بشرى للنساء.. توسع عالمي لمنح المرأة إجازة مع بداية الدورة الشهرية رأفة بآلامها بعد مبادرة شركة هندية بـ2017
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
كانت البداية في عام 2017، عندما نشرت العديد من وكالات الأنباء العالمية، تقريرا بعنوان: "شركة في الهند تمنح النساء يوم إجازة إذا كانت الدورة الشهرية مؤلمة"، وعلى مدار 6 سنوات منذ تلك الخطوة، كان هناك جدلا عالميا حول تلك الخطوة، وما بين مراحل خفوت ونشاط حول المناقشة، رصدت التقارير العالمية توسع كبير لتكل السياسية حول العالم، سواء في شركات خاصة، أو في هيئات ومؤسسات حكومية.
والملفت في تلك الظاهرة حول العالم، هو التفرقة بين تلك الإجازة الممنوحة للعاملات والموظفات، وبين الإجازات الطبية العارضة الممنوحة لكافة العاملين بقوانين البلاد، وقد أشار مؤيدو تلك الخطوة، بأن ذلك ضرورة وحق إنساني للنساء، لأنها مثل أجازة الوضع، فهي أمر عرضى خاص بالنساء دون الرجال، ولا يمنع الحصول على هذا الحق سلب الأجازة المرضية الطبيعية الممنوحة لكافة العاملين على السواء رجلا كان أم امرأة.
مومباى كانت البداية وبعدها بدأ الجدل
وبحسب تقرير نشرته صحيفة npr الأمريكية، فإن البداية المرصودة لهذا الإجراء، كان مع إعلان شركة إعلامية في مومباي تدعى "Cultural Machine" أن... يمكن للموظفين أن يأخذوا اليوم الأول من الدورة الشهرية كيوم إجازة مدفوعة الأجر إذا شعروا بالألم أو الانزعاج، وقد كانت بعض ردود الفعل داعمة - وبعضها الآخر لم يكن كذلك، وكانت الشركة تأمل في إنهاء وصمة العار المحيطة بالمناقشة المفتوحة حول الدورة الشهرية، وبعد ذلك حذت حذوها شركة ثانية، وهي شركة GoZoop.
ولكن في الحالات حيث أنشأت الشركات أو البلدان سياسة مماثلة، أعرب البعض عن مخاوفهم ــ على سبيل المثال، هل يُنظر إلى الموظفين الذين يطلبون يوم إجازة لفترة مؤلمة على أنهم موظفون أقل التزاما أو قيمة؟ وقال البعض، لماذا لا نستخدم يوم المرض فقط إذا لزم الأمر؟ لقد أثار فضولنا السؤال التالي: هل استمرت فكرة الحصول على يوم إجازة لفترة مؤلمة في هذه الشركة واكتسبت زخمًا في أجزاء أخرى من العالم؟.
وصلت أسبانيا .. صمود الفكرة وتوسعها رغم المخاوف
وبالعودة لما حدث بتلك الشركات، وهل مازالت تلك الإجازة ممنوحة للمرأة، نجد أنه قد استحوذت وكالة أخرى على شركة Culture Machine في عام 2019 ولم ترد على الاستفسارات المتعلقة بيوم الإجازة، ولكن شركة GoZoop الرائدة الثانية واصلت هذه السياسة، وهم جزء من الاتجاه المتنامي، وفي وقت سابق من هذا العام، أصبحت إسبانيا أول دولة أوروبية تضع سياسة بشأن الإجازة الشهرية، وقالت وزيرة المساواة الإسبانية إيرين مونتيرو عندما تم الإعلان عن اقتراح الفترة لأول مرة، "إن أيام ... الذهاب إلى العمل من الألم قد ولت"، ومنح 3 أيام إجازة مع مذكرة الطبيب كتأكيد وإمكانية تمديد الإجازة إلى 5 أيام.
