سام برس
سعيًا لتقييم الإنجازات وتقديم توصيات بشأن وضع قضايا السكان في صلب التنمية المستدامة، انطلقت في بيت الأمم المتحدة في بيروت أعمال المؤتمر الإقليمي السادس لمراجعة برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ، الذي تنظّمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) والمكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية وجامعة الدول العربية والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لانعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وبعد 10 أعوام من إعلان القاهرة 2013.



يشارك في المؤتمر وزراء ونواب ومسؤولون رفيعو المستوى من المنطقة العربية، وممثلون عن وكالات وصناديق
وبرامج الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى ممثلين عن
المجتمع المدني، وشباب، وأصحاب المصلحة الآخرين.

في كلمته، حذر وزير الشؤون الاجتماعية في لبنان، هكتور حجار، من ضياع الأولويات وغياب الخطط والاستراتيجيات
التي من شأنها ضمان تحقيق استقرار اجتماعي، وحذر أيضاً من التجاذبات والتناقضات التي تؤثر على الضعفاء وتهدر
فرصهم في التمتع بحياة كريمة ولائقة. وشدد حجار على التزام لبنان ببرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لما له
من دور أساسي في تأمين الاستقرار الاجتماعي.

لقد بات واضحاً أن اعتماد السياسات السكانية ودمج أولويات السكان في التخطيط التنموي يعتبر شرطًا أساسيًا لتحقيق
التنمية المستدامة في المنطقة العربية، خاصة في ظل توقّع نمو عدد سكانها إلى 694 مليون نسمة بحلول عام 2050.
وفي عام 1994، اعتمدت 179 دولة برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي تناول احتياجات مختلف الفئات
السكانية والتحديات الخاصة التي تواجهها في ظل التحولات الديمغرافية والتغيرات البيئية والتطورات الاجتماعية
والاقتصادية. وكلّ خمسة أعوام، يتم استعراض التقدّم المحرز في تنفيذ برنامج العمل هذا.

من جهتها، حثّت الأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، على توفير بيئة تمنح الشباب والنساء وكبار السن وذوي الإعاقة
والمهاجرين واللاجئين فرصًا في تنمية مجتمعاتهم والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية، مسلّطةً الضوء على أهمية بناء
مجتمعات مرنة و اقتصادات قوية تواكب متطلّبات العصر وتتكيّف مع آثار تغير المناخ، بحيث لا يُترك أحد خلف
الركب، وبخاصة الشابات والشباب. كما شدّدت على أهمية التنسيق والتعاون بين جميع الجهات المعنية لإحداث التغيير
الإيجابي المنشود.

وعلى الرغم من الأزمات المتعددة التي تواجه المنطقة العربيّة، استمر تقدّم بعض البلدان في مجال دمج النساء والفتيات
في عمليات التنمية.

وفي كلمتها، أشارت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة نتاليا كانيم، إلى أنّ الاستثمار في صحة
النساء والفتيات وفي تعليمهنّ وفي حقوقهنّ هو أساسي لتحقيق المساواة بين الجنسين، ويدفع بالتقدّم داخل المجتمعات
ويحفّز الرخاء في المنطقة العربيّة. وأكّدت على ضرورة الاستثمار في السياسات التي تسعى إلى خلق بيئة تمكينية لهنّ
لاتخاذ قرارات بشأن أجسادهنّ وحياتهنّ في سياقات التنمية وبناء السلام وفي الأوضاع الإنسانيّة.

وبدورها، حثّت الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، هيفاء أبو غزالة،
على ضرورة إدارة العلاقة بين السكان والتنمية بنجاح بغية تحقيق توازن متناغم وديناميكي بين السكان والتنمية لتحسين
نوعية حياة الإنسان. وقالت إن هذا يتطلب جعل الأهداف السكانية وإجراءات تحقيقها مكوّنات متفاعلة مع تلك الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية والبيئية والتشريعية في أطر الخطط والبرامج.

من جهتها، شددت المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة - إقليم العالم العربي، فدوى باخدة، على أهمية التعاون
من أجل إتاحة خدمات الصحة الإنجابية للجميع، والقضاء على العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وعدم
إهمال أحد عند السعي لتحقيق التنمية المستدامة. ودعت باخده الجهات الفاعلة على المستوييْن الدولي والوطني إلى تعزيز
المساءلة عبر توسيع نطاق الالتزامات العالمية للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية واستدامتها.

وعلى الرغم من التقدّم الذي أظهرته المراجعات السابقة في المنطقة العربية، لا يزال غير متكافئ بين بلدان المنطقة بفعل
الأزمات المتعددة والاتجاهات الكبرى الناشئة.

قبل عشر سنوات، أكدت الدول العربية دعمها لبرنامج العمل من خلال اعتماد إعلان القاهرة لعام 2013، أي وضع
الكرامة والمساواة والصحة والاستدامة البيئية والحوكمة في أعلى سلّم أولويات المنطقة. ويوفر المؤتمر اليوم فرصة
لتصوّر المستقبل من خلال العمل معًا بشكل عاجل واغتنام الفرص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تبحث مع مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الجهود المشتركة لتعزيز الأمن الغذائي في إطار البرنامج القُطري للمنظمة وتفعيل الأكاديمية الإقليمية للقي

التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، السيد/ شو دونيو، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (ألفاو)، وذلك على هامش انعقاد المؤتمر العالمي الثالث لممثلي المنظمة رفيعي المستوي (GWC) بالعاصمة الجديدة.

