الكشف عن عدد أكبر من حالات سرطان الثدي بمساعدة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
كشفت دراسة أجراها باحثون من معهد كارولينسكا السويدي عن أن طبيب أشعة واحد يعمل بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي يستطيع الكشف عن عدد أكبر من حالات سرطان الثدي من طبيبي أشعة اثنين يعملان معا على فحص الصور الاشعاعية للثدي.
نتائج الدراسة التي أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن جاهزا للاستخدام في الكشف عن سرطان الثدي، نشرت في مجلة لانسيت للصحة الرقمية (The Lancet Digital Health) في مطلع شهر سبتمبر/أيلول الحالي وكتب عنها موقع "يوريك أليرت" (EurekAlert).
ولعب التصوير الإشعاعي للثدي خلال الـ30 عام السابقة دورا مهما في التقليل من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي. وعلى الرغم من ذلك فإن التحديات لمواجهة السرطان التي تشمل عدم توافر أطباء الأشعة وعدم القدرة على تشخيص جميع حالات السرطان لا تزال مستمرة.
وأظهر عدد كبير من الدراسات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في مواجهة هذه التحديات.
وأشارت كارين ديمبروير -وهي المؤلف الأول في هذه الدراسة – التي تعمل في قسم علم الأورام والأمراض في معهد كارولينسكا- إلى أن الذكاء الاصطناعي والإنسان ينظران إلى الصور بشكل مختلف قليلا الأمر الذي يجعل لهما معا تأثيرا تآزريا مما يزيد احتمالية تشخيص السرطان.
يقوم طبيبو الأشعة عادة بقراءة كل فحص يتم، وتعتبر هذه الطريقة طريقة معيارية في الرعاية. يتم بعد ذلك استدعاء النساء اللواتي قد يحتجن إلى فحوصات أكثر لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي.
وفي هذه الدراسة تمت مقارنة النتيجة التي وصل إليها طبيبا الأشعة مقارنة مع النتيجة التي توصل إليها أعداد مختلفة من أطباء الأشعة مدعومين بالذكاء الاصطناعي.
وتم إجراء الدراسة في مستشفى كابيو سانت غوران في العاصمة السويدية ستوكهولم في الفترة الممتدة ما بين شهر أبريل/نيسان 2021 وحتى شهر يونيو/حزيران 2022. وشملت الدراسة أكثر من 55 ألف امرأة خضعن للفحص تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عاما.
استطاعات الطريقة التقليدية التي تعتمد قراءة طبيبي أشعة للصور التقاط 250 حالة. فيما كان عدد الحالات التي تم الكشف عنها أكبر ما يمكن وبشكل غير متوقع عندما قام طبيبا أشعة بمساعدة الذكاء الاصطناعي بقراءة الصور حيث تم الكشف عن 269 حالة.
واستطاع طبيب أشعة واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي الكشف عن 261 حالة في نفس المجموعة، في حين نجح الذكاء الاصطناعي وحده في الكشف عن 246 حالة مما يجعله إحصائيا ليس بالأقل شأنا من طبيبي أشعة مجتمعين.
وأشار الباحث الرئيسي فردريك ستراند -وهو طبيب أشعة يعمل في قسم علم الأورام والأمراض في معهد كارولينسكا- إلى أن قراءة الصور من قبل طبيب أشعة واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي قد زاد من عدد الحالات المكتشفة بما مقداره 4% كما قلل أيضا من الوقت الذي يحتاجه الطبيب لقراءة الصور إلى النصف.
وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن مساعدة الذكاء الاصطناعي لطبيب الأشعة أو استخدام الذكاء الاصطناعي وحده قد قللت من احتمالية التشخيص الخاطئ للنساء غير المصابات بالسرطان وهو خطأ يتم فيه استدعاء نساء غير مصابات بالسرطان للمزيد من الفحوصات الأمر الذي يسبب لهن المعاناة ويزيد الكلف عليهن دون حاجة لذلك.