وتوجد سياسات مماثلة في بلدان أخرى، بما في ذلك الصين وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وزامبيا والمكسيك، أما بالنسبة للهند، فقد تبنت العديد من الشركات الخاصة الكبرى سياسة مماثلة منذ عام 2017، بما في ذلك خدمات توصيل الطعام Zomato وSwiggy وشركة تكنولوجيا التعليم Byju's، ومن الشركات الأخرى التي تم تبنيها شركة بهارات شاكتي، وهي شركة إعلامية ناشئة مقرها دلهي، وفي عام 2021، اقترحت نيلانجانا بانيرجي، والتي ترأس إنشاء المحتوى، سياسة إجازة فترة في مؤسستها - وقد وافق رئيسها على ذلك، وتقول: "لم أشعر أبدًا بالأمان عند مشاركة هذه المشكلة مع أي من رؤسائي في المنظمات السابقة - فمعظم رؤسائي كانوا من الرجال، ولكنها، في وظيفتها الحالية، وجدت أن رئيس الشركة كان أكثر تقبلاً.
بـ2023 الهيئات الحكومية والجامعات توافق على الفكرة
كما أيدت الهيئات الحكومية هذه الفكرة، وفي يناير 2023، منحت ولاية كيرالا الهندية إجازة الدورة الشهرية في جميع الجامعات التي تديرها الدولة، وفي الشهر نفسه، قدم أحد المحامين التماسًا إلى أعلى محكمة في البلاد للحصول على إجازة الدورة الشهرية للطلاب والعاملين في جميع أنحاء الهند، ورفضت المحكمة الالتماس قائلة إن وضع مثل هذه السياسة يقع على عاتق المشرعين وليس القضاء.
وبعد شهرين، حثت لجنة برلمانية المشرعين على النظر في سن قانون يضمن الإجازة الشهرية، وأضاف أن السياسة "سيكون لها تأثير إيجابي على معدل مشاركة النساء في القوى العاملة في القطاع الرسمي وستساعد على تحقيق مكاسب بين الجنسين لتحقيق نمو شامل وواسع النطاق، وتبلغ نسبة الموظفات في الهند حوالي 9% فقط، أي أقل من معدل عمل الإناث في باكستان ، وتتوافق تقريبًا مع النسبة في أفغانستان قبل استيلاء طالبان على السلطة في عام 2021.
علماء النفس يرون ضرورة الخطوة
ووفقا لتصريحات للصحيفة الأمريكية، يقول سودها شاشواتي، استشاري علم النفس والأستاذ في دهرادون: "إنها مسألة تتعلق بالعافية، وثقة الموظفين، والمساواة بين الجنسين، وهذا يؤثر علينا جميعًا، فإن إجازات الحيض مدفوعة الأجر هي اعتراف بأن مكان العمل ليس مخصصًا فقط لأولئك الذين يمتلكون الجسد الذكوري"، فيما يقول نيخيل نارين، الأستاذ المساعد في كلية جندال للقانون العالمي والمتخصص في قانون المنافسة، إنه من صالح الشركة منح إجازة دورية، وأعتقد أن النساء اللاتي يُجبرن على العمل عندما لا يواكب جسدهن فرصهن الأكبر في التأثير على إنتاجيتهن.
هذه السياسة لها نصيبها من المنتقدين الآن تمامًا كما فعلت عندما قمنا بتغطيتها لأول مرة. في عام 2017، كتبت الصحفية برخا دوت: "قد يتم تصوير إجازة اليوم الأول على أنها تقدمية، لكنها في الواقع تقلل من أهمية الأجندة النسوية لتكافؤ الفرص، خاصة في المهن التي يهيمن عليها الذكور، والأسوأ من ذلك أنه يؤكد من جديد أن هناك حتمية بيولوجية في حياة النساء، وهو البناء الذي أمضت النساء من جيلي سنوات في تحديه".
ولكن فكرة يوم العطلة لها مؤيدون أقوياء، وتقول شيتنا نيغاندي، مديرة اتصالات العلامة التجارية في GoZoop: "عندما أعلنوا عن هذه السياسة في عام 2017، كانت الفكرة الأولى التي تبادرت إلى ذهني هي أنه يتم الاستماع إلينا ورعايتهم، ويمكنني الحصول على الراحة والمساحة التي أحتاجها. في ذلك اليوم... دون المساس بمسؤولياتي المهنية".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
7 خطوات نحو عام أهدأ.. كيف تعيد المرأة شحن ذاتها مع بداية العام؟
مع بداية كل عام جديد، تسعى كثير من النساء إلى إعادة ترتيب أولوياتهن، واستعادة طاقتهن النفسية والشعور بالراحة والتجدد، بعد تراكم ضغوطات العام السابق وما يرافقها من شعور بالإرهاق والتعب.
