نظّم نادي دبي للصحافة في مقره جلسة معرفية لقطاع الإعلام، تحت عنوان «صناعة التأثير الإعلامي عبر السرد القصصي»، تحدثت خلالها كارولين فرج، نائب رئيس شبكة «سي إن إن» للخدمة العربية، حول تأثير القصة الخبرية في الثقافة العربية، وطرق سرد القصص الصحافية الواقعية بأسلوب إبداعي شيق يرتكز على الدقة والمصداقية.

جاءت الجلسة في سياق الفعاليات والجلسات المعرفية التي ينظمها نادي دبي للصحافة بصورة دورية للعاملين في القطاع الإعلامي على المستويين المحلي والعربي، انطلاقاً من حرص النادي على القيام بدور فاعل كجسر حيوي للتواصل وتبادل الخبرات الأفكار والتجارب الملهمة في هذا المجال الحيوي، وتأكيداً لدور النادي كمحرك دفع لجهود التطوير في المجال الإعلامي محلياً وإقليمياً.

وشهدت الجلسة حضوراً لافتاً من الشخصيات الإعلامية المميزة وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، إلى جانب نخبة من العاملين في القطاعات الإعلامية المختلفة.

الإنسان محور القصة

وأكدت كارولين فرج خلال الجلسة، ان العناصر الأساسية لصناعة القصة في الإعلام، ترتكز على مجموعة من المقومات، أولها الحضور الإنساني، حيث منحت منصات التواصل الاجتماعي الفرصة للناس للتعبير، ومن خلالهم ظهرت الكثير من القصص التي تصدرت الصحف العالمية، ما يبرز أهمية توافر الحقيقة كعنصر أساسي في القصة.

وقالت فرج: «هناك دور مكمل لرواية السرد القصصي عبر رواية الخبر بالفيديو من خلال المنصات الرقمية، فهي الأكثر قدرة على إيصال المضمون الإنساني، والكشف عن طبيعة تفاعل الجمهور معها»، مشددة على أهمية عدم التركيز على من يستغل القصص الإنسانية فقط بهدف تحقيق المشاهدات، بل النظر إلى المؤسسات الإعلامية والأفراد الذين تمكنوا من تحريك القصص المُهمّشة، وخلق تفاعل مع صنّاع القرار والمسؤولين؛ فبعض القصص قد تكون غريبة عن مجتمعاتنا بسبب اختلاف الثقافة، ومنها مثلاً منع الفتيات في أفغانستان من العمل والتعلم، ولكنها أثرت في الناس، لأن صنّاع المحتوى في تلك المناطق نجحوا في أن يكونوا سفراء لهذه القصص الإنسانية.

وشددت كارولين فرج خلال الجلسة التي جمعت عدداً كبيراً من الوجوه الإعلامية، على أن تكون الحقيقة هي البند الأساسي في تقديم القصص الإنسانية، وهذا يتوجب تحري الدقة بشكل كبير، بصرف النظر عن تكامل عناصر القصة، وعدم البحث عن السبق الصحافي.

وأضافت: «من خلال نقل التجارب عبر سرد قصصي جاذب ومنح أبطال القصة مساحة للكلام، سواء بالكتابة أو بالصورة أو بالتعليق الصوتي أو بغيره من أشكال إنتاج وعرض المحتوى، تُبنى علاقة تفاعلية قوية وراسخة مع الجمهور تتعدى لغة الأرقام إلى التواصل الإنساني بين سارد القصة ومشاهدها أو قارئها، مؤكدة أن الصحافة الأكثر تأثيراً، هي تلك التي تنتج محتوى سرد قصصي جاذب وتقدم نماذج بشرية مُلهِمة».

وتابعت نائب رئيس شبكة «سي إن إن» للخدمة العربية: «هذا أمر أدركته غرف صناعة الأخبار وإنتاج المحتوى في القنوات الاخبارية والمواقع الإلكترونية، ففي الفضاء الإعلامي الواسع، هناك إعلاميون وصحافيون ومنتجو محتوى يضعون الأفراد في قلب التغطية، يرصدون أحوالهم، ويصغون بانتباه إلى رواياتهم، ويوثقون معاناتهم، وفي كل هذا يحيطون عملهم بسياج أخلاقي متين، يحفظ للناس كرامتهم، ولا يقلل من احترامهم».

منصات التواصل الاجتماعي

وتطرقت المتحدثة خلال الجلسة، إلى ما اسمته السلطة الخامسة في إشارة إلى «منصات التواصل الاجتماعي»، لافتةً إلى أنه على أي منبر من المنابر، سواء إعلام رسمي أو غيره، هناك هفوات تحدث، ولكن على الرغم من ذلك لابد من فتح المجال أمام الجميع؛ فمنصات التواصل الاجتماعي، منحت الفرصة للجميع كي يكون لهم صوت مسموع، ولابد من دعمهم إلا في الحالات التي يكون لهذا الصوت تأثير سلبي في حياة الناس، كما حدث خلال جائحة كورونا، حيث تسبب بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى «مؤثر»، بنشر الذعر والأخبار غير الدقيقة بين الناس، وهذا هو السبب الأساسي الذي أعاد الناس إلى متابعة المواقع الرسمية للإعلام، وحافظت هذه العودة على مكانتها حتى بعد انتهاء الجائحة.

وحول الموضوع المتداول في الوقت الراهن حول العمل الإعلامي بواسطة الكادر البشرية أو الذكاء الاصطناعي، قالت كارولين فرج، إن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يقوم بدور العنصر الإنساني عند البشر، مستبعدة تماماً وجود تقنية تلعب هذا الدور في المستقبل القريب أو البعيد.