ويقول الدكتور ستراند إنه قد بات من الواضح أن قراءة صور الأشعة من خلال طبيب أشعة واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي أصبح خيارا أفضل من قراءة الصور بوساطة طبيبي أشعة.
وفي هذه الدراسة تم التحقق إحصائيا من أن الذكاء الاصطناعي يحسن من تشخيص سرطان الثدي الأمر الذي لم يحدث في دراسة سابقة أجريت في جامعة لوند.
ويضيف أن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في الفحوصات الأولية لن يغني عن الحاجة لوجود طبيب أشعة ليقوم بالحكم قبل الطلب من المريض العودة لإجراء فحوصات أخرى وأخذ خزعة في حالة الاشتباه بوجود خلايا سرطانية.
الذكاء الاصطناعي جاهزويكمل الدكتور ستراند أن هذه الدراسة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جاهزا للاستخدام المنضبط في قراءة صور الأشعة، إلا أنه يتوجب اختيار برنامج ذكاء اصطناعي تم فحصه بشكل جيد على عدد من الصور التي تم التقاطها باستخدام نفس الجهاز الذي سوف يقوم بعد ذلك بقراءة صوره والتأكد من استمرارية مراقبته بعد استخدامه سريريا. وعلى المدى البعيد من المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على تقييم معظم الصور الإشعاعية للثدي.
وابتداء من شهر يونيو/حزيران من هذا العام بات تقييم الصور الإشعاعية للثدي في مستشفى كابو سانت غوران يتم من قبل طبيب مدعوم بالذكاء الاصطناعي الأمر الذي وفر وقتا للأطباء لتكريسه لمرضى السرطان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مدعوم بالذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی هذه الدراسة سرطان الثدی الأمر الذی الکشف عن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما القصة وراء المتصفحات المعززة بالذكاء الاصطناعي؟
أعلنت "أوبن إيه آي" مؤخرا عن نيتها طرح منتج جديد يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ولكن هذا المنتج لن يكون روبوتا يمكنك التحدث معه، بل متصفح إنترنت يسخر قدرات الذكاء الاصطناعي لخدمتك أثناء استخدام الإنترنت.
ويشير تقرير "رويترز" عن الإعلان إلى أن الشركة تسعى لطرح متصفح يواجه "كروم" من "غوغل" في أمل منها لجذب 500 مليون مستخدم يعتمدون على روبوت "شات جي بي تي" بشكل مستمر ويثقون به.
ولا تعد خطوة "أوبن إيه آي" مفاجئة أو غير متوقعة، بل إنها الأحدث بين مجموعة من الخطوات المشابهة لعدة شركات كانت أحدثهم "مايكروسوفت" لإطلاق متصفح معزز بالذكاء الاصطناعي، ولكن ما هو المتصفح المعزز بالذكاء الاصطناعي؟ وفيما يختلف عن المتصفح المعتاد؟
الوصول إلى الذكاء الاصطناعي بشكل أيسريمكن بكل سهولة الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي مهما كانت عبر مواقعها والواجهات البرمجية المخصصة لها وفي بعض الحالات عبر التطبيقات التي تطورها الشركات، وهذا يطرح تساؤلا مهما عن أهمية وجود متصفحات الذكاء الاصطناعي وفائدتها.
ومن أجل تبسيط مفهوم متصفحات الذكاء الاصطناعي، يمكن القول إن هذه المتصفحات تأتي مزودة بالخدمات الأساسية التي يقوم بها أي متصفح إلى جانب خدمات الذكاء الاصطناعي مباشرة دون الحاجة للقيام بأي خطوة إضافية.
ويعني هذا أنك لن تحتاج إلى زيارة موقع "شات جي بي تي" أو تطبيقه أو حتى استخدام الواجهة البرمجية الخاصة به لتوجيه الأوامر والاستفادة من قوة النموذج، فكل هذا يمكن أن يتم مباشرة من داخل المتصفح دون مغادرته.
