية الأمريكية السعودية التي تشمل حزمة أسلحة أولية للرياض بقيمة مائة مليار دولار يجري العمل عليها. وسوف تنشأ فرص كثيرة لشركات ترامب العائلية أيضا لو كان لنا مؤشر في منتجع الجولف الفاخر في قطر. فرغبة ترامب العارمة في تحقيق الأرباح لا تتأثر أوهى تأثر باحتمال تضارب المصالح.
إن تنامي قوة ونفوذ دول الخليج حقيقة لا مهرب منها في الحياة الجيوسياسية والاقتصادية في القرن الحادي والعشرين. لكن لو كان ترامب رجلا أكثر شجاعة، وأكثر استقامة، لذهب إلى غزة في الأسبوع القادم ليرى بنفسه الخراب الذي تسبب فيه هو وحلفاؤه في اليمين المتطرف.
ولكنه لن يفعل هذا. فمعروف للكافة أن ترامب ليس هذا الرجل النبيل. ومعروف أيضا أنه ليس برجل دولة.
سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة ذي جارديان.
عن الجارديان البريطانية