عربي21:
2025-07-29@02:03:40 GMT

عقبات أمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل!

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

تكثف الحديث والتحليل بمقالات وتسريبات في الأشهر الماضية عن صفقة كبرى تهندسها وتقودها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتحقيق اختراق تاريخي قبل نهاية العام، والانغماس الكلي في حملة الرئاسة الأمريكية لفترة ثانية لبايدن مطلع عام 2024 في تحقيق اتفاقية سلام وإقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، ليسوّقها بايدن كإنجاز تاريخي بالتطبيع بين السعودية، الدولة المركزية في العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، يغير تركيبة النظام الإقليمي وقواعد اللعبة في المنطقة بشكل كلي، وربما يفوز بايدن بجائزة نوبل للسلام!
تجري منذ أشهر مفاوضات متعددة الأبعاد بين الولايات المتحدة والسعودية، والولايات المتحدة وإسرائيل، وبين السعودية والفلسطينيين، وحتى بين إدارة بايدن والديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، ويتفق الجميع على أن إنجاح المفاوضات أمر صعب ومعقد.


والواقع تشكل السعودية ثقلاً وتميزاً لا تملكه أي دول عربية وإسلامية ممن طبعت أو ستطبع مع إسرائيل. السعودية هي قلب العالم الإسلامي ومهبط الوحي وفيها مكة المكرمة والمسجد الحرام والمدينة المنورة والمسجد النبوي. وهي صاحبة المبادرة التي قدمها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله عندما كان ولياً للعهد، واُعتمدت في القمة العربية في بيروت عام 2002 لتتحول الى المبادرة العربية.
وفحواها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب من الضفة الغربية والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا في جنوب لبنان، مقابل التطبيع العربي الشامل بين جميع الدول العربية مع إسرائيل.
لذلك تعلم السعودية أهمية المردود من التطبيع مع إسرائيل، وذلك بعدما دشّن الرئيس بايدن نفسه خط الملاحة الجوي بين تل أبيب وجدة في زيارته الأولى للسعودية في تموز/يوليو 2022. ولا تمانع السعودية والدول العربية من التطبيع مع إسرائيل بمرجعية المبادرة العربية. ولكن بعد انتزاع أكبر تنازلات ممكنة للمضي قدماً في التطبيع وأهمه أن يكون هناك إنجاز مقبول ومقنع يمكن تسويقه بتقديم إسرائيل تنازلات مجزية ومقنعة للفلسطينيين، وتوفير الأمن والحماية للسعودية ـ بصفقة كبرى ـ Mega Deal.
حسب التسريبات تشترط السعودية للوفود الرسمية الأمريكية الزائرة بشكل مكثف في الأشهر الماضية، وعلى رأسها وزير الخارجية أنتوني بلنكين ومستشار الأمن الوطني جاك سوليفان والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني ماكورجيك وباربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بطرح شروط تبدو للأمريكيين والإسرائيليين تعجيزية وتتجاوز الخطوط الحمراء».
لذلك استضاف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية مؤخراً في السعودية، واجتمع وفد فلسطيني برئاسة حسين الشيخ وماجد فرج مدير الاستخبارات مع ماكورجيك في السعودية لبحث ما يمكن تقديمه من تنازلات للفلسطينيين بضغط وإصرار سعودي للمضي بالتطبيع.
وقف الاستيطان والانسحاب من مناطق في الضفة الغربية وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن والقنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وافتتاح السعودية قنصلية في القدس وتعود لتمويل السلطة الفلسطينية، وعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وضعها «مراقب». شروط لن يقبلها نتنياهو وإدارة بايدن!
