بسبب تغير المناخ.. منتجع تزلج فرنسي يغلق أبوابه نهائيًا
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الشّتاء قادم، وبالنّسبة لمنتجع تزلج آخر في فرنسا، فهذا يعني مواجهة واقع متمثّل بعدم وجود ما يكفي من الثلوج للاستمرار.
وقرّرت بلدة لا سامبوي، التي تدير وجهة تزلج عائلية بالقرب من جبل "مون بلان" في جبال الألب الفرنسيّة، تفكيك مصاعد التزلج الخاصة بها، إذ أدّى الاحتباس الحراري إلى تقليص موسم التزلج فيها إلى بضعة أسابيع فقط، ما يعني أنّه لم يعد من المربح إبقائها مفتوحة.
وقال رئيس بلدية لا سامبوي، جاك دالكس، لشبكة CNN: "في السابق، كان الثلج يتساقط لدينا تقريبًا من أوائل ديسمبر/ كانون الأول حتّى 30 مارس/ آذار".
وأضاف أنّه في الشتاء الماضي، لم يكن هناك سوى "أربعة أسابيع من الثلوج، وحتّى حينها، لم يكن هناك الكثير من الثلوج"، وهذا يعني ظهور الصخور والحجارة على مسار التزلج بسرعة كبيرة.
وكان المنتجع مفتوحًا لأقل من 5 أسابيع خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط. وقال دالكس إنّ المنتجع يواجه خسارة تشغيلية سنوية تبلغ حوالي 500 ألف يورو (530,000 دولار). وتبلغ كلفة تشغيل مصاعد التزلج وحدها 80 ألف يورو سنويًا.
لا يُعتَبَر "La Sambuy" منتجعًا ضخمًا، حيث يضم 3 مصاعد فقط، وعددًا قليلاً من المنحدرات التي يصل ارتفاعها إلى 1850 متر.
ولكنها كانت شائعة لدى العائلات التي تبحث عن تجربة جبال الألب بدرجة متواضعة مقارنةً مما توفره الوجهات الأكبر، والأكثر ارتفاعًا، وذلك لتمتّعها بمجموعة من المنحدرات التي تناسب المحترفين، والمبتدئين، وتصاريح التزلج الرخيصة نسبيًا.
ووصف الموقع المختص بالثلوج في المملكة المتحدة "On The Snow" بكونه "وجهة مثالية للزيارة، مع مناظر بانورامية استثنائية، وكل ما تحتاجه في منتجع ودود".
هذا الصيف، مع حلول وقت الذروة للتخطيط لموسم الشتاء، اتخذ مجلس بلدة لا سامبوي القرار بإغلاق المنتجع الذي أداره منذ عام 2016.
وفي حين من المقرر تفكيك البنية التحتية الخاصة بمنتجع التزلج في أقرب وقتٍ ممكن، إلا أنه من المأمول أن تظل البلدة قادرة على جذب الزوار.
وأوضح داليكس أنّ المنتجع، الذي يُسوِّق نفسه أيضًا كوجهة صيفية للمشي لمسافات طويلة وفي الهواء الطلق، سيصبح بدلاً من ذلك مكانًا "لاكتشاف الطبيعة، وحمايتها، والمشي، وممارسة الرياضة، إن أمكن".
وفي الموقع الإلكتروني للبلدة، أشارت رسالة بأنّ منتجع التزلج "أُغلق نهائيًا" بتاريخ 10 سبتمبر/ أيلول بعد قرار مجلس البلدة.
وجاء في الرسالة: "شكرًا لكم جميعًا على موسم الصيف الماضي 2023، وعلى كل الأعوام الرائعة التي أمضيناها بجانبكم".
إمدادات الثلوجالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية مناخ منتجع ا
إقرأ أيضاً:
حين تتحول الدراما والإعلام إلى قوة تغير المجتمع وتحافظ على هويته
شهدت مكتبة مصر العامة مؤخرًا ندوة مهمة بعنوان ًالدراما والإعلام وبناء الإنسان شاركتُ فيها كمتحدثة بدعوة كريمة من الإعلامي الكبير أيمن عدلي، وأدارها الكاتب الكبير أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، بحضور نخبة متميزة من النقاد والإعلاميين والكتّاب. وجاءت الندوة في إطار حوار جاد حول دور الدراما والإعلام في تشكيل وعي المجتمع، لا سيما في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في عصر السوشيال ميديا.
ناقشنا خلال الندوة كيفية تحقيق تكامل حقيقي بين الإعلام والدراما، بحيث يقدمان معاً محتوى يليق بالشعب المصري، ويستجيب للتحديات الثقافية والفكرية التي تواجه الجيل الجديد وفي ظل كثافة المعلومات وسرعة انتشارها عبر منصات التواصل الإجتماعي، أصبح الدور التنويري لكل من الإعلام والدراما أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى ،ليس فقط لتثقيف الجمهور، بل لتصحيح المفاهيم، ودعم الهوية الوطنية، وإبراز النماذج الإيجابية داخل المجتمع.
