بين دواء مفقود ومرضى يصارعون الانتظار
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
الثورة / متابعات
لا تزال أزمة الدواء في قطاع غزة تتصاعد إلى مستويات غير مسبوقة، مهددة حياة آلاف المرضى الذين يقفون في طوابير طويلة على أبواب المستشفيات على أمل أن يصل الدواء قبل أن تسبقهم مضاعفات المرض.
الصورة قاتمة، كما يصفها مدير دائرة صيدلة المستشفيات في وزارة الصحة بغزة علاء عدنان حلس، الذي يرى أن “القطاع الصحي يعيش واحدة من أقسى لحظاته”.
أرقام صادمة
يقول حلس: “نحن أمام انهيار فعلي. أكثر من 55% من قائمة الأدوية الأساسية غير متوفرة، وأكثر من 71% من المستهلكات الطبية وصلت إلى صفر. مخازن الوزارة شبه فارغة، والمرضى يدفعون الثمن يوميًا”.
ويضيف، أن خدمات رئيسية توقفت تمامًا، أهمها جراحة القلب المفتوح، بينما خدمات جراحة العظام والأورام “تتآكل يومًا بعد يوم”.
كما أكد مدير مجمع الشفاء الطبي في تصريح سابق أنه من بين 170 ألف جريح، هناك 42 ألفا بحاجة لعمليات عاجلة، وسط نقص حاد في المستلزمات والأدوية.
آلام لا تُشفى بالانتظار
في قسم علاج الأورام بمستشفى الشفاء، يجلس سامي محمد قنديل (47 عامًا)، وهو معلم رياضيات من حي التفاح، ينتظر جرعته الخامسة من العلاج الكيماوي، لكن الجرعة لم تصل.
يقول سامي بصوت هادئ رغم ملامح القلق: “بدأت العلاج قبل أربعة أشهر، وكان الوضع مستقرًا. قبل أسابيع، قالوا لي: الدواء غير موجود. أنا لا أخشى المرض، لكني أخشى أن يصل إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها بسبب التأخير”.
زوجته سلوى ناصر، التي ترافقه يوميًا، تضيف: “نحن لا نطلب معجزة. فقط نريد استكمال العلاج بدأناه. المرض لا ينتظر… والوقت ليس في صالحنا”.
كسر بسيط تحول إلى أزمة
في مستشفى ناصر بخان يونس، يرقد ليث عماد أبو رمّالة (13 عامًا)، الذي تعرض لكسر في ساقه أثناء لعب كرة القدم.
الحالة كانت بسيطة، لكن العملية توقفت لعدم توفر المثبتات المعدنية اللازمة.
يقول والده عماد أبو رمّالة: “أخبرونا أن العملية جاهزة، لكن الأدوات غير موجودة. ليث يعاني من الألم والانتظار، ونحن عاجزون. كسر مثل هذا يعالج بسرعة في أي مكان في العالم… إلا هنا”.
طبيب العظام حماد شعث، يؤكد: “المثبتات العظمية نفدت تمامًا. نحن نضطر أحيانًا لإعادة استخدام بعض الأدوات بعد تعقيمها، لكن ذلك غير مناسب لكل الحالات، خاصة للأطفال”.
قلبٌ ينتظر نبض الحياة
تجلس منار حسام أبو كويك (32 عامًا)، وهي أم لطفلين من مخيم النصيرات، أمام غرفة القسطرة القلبية التي توقفت خدماتها قبل أسابيع.
كانت منار تستعد لإجراء عملية ضرورية بعد توصية الأطباء بضرورة التدخل السريع.
تقول منار: “كان موعد العملية قبل 12 يومًا. جئت وأنا مستعدة نفسيًا، لكنهم قالوا إن المستلزمات غير متوفرة. أشعر أحيانًا بخفقان قوي وصعوبة، لكن لا يوجد بديل… أنتظر فقط”.
