عربي21:
2025-07-07@04:39:28 GMT

فوبيا طنطاوي ومسرحية الانتخابات الرئاسية في مصر

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

مبكرا كنت ممن رأوا أن الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة بنهاية هذا العام أي بعد 3 شهور تقريبا هي مسرحية هزلية جديدة على غرار ما حدث في 2014 و2018، وربما يكون الجديد فيها هو تغيير شكلي في الإخراج بحيث لا يحصل السيسي على نسبة 98 في المئة كما حدث من قبل، وإنما يكتفي بنسبة 70 أو 75 في المئة مع توزيع النسبة الباقية على باقي المرشحين، الذين يفترض أنهم يقبلون مسبقا القيام بدور الكومبارس، ويرضون بتلك النسب التي لا يحلمون بتحقيقها في ظل انتخابات نزيهة!! والتي ترفع قيمتهم السياسية داخل أحزابهم أو تياراتهم، وتمنحهم لقب مرشح رئاسي سابق!!

لكن ما لفت انتباهي كما لفت انتباه آخرين حالة الهياج الإعلامي الرافض لترشح النائب السابق أحمد طنطاوي، ظهر ذلك في برامج القنوات المملوكة لشركة المخابرات (المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي تمتلك غالبية القنوات التلفزيونية الخاصة والصحف والمواقع الإخبارية، وشركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي.

. إلخ)، كما ظهر في قنوات يوتيوب الداعمة للنظام وللسيسي شخصيا، والتي وصلت حالة الهياج فيها إلى حد توجيه اتهامات الخيانة والعمالة والتمول الأجنبي ضد طنطاوي وأنصاره ومن يقومون بعمل توكيلات له، بل والمطالبة بالقبض على طنطاوي ومحاكمته وحبسه بدعوى أنه يمثل خطرا على الأمن القومي المصري.

الهياج الإعلامي أو "فوبيا طنطاوي" التي سيطرت على وسائل الإعلام المحلية تكشف خوفا حقيقيا لمعسكر النظام من مرشح جاء من خارج ترتيبات الإخراج المسرحي، وطرح خطابا سياسيا مختلفا عما يريده المخرج، تمسك بتطبيق الدستور على الجميع بدءا من رئيس الدولة وحتى أصغر مواطن، وتعهد بالإفراج عن سجناء الرأي دون تمييز، وطالب بضمانات لنزاهة الانتخابات، ورفض سياسة العزل العنصري ضد ملايين المصريين
هذا الهياج الإعلامي أو "فوبيا طنطاوي" التي سيطرت على وسائل الإعلام المحلية تكشف خوفا حقيقيا لمعسكر النظام من مرشح جاء من خارج ترتيبات الإخراج المسرحي، وطرح خطابا سياسيا مختلفا عما يريده المخرج، تمسك بتطبيق الدستور على الجميع بدءا من رئيس الدولة وحتى أصغر مواطن، وتعهد بالإفراج عن سجناء الرأي دون تمييز، وطالب بضمانات لنزاهة الانتخابات، ورفض سياسة العزل العنصري ضد ملايين المصريين بدعوى انتسابهم للإخوان، مؤكدا أن الفيصل في التعامل مع أي شخص هو الدستور والقانون، والقضاء الطبيعي، وهو ما استنفر الأذرع الإعلامية، فراحت توجه الاتهامات له بأنه يخطط لإعادة الإخوان إلى المشهد، وهو ما يرفضونه بشدة لخطورته على مصالحهم.

لست من حزب طنطاوي، ولا تياره، ولكن هذه الهوجة الإعلامية ضده دفعتني وغيري للتفكير في مدى خطورة هذا المرشح الشاب، وأقصد الخطورة على النظام الحالي وليس على الأمن القومي كما تدعي الأذرع الإعلامية، ورغم قناعتي التامة بأن فوز طنطاوي أو أي مرشح غيره هو من سابع المستحيلات في ظل نظام يدرك أن غيابه عن السلطة يعني نهايته، ومحاكمته، إلا أن تحركات طنطاوي وخطابه، واستمراره في هذه التحركات وهذا الخطاب حتى فتح باب الترشح على الأقل، يمثل ضربات موجعة لنظام هش لا يقوى على مواجهة هذا الخطاب، وقد بذل الغالي والرخيص خلال السنوات الماضية حتى تمكن من تكميم الأفواه، وفرض سياسة الصوت الواحد عبر احتكاره لغالبية وسائل الإعلام، وعبر سنه للمزيد من التشريعات المقيدة لحرية التعبير، والتي بلغت حد المحاسبة على ما ينشر على صفحات فيسبوك.

