تعد معتمدية كسرى من ولاية سليانة شمال غرب تونس، من أشهر قرى الأمازيغ في البلاد وأقدمها ،وحتى اليوم لازالت ملامح سكانها الأصليين  بارزة على الجسم والوجه تعبر عن ثقافة وتقاليد عريقة عبر رموز حفرت على الجلد  بالإبر  .

نصر العماري كاتب ومربي وباحث في الحقل الثقافي أصيل ولاية سليانة قال في تصريح إن الوشم  هو فن قديم يمارسه البشر منذ العصور القديمة للتعبير عن هويتهم وثقافتهم وتاريخهم، والثقافة الأمازيغية واحدة من الثقافات التي تمتلك تراثًا غنيًا من الأوشام يعبر عن تاريخهم وهويتهم الثقافية.

ولفت إلى أن الوشوم الأمازيغية تشمل رموزًا وأنماطًا فريدة تعكس قيم ومعتقدات الأمازيغ، وكانت تُستخدم  لأغراض متنوعة، على سبيل المثال استخدمت الوشوم لتحديد الهوية القبلية أو المكانة الاجتماعية للشخص ( كوشم النخيل والطيور في علاقة بالرفعة والمكانة الاجتماعية )، وتستخدم أيضًا للحماية من الأمراض أو لزيادة الجاذبية الجنسية او الحماية من الظواهر الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الوشوم الأمازيغية قيمة رمزية كبيرة تصل حد القداسة، حيث يمكن أن تحمل الوشوم رسائل تاريخية ذات طابع روحاني (كعلامة القاطع والمقطوع على الجبين والذقن خاصة لدى النسوة )  . 

لطالما اختلفت  الدلائل والمعاني للوشم الأمازيغي بين من يعتبره تراثا ثقافيا يحاكي تاريخ القبائل ومعتقداتهم وصولا لحياتهم اليومية توثق على الجلد، وبين اخر اعتبرها ضربا من ضروب التحصين والحماية من الأرواح الشريرة، وفق روايات أغلبها خرافية.

ويبقى الوشم الأمازيغي جزءًا مهمًا من تراث الأمازيغ والثقافات الأفريقية القديمة الأخرى، إذ يعكس تنوع وثراء هذه الثقافة ويسهم في الحفاظ على الهوية الأمازيغية والتراث الثقافي الغني لهذا الشعب.

نبيهة الصادق 

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

اليونسكو في بيرياس والجزر ينظم احتفالًا ثقافيًا يجمع الجاليات في حضور لافت

نظّم الفرع الإقليمي لليونسكو في بيرياس والجزر باليونان احتفالًا ثقافيًا مميزًا بمناسبة الأعياد، شاركت فيه الجالية المصرية إلى جانب الجاليات الرومانية والأوكرانية، في مشهد جسّد قيم التنوع والتعايش والمحبة بين مختلف الثقافات.

 

وشهدت الفعالية حضورًا لافتًا للأطفال المصريين، حيث جرى توزيع الهدايا عليهم ضمن فقرات الاحتفال، ما أضاف أجواءً من البهجة والفرح، ورسّخ روح المشاركة والتسامح بين الجاليات.

 

ويأتي هذا الاحتفال ضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي يحرص اليونسكو على تنظيمها في اليونان، بهدف تعزيز الاندماج، وتوطيد الروابط بين الشعوب المقيمة، خاصة في المناسبات التي تجمع الكبار والصغار وتبرز قيمة الحوار الثقافي.

 

40be2d90-7ecf-4bf7-bac1-e76f6731e966 02053825-9dec-41e8-a2f6-dbda4e1d956d c438e821-a6b3-4018-8fc5-8c71e48e1767

مقالات مشابهة

  • فيديو-انفجار غاز عنيف يهز حيّا سكنيا في ولاية كاليفورنيا ويتسبب بدمار واسع وإصابات
  • يوم ثقافي فني للطلاب في أبوقرقاص بالمنيا
  • كربلاء تُخلي وتغلق بناية آيلة للسقوط في المدينة القديمة (صور)
  • اليونسكو في بيرياس والجزر ينظم احتفالًا ثقافيًا يجمع الجاليات في حضور لافت
  • نزاع في جراج مُظلم وتهديدات سابقة.. محامي الفنان الراحل سعيد مختار يكشف مفاجآت |فيديو
  • الوشم وسرطان الجلد .. تحذيرات أوروبية عاجلة تُثير القلق
  • ‫الوشم قد يزيد خطر سرطان الجلد
  • فيديو.. طائرة تصطدم بسيارة في ولاية فلوريدا
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • اليونسكو تعتمد الكشري المصري تراثًا ثقافيًا غير مادي لعام 2025 | تفاصيل