أعرب الرئيس الألماني السيد الرئيس فرانك فالتر شتاينماير عن شديد ترحابه بشيخ الأزهر في ألمانيا، مؤكدا اعتزازه بهذه الزيارة التي جاءت في وقت مهم، وتقديره الشخصي ومتابعته لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة لتعزيز قيم التعايش والأخوة والمساواة بين الجميع، وكذا تقديره للعلاقة الأخوية التي تجمع شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، وأن هذه العلاقة رسمت الطريق ومهدته للمضي قدما في التقارب وفتح قنوات الحوار والتواصل بين مختلف الثقافات والأديان.

كما أكد الرئيس الألماني حرص بلاده على مكافحة الإسلاموفوبيا وخفض وتيرة العداء للإسلام والمسلمين، ولذا بادرت بإدانة حوادث حرق القرآن في عدة مناسبات، ورفضها لما يقوم به البعض من ممارسات متطرفة تجاه الإسلام والمسلمين، مؤكدا استعداده الشخصي للعمل سويا مع شيخ الأزهر من أجل تعزيز جهود القضاء على كل أوجه التعصب والكراهية وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة، وقدم الرئيس الألماني الشكر للإمام الأكبر علي المبادرات المهمة التي يقودها لنشر التعايش وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، مثل: وثيقة الأخوة الإنسانية، ونموذج بيت العائلة المصرية، وبيت العائلة الإبراهيمية.

وكان قد التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأحد بالعاصمة الألمانية برلين، رئيس الجمهورية الألمانية لبحث سبل مكافحة تزايد وتيرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، والتصدي للإساءة للمقدسات الدينية وظاهرة العداء للإسلام والمسلمين.

وقال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر الشريف حريص على نشر قيم السلام والأخوة الإنسانية محليا وعالميا، فعلى المستوى العالمي أطلق الأزهر عدة مبادرات يأتي في مقدمتها بيت العائلة المصرية، بالتعاون مع الكنائس المصرية، وقدمنا نسيجا وطنيا مترابطا ومحصنا ضد الكراهية والتعصب.

وأضاف فضيلته أن الأزهر خطا خطوات كبيرة في تعزيز قيم السلام عالميا، وقد كانت درة تاج هذه الجهود والمبادرات توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع قداسة البابا فرنسيس في أبو ظبي عام 2019، في رسالة تحمل الخير للعالم كله، مشيرا إلى أن الذي يمعن النظر في لغة الوثيقة لن يقدر على التفرقة ما إذا كانت كتبت بأقلام مسلمة أو مسيحية، وأنها كانت جهدا خالصا توحدت فيه رؤية الأزهر والفاتيكان من أجل مصلحة الإنسان وسعيا وراء سعادته، وتجنب معاناته، وأن الوثيقة تضمنت نصوص واضحة لحماية البيئة وأماكن العبادة، وحقوق الأطفال والنساء واللاجئين والمهاجرين والفقراء والشعوب الأكثر تهميشا والأقل حظا.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن الأزهر يقف على مسافة واحدة من المساس بأي دين من الأديان، ولا يفرق في ذلك بين المقدسات الإسلامية أو مقدسات الأديان الأخرى، فكما وقف الأزهر في وجه حوادث حرق القرآن الكريم- كتاب الله- كان له موقف واضح أيضا تجاه حرق الكنائس والاعتداء على المسيحيين في باكستان، مؤكدا أن كلا الموقفين نابعين من اعتقاد حقيقي وراسخ بأنه لا سبيل للخروج من أزمات الإنسان المعاصر إلا بالحوار وأن تسود ثقافة التقارب والتعايش والاندماج، وأن يحل الحوار محل التعصب والكراهية.

كما أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لما قدمته ألمانيا من دعم كبير للاجئين وترحيبها بهم واستضافتها للملايين لتضرب المثل في الأخوة الإنسانية العابرة للقارات في مشهد حضاري نابع من إيمان كامل وعقيدة واضحة تجاه هؤلاء الذين تركوا أوطانهم وعائلاتهم بسبب الحروب والصراعات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الرئيس الألماني الرئیس الألمانی شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

الشرقاوي: التعليم الأزهري قادر على تخريج علماء وحكماء يسهمون في صون الإنسانية

قال الدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، إن رسالة التعليم تهدف إلى بناء الإنسان وتنمية العمران، وإسعاد الإنسانية عبر صلاح الفرد والمجتمع، وحماية العقول من الانحراف، موضحا أن التعليم القويم يُعد ركيزةً لبناء النشء وإرساء قواعد الأمن المجتمعي، حيث أن يحقق بناء الإنسان في نفسه وعقله وذهنه، في فكره وعقيدته، في سفره وحضره، في تعليمه وتعلمه، في معارفه وثقافته، وفي أدبه وأخلاقه.