فبعد أن نجح النظام في سياسة تكميم الأفواه تلك إذ به يواجه مرشحا رئاسيا يتحدث من داخل الدولة وليس من خارجها، كما أنه لا يمكن تصنيفه من أهل الشر، لأنه كان ولا يزال جزءا من معسكر 30 يونيو، وليس من المعسكر المضاد الذي يوصف بأهل الشر، وإذ بهذا المرشح يكسر التابوهات التي فرضها النظام خلال العشرية السوداء، وبالتالي لم تستطع أذرعه الإعلامية الرد على ما يطرحه فلجأت إلى أسلوب الطعن والتخوين، والمطالبة بضبطه وحبسه فورا لخطورته الشديدة، وهي اتهامات تستوجب محاكمة هؤلاء الإعلاميين و"اليوتيوبرز" الذين أطلقوها، لكن أنّى لذلك أن يحدث في ظل سلطة هي التي أطلقت تلك الأبواق وتعهدت بحمايتها.

في مقابل هذا الهياج الإعلامي ضد طنطاوي فإن هناك صمتا بل رضا وترحيبا بباقي المرشحين المعلنين أو المحتملين، لأن هؤلاء المرشحين مطلوبون وفقا للمسرحية، ولكل منهم أدوار مرسوم، وقد يكون أحد تلك الأدوار هو الاشتباك مع طنطاوي أو غيره من المرشحين، ليقدموا مادة دسمة للأذرع الإعلامية، وإبراز الأمر باعتباره تراشق بين مرشحين أو معارضين سياسيين ضد بعضهم، وليس للسيسي أو سلطته علاقة بالأمر كما حدث في أزمة حبس الناشر هشام قاسم
في مقابل هذا الهياج الإعلامي ضد طنطاوي فإن هناك صمتا بل رضا وترحيبا بباقي المرشحين المعلنين أو المحتملين، لأن هؤلاء المرشحين مطلوبون وفقا للمسرحية، ولكل منهم أدوار مرسوم، وقد يكون أحد تلك الأدوار هو الاشتباك مع طنطاوي أو غيره من المرشحين، ليقدموا مادة دسمة للأذرع الإعلامية، وإبراز الأمر باعتباره تراشق بين مرشحين أو معارضين سياسيين ضد بعضهم، وليس للسيسي أو سلطته علاقة بالأمر كما حدث في أزمة حبس الناشر هشام قاسم التي تصورها تلك الأذرع باعتبارها خناقة بين قطبين معارضين أحدهما ناصري والآخر ليبرالي، وأن النيابة قامت فقط بدورها تجاه بلاغ مقدم إليها، رغم أن النيابة ذاتها بكل فروعها تتجاهل مئات بل آلاف البلاغات الأخرى رغم أهميتها البالغة، ورغم أن الكثير منها يمكن أن ينقذ حياة بشر، أو ينقذ مقدرات وثروات الوطن.

في ظل هذا الهياج الإعلامي ضد طنطاوي لنا أن نتوقع كيف ستتعامل السلطة معه في قادم الأيام إذا استمر مرشحا منفردا من خارج الصندوق الرسمي (هناك توقعات بحدوث مفاجآت خلال الشهور الثلاثة المقبلة)، وستكون محطة الاختبار الأولى هي جمع التوكيلات المطلوبة للترشح، والتي يجري جمعها خلال مدة زمنية قصيرة ستحددها اللجنة العليا للانتخابات، رغم أن حملة طنطاوي تنشر أعداد متطوعيها في كل المحافظات لإيصال رسالة عملية بقدرتها على جمع تلك التوكيلات المطلوبة (25 ألف توكيل، من 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف توكيل للمحافظة الواحدة). والمتوقع أن تصدر السلطة توجيهات غير مكتوبة لمكاتب التوثيق إما بتعطيل عمل تلك التوكيلات بحجج مختلفة، أو بإبلاغ السلطات الأمنية عن أصحاب تلك التوكيلات لتهديدهم أو تلفيق قضايا لهم، كما يحتمل أن تدس السلطة توكيلات مزورة ضمن التوكيلات الممنوحة لطنطاوي بهدف استخدامها لاحقا ضده، وإذا نجح طنطاوي في معركة التوكيلات فسوف ندخل مستوى جديدا للمعركة سيتابعه العالم أجمع.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات المصرية السيسي المرشحين أحمد طنطاوي مصر السيسي انتخابات مرشحين أحمد طنطاوي مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما حدث حدث فی

إقرأ أيضاً:

مشروعات حياة كريمة بأسوان تفرح أهالى القرى المدرجة ضمن المبادرة الرئاسية

تشهد محافظة أسوان طفرة كبيرة وتقدم فى مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة على نطاق جميع القرى والمراكز بعد قرار رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسى بضمها خلال الفترة الأخيرة.