تشترط السعودية توقيع معاهدة دفاع أمنية من شروطها ضمان الولايات المتحدة أمن السعودية شبيه بالمعاهدة الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية، وضم السعودية إلى المظلة النووية الأمريكية في حال امتلكت إيران السلاح النووي، ودعم ومساندة إدارة بايدن تطوير السعودية برنامجا نوويا سلميا.
من الواضح أن إدارة بايدن وإسرائيل ترفضان المطلبين الثاني والثالث «لتهديد أمن إسرائيل» خاصة تحتاج المعاهدة الأمنية مع السعودية لمصادقة مجلس الشيوخ لإلزام الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية. وبرغم حث السناتور لندسي غراهام ترامب لدعم صفقة بايدن الكبرى! لكن ذلك شبه مستحيل من كونغرس يرى كثير من أعضائه أنه سيورّط الولايات المتحدة في نزاع في الشرق الأوسط. كما دأب بعض أعضاء الكونغرس وخاصة أعضاء الكونغرس التقدميين الديمقراطيين والجمهوريين انتقاد حرب السعودية في اليمن وسجلها في حقوق الإنسان. وتعارض الحكومة والمعارضة الإسرائيلية بقيادة لابيد مساهمة أمريكا في برنامج نووي، وقد زاروا واشنطن وأبلغوا المسؤولين الأمريكيين رفضهم دعم الولايات المتحدة تطوير برنامج نووي سعودي لأنه سيقود الى سباق تسلح نووي. وذكّروا بتأكيد ولي العهد السعودي «في حال امتلكت إيران السلاح النووي فإن السعودية سترد بالمثل»!
تمر العلاقات الأمريكية – السعودية بمرحلة شد وجذب وخاصة علاقة السعودية مع روسيا سواء في الحرب على أوكرانيا وخفض انتاج النفط بالتنسيق مع روسيا في مجموعة أوبك بلس، بدلاً من زيادة الإنتاج كما طالب الرئيس بايدن العام الماضي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
كما أعلنت السعودية والإمارات عن استعدادهما عقد صفقات تجارية بعملة غير الدولار بما فيه اليوان الصيني. وتقاربت السعودية مع إيران بإعادة العلاقات بوساطة صينية في عقر دار النفوذ الأمريكي في الخليج. لذلك تواجه الصفقة الكبرى التي يسعى بايدن شخصياً لانتزاعها ليسوّقها في حملته الانتخابية للرئاسة بأنه رجل دولة حقق اختراقاً كبيراً في عملية السلام هي أكبر وأهم من اتفاقية كامب ديفيد للرئيس كارتر بين مصر وإسرائيل عام 1979 وبإنجاز تاريخي وجائزة كبرى في تطبيع السعودية مع إسرائيل، ما يدشن حقبة جديدة بانهيار سد الممانعة والمعارضة للتطبيع العربي – الإسلامي مع إسرائيل.
لذلك تشكل تلك العقبات الكأداء عاملا يستحيل معه تحقيق اخترق، كما يأمل الرئيس بايدن، بتفاهمات واقعية مع الفلسطينيين ترفضها حكومة أقصى اليمين الصهيوني الفاشي، ووزراء يقيمون في مستوطنات غير شرعية في القدس والضفة الغربية. وينكلون ويقتلون ويعتدون على الفلسطينيين وتستبيح قطعان المستوطنين حرمة المسجد الأقصى بشكل يومي بقيادة وزير الأمن الداخلي بن غفير وعصابة المتطرفين الفاشيين. كما يخشى نتنياهو، المأزوم والمحاصر بقضايا نصب واحتيال وخيانة أمانة، من أن دعمه قد يكون تمثيلا لتحقيق الصفقة الكبرى، وذاك سيسقط حكومته السادسة، ويجبره على خوض انتخابات مبكرة قد يخسرها ويُسجن!
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السعودية التطبيع امريكا السعودية الاحتلال التطبيع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة بین السعودیة إدارة بایدن مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الجوع يواصل حصد الأرواح في غزة.. وإسرائيل تسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات جواً في القطاع

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من "مقتلة جماعية" وشيكة قد تطال 100 ألف طفل خلال أيام، في حال عدم إدخال حليب الأطفال بشكل عاجل. اعلان

قُتل أكثر من 11 فلسطينيًا، بينهم أطفال، جوعًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في قطاع غزة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة التابعة للسلطة في غزة، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية إلى 127 حالة، من بينها 85 طفلًا.