وفي مستهل اللقاء، رحبت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، مؤكدة على الدور الحيوي الذي تقوم به المنظمة على الصعيد العالمي والإقليمي، لتعزيز جهود الأمن الغذائي، وخلق شراكات دولية بناءة من أجل تنسيق الجهود للتغلب على التحديات التي تواجهها الدول.

كما أعربت عن تقدير الحكومة المصرية للعلاقات المشتركة مع منظمة الأغذية والزراعة وحرصها على تعظيم الاستفادة من الشراكة الناجحة مع المنظمة، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مضيفة أن الإطار الاستراتيجي للشراكة مع الأمم المتحدة 2023-2027، الموقع في مايو 2023، يمثل الإطار المنظم للعمل المشترك مع هيئات الأمم المتحدة، عبر خمسة مخرجات رئيسية تشمل الاستثمار في رأس المال البشري، والتنمية الاقتصادية الشاملة، والاستدامة البيئية، والحوكمة الرشيدة، وتمكين المرأة.

واستعرض الجانبان جهود الشراكة من خلال البرنامج القطري بين الحكومة ومنظمة الفاو 2023-2027، الذي يمثل ركيزة أساسية لتعزيز التعاون في مجالات الأمن الغذائي، ودعم التنمية الزراعية، ورفع كفاءة استخدام الموارد، والحد من آثار التغير المناخي على المجتمعات الريفية، بما يتسق مع الأولويات الوطنية.

وتناولت «المشاط»، خلال الاجتماع دور «الفاو»، في دعم التعاون الثلاثي وتعاون بلدان الجنوب–الجنوب، مشيرة إلى أهمية التجارب المختلفة للدول النامية في نقل المعرفة والممارسات الناجحة، مؤكدة اهتمام مصر بتوسيع نطاق التعاون في مجالات ريادة الأعمال الزراعية والغذائية، بما في ذلك دعم الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وتطرقت خلال اللقاء إلى الدور الذي تقوم به الوزارة في إدارة وحوكمة الاستثمارات العامة وكذلك الإشراف على تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، مشيرة إلى عزم الحكومة تعزيز التحول في الاقتصاد المصري إلى القطاعات الإنتاجية، من خلال نموذج اقتصادي يستند إلى القطاعات ذات القيمة المضافة.

كما أشارت إلى جهود الدولة في تعزيز الأمن الغذائي باعتباره أولوية رئيسية وأمن قومي، وذلك من خلال زيادة الرقعة الزراعية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية للتوسع في الممارسات الزراعية المبتكرة والذكية، فضلًا عن تطوير البنية التحتية لتخزين الحبوب والقمح، والتوسع في آليات التمويل المبتكر وتمكين القطاع الخاص بمختلف قطاعات الدولة.

كما استعرضت الوزيرة الجهود المشتركة بين الجانبين في عدد من الملفات الحيوية، من بينها برنامج «نُوفّي»، الذي يمثل نموذجًا عالميًا لتمويل العمل المناخي وفق أولويات التكيف والتخفيف وزيادة الصمود. وأكدت تطلع مصر إلى تعزيز التعاون مع الفاو للاستفادة من شبكاتها الإقليمية في جذب الاستثمارات الخاصة ودعم المشروعات الخضراء.
وتناول الاجتماع الجهود القائمة مع منظمة الفاو، في إطار التعاون مع القطاع الخاص ودعم الشركات الناشئة بمجال الأمن الغذائي، مشيرة إلى أهمية عضوية واستضافة مصر للأكاديمية الإقليمية للقيادة التي تعمل على إعداد قيادات المستقبل في مجال النظم الزراعية المستدامة، في ضوء ترسيخ الدور الإقليمي لمصر كمركز للمعرفة وتبادل الخبرات والتعاون جنوب جنوب في قضايا الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.

مقالات مشابهة

  • والدورف أستوريا يستعد لافتتاح أبوابه ببرج محمد السادس قبل انطلاق بطولة الكان
  • الأميرة للا أسماء تترأس حفل افتتاح المؤتمر الإفريقي الأول لزراعة قوقعة الأذن للأطفال
  • بمشاركة 111 خبيرًا.. انطلاق مؤتمر العيون الدولي بالرياض
  • اليمن على حافة الكارثة: صندوق الأمم المتحدة للسكان يطلب 70 مليون دولار
  • ننشر برنامج فعاليات اليوم السادس من مهرجان المنيا الدولي للمسرح
  • منال عوض تلتقى مع المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا لبحث سبل التعاون
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يُشارك في إطلاق صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقرير العمل الإنساني لعام ٢٠٢٦م
  • «الهجرة الدولية» تنظّم جلسات تدريبية تنشيطية لشركاء برنامج التنمية والحماية الإقليمي
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستقبل النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث نتائج الزيارة ومستقبل العلاقات الاستراتيجية مع البنك
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تبحث مع مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الجهود المشتركة لتعزيز الأمن الغذائي في إطار البرنامج القُطري للمنظمة وتفعيل الأكاديمية الإقليمية للقي