فلكلور عدن في معرض الرياض الدولي للكتاب للباحث اليمني محمد عطبوش
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
(عدن الغد) خاص :
يقام بالمملكة العربية السعودية الشقيقة الرياض خلال الفترة من 28 سبتمبر وحتى ال 7 من اكتوبر المعرض الدولي للكتاب والذي سيعرض فيه كتاب ترجمه وتعلق للباحث اليمني محمد علي عطبوش عوض بعنوان فولكلور عدن الصغري
ويتضمن الكتاب ترجمة وتعليق لما تناوله تقرير إثنوجرافي مليء بالغرائب كتبه عالم أثار مصري وضابط إستخباراتي يدعى أوليفر مايرز بعد أن زار أحدى ضواحي عدن ووثق لبقايا الوثنية فيها في منتصف القرن العشرين .
وقد قام الباحث محمد عطبوش بالتحقيق الميداني مع أهالي المنطقة من خلال أحفادهم المتوجدون والذي شملهم التقرير والذي ظل مهملا لسنوات طويلة ولم يحض بالاستكمال او بالدراسة المستحقة حتى نشر هذه الترجمة والتعليق عليها .
وكانت مدينة عدن في منتصف القرن العشرين تتمتع بمستوى حضاري عالي ومتقدم حين ذاك وكانت القرية على بعد بضع كيلو مترات من عدن وتعيش بأنماط ومعتقدات عصور ما قبل التاريخ.
ويحتوي المعرض والذي تشارك فيه بلادنا على العديد من الكتب التاريخية والثقافية والاجتماعية وغيرها والتي تعبر عن عمق التاريخ اليمني وقدمه وأصالته في العالم العربي والإسلامي.
الجدير بالإشارة أن الباحث اليمني المتميز محمد علي عطبوش عوض قد تخرج من قسم العلاقات الدولية في جامعة البحر الأسود بجورجيا وصدر له العديد من الكتب حول نقد الاعجاز العلمي ، نقد الدين والعلم عن دار مسارات والفكر السحري في الاسلام ، جذور العلم والدين عن دار الرافدين .
وله بحوث محكمة في عدد من الدوريات العلمية المختصة في مجال النقوس العربية الجنوبية والمعتقدات الشعبية اليمنية باللغتين العربية والانجليزية .
ويعمل الباحث محمد عطبوش حاليا إلى جانب العديد من الدراسات القيمة على اعداد مشروع جمع المعتقدات الشعبية .
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
الوجود الأفريقي في مكة قصة عريقة عمرها قرون
وأوضح التشادي -الذي وُلد ونشأ في مكة- أن علاقته بالمدينة المقدسة يجسدها بيت الشعر الذي يقول "أنا ابنها من أهلها، ورضيعها من صدرها، وربيبها في حجرها"، حيث عاش طفولته في بيئة متنوعة ثقافيا شكّلها قدوم الحجاج من مختلف أنحاء العالم.
وتناول التشادي خلال استضافته في حلقة (2025/6/6) من بودكاست "حكايات أفريقية" -الذي يقدمه أحمد ولد فال الدين- التاريخ الطويل للأفارقة مع هذه المدينة المقدسة والدور المحوري الذي لعبوه في تاريخها الحضاري.
وبشأن بداية الوجود الأفريقي المكثف، أشار الباحث إلى أن الدراسات تؤكد أن هذا الوجود ابتدأ بشكل واضح منذ القرن الـ18 الميلادي عندما استقر الأفارقة في مكانين رئيسيين: الأول في "المسفلة" التي كانت تقع في مكة جنوبا، والثاني بمنطقة جرول شمال الحرم، حيث كان سكان جنوب مكة أكثر تعليما وأقدم أصولا وأكثر اندماجا من الناحيتين الاجتماعية والمادية.
وتطور الوجود الأفريقي ليشمل مناطق أخرى، حيث نشأ في القرن الـ19 تجمّع كبير قرب المسجد الحرام في منطقة تُعرف بحي الحفائر وسوق البرنو، بالإضافة إلى شارع المنصور الذي امتدت على طرفيه حارات عدة يسكنها الأفارقة، بعضها يمكن اعتباره مناطق مغلقة لا يكاد يسكنها إلا هم.
إعلانوأوضح التشادي أن هذه الحارات كانت مقسمة إلى حد ما حسب البلدان التي جاء منها سكانها، فهناك تجمعات للنيجيريين والسنغاليين والتشاديين، وإن كان هذا التقسيم ليس صارما بالكامل، حيث يحدث نوع من الاندماج بين مختلف الجنسيات الأفريقية.
شخصيات مؤثرة
وعن الشخصيات الأفريقية المؤثرة في تاريخ مكة، استذكر الباحث شخصية بلال بن رباح -رضي الله عنه- كأشهر شخصية أفريقية في التاريخ الإسلامي، في حين لفت مقدم الحلقة إلى معلومة تفيد بأن دليل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- من مكة إلى المدينة في الهجرة كان أفريقيا.
كما سلط الباحث الضوء على شخصية عطاء بن أبي رباح التابعي الجليل الذي أدرك 200 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والذي رغم كونه عبدا حبشيا أسود أصلع أعور أعرج فإنه أصبح إمام مكة وسيد المسلمين فيها، مما دفع الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك إلى القول لولديه بعد لقائه "عليكما بالعلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود".
وعن تجربته الشخصية، روى التشادي قصة عائلته التي تجسد رحلة الأفارقة إلى مكة، حيث جاءت والدته من نيجيريا عبر السودان وهي طفلة صغيرة مع جدها الذي ترك زعامة قبيلته سعيا وراء حلم الموت في مكة، في حين وصل والده من تشاد بعد رحلة طويلة عبر ليبيا ومصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق قبل استقراره في مكة.
وأشار إلى أن طفولته تشكلت حول المسجد الحرام وحلقات تحفيظ القرآن، حيث كان لا يعرف في الدنيا شيئا بعد صلاة العصر سوى أن يكون في المسجد حتى المغرب، مما منحه فهما عميقا للتنوع الثقافي الذي تشهده مكة خلال موسم الحج.
وأكد الباحث أنه لم يشعر يوما بأنه غريب في مكة، بل اعتبرها أرضه ووطنه، مشيرا إلى أن هذا الشعور بالانتماء يعكس عمق التجذر الأفريقي في هذه المدينة المقدسة عبر القرون، وأن الأفارقة ليسوا طارئين على مكة، بل جزء أصيل من نسيجها الاجتماعي والثقافي.
إعلان 6/6/2025