الخليج الجديد:
2025-08-01@14:33:59 GMT

التنمية المستدامة في الكويت: بين القول والفعل

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

التنمية المستدامة في الكويت: بين القول والفعل

التنمية المستدامة في الكويت: بين القول والفعل

تكشف الأبحاث الجديدة فجوة واسعة في آراء الكويتيين بشأن التنمية المستدامة والخطط الحكومية.

ثمة حاجة لقيام الحكومة بتحديد الفجوات بين خططها وأولويات الكويتيين في مجال أهداف التنمية المستدامة، والعمل على سد هذه الفجوات.

بما أن الإجراءات المستدامة مترابطة ومتعددة الوجوه بطبيعتها، يصبح من المستحيل إحراز تقدّم إذا استمر أصحاب المصلحة في العمل بطريقة منفردة.

كشف مسؤولون كويتيون عن خطط مستقبلية لبناء مدن مستدامة، وإطلاق مبادرات لتأمين المياه النظيفة والقضاء على الجوع، من جملة أمور أخرى.

قد تكون هناك خطط محدودة للإصلاحات، لكن ثمة حاجة لمزيد من الانسجام بين جميع أصحاب المصلحة المعنيين بالعمل على تحقيق هذه الأهداف الجماعية.

فيما طالب المرشحون بإصلاحات سياسية واقتصادية وانتقاد المسؤولين المحليين، التزم معظمهم الصمت بشأن خططهم الاستراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

في الكويت، الدعوة إلى التحرك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مجزّأة، وتصدر بصورة أساسية عن حفنة من أصوات مستقلة ومنظمات غير حكومية تدعو للتغيير في مسائل الاستدامة.

* * *

في الجولة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية في حزيران/يونيو، غابت خطط العمل المستدامة بطريقة مريبة من المشهد السياسي الكويتي. وفيما كان المرشحون منهمكين بالمطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية وتوجيه الانتقادات للمسؤولين المحليين، التزم معظمهم الصمت بشأن خططهم الاستراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

اعتمدت الأمم المتحدة سبعة عشر هدفًا للتنمية المستدامة في عام 2015، بهدف تقديم التوجيهات في مسائل مثل إنهاء الفقر، وتغير المناخ، والمساواة بين الجنسين في إطار مبادرة عالمية. وتستطيع الدول، من خلال إدراج أهداف التنمية المستدامة في السياسات الحكومية، إعطاء الأولوية للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

فضلًا عن ذلك، يتيح وضع خطط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للحكومات إشراك العديد من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المجتمع المدني والمجتمعات المحلية المهمّشة، الأمر الذي يمكن أن يساعد على تعزيز ثقافة قائمة على مزيد من الشمول والمساءلة في صنع السياسات على مستوى رفيع.

يزعم صنّاع السياسات الكويتيون باستمرار أنه يتم إحراز تقدّم في موضوع الاستدامة. وقد تباهى السياسيون الكويتيون، في تقريرهم الأخير إلى الأمم المتحدة، بتبرعات الكويت لدعم أهداف التنمية المستدامة في بلدان أخرى، وكشفوا عن خطط مستقبلية لبناء مدن مستدامة، وإطلاق مبادرات لتأمين المياه النظيفة والقضاء على الجوع، من جملة أمور أخرى.

ولكن في حين اعتمدت دول مجاورة مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة أهداف تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، واستثمرت مليارات الدولارات في الطاقة المتجددة، لا تزال الخطط الوطنية في الكويت تدفع باتجاه إنتاج النفط بكميات كبيرة، من دون التنبّه، على ما يبدو، للتداعيات في المدى الطويل.

كذلك تكشف البيانات الجماعية عن المساواة بين الجنسين، والرعاية الصحية والتعليم – وفي هذه المجالات أيضًا تتخلّف الكويت إلى حد كبير عن الدول الخليجية المجاورة – عن عدم إحراز الحكومة تقدّمًا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولكن على النقيض من سياسة الطاقة الصناعية، بالكاد ترد هذه الجوانب الاجتماعية للاستدامة في جدول أعمال الحكومة الكويتية. ولم يأتِ التقرير المقدّم إلى الأمم المتحدة على ذكر الرعاية الصحية والتعليم والمساواة بين الجنسين إلا بطريقة عرضية:

فقد سلّط التقرير الضوء بإيجاز على انخفاض معدلات الإصابة بوباء كوفيد-19، وزيادة الإنفاق الحكومي على التعليم، والحقوق الدستورية للمرأة. وما يزيد الأمور سوءًا هو أن البلاد معروفة بغيابها عن النقاشات الدولية حول أهداف التنمية المستدامة.

