بسبب إسرائيل.. الاولمبية العراقية تتوعد واتحاد الأثقال يبرر المشاركة
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
بغداد اليوم- بغداد
أثارت مشاركة رباعين عراقيين في منافسات بطولة العالم لرفع الأثقال في السعودية جدلا في الأوساط الرياضية المحلية، لمشاركة لاعبين إسرائيليين في المنافسة أيضاً، فيما يرفض العراق التطبيع مع إسرائيل ولا يعترف بها.
وحصد العراق الممثل بستة رياضيين في هذه المنافسة الدولية المقامة في الرياض بين 4 و17 سبتمبر أيلول، وتُعدّ مؤهّلة إلى الألعاب الأولمبية المقررة في باريس في العام 2024، ميداليةً ذهبية.
وأثير الجدل خصوصاً بشأن مشاركة الرباع العراقي حيدر حسين علي الخميس في منافسات وزن (102 كغم) التي تواجد فيها أيضاً الرباع الإسرائيلي أرتور موغوردوموف.
وعلى أثر ذلك، أصدرت اللجنة الأولمبية العراقية بياناً أمس الخميس استنكرت فيه تلك المشاركة، مضيفةً أنه "سيكون لها موقف واضح ومحدد من مجلس إدارة الاتحاد العراقي لرفع الأثقال الذي خرج عن الثوابت الوطنية المعروفة بمثل هذه المواقف".
من جهته قال رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي اليوم الجمعة (15 أيلول 2023)، لوكالة فرانس برس، إن "على الاتحاد العراقي لرفع الأثقال أن يدرك جيدا الوضع السياسي والموقف الحكومي والشعبي بهذا الصدد وكان على مسؤوليه اتخاذ موقف منسجم مع هذا التوجه".
وعلى غرار إيران ودول أخرى في الشرق الأوسط، لا يعترف العراق باسرائيل، ويمنع أي تواصل بين الرياضيين العراقيين والإسرائيليين.
وردّ بدوره الاتحاد العراقي لرفع الأثقال في بيان اليوم الجمعة، قائلا إن "الكوادر الإدارية والفنية والرياضيين يعلنون بشكل واضح وصريح رفضهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني والتزامهم بالتوجهات الرسمية للدولة في هذا الشأن".
وأضاف أن هذه البطولة لا تشهد منافسات مباشرة كبقية الألعاب الفردية الأخرى، حيث يتواجه لاعبان وجهاً لوجه، مثل الملاكمة.
وقال نائب رئيس الاتحاد العراقي لرفع الأثقال صالح محمد كاظم، اليوم إن "المنافسات التي شارك فيها الرباع حيدر علي تواجد فيها 11 رباعاً من بينهم رباعان إيرانيان، والمنافسات لم تكن مباشرة، فكيف ننسحب من منافسات لم تحصل وجها لوجه؟"، علماً أن الوزن عينه شارك فيه رباعون من عدة دول عربية.
وأضاف كاظم "عندما يعقد اجتماع الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية التي يحضرها ممثل إسرائيل، هل ينسحب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية؟".
وفي العالم العربي، تُعدّ مشاركة رياضيين في منافسات فيها إسرائيليين أمراً حساساً ومحطّ إثارة للجدل.
وأواخر أغسطس آب، أوقفت السلطات الإيرانية نشاط لاعب رفع أثقال بعد مصافحته رياضيًا إسرائيليًا خلال مسابقة في بولندا.
وفي السنوات الأخيرة، طبّع عدد من الدول العربية علاقاته مع إسرائيل، لكن السعودية لم تفعل ذلك.
مع ذلك، شارك وفد إسرائيلي في سبتمبر في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عقد في الرياض، في أول زيارة علنية إلى المملكة التي لا تربطها بالدولة العبرية علاقات دبلوماسية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الاتحاد العراقی لرفع الأثقال
إقرأ أيضاً:
ما هي المصلحة الأوروبية من فرض عقوبات على إسرائيل؟
ذكر مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" أنه لربما يكون صبر أوروبا على حرب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد قطاع غزة، وعلى اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، على وشك النفاد.
وأضاف المقال الذي كتبه مارتن ساندبو، أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مراجعة في اتفاقية ارتباط "إسرائيل" بالكتلة، بينما أوقفت بريطانيا المحادثات التجارية، وقام صندوق الثروة السيادي في النرويج بوضع شركة إسرائيلية على القائمة السوداء بسبب تسهيلها إيصال الطاقة إلى مستوطنات الضفة الغربية، وهدد زعماء كل من فرنسا وبريطانيا وكندا بفرض العقوبات.
وأوضح أنه "حتى ألمانيا، أكثر البلدان الأوروبية دعما لإسرائيل، راحت تنتقد سلوك البلد، قد يقول البعض إن هذا قليل جداً ومتأخر جداً. وسوف يشيرون إلى السرعة التي بادر بها الغرب إلى فرض عقوبات على روسيا، بأساليب ذات معنى وطرق غير مسبوقة، وذلك بعد أن قام بوتن بغزو أوكرانيا على نطاق واسع، ويخلصون إلى أن النفاق هو السبب من وراء الاختلاف بين التصرفين.
وذكر أنه "لا ريب في أن الغرب عامل روسيا وإسرائيل بشكل مختلف، ولا شك أن النفاق جزء من ذلك. ولكن القياس على الحرب في أوكرانيا مضلل أيضاً. فروسيا لم تواجه حملة ضد وجودها، ولم تتعرض لهجوم شنيع كذلك الذي تعرضت له إسرائيل على أيدي حماس".
