لي جاي ميونغ محام عصامي يرأس كوريا الجنوبية
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
محام وسياسي وناشط حقوقي كوري جنوبي، تولى زعامة الحزب الديمقراطي الكوري عام 2022، كما كان حاكم مقاطعة جيونجي بين عامي 2018 و2021، ترشح ممثلا للحزب الديمقراطي الموحد في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية عام 2022، تعرض لمحاولة اغتيال عام 2024، وفاز بالانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران 2025.
المولد والنشأةوُلد لي جاي ميونغ عام 1963 في مدينة أندونغ بمقاطعة كيونغبوك الجبلية لأسرة كبيرة تتكون من 7 أبناء وبنات، وكان هو الطفل الخامس.
وبسبب الفقر المدقع الذي خيّم على عائلته اضطر إلى ترك مقاعد الدراسة بعد المرحلة الابتدائية والعمل مبكرا لإعالة أسرته، إذ لم تكن لديهم القدرة على تحمّل نفقات التعليم.
وكانت كوريا الجنوبية حينها غارقة في الفقر، إلى حد أن تاريخ ميلاد لي الرسمي ظل محل التباس، إذ لم يسجله والداه في السجلات المدنية إلا بعد مرور نحو عام على ولادته، شأنه في ذلك شأن كثير من العائلات التي ترددت في تسجيل مواليدها بسبب ارتفاع معدلات وفيات الرضع آنذاك.
انتقل لي جاي ميونغ في سن مبكرة إلى مدينة سونغنام القريبة من العاصمة سول، وهناك بدأ العمل في عدد من المصانع لمساعدة أسرته.
وأثناء فترة عمله تعرّض لحادثتي شغل، الأولى أسفرت عن قطع أصابعه إثر انحشارها في حزام ناقل، والثانية كانت أكثر مأساوية، إذ سُحق معصمه داخل آلة ضغط، مما خلّف له إصابة دائمة حالت دون قدرته على بسط ذراعه اليسرى طوال حياته.
الدراسة والتكوين العلميرغم انقطاعه المبكر عن التعليم النظامي فإن لي جاي ميونغ لم يستسلم لظروفه القاسية، بل واصل الدراسة ذاتيا في أوقات فراغه أثناء العمل بالمصانع.
إعلانوفي فترة لم تتجاوز عاما و3 أشهر تمكن من اجتياز امتحاني المرحلتين الإعدادية والثانوية، مما أهّله للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة تشونغ آنغ في سول عام 1982 بفضل منحة دراسية كاملة شملت أيضا بدل معيشة.
وبعد 4 سنوات فقط اجتاز بنجاح امتحان نقابة المحامين في دورته الـ27 عام 1986.
وقرر أن يصبح محاميا في مجال حقوق الإنسان بعد أن استمع إلى محاضرة ألقاها الرئيس السابق روه مو هيون أثناء حضوره في معهد البحوث والتدريب القضائي.
في بداية حياته المهنية ركز لي على الدفاع عن الفئات المهمشة، ولا سيما العمال المتضررين من الحوادث الصناعية وسكان الأحياء الفقيرة المهددين بالإخلاء لصالح مشاريع إعادة التطوير الحضري.
التجربة السياسيةبدأ لي جاي ميونغ مسيرته السياسية رسميا في أغسطس/آب 2005 بانضمامه إلى حزب "أورينوري" الذي يعني باللغة العربية "نحن معا" أو "الموحدون"، والذي تحول لاحقا إلى الحزب الديمقراطي الموحد.
ورغم محاولاته السابقة الفاشلة للترشح لمنصب عمدة سيونغنام ومقعد البرلمان عن مقاطعة بوندانغ-جاب فإنه حقق نجاحا ملموسا في انتخابات 2010 بفوزه بمنصب عمدة المدينة.
وأثناء ولايته الثانية أطلق 3 سياسات مجانية للرعاية الاجتماعية شملت إعانة الشباب، ورعاية ما بعد الولادة، وتوفير الزي المدرسي المجاني، مما ساهم في تعزيز شعبيته بين سكان المدينة.
