نماذج "الأجنة البشرية" في المعمل.. لماذا الجدل الكبير؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
توصلَت مجموعة من العلماء إلى إنتاج نماذج مشابهة للجنين البشري من دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات، مما يفتح طرقاً جديدة للبحوث المتعلقة بحالات الإجهاض اللاإرادي والعيوب الخلقية، لكنّه يثير مع ذلك مسائل تتعلق بالأخلاقيات.
ونشر العلماء بحثهم في مجلة "نيتشر" العلمية الأربعاء، وشرحوا فيه كيفية تمكنهم من تكوين نموذج لجنين بواسطة الخلايا الجذعية الجنينية البشرية.
ورأى علماء في هذا البحث إنجازاً "مثيراً للإعجاب" قد يكشف أسرار الأيام الأولى من الحمل، عندما تكون حالات الفشل أكثر شيوعاً. إلا أن نتائج هذا البحث تشكّل أيضاً مادةً للجدل بشأن قواعد أكثر وضوحاً في ما يتعلق بأخلاقيات التكوين المختبري للنماذج الجنينية البشرية.
وأنتجت مجموعة الباحثين بقيادة الفلسطيني يعقوب حنا من معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل نماذج شبيهة بالأجنّة البشرية البالغة 14 يوماً، وهو الحد المسموح به قانوناً لهذا النوع من الأبحاث في دول عدة،إذ تبدأ بعده أعضاء مثل الدماغ في التطور.
وأكد الباحثون أن دراستهم تختلف عن سابقاتها حول هذا الموضوع، لأنهم يستخدمون خلايا معدلة كيميائياً لا وراثياً، ولأن نماذجهم، مع الكيس المحي والتجويف السلوي، تشبه إلى حد كبير الأجنّة البشرية.
وقال جيمس بريسكو من معهد فرانسيس كريك في لندن إن أوجه التشابه هذه قد تجعل هذه النماذج أكثر فاعلية في البحوث المتعلقة بحالات الإجهاض اللاإرادي والتشوهات الخلقية والعقم.
وأشار إلى أن النموذج الذي تم إنشاؤه "يُنتج على ما يبدو مختلف أنواع الخلايا التي تشكل الأنسجة في هذه المرحلة المبكرة من النمو".
وشدد على أن هذه الدراسة "تُعَدّ خطوة نحو فهم فترة من التطور البشري تؤدي إلى فشل الكثير من حالات الحمل، والتي كانت دراستها تتسم دائماً بصعوبة بالغة إلى الآن".
ورأى الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة وعلماء آخرون أن النماذج التي كُوِّنَت ينبغي ألاَ تُعتبر أجنة بشرية.
وأكدت الدراسة إنها "تشبه إلى حد كبير الأجنة البشرية ولكنها ليست مطابقة لها".
وقال خبير بيولوجيا الخلايا في جامعة ريدينغ الإنجليزية داريوس وايديرا إن هذه الدراسة وغيرها من الأبحاث الحديثة تظهر أن "نماذج الأجنة البشرية أصبحت أكثر تطورا وأقرب إلى ما يمكن أن يحدث أثناء التطور الطبيعي".
وأفاد بأن البحث يؤكد "أن وجود إطار تنظيمي قوي أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أجنة بشرية أجنة بشرية حيوانات منوية الجنين صحة الجنين أجنة بشرية
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة: الاحتلال يقتل الأجنة في أرحام أمهاتهم بالحصار في غزة
قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش إن الاحتلال الإسرائيلي يقتل الأجنة في أرحام أمهاتهم بغزة، من خلال الحصار الذي يمنع وصول المكملات الغذائية والأدوية الأساسية.
وأوضح في تصريحات للجزيرة أن الحصار الذي يمنع دخول المواد والمكملات الغذائية أدى إلى ولادة 144 طفلا بتشوهات خلقية خطيرة، حيث إن بعضهم ولدوا بدون دماغ، وغير مكتملي الأعضاء.
وأكد البرش أن هذه المأساة كان يمكن تفاديها بإجراءات بسيطة، تتمثل في السماح بدخول مادة "حمض الفوليك" التي تحتاجها النساء الحوامل، وأضاف "الاحتلال يمارس القتل الجماعي للشعب الفلسطيني، في وقت ينظر فيه العالم إلى قتل أبنائنا، وتشويه الأجنة في أرحام نسائنا".
وفي سياق متصل، كشف البرش أن أكثر من 70% من المواليد الجدد في غزة يأتون إلى الحياة كأطفال خدج (غير مكتملين)، مما يضعهم أمام تحديات صحية هائلة منذ اللحظات الأولى لحياتهم، في ظل نقص حاد بالحاضنات والأدوية المتخصصة لرعاية الأطفال.
ووفقا للمدير الطبي فإن غزة تشهد أزمة غير مسبوقة في مجال طب العيون، حيث فقد 1500 شخص أبصارهم، إما فقد عين واحدة أو العينين معا، فيما يواجه 4000 آخرون خطر فقدان البصر "لأسباب بسيطة جدا"، تتمثل في عدم توفر المستلزمات الطبية الأساسية.
إعلان
ظروف مأساوية
وأشار البرش إلى أن مستشفى العيون في غزة، أصبح المنشأة الوحيدة المتخصصة في علاج أمراض العيون لجميع سكان القطاع، وكان المستشفى الأول الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، وتمت إعادة بنائه وتأهيله من أجل هذه الخدمة.
ولفت إلى الظروف المأساوية التي يعمل فيها الأطباء الذين لا يستطيعون إجراء أكثر من عمليتين أو 3 خلال اليوم، بسبب نقص المعدات الطبية والأدوية ومادة الهيليوم أو الخيوط الدقيقة.
وفيما يتعلق بالأمراض المزمنة كشف البرش عن وفيات بالجملة بين مرضى الأمراض المزمنة في غزة، وضرب مثالا بمرضى الثلاسيميا (أحد أمراض فقر الدم) "الأنيميا"، ومرضى الهيموفيليا، ومرضى غسيل الكلى، الذين تُوفي 40% منهم.
وحذر الدكتور البرش من أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة سيؤدي إلى "وفاة جميع هؤلاء المدنيين"، موضحا أن الانهيارات تبدأ بالفئات الهشة، فئات الأطفال وفئات كبار السن.
ويأتي هذا التحذير في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي حصاره الخانق على قطاع غزة، مع قطع الماء والكهرباء والدواء والغذاء عن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، في ظروف وصفتها منظمات دولية بأنها ترقى إلى جرائم حرب.