ومن أبرز المشروعات مشروع "حياه كريمة" يعتبر هو أكبر مشروع تنموى فى الألفية والجمهورية الجديدة حول حياة ملايين المواطنين فى قرى الريف المصرى إلى واقع مختلف بتحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة، حيث نجد لأول مرة فى تاريخ مصر الحديثة بأن القرى والنجوع والكفور والتوابع تشهد لدينا فى أسوان مواقع خدمية جديدة تفوق الموجود فى المدن ، مع تنفيذ شبكات ومحطات جديدة ومتطورة بكافة قطاعات المرافق العامة من صرف صحى ومياه شرب وكهرباء واتصالات وغاز طبيعى وطرق وكبارى ، مع تبطين الترع والمصارف.

وحول أعداد القرى والمشروعات، فإن توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، شملت ضم جميع قرى ومراكز محافظة أسوان للمبادرة الرئاسية، بإجمالى 5 مراكز و39 قرية رئيسية و116 قرية فرعية و 380 نجع وكفر وتابع ، وجارى تنفيذ نحو 1993 مشروع بقرى المرحلة الأولى داخل 100 قرية بمراكز إدفو وكوم أمبو ونصر النوبة حيث تم الانتهاء من 1416 مشروعا بنسبة 70 %، وتم تسليم 694 مشروع منهم ، فيما جارى العمل فى 506 مشروع آخر وتم الانتهاء من عدد 516 مشروع، فيما جارى العمل بعدد 682 مشروع آخر ، وهو الذى يتوازى مع 19 مشروعا للإدارة المحلية حققت المحافظة معدلات تنفيذ عالية بها.

حياة كريمةأسوان في 24 ساعة| إغلاق وتشميع محلات مخالفة.. حملات لإزالة التعديات.. وضبط أغذية منتهية الصلاحيةمواقيت الصلاة في أسوان اليوم

وعلى المستوى الصحى تم التشغيل الفعلى لمنظومة التأمين الصحى الشامل بالمحافظة مع بداية يوليو الجارى، ضمن محافظات المرحلة الأولى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسى، وضمت المنظومة 8 مستشفيات، فضلاً عن المراكز الطبية والوحدات الصحية بإجمالى 87 مركزاً طبياً ووحدة صحية بالقرى والنجوع التى تجرى فيها تنفيذ مبادرة حياة كريمة.

وعبر أهالى أسوان عن سعادتهم بحزمة المشروعات التى تنفذها الدولة ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، مؤكدين على أن هذه المشروعات أحدثت طفرة غير مسبوقة وحولت حياة القرى إلى حياة آدمية ترتقى إلى مستوى المدن خاصة بعد تزويدها بمجموعة من الخدمات الأساسية وتأسيس البنية التحتية فى ظل إنشاء شبكة صرف صحى تحمى القرى ومنازل سكانها من شبح التصدع وتهدم المنازل القديمة فى ظل طفح المياه الجوفية الزراعية.

وأضاف المواطنين المقيمين بقرى حياة كريمة، أن هناك عدد آخر من الخدمات الأساسية دخلت للقرى لم تكن موجودة من قبل، مثل الغاز الطبيعى الذى يوفر على سكان القرى مشقة الحصول على أنبوبة منزلية خاصة أن أسعار هذه الاسطوانات المنزلية ترتفع وتصل إلى القرى بأسعار مبالغ فيها.

وأشاروا إلى أن وجود العديد من الخدمات تشمل تجديد شبكات المياه والكهرباء وإحلال وإنشاء وحدات صحية وخدمات زراعية ومجمع مصالح حكومية وفر على السكان مشقة الحصول على هذه الخدمات من مسافات بعيدة وصولاً إلى المدن وبعضها لا يمكن الحصول عليه إلا فى مدينة أسوان نفسها على بُعد عشرات الكيلو أمتار، موجهين الشكر للرئيس السيسى على هذه الإنجازات التى حققتها المبادرة الرئاسية فى القرى والنجوع والمناطق النائية، لتحول النجوع المحرومة إلى قرى نموذجية.

طباعة شارك اسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • وفد مجلس النواب الأردني يزور مدينة الإنتاج الإعلامي
  • محافظ المنيا: جهود مكثفة لتمكين المرأة وحماية الطفل ضمن المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان
  • اللجنة الرئاسية تجتمع اليوم وأسئلة لبنانية على الورقة الأميركية: من يضمن الإسرائيلي؟
  • المشاورات الرئاسية متواصلة بشأن ورقة برّاك.. ردّ حزب الله: لا حاجة إلى اتفاق جديد
  • الإعلامية السودانية هبة المهندس تقدم “وصفة” جديدة لمكافحة السرطان
  • وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش
  • المكتب الإعلامي لوزير الداخليّة: لا صحة لهذا الخبر
  • مشروعات حياة كريمة بأسوان تفرح أهالى القرى المدرجة ضمن المبادرة الرئاسية
  • وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر ناهز 71 عامًا
  • شيكابالا يبدأ مشواره الإعلامي فور اعتزاله كرة القدم