وأثنت كارولين فرج على تنظيم نادي دبي للصحافة لمثل هذه الجلسات المعرفية، مؤكدة دور النادي كمنبر للإعلاميين، وصاحب إسهام إيجابي في تطوير وتدريب شباب الإعلاميين بشكل مميز، ومنح الكوادر الإعلامية نوافذ معرفية مبتكرة حول قضايا وموضوعات تتعلق بالممارسات الإعلامية واستشراف المستقبل.

جدير بالذكر أن «نادي دبي للصحافة» ينظّم على مدار العام العديد من الجلسات النقاشية والحوارية ويستضيف خلالها نخبة من الشخصيات المؤثرة على مستوى المنطقة، للحديث عن مواضيع متنوعة تهم شريحة واسعة من الإعلاميين.

كما تنظم العديد من جلسات المعرفة بالتعاون مع المؤسسات الصحافية والإعلامية العربية والدولية، بهدف تطوير مهارات الصحافيين والعاملين في قطاع الاعلام في دولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة العربية ومساعدتهم في أداء عملهم بمهنية واحترافية، إذ تستهدف هذه الفعاليات جميع العاملين في قطاع الصحافة والاعلام بالإضافة الى الشباب الراغبين في دخول هذا المجال، تأكيداً على مكانة دبي كوجهة عالمية لصناعة الإعلام.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات نادي دبي للصحافة التواصل الاجتماعی نادی دبی للصحافة

إقرأ أيضاً:

قمة الإعلام العربي.. جلسة “دور الإعلام في دعم الهوية العربية”

استعرضت جلسة دور الإعلام في دعم الهوية العربية ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتختتم أعمالها غدا الأربعاء، وتزامناً مع اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، كيفية استثمار الأدوات الإعلامية لتوثيق وحماية الهوية العربية.

وأجمع المشاركون في الجلسة أن الإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية يقع على عاتقها دور محوري في تعزيز هذه الهوية، وترسيخها في عقول الأجيال، لتظل صمام الأمان في مواجهة التحديات الثقافية والفكرية والاجتماعية.
وخلال الجلسة التي أدارها الاعلامي عبد الله المديفر من روتانا خليجية بحضور الباحث والكاتب الدكتور رشيد خيون، وعبد الله الغذامي الأكاديمي والناقد الثقافي تم التطرق إلى دور الإعلام في الحفاظ على الهوية العربية مع التأكيد على أهمية الإعلام كأداة قوية في تعزيز الوعي والتصدي للتحديات التي قد تواجهها الهوية في ظل العولمة، باعتبار أن الهوية الوطنية ثروة قومية يجب المحافظة عليها ورعايتها على الدوام، لأهميتها في الحفاظ على الذات، وتشكيل الوعي والوجدان لدى الشعوب.
وأوضح رشيد خيون أن قطاع الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال من خلال دوره في تشكيل الرأي العام وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية التي تضمن ترسيخ الهوية العربية وتعزيزها بكل رموزها ومكوناتها، مشيرا الى ضرورة تعزيز الاهتمام باللغة العربية التي تعد أهم رابط يربطنا بهويتنا الوطنية، إلى جانب تزويد المجتمع بالمعلومات الكافية لتعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، مع ضرورة رصد التحديات المجتمعية والعمل على التصدي للأفكار الدخيلة التي تهدد نسيج المجتمع العربي.
من جانبه، قال عبد الله الغذامي أن الإعلام هو البوابة الرئيسية لحماية الهوية العربية، معتبرا أن رسوخ منظومة القيم والمعتقدات والأفكار والسلوكيات المعبرة عن الهوية الوطنية يمنح الإعلام سمات متفردة ويوفر أمامه مساحات للانطلاق والتواصل مع المجتمع المحلي بفاعلية بما يتيح للإعلام بلورة رسالة معبرة عن الوطن وخصوصياته الثقافية والحضارية.
وأشار إلى أن الهوية الوطنية ليست كيانا جامدا أو ثابتا، بل هي كائن حي يتفاعل مع متغيرات الزمن، يستمد من الماضي جذوره العميقة، ومن الحاضر زخمه، ويتأهب للمستقبل بروح متجددة دون أن يفقد أصالته.

وأوضح عبد الله الغذامي أن الإعلام باعتباره أداة رئيسية للتأثير المجتمعي، يحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز الوعي الجماهيري وتوجيهه نحو القيم الوطنية، مشيراً إلى أن حماية الهوية العربية تتطلب تقديم محتوى إعلامي يتسم بالمصداقية والجودة، ويعمل على مواجهة التحديات الثقافية والفكرية التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا الحديثة.


مقالات مشابهة

  • “المركزي” ينظم جلسة حوارية حول دور المرأة في التكنولوجيا المالية والابتكار
  • فوز الدكتور سامح اللبودي الأستاذ بلغات الأزهر بجائزة دبي للصحافة العربية
  • قمة الإعلام العربي.. جلسة “دور الإعلام في دعم الهوية العربية”
  • من العاجل إلى القصة.. فروق جوهرية في صناعة الخبر
  • جلسة «عصر الشهرة مقابل التأثير الفعلي» تؤكد ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة ليكون الخطاب الإعلامي مؤثراً
  • حزب الإصلاح والنهضة ينظم صالونًا سياسيًا بعنوان تمكين المرأة سياسيا: من التمثيل إلى التأثير
  • الإصلاح والنهضة ينظم صالونا حول تمكين المرأة سياسيا من التمثيل إلى التأثير
  • "الوطنية للصحافة" تهنئ "الأهرام" بجائزة التميز الإعلامي العربي للمرة الخامسة
  • المنتدى الإعلامي العربي للشباب يكشف مفاتيح النجاح
  • باحثون وأكاديميون يؤكدون أهمية السرد القصصي في تشكيل الوجدان الأخلاقي وتعزيز الانتماء لدى النشء