سينر يقارع ألكاراس في نهائي بطولة رولان غاروس

باريس (أ ف ب) - انحصر لقب بطولة فرنسا المفتوحة، ثانية البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بين الإيطالي يانيك سينر الأول عالميا والإسباني كارلوس ألكاراس الثاني وحامل اللقب، وذلك بعد فوزهما تواليا على الصربي المخضرم نوفاك ديوكوفيتش السادس 6-4 و7-5 و7-6 (7-3) والإيطالي الآخر لورنتسو موزيتي الثامن 4-6 و7-6 (7-3) و6-0 و2-0 ثم بالانسحاب في نصف النهائي.

وستكون مواجهة اليوم الأحد لرد الاعتبار بالنسبة لسينر الذي يصل إلى نهائي البطولة الفرنسية للمرة الأولى، إذ خسر مواجهاته الأربع الأخيرة أمام ألكاراس، آخرها مباشرة قبل رولان غاروس في نهائي دورة روما لماسترز الألف نقطة التي كانت المشاركة الأولى للإيطالي البالغ 23 عاما بعد العودة من إيقاف لثلاثة أشهر بسبب المنشطات.

وبعدما انتهى أفضل مشوار له في البطولة الفرنسية عند نصف النهائي الموسم الماضي على يد ألكاراس بالذات، يجدد سينر الموعد مع الإسباني في النهائي الرابع له في الـ"غراند سلام"، على أمل الفوز باللقب الكبير الرابع في مسيرته.

على غرار سينر، فاز ألكاراس بجميع المباريات النهائية الأربع التي خاضها في البطولات الكبرى، بينها فرنسا المفتوحة العام الماضي.

ودخل سينر لقاءه مع ديوكوفيتش البالغ 38 عاما على خلفية 19 انتصارا متتاليا في البطولات الكبرى، امتدادا من فلاشينغ ميدوز العام الماضي، ومن دون أن يخسر أي مجموعة في النسخة الحالية من البطولة الفرنسية.

في المقابل، لم يخسر ديوكوفيتش على ملاعب رولان غاروس منذ 2022، بعدما أحرز لقبه الثالث فيها عام 2023 وتوج بذهبية أولمبياد باريس صيف 2024، وذلك لأن مروره بالبطولة العام الماضي انتهى بانسحابه من ربع النهائي بسبب الإصابة من دون أن يخوض مباراته مع النروجي كاسبر رود.

وخاض الصربي نصف النهائي الحادي والخمسين له في البطولات الكبرى، معززا رقمه القياسي، لكنه أخفق في الوصول إلى النهائي الثامن والثلاثين له في البطولات الكبرى ومحاولة تحطيم الرقم القياسي المطلق لعدد الألقاب الذي يتقاسمه حاليا (24) مع الأسترالية مارغاريت كورت.

وتواجه اللاعبان سابقا ثماني مرات وفاز كل منهما في أربع، لكن سينر خرج الجمعة منتصرا للمرة الرابعة تواليا، محققا فوزه الثامن عشر للموسم مقابل هزيمة واحدة كانت في نهائي روما.

وفي موقعة اليوم الأحد بين اللاعبين الأكثر ترشيحا لخلافة الثلاثي الكبير ديوكوفيتش-الإسباني رافايل نادال-السويسري روجيه فيدرر، يسعى سينر لرد اعتباره من ألكاراس الذي أسقطه في المواجهات الأربع الأخيرة بينهما في نصف نهائي دورة إنديان ويلز لماسترز الألف نقطة ورولان غاروس ونهائي دورة بكين لماسترز الألف نقطة العام الماضي، ونهائي روما هذا العام.

وبالمجمل، يتفوق الإسباني على منافسه في ثمانية انتصارات مقابل أربعة للأخير.

وبدأ سينر مواجهته مع ديوكوفيتش بأفضل طريقة، كاسرا إرسال الصربي في الشوط الخامس ومن أول فرصة له، ليتقدم 3-2 و4-2 ثم حصل فرصتي كسر في الشوط السابع لم يترجمهما، إلا أنه تمكن في نهاية الأمر من السير بالمجموعة إلى بر الأمان، حاسما إياها 6-4 في 48 دقيقة بعدما أنهى الشوط العاشر نظيفا.