وبينما يبدو هذا الأمر غير ضروري، فإنه يوفر الكثير من الوقت على المستخدمين الذين يتصفحون الإنترنت بشكل مستمر ويحتاجون لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
فبدلا من أخذ رابط الصفحة كمثال ووضعه في "شات جي بي تي" يمكنك أن تطلب منه داخل المتصفح وبالكتابة في شريط الأوامر أن يقرأ الصفحة ويلخصها لك.
إعلانوبينما توفر بعض الإضافات الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر الضغط على شريط الأدوات وظهور شريط منفصل للذكاء الاصطناعي، فإن هذا يختلف كثيرا عن متصفحات الذكاء الاصطناعي.
ففي حالة متصفحات الذكاء الاصطناعي يمكنك الوصول إلى النموذج من داخل المتصفح نفسه دون مغادرته ودون الحاجة لإضافة أي شيء لروتين العمل اليومي الخاص بك، بل يصبح الذكاء الاصطناعي جزءا منه يعمل باستمرار في الخلفية.
ما فائدة الذكاء الاصطناعي في المتصفحات؟تتنوع فوائد الذكاء الاصطناعي مع المتصفحات وذلك باختلاف نوع النموذج المستخدم في كل متصفح والقدرات التي تضيفها الشركة داخل المتصفح، ولكن في الغالب يمكن اختصار الأمر بالتعلم الذكي وعملاء الذكاء الاصطناعي.
ويستطيع نموذج الذكاء الاصطناعي في متصفح "أوبن إيه آي" كمثال مراقبة استخدامك للمتصفح والأعمال التي تقوم بها بشكل متكرر ليعيد القيام بها تلقائيا دون أي تدخل منك، موفرا بذلك وقت المستخدم.
وإلى جانب هذا يقوم المتصفح بالوظائف العادية للذكاء الاصطناعي من تلخيص الصفحات والتفاعل معها من أجل حجز تذاكر السفر والفنادق المتماشية مع الرحلة كمثال، كما يستطيع ملء النماذج التقليدية والمتطورة وتلخيصها.
ورغم تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن استخداماتها ما زالت في بدايتها، ومن المتوقع أن تتنوع استخدامات مثل هذه النماذج مستقبلا وتحديدا المدمجة مع المتصفحات الذكية.
إذ يمكن لمثل هذه المتصفحات تغيير طريقة تفاعلنا مع الإنترنت تماما، فبدلا من الحاجة لفتح العديد من الصفحات للبحث عن معلومة بعينها، يمكنك أن تطلب من الذكاء الاصطناعي أن يبحث لك عن هذه المعلومة ليعرض في الصفحات الموجودة.
كما يستطيع الذكاء الاصطناعي تلخيص المعلومات الواردة في أكثر من صفحة ونافذة متصفح دون حاجتك لزيارتهم كلهم، ويمكنه مساعدتك في كتابة النصوص وتوليد الصور وحتى كتابة رسائل البريد الإلكتروني المعتمدة على معلومات موجودة في صفحات إنترنت مختلفة.
من الشركات التي تسعى لإطلاق متصفحات بالذكاء الاصطناعي؟تحاول العديد من الشركات الدخول إلى قطاع المتصفحات المعززة بالذكاء الاصطناعي، بدءا من "أوبن إيه آي" التي تنوي إطلاق متصفح يدعى "أوبريتور" وهو متصفح إنترنت معزز بالذكاء الاصطناعي.
وتحاول "بيربلكستي" (Perplexity) إطلاق متصفح يدعى "كوميت" (Comet) وهو متصفح مدمج مع نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ويستخدمه بشكل مباشر.
كما تلحق "مايكروسوفت" بالركب وتطلق مزايا الذكاء الاصطناعي "كوبايلوت" في متصفحها "إيدج" ليصبح التحكم في "كوبايلوت" مباشرة من داخل المتصفح دون الحاجة لاستخدام أي أدوات خارجية أو الضغط على أي أزرار.
وكذلك "غوغل" أضافت مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي في متصفح "غوغل كروم" مؤخرا وهي تسخر مزايا "جيميناي" بشكل مباشر داخل المتصفح.