سعيد الحجري رئيسا لنادي بدية للفترة المقبلة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
انتخبت الجمعية العمومية لنادي بدية، سعيد بن راشد الحجري رئيسا للنادي، وذلك للفترة من 2023 إلى 2027، جاء ذلك في اجتماع الجمعية العمومية التي عقدت بمقر النادي بحضور المندوبين من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، و297 عضوا ممن من يحق لهم الانتخاب والمجددين لعضويتهم بسجل النادي، وجرت عملية فرز الأصوات المقبولة من اللجنة وفق الضوابط المحددة وسط تفاعل شبابي لافت من الأعضاء.
وتم خلال الاجتماع استعراض التقريرين المالي والإداري والموافقة على تقرير مجلس الإدارة عن أعماله للعام المنصرم مصحوبا بعرض مرئي تناول مختلف الإنجازات التي تحققت ضمن أعمال الإدارة السابقة بالإضافة إلى اعتماد تقرير مدقق الحسابات واعتماد الميزانية والحساب الختامي للسنة المالية المنتهية.
وقامت لجنة الإشراف على الانتخابات بإجراءات تنظيمية شملت تسليم استمارات الترشيح وفرز وتدقيق الأصوات الصحيحة والملغية، وبلغ عدد الاستمارات المقبولة (293) استمارة وعدد (11) استمارة مرفوضة وذلك لعدم اعتمادها من اللجنة المشرفة على الانتخابات.
وتم خلال الاجتماع التصديق على محضر الاجتماع السابق والموافقة على تقرير مجلس الإدارة عن أعماله للعام المنصرم، وكذلك سيتم استعراض مختلف الإنجازات التي تحققت ضمن أعمال الإدارة السابقة بالإضافة إلى اعتماد تقرير مدقق الحسابات واعتماد الميزانية والحساب الختامي للسنة المالية المنتهية.
نتائج الانتخابات
وبعد اكتمال التصويت وفرز الاستمارات حصل سعيد بن راشد بن ناصر الحجري على (171) صوتا ليكون رئيسا للنادي لأربع سنوات قادمة، وحصل حمود بن سالم بن حمود الحجري على (181) صوتا ليكون نائبا للرئيس، وتم تزكية حمد بن مسلم الحجري لمنصب أمين السر، سالم بن خلفان البلوشي ليكون أمينا للصندوق، وفي المناصب الإدارية حصل بدر بن محمد بن سالم الحجري على (276) صوتا وثامر بن محمد بن سالم الحجري على (216) صوتا وجمعة بن سالم بن عبدالله الحجري على (208) أصوات وعبيد بن خالد بن هديب البلوشي على (255) صوتا كأعضاء لمجلس إدارة النادي.
رؤية جديدة
وعقب النتائج، ثمن سعيد بن راشد الحجري رئيس مجلس الإدارة أن منح الثقة لنا لدورة إدارية جديدة يمثل مصدر فخر واعتزاز لخدمة النادي وسنعمل بعون الله وبتكاتف أبناء الولاية لخدمة هذا النادي العريق الذي تأسس منذ عام 1973 المرحلة المقبلة ستشهد العديد من النقاشات والحوارات مع شباب النادي وكذلك مع اللجان والفرق والأعضاء بالجمعية العمومية بهدف الرقي بالأنشطة والبرامج القادمة، حيث سيكون التركيز خلال الفترة القادمة على بناء قاعدة رياضية متينة من خلال الاهتمام بفرق المراحل السنية وزيادة الاهتمام بها ورعايتها، وكذلك تطوير الاستثمارات بالنادي والاستفادة من المرافق المختلفة بالنادي وخاصة الصالة الرياضية الكبرى التي سيتم استلامها مطلع العام المقبل، حيث سيتم استثمار العنصر النسائي في مختلف مناشط النادي الثقافية والاجتماعية والرياضية كذلك من خلال هذه الصالة وغيرها من المرافق، كما تتضمن رؤيتنا المستقبلية بناء شراكة وتعاون وثيق مع رؤساء النادي السابقين وأعضاء مجالس الإدارات للاستفادة من خبراتهم في مجالات دعم الاستثمار وتحقيق عائد مادي أفضل للنادي، إضافة إلى إعطاء الفرق الرياضية المزيد من الدعم لممارسة دورها الريادي في المجتمع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحجری على بن سالم
إقرأ أيضاً:
الإنسان والحرية.. من العصر الحجري إلى المدنية
د. هبة العطار
عاش إنسان العصر الحجري في مساحة من الوجود لا تحدها قوانين ولا تصوغها نُظُم، ولم يكن يعرف معنى أن يكون حُرًّا؛ لأن فكرة الحرية نفسها لم تكن قد وُلدت بعد؛ إذ كانت الحرية آنذاك حالة طبيعية، كالماء حين يجري في النهر دون أن يُدرك أنه يتدفق.
كان الإنسان يتحرك بغريزته، يتبع الجوع فيعرف الطريق، ويتبع الخوف فيعرف النجاة. لم يكن يفكر في "ينبغي" و"لا ينبغي"؛ بل في "أعيش" و"أبقى". كانت حياته فطرية، لا تعرف الانقسام بين الجسد والروح، ولا بين الواجب والرغبة. لم يكن هناك "صواب" يُقيِّده ولا "خطأ" يُجرِّمه. كل ما في الأمر أن الحياة تمضي كما هي، والإنسان جزء منها لا سيد عليها. في تلك البراءة الأولى، كان أقرب إلى جوهر الوجود مما نحن عليه اليوم.