وجاءت بداية المجموعة الثانية متوازنة حيث فرض التعادل نفسه بعدما فرّط سينر بفرصة الكسر في الشوط الخامس، قبل أن يعوض ذلك ويخلق الفارق في الشوط السابع ليتقدم على إرسال منافسه 4-3 ثم 5-3.

لكن ديوكوفيتش رد في الشوط العاشر وكسر إرسال منافسه للمرة الأولى ليدرك التعادل 5-5، إلا أنه عاد وتنازل عن إرساله في الشوط التالي مانحا الإيطالي التقدم 6-5 ثم 7-5 على إرساله، منهيا المجموعة 7-5 في ساعة و13 دقائق.

وفي بداية المجموعة الثالثة، طلب ديوكوفيتش وقتا مستقطعا طبيا لمعالجة أوجاع في فخذه قبل أن يعاود اللعب ويحسم الشوط الأول على إرساله ليعود وينقذ نفسه من فرصتي كسر في الشوط الخامس، ليكون التعادل سيّد الموقف قبل أن يحصل الصربي على ثلاث فرص للكسر وحسم المجموعة في الشوط العاشر، لكن سينر أنقذ الموقف ليحتكم بعدها اللاعبان إلى شوط فاصل تقدم فيه الإيطالي 3-0 و5-2 قبل حسمه 7-3 وبالتالي المباراة في ثلاث ساعات و16 دقيقة.

وفي المواجهة الثانية وضد لاعب يخوض نصف النهائي الثاني له فقط في البطولات الكبرى، بعد أول العام الماضي في ويمبلدون حين انتهى مشواره على يد ديوكوفيتش، خرج ألكاراس منتصرا أمام موزيتي بالانسحاب وبعد معاناة في المجموعتين الأوليين.

وقال الإسباني بعد اللقاء "ليس من الرائع أبدا الوصول إلى النهائي أو الفوز بمباراة بهذه الطريقة. لورنتسو لاعب رائع. قدّم موسما رائعا على الملاعب الترابية. إنه من اللاعبين القلائل الذين وصلوا إلى نصف النهائي على الأقل في جميع الدورات الترابية الكبرى. أعتقد أن أربعة لاعبين فقط فعلوا ذلك من قبل... أتمنى له دائما كل التوفيق والشفاء العاجل، ونأمل في أن نستمتع بلعبه قريبا".

وبات ألكاراس خامس أصغر لاعب يصل إلى خمس مباريات نهائية في البطولات الكبرى خلال عصر الاحتراف، والثالث فقط بين اللاعبين الحاليين بعد ديوكوفيتش (37) والروسي دانييل ميدفيديف (6).

ولم تكن بداية ألكاراس موفقة إذ خسر المجموعة الأولى 4-6 بعدما نجح الإيطالي في كسر إرساله من أول فرصة تسنح له.

وفي المجموعة الثانية، فرض التعادل نفسه بعدما تبادل اللاعبان كسر الإرسال مرتين، آخرهما في الشوطين الحادي عشر والثاني عشر حين اعتقد ألكاراس أنه خلق الفارق بتقدمه 6-5، لكن الإيطالي رد بالمثل وأدرك التعادل على إرسال منافسه، فاحتكما إلى شوط فاصل سيطر عليه الأخير بتقدمه 3-0 و5-1، وصولا إلى حسمه 7-3.

وأقر الإسباني بأن "المجموعتين الأوليين كانتا صعبتين جدا. أتيحت لي فرص لكسر إرساله في المباراة، لكنني لم أستغلها على أكمل وجه... عندما فزت بالمجموعة الثانية، شعرت ببعض الراحة، ثم في المجموعة الثالثة عرفت ما عليّ فعله منذ البداية".

وبدأ ألكاراس المجموعة الثالثة بقوة، كاسرا إرسال موزيتي في الشوط الثاني في طريقه للتقدم 3-0 ثم 4-0 وصولا إلى 6-0 بعد كسر إرسال الإيطالي مرتين أخريين.

وبعدما استهل المجموعة الثانية بنفس القوة متقدما 2-0، قرر موزيتي الذي خسر ست من مواجهاته السبع السابقة أمام ألكاراس، بينها نهائي دورة مونتي كارلو الألف نقطة للماسترز في أبريل، الانسحاب بسبب الإصابة.

المصدر: لجريدة عمان