وفي 2016 جذب اهتماما واسعا بعد إضرابه عن الطعام مدة 11 يوما احتجاجا على خطة حكومة بارك كون هيه التي كانت تهدف إلى توزيع 500 مليار وون (نحو 370 مليون دولار) من إيرادات 6 حكومات محلية في مقاطعة جيونجي على حكومات محلية أخرى، وهو موقف اعتُبر دفاعا قويا عن مصالح المقاطعة.
كان لي أيضا من أوائل السياسيين الديمقراطيين الذين طالبوا باستقالة الحكومة في وقفة احتجاجية بالشموع في ساحة كوانغ هوامون، مما عزز صورته باعتباره معارضا بارزا للنظام الحاكم.
إعلان مرشح رئاسيبعد عزل الرئيسة باك غن هيه ترشح لي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2017، لكنه لم يتمكن من الفوز، ونال المركز الثالث بنسبة 21.2% من الأصوات.
وفي الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2021 حقق تقدما ملموسا بهزيمته زعيم الحزب الديمقراطي السابق لي ناك يون، وحصل على 50.29% من الأصوات، وأصبح بذلك المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي لأول مرة في تاريخه.
ورغم ترشحه القوي فإنه خسر بفارق ضئيل جدا (0.76%) أمام منافسه يون سوك يول في الانتخابات العامة، متأثرا بشكوك فساد متعلقة بمشروع تطوير "دايجانغ دونغ" والصراعات الداخلية مع جناح مؤيد للرئيس السابق مون جي إن داخل الحزب.
قيادة الحزب الديمقراطيبعد شهرين فقط من خسارته في الانتخابات الرئاسية خاض لي انتخابات فرعية عن دائرة كايانغ إل بمدينة إنتشون في يونيو/حزيران 2022 ونجح في الفوز بها، وفي أغسطس/آب من العام ذاته أصبح زعيما للحزب الديمقراطي.
تحت قيادته تبنّى الحزب موقفا معارضا تجاه حكومة يون سوك يول، مقدما عشرات مشاريع القوانين لعزل المسؤولين الفاسدين وساعيا إلى تشريع قوانين تحقيق خاصة في قضايا بارزة، مثل وفاة الجندي تشاي وقضية كيم غون هي زوجة الرئيس السابق.
حقق الحزب الديمقراطي بقيادة لي فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية العامة التي أجريت في أبريل/نيسان 2024 بحصوله على 175 مقعدا، مما سهل إعادة انتخابه زعيما للحزب في أغسطس/آب 2024.
محاولة اغتيالفي يناير/كانون الثاني 2024 وأثناء زيارة ميدانية إلى مدينة بوسان تعرّض لي جاي ميونغ لمحاولة اغتيال، إذ طُعن حينها في عنقه بسلاح أبيض.
أصابت الطعنة الوريد الوداجي، مما تسبب في نزيف حاد كاد يودي بحياته، لكن تدخّل الطواقم الطبية أنقذه في اللحظات الحرجة من موت محقق.
رئيس كوريا الجنوبيةفي 3 يونيو/حزيران 2025 كشفت نتائج فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية عن تقدم مرشح "الحزب الديمقراطي" ذي التوجهات اليسارية لي جاي ميونغ بحصوله على 49.01% من الأصوات، متقدما على منافسه المحافظ كيم مون سو مرشح "حزب سلطة الشعب"، والذي نال 42.62%.
إعلانوقد أدى لي جاي ميونغ اليمين الدستورية رسميا في 5 يونيو/حزيران، وأصبح الرئيس الـ14 لكوريا الجنوبية، وأعلنت الجهات المعنية أن نسبة المشاركة بلغت 79.4%، وهي الأعلى منذ انتخابات عام 1997.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج الانتخابات الرئاسیة للحزب الدیمقراطی الحزب الدیمقراطی فی الانتخابات یونیو حزیران لی جای میونغ
إقرأ أيضاً:
إيران تعتقل نرجس محمدي الحائزة على نوبل السلام خلال تأبين محامٍ
أظهرت مقاطع مصورة، نشرتها وكالة "هرانا" ومقرها الولايات المتحدة، محمدي وهي تناشد الحشد في مشهد بترديد هتافات مناهضة للسلطة، منها "الموت للديكتاتور" و"نقاتل، نموت، لا نقبل الإهانة"، بينما كانت تقف على سطح سيارة حاملة مكبّراً للصوت.