وجاءت الندوة متوافقة مع الإهتمام الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الدراما الهادفة ودورها في بناء الوعي المجتمعي؛ إذ يؤكد الرئيس دائماً على ضرورة تقديم أعمال فنية تعكس الواقع المصري بصدق، وتبرز حجم التنمية التي تشهدها الدولة، وتسلط الضوء على النجاحات التي تتحقق يوماً بعد يوم. كما تؤدي الدراما دوراً مهماً في دعم السياحة من خلال عرض الجوانب التاريخية والجمالية لمصر.
ومن واقع خبرتي ومتابعتي للمشهدين الإعلامي والدرامي، أؤمن بأننا أمام مرحلة تحتاج إلى إستراتيجية واضحة لصناعة محتوى يعيد للدراما دورها الأصيل بوصفها قوة ناعمة قادرة على التأثير والبناء. فالمطلوب اليوم ليس فقط أعمالًا تحقق نسب مشاهدة مرتفعة، بل أعمالًا تحمل رسائل واعية وتُسهم في تشكيل وعي حقيقي لدى الأجيال الجديدة.
وأرى أن الدراما يجب ألا تكتفي بعرض المشكلات، بل ينبغي أن تقدم أيضاً الإلهام والأمل، وتسرد قصص النجاح التي تحفز الشباب وتعبر عن قدرة المصريين على التغيير وصناعة المستقبل. كما والإعلام فدوره لا يقل أهمية، إذ يجب أن يكون شريكًا في التوعية، قادرًا على تبسيط القضايا المعقدة،
ومخاطبة عقل المواطن، وتعزيز ثقته في وطنه ومستقبله.
زأن يتجاوز حدود نقل الأخبار إلى تحليلها وتبسيطها وشرحها للمواطن، ليكون شريكاً فاعلاً في تعزيز الوعي، لا مجرد ناقل للأحداث.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر للمنتجين الذين تعاونوا مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تقديم أعمال درامية هادفة تحترم عقل المشاهد وتعكس القيم الأصيلة للمجتمع المصري؛ فهؤلاء يساهمون في رفع مستوى الدراما ويؤكدون أن الفن يمكن أن يكون راقياً ومؤثراً في آن واحد.
وأرجو منهم الإستمرار في هذا النهج الواعي، والإبتعاد عن الأعمال التي تروّج للعنف، أو تقدم صورة مشوهة عن المرأة، أو تُسيء إلى قيم المجتمع. فالدراما مسؤولية أخلاقية وثقافية قبل أن تكون مشروعاً فنياً، وتأثيرها المباشر في الجمهور يفرض على الجميع من منتجين وكتّاب ومخرجين أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية الوطنية.
كما أتمنى أن يسهم المنتجون في التعاون مع قطاع الإنتاج بماسبيرو لإنتاج أعمال درامية جديدة تعيد إليه روحه ودوره التاريخي. فهذا القطاع العريق كان له فضل كبير على أجيال من صنّاع الدراما، واحتضن أعمالاً شكّلت وجدان الجمهور المصري والعربي لعقود طويلة واليوم حان الوقت ليقف المنتجون إلى جانبه، حتى يعود ماسبيرو شريكاً فاعلاً في صناعة الدراما الوطنية الراقية، ويستعيد مكانته التي يستحقها كأحد أهم روافد الفن والإعلام في مصر.
لحظات إنسانية مُلهمة داخل الندوة
وكان من دواعي سعادتي خلال الندوة حضور والدة ووالد الشهيد البطل هشام شتا، الذين حمل وجودهم معنى عميقاً للتضحية والوفاء، وذكّرونا جميعاً بأن هناك من قدّموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن ليحيا المجتمع في أمن وإستقرار. كما تشرفت بوجود اللواء محمد عبد القادر، أحد أبطال نصر أكتوبر، الذي يجسد جيلاً من الأبطال الذين صنعوا أمجاد هذا الوطن وقدموا نموذجاً خالداً للشجاعة والإنتماء. لقد أضفى وجودهم قيمة إنسانية ووطنية مميزة على الندوة، وأثرى الحوار بروح العطاء والتضحية.
لقد كانت مشاركتي في هذه الندوة تجربة ثرية ومُلهمة، عززت قناعتي بأن الدراما والإعلام ليسا مجرد أدوات للترفيه أو نقل الخبر، بل شريكان أساسيان في بناء الإنسان، وتشكيل الوعي، وتقديم صورة حقيقية لمصر بكل ما تحمله من تحديات وإنجازات وطموحات.