ومن بين الأدوات التي يمكن أن تدعم هذا السعي ما يُطلق عليه "إعادة الشحن العاطفي". هذا المفهوم ليس برنامجا رسميا أو مجموعة قرارات معتمدة، بل إطار عام مستند إلى مبادئ معروفة في الصحة النفسية، غالبا ما يتم تجاهلها وسط تسارع الحياة وكثرة المسؤوليات، خصوصا لدى النساء.
لماذا نحتاج إلى "إعادة الشحن العاطفي"؟رغم أن الضغوط النفسية لا تميز بين رجل وامرأة، فإن الدراسات وشهادات النساء من مختلف البيئات تشير إلى أنهن يتحملن غالبا عبئا أكبر. فالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأحيانا البيولوجية، تتداخل لتشكّل بيئة أكثر إنهاكا للمرأة مقارنة بالرجل. لذلك تصبح ممارسة “إعادة الشحن العاطفي” ضرورة مستمرة، ولا يوجد توقيت أنسب من بداية عام جديد لترسيخ هذه العادة.
وعلى خلاف الاعتقاد الشائع، فإن العناية بالنفس لا تقتصر على تقديم جرعات من التدليل بين الحين والآخر أو قضاء يوم فاخر في صالون تجميل أو منتجع صحي، بل هي ممارسة واعية تهدف إلى دعم الصحة النفسية والعاطفية والجسدية بشكل يومي.
فعندما تلتزمين بالعناية الذاتية، فإنك تؤسسين لبيئة عقلية تساعدك على تحقيق الرفاهية، وتوفرين لنفسك وقتا ومساحة لإعادة الشحن وتجديد النشاط، مما يدعم قدرتك على الحفاظ على التوازن في حياتك.
أما تجاهل هذه الممارسات أو التقليل من أهميتها، فقد يؤدي إلى تفاقم مستويات التوتر والإرهاق المزمن، ويترك أثرا سلبيا مباشرا على صحتك الجسدية والعقلية.
1- الأولوية دوما هي اللطف بنفسكالعناية الذاتية ليست ترفا، بل ضرورة للصحة النفسية وجودة الحياة بشكل عام. وبممارسات بسيطة كالحفاظ على جدول نوم منتظم، وتناول وجبات مغذية، وشرب كميات كافية من الماء، ستحققين آثارا إيجابية عميقة.
إعلانوفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية بالولايات المتحدة، فإن ممارسة الأنشطة التي تُشعرك بالسعادة، كالقراءة، أو الرسم، أو قضاء الوقت في الطبيعة، تُساعد على خفض مستويات التوتر وتعزيز السعادة بشكل عام.
لذا خصصي 30 دقيقة على الأقل يوميا لنشاط من أنشطة العناية الذاتية، سواء أكانت هواية، أو حماما دافئا، أو حتى مجرد الجلوس في صمت وهدوء.
عدم وضوح الحدود بين العمل والحياة الشخصية من أهم أسباب الإرهاق النفسي. إذ تُشير منظمة الصحة العالمية إلى أن سوء إدارة ضغوط العمل بالنسبة للنساء العاملات قد يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي والاحتراق النفسي عامة.
لذا ضعي حدودك، كتحديد ساعات العمل والالتزام بها، وتحديد التزاماتك المنزلية والعائلية بالاتفاق والتقاسم مع زوجك، يُساعد هذا على خلق مساحة ذهنية هادئة للاسترخاء والإحساس بالرضا.