قد تكون هناك خطط محدودة للإصلاحات، ولكن ثمة حاجة إلى مزيد من الانسجام بين جميع أصحاب المصلحة المعنيين بالعمل على تحقيق هذه الأهداف الجماعية. في الكويت، الدعوة إلى التحرك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مجزّأة.

وتصدر بصورة أساسية عن حفنة من الأصوات المستقلة والمنظمات غير الحكومية التي تنشر التوعية وتدعو إلى التغيير في مسائل متنوعة متعلقة بالاستدامة، بما في ذلك تغير المناخ، والإصلاحات التربوية التي تشكّل حاجة ماسّة، والمساواة بين الجنسين – وجميعها تسلك اتجاهًا انحداريًا.

وفيما يحاول نشطاء المناخ بناء متنزهات خضراء وتوسيع نطاق جهود إعادة التدوير، لا تزال المجموعات النسائية منخرطة بقوّة في مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز حقوق المرأة ومكافحة العنف الجندري والعمل على تحقيق الإصلاحات التربوية.

وفي الآونة الأخيرة، نظّمت مجموعات مناصرة للمرأة مسيرة احتجاجًا على إقرار مجلس الأمة مشروع قانون لزيادة التعقيدات أمام حقوق التصويت الدستورية للمرأة.

تُعَدّ هذه الجهود ضرورية للغاية، لا سيما وأن الكويتيين، بأكثريتهم، غير مدركين لأهداف التنمية المستدامة وتنفيذها، في ظاهرة كشفت عنها أبحاثنا الأخيرة. فقد وجدنا، من خلال استقصاء الرأي العام، فجوة كبيرة بين توقعات الكويتيين وإدراكهم لأهداف التنمية المستدامة وبين الخطط الحكومية المعلنة للتحرك.

وقد أظهرت استنتاجاتنا أن غالبية المشاركين في الاستطلاع كانت لديهم معرفة ضئيلة أو لم تكن لديهم أي معرفة بشأن أهداف التنمية المستدامة، على الرغم من أن معظمهم حائزون على إجازات جامعية أو شهادات أعلى، وكان التوقّع أن يكونوا على اطلاع إلى حد ما على هذه المسائل.

علاوةً على ذلك، وبعد تعريف المشاركين على مفهوم أهداف التنمية المستدامة، أعطوا الأولوية لعناصرها الاجتماعية، بما في ذلك الإصلاحات التربوية والمساواة بين الجنسين، مفضّلين إياها على أهداف الاستدامة الصناعية والمالية التي ركّزت عليها الحكومة.

أخيرًا، وجدنا أن نحو 90 في المئة ممن أجابوا على الاستطلاع، يعتبرون أنه يجب على النوّاب في مجلس الأمة أن يأخذوا أهداف التنمية المستدامة في الاعتبار عند وضع جداول أعمالهم الوطنية، وهذا مالم يلاحظ في السلوك الذي أظهره المرشحون في الجولة الأخيرة من الانتخابات.

تسلّط استنتاجاتنا البحثية الضوء على الحاجة إلى قيام الحكومة الكويتية بتحديد الفجوات بين خططها وأولويات الكويتيين في مجال أهداف التنمية المستدامة، والعمل على سد هذه الفجوات. وبما أن الإجراءات المستدامة مترابطة ومتعددة الوجوه بطبيعتها، يصبح من المستحيل إحراز تقدّم إذا استمر أصحاب المصلحة في العمل بطريقة منفردة.

وعلى مشارف قمة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك التي تجدّد الأمم المتحدة من خلالها جهودها الآيلة إلى تحقيق التعاون الدولي بشأن الاستدامة، ليس بمقدور الكويت هدر الوقت.

*د. رندا دياب بهمن محاضِرة بكلية الكويت التقنية تركّز أبحاثها على علم النفس التطبيقي والسياسة الاجتماعية.

*دلال مُعرّفي حائزة على شهادة ماجستير في الدراسات الشرق أوسطية من جامعة إكستر.

