أقاله بسبب كتاب.. كيف أغضب عبد العزيز باشا فهمى الملك فؤاد
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
في عام 1925، أثار كتاب الشيخ علي عبد الرازق بعنوان "الإسلام وأصول الحكم" جدلاً واسعًا، حيث دعا فيه إلى فصل الدين عن السياسة وأبدى آراؤه في دور الإسلام في الخلافة، هذا التصريح أدى إلى إقالة عبد العزيز فهمي من وزارة الأوقاف بأمر من الملك فؤاد في 5 سبتمبر من نفس العام، فلماذا اتخذ الملك فؤاد هذا القرار؟.
نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم
تبدأ القصة عندما نشر الشيخ علي عبد الرازق كتابه، الذي دعا فيه إلى فصل الدين عن السياسة، و كان الأزهر يرد على الكتاب بكتاب آخر بعنوان "نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم"، وذلك لإرضاء الملك فؤاد، و هذا الحدث كان بداية للعداء بين الشيخ علي عبد الرازق والأزهر.
عندما اندلعت الغضبة بسبب الكتاب، قررت هيئة كبار العلماء سحب للشهادة العلمية من الشيخ علي عبد الرازق وطرده من جميع المناصب التي يشغلها بسبب عدم كفاءته لأداء أي وظيفة دينية أو مدنية.
ومع ذلك، قام عبد العزيز فهمي بالوقوف إلى جانب الأحرار الدستوريين ضد هذا القرار، عندما أرسل شيخ الأزهر قرار الاستبعاد لعبد العزيز فهمي باشا، وزير العدل في ذلك الوقت، للحصول على تصديقه، رفضه وكتب قائلاً: "قرأت هذا الكتاب مرة أخرى ولم أجد فيه أي فكرة يمكن انتقادها لمؤلفه"، وأضاف: "أعتبر من الواجب علي أن لا أنفذ هذا الحكم الباطل، الذي صدر عن هيئة غير مختصة بالقضاء، وأن لا أُحاكَمَ في جرم الخطأ في الرأي لعالم مسلم يشهد بالإسلام. فكل ما في الأمر هو أن من يتهمونه يفسرون أقواله ويُنتجون منها اتهامات لا أساس لها من الحق".
عندما علم الملك فؤاد بموقف عبد العزيز فهمي، غضب بشدة، وانتهى الأمر باستقالة عبد العزيز باشا فهمي وثلاثة وزراء آخرين: محمد علي علوبة وتوفيق دوس وإسماعيل صدقي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كتاب الملك فاروق عبد العزيز فهمي وزارة الأوقاف الحكم الخلافة الملک فؤاد
إقرأ أيضاً:
عماد فؤاد مسعود يكتب: لم تكن غزّة يوما حرة أكثر من الآن!
هذا عنوان أشبه بما كتبهُ جان سارتر ذات يوم عند اجتياح النازية لفرنسا، فكان الفرنسي من الثوّار اذا كتب اسم بلاده على احد أسوار المدينة كلّفه ذلك حياته التي كان يعتقد يوماً بأنها حياة ضجِرة ورتيبة وتستحق الانتحار من فرط الكآبة!
تماماً كالهواء الوفير من حولنا والذي لا نُثمّنه ونذكره سوى لحظة الاختناق…
اليوم غزّة التي كانت على هامش الجغرافيا يُزيّن اسمها أبنية روما وباريس وأثينا ومدريد وغيرها.
وأعادت هذه الحرب إعادة انتاج المفاهيم والقيم لمايزيد عن ثماني مليار إنسان، فلم يكن يدرك المواطن الغربي أن مدينة واحدة قد تختزل كل معاني الحزن والتراجيديا في جغرافيا لا تزيد عن حي صغير في إحدى مدن روسيا.
غزّة يا مدينة الأرامل والثكالى واليتامى والأسرى، كل شبرٍ فيكِ صارَ مقبرة!
هنالك عدالة سوف تتحقق في يوم ما، ابتداء من السجّان الذي فقد النوم من خوفه وخشيته من انتقام الضحية، انتهاء بعدالة الآخرة…
سوف نقتربُ بعد أشهر من قيامتين حلّتا على شعبنا الفلسطيني والعالم مازال يبرر أشلاء أطفال ممزقة على جوانب الطرقات بأن ذلك ثمناً ومبرراً لما ورثناه من مفاهيم الانتقام " العين بالعين والسن بالسن" إلّا أنّ في معادلة غزّة كانت العين مقابل إبادة عائلة وحي ومستشفى ومدرسة وكنيسة
"نحن من ينقصنا الشجاعة نجد دائما فلسفة نفسّر ونبرر بها ذلك’ كما قال المفكّر الفرنسي البير كامو،
صبر أهل غزة وصبر أسرانا علّما الكثير…
المفارقة التي لم يفلح الاحتلال بإسقاطها، هي معادلة الأسر والتأنيب والتأديب.. لم يحدث أن شاهدنا أسيراً واحداً أعربَ عن ندمه فور خروجه من الأسر، إن هذا الأسير الفلسطيني قد تعفف عن المستقبل بحيث أعاد انتاج ذكرياته لدرجة أوصلته مرحلة الاستغناء عن هذا العالم الحداثي والالكتروني الذي نعيشه والذي أفقدنا لذّة الاستمتاع بكلّ التفاصيل الصغيرة، فلا يُمكن أن تكون هنالك صورة أجمل من الخــيال الذي ننميه كما نُحب وليس هنالك خيال أوسع من خيال أسير أمضى عشرين عاماً يرمّمُ ماضياً لم يمضِ لأن الحاضر لم يحضر بعدَ لحظةِ أسرهِ…
أُصابُ بالذهول والفخر والإعتزاز بأبناء غزّة وأنا أشاهد مقابلة مع أحد الأطفال وهو يردد بأننا مهما وصلنا من شدّة الجوع فلن نقايض الأرض بأكياس معونة بائسة.. هذا الزهد الحقيقي الذي لا نعرفه نحن إذ جاء بعد كل هذا الحصار والألم، وليس زهد الاغنياء ودموعهم
أيّها الغزي البطل كُنتَ ومازلتَ دليل الحر منّا ….والحر منّا هو الدليلُ عليك.
سأظلّ أكرر في كل مناسبة يتاح لي فيها الحديث عن الأسرى…
مازلتُ أذكر رسالة ذاك الأسير الذي أمضى عشر سنوات في سجن الرملة مشلولاً ،وللآن مازلتُ أشعر بخجل تجاهه، وبأنّي مدين لهُ بطريقة ما، فكتبَ إلى وزير شؤون الاسرى والمحررين ‘أنا الأسير …أتسلّق على حُلمي بعكازين من الخيال والاستعارة كي أرى غدي، وكلما وصلتُ الفجرَ صدّني وجعي وقال: أنت ناقص من التابوت والشمس، اتقاسم الوجع مع زملائي كي نرفع الموت المؤقت قليلاً …نراكُم من ثقوبِ جلودنا تعيشونَ حياتكم بدلاً منّا، لنا هنا الموت ولكم هناك الأوسمة’
عماد فؤاد مسعود
كاتب عربي