وفيما وصف مقرر الأمم المتحدة الخاص بالحق في الغذاء الوضع بـ"الكارثة الإنسانية المتعمّدة"، وطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من "مقتلة جماعية" وشيكة قد تطال 100 ألف طفل خلال أيام، في حال عدم إدخال حليب الأطفال بشكل عاجل.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية وخدمات الإسعاف في غزة، السبت، بأن ما لا يقل عن 30 شخصًا قُتلوا خلال الليل جراء غارات جوية إسرائيلية وإطلاق نار، مشيرة إلى أن من بين القتلى مدنيين كانوا بانتظار استلام مساعدات إنسانية.

في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي قرر السماح للدول الأجنبية بإعادة استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة بدءًا من يوم أمس الجمعة، وفق ما نقلته عن مصدر عسكري رفيع.

Related "ضربة مزدوجة".. تحقيق صحافي يكشف خطط الجيش الإسرائيلي بقصف المسعفين في غزةمجاعةٌ في القطاع ومعابرُ مغلقة: مستشفيات غزة تقف عاجزة وهي ترى الأطفال يموتون جوعاآلاف المتظاهرين في هولندا يحتجون على حصار غزة في تظاهرات منسقة بعدة مدن

ونقل المصدر نفسه قوله: "عندما تريد الأمم المتحدة، فهي قادرة على التحرك. بعد الانتقادات الأخيرة، بدأت فجأة بإدخال مئات الشاحنات، رغم ادعائها سابقًا أنها عاجزة عن ذلك". وأضاف أن "جميع التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي تؤكد عدم وجود تغيير يُذكر في كمية الغذاء التي تدخل إلى غزة خلال الأسابيع الماضية، وما يحدث هو حملة منظمة من قبل حماس في سياق مفاوضاتها".

وأشار المصدر العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي وجّه طلبًا مباشرًا لكل من الإمارات والأردن لإعادة تفعيل عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، كما كان الحال في مراحل سابقة من الحرب، معربًا عن أمله في أن تقود الأردن الطلعات الأولى.

ووفقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية واطلعت عليها "بوليتيكو" و"جيروزاليم بوست"، فإن "الجيش الإسرائيلي يرى أن حماس تستخدم ورقة الجوع كوسيلة ضغط تفاوضية، وليس لأن الوضع الغذائي بات أكثر خطورة مما كان عليه في مراحل سابقة من الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا".

وأقر الجيش، رغم ذلك، بأن الأمن الغذائي في غزة يمرّ بمرحلة "حساسة وخطيرة"، مؤكدًا أنه يعمل "بجدّ" للحفاظ على التوازن بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية. كما أشار إلى أنه يحاول حاليًا إقناع الأمم المتحدة وجهات الإغاثة الدولية بإرسال نحو 900 شاحنة مساعدات إلى نقاط التوزيع داخل غزة، مؤكداً أن الشاحنات موجودة بالفعل في الجانب الغزي من الحدود، وتمت الموافقة عليها من قِبل الجيش الإسرائيلي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • السعودية: لا تطبيع علاقات مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • عضو عليا الوفد يطالب بتعليق تعاون الدول العربية اقتصاديا مع أمريكا وإسرائيل حتى تتوقف حرب غزة
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • عطاف يستقبل المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا
  • إسرائيل تعلن هدنة إنسانية مؤقتة في 3 مناطق بقطاع غزة
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • إصابة 14 شخصاً في حادث طعن في الولايات المتحدة
  • زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية ويتجه إلى كندا
  • الجوع يواصل حصد الأرواح في غزة.. وإسرائيل تسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات جواً في القطاع