وأشار إلى أن "المقارنة البسيطة لا تدرك ما هو مهم. من الممكن – بل من المعقول – رؤية أن من حق إسرائيل شن حرب ضد حماس في غزة مع الإصرار على أن يكون ذلك عبر طرق مشروعة، واستنتاج أن هذه الحدود المشروعة قد تم تجاوزها منذ وقت طويل. بالفعل، اجتمعت لدى الأمم المتحدة أدلة دامغة على ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة وفيما يتعلق بالاحتلال الذي يزداد توحشاً في الضفة الغربية".
وأضاف "بمعنى آخر، لا توجد حاجة لاعتبار الحربين متكافئتين بأي شكل من الأشكال من أجل الحكم بأن العقوبات مبررة في الحالتين. ولهذا فقد آن لأوروبا أن توضح تحديداً كيف ستفرض عقوبات على إسرائيل، ثم تطور قراراتها بفرض العقوبات لتتحول إلى إطار سياسة منتظمة حول كيفية استخدام هذه الأداة الجيوإقتصادية بشكل عام".
وأوضح أنه فيما يتعلق بالتفاصيل، لقد "غدا واضحاً أنه فيما لو اختارت البلدان الأوروبية فرض عقوبات، فلا مفر من أن تفعل ذلك بدون الولايات المتحدة. ولذا فقد حان الوقت لرسم خارطة للميادين التي سيكون فيها للعقوبات التي تفرضها أوروبا منفردة (أو بالاشتراك مع أي حليف راغب في ذلك) الأثر الأكبر. يغلب على الظن أن العقوبات المصرفية والمالية لن تكون فعالة، وذلك لأن الولايات المتحدة بإمكانها أن تضاعف أي دفعات وتزيد من قنوات التمويل".
وأكد أن "هناك استثناء واحد، يتمثل في تجميد احتياطيات العملات الأجنبية، كما فعل الغرب مع روسيا، لأن من شأن ذلك أن يفرض تكلفة اقتصادية. يستثمر بنك إسرائيل ما يقرب من ربع احتياطياته الضخمة نسبياً في أوروبا. فيما لو صدر الأمر بالتجميد فإن هذه الاحتياطيات لن تكون متوفرة وسوف يتعذر استخدامها من أجل تحقيق الاستقرار المالي، ويمكن مع مرور الزمن تكريس هذه الأموال لدفع أي تعويضات تستحق للفلسطينيين. أما أقسي العقوبات فلربما تكون في ميداني التجارة والسفر".
وتجلب "إسرائيل" ما يقرب من نصف بضائعها المستوردة من أوروبا، وتبعث بما يزيد عن ثلث صادراتها إلى القارة، وذلك طبقاً لما يقوله مكتب الإحصائيات التابع لها. يشكل الوقود نصيباً كبيراً من المستوردات، وهي تجارة تتمتع أوروبا بنفوذ فائق فيها نظراً لما لديها من هيمنة في مجال خدمات الشحن البحري.
وما لا يقل عن ربع تجارة الخدمات الإسرائيلية الضخمة تتم أيضاً مع الأسواق الأوروبية. وأي قيود تفرض على الخدمات التجارية وعلى السياحة يمكن أن تسبب كثيراً من الإعاقة، ولذلك فإن التحضير للعقوبات أمر مهم ويتجاوز الواجب الأخلاقي والسياسي في الرد على ما يتم ارتكابه من انتهاكات للقانون الدولي.
وذكر المقال أن الاتحاد الأوروبي يحتاج بشكل خاص إلى تطوير آلية اتخاذ القرارات بشأن فرض العقوبات، موضحا أن "إجراءاته القوية تحققت ضد روسيا على الرغم من الشجارات السياسية والمزاعم بعدم الوضوح من الناحية القانونية. لا مفر من أن تستمر هذه المثالب، رغم أنه أمكن التغلب عليها مراراً في حالة العقوبات المفروضة على موسكو، في إعاقة قدرة الاتحاد على استخدام نفوذه الدبلوماسي".
وبين أن الاتحاد الأوروبي يحتاج أيضا إلى توضيح وتكريس ما هي المسالك تفضي إلى ردود أفعال معينة، ويحسن به تخليص القرارات الخاصة بالعقوبات من متطلب الإجماع المعمول به حالياً، والذي يقوض قدرة سياستها الخارجية على ممارسة النفوذ.
وقال إن "ثمة حاجة إلى إعداد العدة لمواجهة أي محاولة أمريكية للتخريب، علماً بأن التخريب جار حالياً من خلال تحركات واشنطن التي تهدف إلى إضعاف المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح أنه "بإظهار أنه مستعد لاتخاذ إجراء ضد إسرائيل فيما لو اختار ذلك، يثبت الاتحاد الأوروبي أنه على استعداد للتصرف ضد كل من يرتكب انتهاكات جسيمة بحق القانون الدولي".
وختم بان "الالتزام الثابت بالقانون من شأنه أن يجعل التهديدات بفرض العقوبات تبدو أكثر صدقية.
كما أن المحفزات على احترام الخطوط الحمر الأوروبية سوف تعزز من احترامها وفي نفس الوقت تعطي مؤشراً على وجود تبعات يتحملها من يتجاوزها. كان أحد الرؤساء الأمريكيين هو من نصح بالحديث بنعومة وحمل عصا غليظة. والاتحاد الأوروبي اليوم هو أحق الناس بالأخذ بهذه النصيحة".