وأضاف الشرقاوي، خلال كلمته في الحفل الختامي للدورة التدريبية لتنمية مهارات معلمي المعاهد الأزهرية، أن الأزهر الشريف ورث رسالة الأنبياء في الوسطية والاعتدال، ما يجعله منارةً عالميةً للعلم والإصلاح، مشددا على دور المؤسسات التعليمية في تحقيق تكامل معرفي وأخلاقي للإنسان، مشيرا إلى أن التنمية الذهنية تعني "حصانة الذهن، واستقامة الفكر، وإيجاد بدائل لتحديات الحياة"، معتبرًا أن الشرع الإسلامي حث على طلب العلم كوسيلة لارتقاء النفس البشرية.  

شيخ الأزهر بقمة الإعلام العربي: استهداف الصحفيين في غزة محاولة لإسكات الحقيقةشيخ الأزهر: يجب أن تدور ماكينة الإعلام العربي صباح مساء على «غزة»شيخ الأزهر من دبي: الإعلام العربي مسؤول عن كشف جرائم الاحتلال ومواجهة الإسلاموفوبياحفظ ابنك القرآن مجانا .. كيفية التقديم في المشروع الصيفي للأزهر الشريف

ودعا الشرقاوي معلمي الأزهر إلى التمسك بمسؤوليتهم في بناء أنفسهم وطلابهم، مؤكدًا أن التعليم الأزهري قادر على تخريج علماء وحكماء يسهمون في صون الإنسانية وازدهار الأوطان، قائلا: "إن التعليم الأزهري بما فيه من أسس علمية، وتربية متوازنة كفيل بأن يصنع المصلحين ويؤهل العلماء والحكماء على الوجه الصحيح، تحصيلًا للارتقاء بالنفس البشرية وبقائها على نزاهتها الإنسانية وفطرتها السَّوِية، نماءً وأداءً، أخذًا وعطاءً، معرفة وثقافة، تعليمًا وتعلمًا.

وينظم قطاع المعاهد الأزهرية بالتعاون مع الاتحاد المصري للتنمية الذهنية للنشء، حفل ختام الدورة التدريبية وورش العمل الخاصة بتنمية مهارات معلمي الأزهر الشريف، والتي تضمنت محتوى تدريبيًّا متميزًا اشتمل على أنشطة تفاعلية وتمارين عملية لتنمية المهارات الذهنية والإبداعية، قدمها خبراء متخصصون في التنمية الذهنية، حيث تأتي هذه الدورات في إطار جهود الأزهر لتطوير أداء كوادره التعليمية، بما يتماشى مع رؤية الدولة لتعزيز جودة المنظومة التعليمية.

طباعة شارك أحمد الشرقاوي قطاع المعاهد الأزهرية رسالة التعليم الحفل الختامي للدورة التدريبية لتنمية مهارات معلمي المعاهد الأزهرية

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تعتقل حارساً في فرع الخطيب متهم بارتكابه جرائم ضد الإنسانية
  • شيخ الأزهر: «الإسلاموفوبيا» صٌنعت لتشويه صورة الإسلام.. وعلى الإعلام التصدي للحملات المسمومة.. ونقدر تغير مواقف الدول الأوربية عن أحداث غزة
  • شيخ الأزهر: العرب والمسلمين عانوا من رسائل إعلامية شوهت صورتهم أمام الغرب
  • الإمام الأكبر يستقبل رئيس وزراء لبنان ويؤكِّد دعم الأزهر للشعب اللبناني
  • الشرقاوي: التعليم الأزهري قادر على تخريج علماء وحكماء يسهمون في صون الإنسانية
  • الإمام الأكبر يؤكد دعم الأزهر غير المحدود للشعب اللبناني
  • شيخ الأزهر من دبي: الإعلام العربي مسؤول عن كشف جرائم الاحتلال ومواجهة الإسلاموفوبيا
  • ألمانيا تُزحزح اليابان عن عرش الدائن الأكبر لأول مرة منذ 34 عاماً
  • الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
  • رئيس جامعة الأزهر: الحوار بين الأديان في مقدمة اهتمامات الإمام الأكبر