3- تواصلي مع الطبيعةابدئي يومك بنزهة هادئة في الهواء الطلق إذ يُعد نشاطا مثاليا للعناية الذاتية لتهيئتك لبقية يومك. وأثناء المشي، حاولي التركيز على ما يحيط بك، مهما كانت منطقتك السكنية بعيدة عن الطبيعة، يظل التعرض للشمس واستنشاق الهواء الباكر كل نهار بمثابة حمام حسّي سيغمرك بالهدوء والسكينة، ويخفف من حدة الغرق في تفاصيل والتزامات اليوم.
4- التدوين اليوميتُشير الأبحاث إلى أن تدوين اليوميات يُعدّ ممارسة للعناية الذاتية تُساعد على تخفيف القلق والتوتر. فهي أداة فعّالة لمعالجة المشاعر، واكتساب منظور أوسع، والوصول إلى صفاء الذهن والهدوء.
يمكن تحقيق هذه العادة بتخصيص بضع دقائق يوميا للكتابة بحرية عن أفكارك ومشاعرك، دون أي اعتبارات أو تفكير في المحتوى أو الهدف، بل اعتبارها تفريغا عشوائيا لكل ما يخطر في الذهن.
5- ممارسة تمارين التنفس العميقثبت علميا أيضا أن التنفس العميق يُخفّف التوتر ويُساعد على التركيز على اللحظة الحاضرة وتقوية التركيز. وأفضل ما في التنفس العميق هو أنه يمكن ممارسته في أي مكان كجزء من روتينك اليومي، حتى وأنتِ تؤدين أي التزامات أخرى.
خذي بضع لحظات لأخذ نفس عميق من الأنف، احبسيه للحظة، ثم تنفسي ببطء، كرري ذلك لحين الشعور بالاسترخاء. تُنشّط هذه العملية الجهاز العصبي اللاودي، الذي يُساعد على الهدوء بشكل طبيعي، ويمكن أن تُحسّن المزاج بشكل ملحوظ، خاصة خلال أوقات التوتر والضيق.
أعمال العطاء والتطوع تسهم في تحسين الصحة النفسية من خلال خلق مشاعر إيجابية وشعور بالرضا، كما تمنح الشخص شعورا بالهدف وقيمة الذات، ويساعد في تحقيق الشعور بالتآزر والمشاركة والتواصل مع الآخرين.
قد تكون هذه الأعمال بسيطة، مثل مساعدة جار لك أو حتى فرد من أفراد أسرتك، أو أكبر، مثل التطوع في مجتمعك المحلي أو في المنظمات والجمعيات الخيرية.
من طرق العطاء التي يمكن تجربتها مثلا:
شكر شخص ما والتعبير عن الامتنان له. سؤال الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء عن أحوالهم والاستماع جيدا لإجاباتهم. قضاء وقت مع الأصدقاء أو الأقارب الذين يحتاجون للدعم أو الرفقة. عرض المساعدة على شخص تعرفه في أعمال منزلية أو مشاريع دراسة أو عمل. التطوع في مجتمعك، مثل المساعدة في مدرسة أو مستشفى أو دار رعاية.
7- التركيز على اللحظة الراهنةيُسهم التركيز على اللحظة الحاضرة، أو "اليقظة الذهنية"، في تحسين الصحة النفسية. ويشمل ذلك أفكارك ومشاعرك، وحتى جسدك، وبالتالي يشمل الأثر العالم من حولك.
إعلانتُساعد اليقظة الذهنية على الاستمتاع بالحياة أكثر وفهم نفسك بشكل أفضل، والتركيز مع مشاعرك وسلوكياتك. بإمكان ذلك أن يُغيّر نظرتك للحياة وطريقة تعاملك مع التحديات بشكل إيجابي.
لتثقيف نفسك عن هذا الأمر اقرئي المزيد عن اليقظة الذهنية، بما في ذلك الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتكوني أكثر وعيا في حياتك اليومية.
بالطبع لا يُشترط أن تتبعي أفكار العناية الذاتية السالف ذكرها كقواعد صارمة فكّري فيها كأدوات مرنة يمكنكِ تكييفها مع حياتك والتزاماتك وتفضيلاتك، وسبل لخلق لحظات من السكينة والفرح والتأمل خلال أيامك، مهما كنتِ مشغولة. السر يكمن في إيجاد ما يناسبكِ وجعله جزءا من روتينك اليومي.