أعادت السلطات الإيرانية اعتقال الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، نرجس محمدي، الجمعة، في مدينة مشهد، بعدما شاركت في مراسم إحياء الذكرى الأسبوعية لوفاة المحامي خسرو علي كردي، وذلك وفق ما أفادت به المؤسسة المدافعة عنها، مشيرة إلى استخدام "العنف" أثناء توقيفها.
وكان لمحمدي، التي كانت تتمتع بإفراجٍ مؤقت منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، أن تُرى للمرة الأخيرة في مقطع فيديو توثّق حضورها مراسم التأبين دون ارتداء الحجاب، قبل أن تعلن مصادر قريبة من عائلتها اعتقالها.
وأكد زوجها، الناشط السياسي تقي رحماني، المقيم في باريس، عبر منشور على موقع "إكس"، أن الأمن اعتقلها إلى جانب الناشطة سيبيده غوليان وعدد من المشاركين الآخرين.
Related إيران تحكم على نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بالسجن لمدة عامإيران: "الحرية حقنا.. عاشت الحرية" إفراج مؤقت عن الناشطة نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلاممسجونة في طهران.. الإيرانية نرجس محمدي تتلقى الأحد جائزة نوبل للسلاموتوفي كردي (45 عاماً) في 5 كانون الأول/ديسمبر، عقب اكتشاف جثته داخل مكتبه. وكان المحامي معروفاً بدفاعه عن معتقلين في قضايا مرتبطة باحتجاجات 2022، ما جعل وفاته موضع شكٍّ واسع.
ودعت منظمات حقوقية، أبرزها "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (مقرها النرويج)، إلى فتح تحقيق مستقل، مُشيرة إلى "شبهات جدية بأن الوفاة ناجمة عن جريمة قتل تورّطت فيها الدولة".
وأظهرت مقاطع مصورة، نشرتها وكالة "هرانا" ومقرها الولايات المتحدة، محمدي وهي تناشد الحشد في مشهد بترديد هتافات مناهضة للسلطة، منها "الموت للديكتاتور" و"نقاتل، نموت، لا نقبل الإهانة"، بينما كانت تقف على سطح سيارة حاملة مكبّراً للصوت.
وانضمّ الحشد إلى شعار "تحيا إيران"، في تجمّع لم تُبلغ عنه وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
نضال محمدي: من السجن إلى الشارع ومناهضة الإعدامولم تقتصر معركة محمدي على دعم المعتقلين السياسيين، بل امتدّت إلى حملات منظمة لإلغاء عقوبة الإعدام في إيران، وهو نشاط موثّق منذ سنوات.
وعلى الرغم من سجنها المتكرر منذ 2010، نجحت في تسريب شهادات وتفاصيل عن انتهاكات داخل السجون، حتى إنها ظلّت تُنتج محتوى حقوقياً من زنزانتها.
وحُكم عليها في قضايا متعددة، أحدثها تهمة "نشر دعاية مناهضة للدولة" التي تُبقيها رهن الاعتقال.
في أكثر من مناسبة، وبصراحة نادرة، توقعت محمدي "سقوط النظام الديني" الذي يحكم إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وتأتي تصريحاتها الحالية — خارج السجن ودون حجاب، وسط تجمّع علني — لتُضفي ثقلاً سياسياً استثنائياً على مواقفها، خاصةً مع امتلاكها منبراً دولياً كحائزة على نوبل للسلام.
المركز الحقوقي: تأسيس في زمن القمع وتشريد المؤسسةكانت محمدي تشغل منصب نائبة رئيس "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان"، الذي أُسّس عام 2001 على يد المحامية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003.
وغادرت عبادي إيران بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009، في انتخابات أثارت جدلاً واسعاً أدّى إلى مظاهرات شعبية عارمة، قمعتها السلطات الإيرانية بوحشية، ما دفع عشرات النشطاء، ومنهم عبادي، إلى مغادرة البلاد. واليوم، يُصنَّف المركز كـ"كيان محظور" من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
ومنذ اعتقالها الأخير في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، لم ترَ محمدي توأميْها، اللذين تسلّما جائزتها من أوسلو قبل عامين نيابةً عنها.
مُنحت نرجس محمدي جائزة نوبل للسلام عام 2023 "لشجاعتها في مواجهة قمع النساء ولدفاعها عن حقوق الإنسان".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة