عربي21:
2025-05-31@09:16:56 GMT

الذكاء الاصطناعي بين التسيير والتخيير

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

لا يزال الحديث المتواصل عن عالم الذكاء الاصطناعي وإمكاناته المذهلة يحتل مساحة هائلة من حوارات الناس وفضولهم لما قد تكوَّن لديهم من قناعة راسخة بأنه سيكون له أثر عميق على نمط وطبيعة الحياة كما نعرفها.

وبعيداً عن المخاوف المحقّة المتعلقة بالتهديد الصارخ الذي يصنعه الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالأمان الوظيفي للإنسان، وهو واقع يستشعره الناس اليوم وهم يرون وظائفهم تبدَّل بها منظومة تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.



ولكنّ هناك تحدياً مهماً ولافتاً ولا يقل خطورة يتمثل في السيطرة المتواصلة والمستمرة وبالتالي التأثير الواضح على سلوك وقرارات البشر وهو مشهد بات واضحاً مع زيادة فاعلية الخوارزميات المستخدَمة في المنصات المختلفة من وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التسوق الإلكتروني حيث باتت تعلم نوعية الأخبار والموسيقى والمواضيع والمنتجات والخدمات المطلوبة لكل شخص على حدة وبالتالي توجهه في هذا الاتجاه.

اليوم فعلياً يتفوق الذكاء الاصطناعي الموجود في الحواسيب الجبارة على الذكاء البشري في كل المواجهات بينهما في الشطرنج والكثير من الألعاب التي تعتمد على الفرضيات الكثيرة والسريعة. وهذا كله يحدث قبل وصولنا إلى عام الحسم أو سنة النقلة، والمقصود هنا هو عام 2029، وهو العام الذي سينتقل فيه الذكاء الاصطناعي من مهام محددة بعينها إلى الذكاء العام في كل مجال.

بمعنى أوضح وأدق وأعمق هي السنة التي سيتخطى فيها الذكاء الاصطناعي قدرات الذكاء البشري، نقطة على السطر. والأجهزة التي ستعتمد على الذكاء الاصطناعي لن تكون فقط أذكى من البشر ولكنها ستكون لديها سعة معرفية أعظم بكثير نظراً لما لديها من إمكانات التواصل الفوري مع كامل شبكة الإنترنت الفضائية وما بها من معلومات.

وفي عام 2049 ستحدث قفزة نوعية أخرى في غاية الأهمية فيما يتعلق بقدرات الذكاء الاصطناعي لأنه سيصبح أذكى مليار مرة (نعم مليار، قرأتم الرقم صحيحاً) من أذكى البشر، ولنوضح المعنى المنشود بشكل أوضح ستكون مقارنة ذكاء الإنسان وقتها أشبه بمقارنة ذكاء الذبابة مع أينشتاين.
وهذه اللحظة يُعرّفها العلماء بالتفرد، اللحظة التي لا تمكن معرفتها ولا مشاهدتها ولا توقُّع ما بعدها لأن الذكاء الاصطناعي سيتصرف بشكل لا يمكن تطبيق عليه قواعدنا التي نعرفها وتقيم بناءً علينا.

وفي كتابه بالغ الأهمية «ذكاء مخيف» يشير المؤلف مو جودت، وهو التنفيذي المهم السابق في شركة «غوغل»، عملاق التقنية الحديثة المعروفة.

يتوقع الكاتب أن الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره سيكوّن أحاسيس مثل الغيرة والحسد والانتقام والتنافسية، واستشهد بأكثر من دليل وواقعة تؤكد ذلك الأمر. ويبقى السؤال الذي حيّر علماء الفلسفة منذ قديم الزمان وبعدهم حيَّر علماء الدين وخبراء الاجتماع: هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟ مع تطور قدرات الذكاء الاصطناعي ستزداد خيارات الإنسان ظاهرياً وستقل قدرته على التأثير في الاختيار وسيكون بشكل ما مسيّراً.
(الشرق الأوسط)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

"ديب سيك" الصينية تحدث نموذج الذكاء الاصطناعي R1

أعلنت شركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصينية تحديث نموذج الذكاء الاصطناعي R1 الذي ساعد في دفع الشركة الناشئة إلى الصدارة العالمية في وقت سابق من هذا العام.

وقال ممثل للشركة في منشور على منصة التواصل الاجتماعي الصينية وي شات، يوم الأربعاء، إن ديب سيك أكملت ما وصفته بأنه "تحديث تجريبي بسيط"، وأبلغت المستخدمين بإمكانية بدء تجربة التحديث.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أن الشركة لم تكشف عن تفاصيل التحديث، ورفضت تقديم المزيد من التعليقات على الخبر.

أذهلت الشركة الناشئة التي تتخذ من مدينة هانغشو الصينية مقرا لها، قطاع التكنولوجيا العالمي في يناير عندما كشفت عن نموذج ر1 الأصلي الذي تفوق على النماذج التي طورتها الشركات الغربية في عدة معايير موحدة، وبتكلفة زُعم أنها بلغت ملايين الدولارات فقط، في حين تبلغ تكلفة النماذج الغربية مئات الملايين من الدولارات.

 وأدى ذلك إلى تراجع حاد في أسهم التكنولوجيا العالمية، حيث تساءل المستثمرون عما إذا كانت الشركات الرائدة ستظل بحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة لتطوير المزيد من خدمات الذكاء الاصطناعي.

وحوّل إطلاق نموذج ر1 ليانغ ونفنغ مؤسس شركة ديب سيك إلى شخصية شهيرة في مجال التكنولوجيا، ورمزًا لقدرة الصين على منافسة أفضل الشركات في وادي السيليكون. كما أطلق سباقًا لإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي إضافية في الصين.

في فبراير الماضي، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، ليانغ إلى لقاء رفيع المستوى مع بعض أبرز رواد الأعمال في البلاد.

وحضر مؤسس الشركة الشاب إلى جوار جاك ما، المؤسس المشارك لإمبراطورية التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية الصينية علي بابا القابضة وبوني ما، مؤسس شركة تينسنت العملاقة للتكنولوجيا.

جاء الإعلان عن تحديث ر1 قبل ساعات فقط من صدور النتائج ربع السنوية لشركة الرقائق الأمريكية العملاقة إنفيديا كورب في وقت لاحق من الأربعاء.

مقالات مشابهة

  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • وليد علاء الدين: الشعراء أول مَن وضع أسس الذكاء الاصطناعي!
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • مسؤول بـ«سدايا»: ما نجمعه من بيانات عبر الذكاء الاصطناعي نستخرج منها قيمة مضافة تنعكس إيجابيا على المواطن والمقيم
  • الأخلاقيات في الأتمتة: معالجة التحيز في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع
  • "ديب سيك" الصينية تحدث نموذج الذكاء الاصطناعي R1