لكن في لحظة غامضة من تاريخ الكائن، استيقظ في داخله السؤال: من أنا؟ ومنذ تلك اللحظة، تغيَّر كل شيء!
بدأ الإنسان يرى نفسه منفصلًا عن العالم، لا متوحِّدًا معه. وحين انفصل، احتاج أن يُفسِّر، وأن يضع قواعد كي يطمئن. هكذا جاءت الفكرة الأولى للقانون، ثم للدين، ثم للمجتمع. وكل فكرة، مهما كانت سامية، كانت تقتطع من مساحة الحُرية قطعةً صغيرةً. لقد منحنا الوعي قدرة على التفكير، لكنه في الوقت نفسه، أفسد بساطتنا الأولى. صار الإنسان يحيا في صراع بين ما يريد أن يفعله وما ينبغي أن يفعله، بين غريزته الأولى وصوته الداخلي الذي يعاتبه باستمرار. لقد بدأ العقل في حراسة النفس، وبدأ القلب يحنّ إلى فوضاه القديمة.
كلما خطا الإنسان نحو الحضارة، ازداد ابتعاده عن ذاته الأولى. وفي مقابل الأمان، تنازل عن الحرية. وفي مقابل النظام، تنازل عن الفوضى التي كانت تحمل الحياة بين أنيابها. حين بنى أول بيت، فَقَدَ أول سماء. حين سنَّ أول قانون، فَقَدَ أول براءة. وحين كتب أول كلمة، فَقَدَ أول صمتٍ كان يُكلِّمه فيه الكون بلا تُرجمان. وفي النهاية، صار يعيش داخل جدران من أفكاره، يُراقب نفسه باسم الوعي. لم يعُد يخاف الوحوش، لكنه صار يخاف من ذاته. لم تعُد الأغلال حديدًا في مِعصميه، بل أفكارًا في رأسه، ومخاوف في قلبه.
الإنسان الحديث، بملابسه اللامعة وأجهزته الذكية، هو ذات الكائن الذي عاش في الكهوف، لكن بسجنٍ أكثر أناقة. يسير نحو التقدّم، لكنه يبتعد عن نفسه. يؤمن أنه حُرّ، لكنه لا يجرؤ على أن يعيش خارج النظام الذي صنعه بيده. لقد تناقصت الحرية مع مرور الوقت كما يتناقص الضوء حين تتكاثف حوله الجدران. كنا نعيش الحرية بلا وعيٍ، فأصبحنا نعيش القيود بوعيٍ! صرنا نُدرك أننا لسنا أحرارًا، ومع ذلك نُقنع أنفسنا بأننا كذلك. نكتب عن الحرية، نحتفل بها، نُدرِّسها، لكننا نخاف أن نعيشها. كأنّ الوعي الذي خُلِق ليُحرِّرنا، صار السجن الأنيق الذي نسكنه بإرادتنا. فقدنا القدرة على أن نعيش ببساطة، صرنا نحتاج لتبرير كل فعل، وتفسير كل إحساس، حتى ضاعت منا عفوية الوجود، وصارت الحرية فكرة فلسفية بعد أن كانت غريزة حيّة.
وهكذا، صار الإنسان المُعاصِر أكثر وعيًا بوجوده، لكنه أقل حياةً فيه. يعيش مُحاصَرًا بما يعرف، مُطارَدًا بما يُفكِّر، مُنهكًا بما يُفسِّر. لم يعد يسمع صوت الطبيعة كما كان يسمعه حين كان جزءًا منها، لأن صوته الداخلي صار أعلى من همسها. كل معرفة يكتسبها تُبعده خطوة عن بساطته، وكل يقين يظنه خلاصًا، يزيده غُربة عن ذاته. لقد صار الإنسان يُفتِّش عن الحرية كما يُفتِّش الغريق عن الهواء، لكنه لا يدرك أنه هو من يغمر رأسه في الماء.
في زمن الكهوف كان يركض في البرية دون أن يسأل إلى أين، والآن يجلس أمام الشاشات ليبحث عن معنى الركض ذاته. كانت حياته امتدادًا للطبيعة، أما اليوم فقد صارت معادلة يحاول فيها أن يوازن بين العقل والقلب، بين الحقيقة والوهم، بين الوعي والنجاة منه. كأنَّ الوعي الذي وعده بالنور لم يكن سوى مرآة يرى فيها هشاشته كل يوم بوضوح أكبر.
ربما لم يفقد الإنسان حريته تمامًا، لكنه فقد بساطة أن يكون حُرًّا دون أن يعرف. الحرية لم تمت، لكنها اختبأت خلف زحام الفكر، تنتظر لحظة صمتٍ حقيقي، لحظة ينزل فيها الإنسان عن عرشه الذي صنعه من أفكاره، ويعود إلى الأرض كما وُلِد أول مرة: عاريًا من المفاهيم، نقيًّا من القوانين، لا يسأل، لا يخاف، لا يُفسِّر… فقط يعيش.
حينها فقط، سيكتشف أن الحرية لم تكن يومًا غايةً خارج نفسه؛ بل كانت تسكن فيه منذ البداية، قبل أن يتعلم كيف يسميها.
رابط مختصر