وتضيف: “الخوف ليس مني، بل على أطفالي. لا أريد لهم أن يعيشوا أي لحظة فقدان”.
الدكتور رباح ازريق، استشاري أمراض القلب، وصف الوضع بكلمات واضحة: “توقف جراحة القلب المفتوح ليس حدثًا عابرًا. نحن نتحدث عن عمليات تنقذ حياة المرضى مباشرة. اليوم نقف مكتوفي الأيدي لأننا لا نملك أبسط المستلزمات”.
ويشير إلى أن بعض المرضى كانوا “في الفترة الحرجة التي لا يمكن فيها تأجيل العمليات”.
طبيب الأورام خالد ثابت، يقول: “أصعب ما نواجهه الآن هو أننا نخبر مريضًا حضر لتلقي جرعته أن الدواء غير موجود. هذا الموقف لا يُنسى… ولا نحبه أن يتكرر”.
نداء أخير للمؤسسات الدولية
يختتم علاء حلس حديثه برسالة واضحة: “نتوجه لمنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة الإنساني، والصليب الأحمر والهلال الأحمر، وكل مؤسسة قادرة على التدخل… المرضى لا يملكون وقتًا أطول. نحن بحاجة إلى توريد عاجل للأدوية والمستهلكات”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إدارة الطب العلاجي بالدقهلية تتابع سير العمل بالمستشفيات
نفذت إدارات الطب العلاجي وإدارة المستشفيات بالدقهلية جولات مرورًية مكثفة على عدد من المستشفيات النوعية والمركزية والعامة بنطاق المحافظة، لمتابعة سير العمل والتأكد من انتظام تقديم الخدمات الطبية وتوافر المستلزمات والأدوية.
وشملت الجولات التفقدية مستشفيات الحميات والصدر بالمنصورة، حيث قام الدكتور جابر ممدوح، مدير إدارة المستشفيات، بالمرور لمتابعة توافر المستلزمات الطبية والتأكد من الالتزام بالبروتوكولات العلاجية المعتمدة وتوافر الأدوية اللازمة. كما تم المرور على مستشفيات حميات وصدر دكرنس من قبل الدكتور محمد عبد الرحمن، عضو إدارة المستشفيات، لمتابعة انتظام العمل وتوافر المستلزمات.
كما تم المرور على مستشفى السنبلاوين بواسطة الدكتور أسامة عباس، مشرف المستشفى، حيث جرى التأكد من تواجد الأطقم الطبية وتوافر المستلزمات والأدوية، مع التنبيه على شركة الأمن بإعادة توزيع أفراد الأمن داخل المستشفى، والتأكد من توافر جميع فصائل الدم. وشمل المرور مستشفى نبروه المركزي من قبل الدكتور أحمد صفوت، عضو إدارة المستشفيات، للتأكد من انتظام الأطقم الطبية وسير تقديم الخدمة الطبية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال أي تقصير.
وامتدت الجولات إلى مستشفى جمصة المركزي، حيث قام الدكتور أحمد حمدي، عضو إدارة المستشفيات، بالمرور للتأكد من سير العمل وانتظام الأطقم الطبية وتوافر المستلزمات، كما تم المرور على مستشفى الجمالية المركزي من قبل الدكتورة نورهان أبو الحسن، عضو إدارة المستشفيات، للتأكد من انتظام العمل وتواجد الفرق الطبية وتوافر المستلزمات.
وخلال المرور، تم إعادة توزيع قوة التمريض بأقسام الاستقبال لتيسير تقديم الخدمة الطبية، مع المرور على أقسام الاستقبال والعناية المركزة والحضّانات، والتأكد من جاهزيتها وانتظام العمل، وذلك في إطار المتابعة المستمرة ورفع كفاءة الأداء داخل المستشفيات، وحرص مديرية الصحة بالدقهلية على تقديم خدمة طبية آمنة ومنتظمة للمواطنين.