في ذكرى وفاة فنان الشعب.. قصة اللقاء الأول والأخير بين سيد درويش وزكريا أحمد
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تحل علينا اليوم الأحد، ذكرى وفاة فنان الشعب «سيد درويش»، والذى رحل عن عالمنا فى 10 سبتمبر 1923م، في ريعان شبابه تاركًا إرثًا فنيًا مازال يعيش معنا حتى الآن.
وتستعرض «الأسبوع» قصة اللقاء الأول والأخير بين فنان الشعب سيد درويش وزكريا أحمد، خلال هذا التقرير.
لقاء العمالقةتوجه الشيخ زكريا أحمد في يوم الثالث من يناير من عام 1916م، من أجل الاستماع إلى سيد درويش في أحد المقاهي البلدية بحي كوم الدكة بالإسكندرية.
وكان يغني لمجموعة من المستمعين تلعب النرد، وقرر الشيخ زكريا اصطحاب سيد درويش معه إلى القاهرة، وقام بشراء تذكرتي سفر بالقطار إلى القاهرة، إلا أن سيد درويش لم يتمكن من السفر معه.
وغضب سيد درويش بسبب مسرح «محمد عمر» لأنهم أعطوه خمسة عشر جنيها ذهبًا أجر الليلة، بينما تقاضي المطرب صالح عبد الحي مائة جنيه، ما دفع سيد درويش إلى العودة للغناء في مقهاه الشعبي بالإسكندرية بخمسة وسبعين قرشا في الليلة.
لكن زكريا أحمد، صمم على اصطحاب سيد درويش وأعاده إلى القاهرة، ليبدأ سيد درويش صعود قمة المجد الفني، بينما كان زكريا أحمد يتحسس خطواته الأولى في عالم التلحين أيضًا.
وبعدها تكررت لقاءاتهما، في فبراير 1916م ثم في 31 أغسطس 1918م وكذلك تضاعفت لقاءاتهما في عام 1921م.
استمرت صداقة سيد دوريش وزكريا أحمد، طوال حياتهما، حتى رحيل سيد درويش عام 1923م، وحققا معًا على مدار 7 سنوات نجاحات من خلال أعمال سيد درويش.
واستمر إخلاص زكريا أحمد، لصديقه سيد درويش، حتى بعد رحيله حيث تكفل بفرقته الموسيقية وأخذ الكثير منهم للعمل معه، كما غنى زكريا أحمد الكثير من أعمال سيد درويش لحبه له.
اقرأ أيضاًروائع سيد درويش في احتفال مسرح 23 يوليو بذكرى مئوية فنان الشعب
كايرو كافيه في حفل غنائي علي مسرح سيد درويش بالإسكندرية بمهرجان الصيفى للموسيقى والغناء
خالد سليم يشعل مسرح سيد درويش ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ 31 بأوبرا الإسكندرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سيد درويش فنان الشعب زكريا أحمد زکریا أحمد سید درویش
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيل أحمد رامي .. شاعر الحُب والحنين الذي نظم الوجدان شعراً
هناك أرواحٌ لا تموت، بل تذوب في اللغة، وتنفلت من قيد الزمن لتقيم فينا إلى الأبد، من هؤلاء كان أحمد رامي، شاعرٌ حين يكتب، تتنفس القصائد عشقًا، وتبكي الأبيات من فرط ما فيها من شجن، لم يكن رامي مجرد شاعر كتب للمغنّين، بل كان عاشقًا حمل قلبه على كفّ الكلمات، فغدا وجدان أمة، ولسان المحب العاجز عن التعبير.
في مثل هذه الأيام من عام 1981، غاب أحمد رامي عن عالمنا، لكنه ترك وراءه إرثًا شعريًا يفيض بالمشاعر، ويعكس سيرة رجل عرف الحب، وعاشه، وتألم من تباريحه، حتى صارت قصائده مرآة لكل قلب ذاق العشق وذاق لوعة الفراق.
ولد رامي في 9 أغسطس 1892 في حي السيدة زينب بالقاهرة، ونشأ وسط بيئة شعبية أمدته بثراء لغوي وثقافي عميق، لم يكن طريقه إلى الشعر مرسومًا من البداية، فقد بدأ حياته قارئًا نهمًا، تتلمذ على أيدي كبار الأدباء والمفكرين في مطلع القرن العشرين، وسافر إلى باريس لدراسة نظم المكتبات، وهناك تعمق في الثقافة الفرنسية واطلع على الآداب العالمية، لكن الحنين إلى الشرق، واللغة، والحب، ظل ساكنًا قلبه، فعاد ليمنح الشعر المصري والعربي نكهة جديدة.
أحمد رامي كان الشاعر الأقرب إلى أم كلثوم، كتب لها ما يزيد عن 110 أغنية، منها "جددت حبك ليه"، و"رق الحبيب"، و"سهران لوحدي"، و"الأطلال"، و"هو صحيح الهوى غلاب"، وغيرها من الروائع التي شكّلت ذاكرة العرب العاطفية لعقود. لم تكن هذه الأغنيات مجرّد نصوص مغنّاة، بل كانت محطات من وجع رامي الشخصي، الذي أحب أم كلثوم حبًا صامتًا، عفيفًا، ظل طي الكتمان، لكنه ترقرق في حروفه وانساب في ألحانها.
ولعل قصيدة “الأطلال” التي تغنّت بها أم كلثوم عام 1966، هي ذروة هذا الألم الجميل، حيث جسّدت الصراع بين الماضي والواقع، والحنين إلى ما لا يعود.
القصيدة في أصلها مأخوذة عن ديوان الشاعرة وداد سكاكيني، لكن رامي أضاف لها من مشاعره ما جعلها تُخلد كإحدى أعظم الأغاني العربية.
في رامي اجتمع العقل والعاطفة، التراث والمعاصرة، الشرق والغرب، ترجم رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية، وأبدع في نقل روحها الفلسفية بلغة شعرية بديعة، فكانت ترجمته نموذجًا للتلاقح الثقافي، ولرؤية شاعرٍ يتأمل الوجود ويطرحه أسئلة لا تموت.
لم يكن رامي شاعر الحب فقط، بل كان شاعر الإنسان، الذي فهم دواخل النفس البشرية، فعبّر عنها في سطور رقيقة لكنها عميقة.
تقاعد عن الكتابة في أواخر عمره، وعاش في عزلة حزينة بعد رحيل أم كلثوم عام 1975، وكأنه لم يكن يكتب إلا لها، وكأن الشعر عنده كان وسيلة للحوار مع امرأة أحبها، ومع فكرة العشق ذاته.