المصدر | مؤسسة كارنيغي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الكويت استدامة إصلاحات أهداف التنمية المستدامة الأمم المتحدة لتحقیق أهداف التنمیة المستدامة تحقیق أهداف التنمیة المستدامة أهداف التنمیة المستدامة فی والمساواة بین الجنسین أصحاب المصلحة الأمم المتحدة فی الکویت

إقرأ أيضاً:

بنك مصر يحصد جائزتي أفضل بنك في ائتمان الشركات والمسؤولية المجتمعية

قامت مجلة يورومونى العالمية بإعلان جوائزها للتميز عن عام 2025، والتي حصد منها بنك مصر جائزة «أفضل بنك في مجال المسؤولية المجتمعية - مصر»، وللعام الثالث على التوالي «جائزة أفضل بنك في مجال ائتمان الشركات - مصر».

وتستند المجلة في اختيارها للفائزين إلى مجموعة كبيرة من المعايير الدولية تقيّم أداء البنوك واستراتيجياتها بالإضافة إلى آراء مجموعة متميزة من المحللين المتخصصين في كافة المجالات ذات الصلة وتُعد شهادة على التميز ونموذج العمل الناجح.

يؤكد تتويج بنك مصر بجائزة «أفضل بنك في مجال ائتمان الشركات- مصر»، على نجاح وتميز استراتيجيته المتكاملة التي ترتكز على الابتكار والتطوير المستمر في منتجاته وخدماته المالية، حيث يحرص البنك على مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في القطاع المصرفي، بما يضمن تقديم حلول مصرفية تتسم بالسهولة والأمان والكفاءة، تلبي تطلعات العملاء المتغيرة وتتجاوز توقعاتهم في بيئة مصرفية تتسم بالتنافسية.

كما يعد حصول بنك مصر على هذه الجائزة المرموقة تأكيداً للأداء المتميز للبنك في مجال الائتمان ونتائجه المالية القوية واستمراراً للخطط التسويقية المكثفة التي ينتهجها البنك لجذب عملاء وعمليات تمويلية جديدة وكذلك التزام البنك بتنفيذ أهدافه الإستراتيجية والتنموية بهدف دعم الاقتصاد القومي في شتى المجالات والقطاعات.

ويعد حصول بنك مصر على جائزة «أفضل بنك في مجال المسئولية المجتمعية في مصر لعام 2025»، تتويجاً لإنجازات البنك في مجال المسؤولية المجتمعية، حيث يهتم البنك بمجال المسؤولية المجتمعية باعتبارها أحد محاور تحقيق التنمية المستدامة، والمساهمة في التنمية الشاملة لمختلف قطاعات المجتمع بما في ذلك الصحة والتعليم والثقافة والعمل والبيئة، ومساندة القرى الأكثر احتياجاً ومشروعات المرأة المعيلة وكل ما يختص بتنمية الإنسان،

ويعمل بنك مصر جاهداً على تقديم نموذج إيجابي يحتذي به في المسئولية المجتمعية لكافة المؤسسات بما ينعكس على التنمية المستدامة للمجتمع ككل، و من الجدير بالذكر أن بنك مصر قام بتخصيص نحو 1.2 مليار جنيه مصري للاستثمار في المجالات المختلفة للمسؤولية المجتمعية في عام 2024.

ويعد حصول بنك مصر على هذه الجوائز حافزًا له لمواصلة مسيرته في تحقيق الريادة والتنمية المستدامة على كافة الأصعدة، كما يعد هذا الإنجاز تقديراً وتتويجاً لإنجازاته المحققة وجهوده المبذولة بقطاعات الأعمال الفائزة وشهادة استحقاق لثقة عملاؤه التي تعد محور اهتمامه دائماً، حيث أنهم شركاء النجاح في كافة الأعمال، ويسعى البنك دائماً إلى تعزيز تميز خدماته والحفاظ على نجاحه طويل المدى والمشاركة بفاعلية في الخدمات التي تلبي احتياجات عملائه، حيث أن قيم واستراتيجيات عمل البنك تعكس دائماً التزامه بالتنمية المستدامة والرخاء لمصر.

اقرأ أيضاًيصل لـ 27%.. بنك مصر يواصل طرح شهادات الادخار للأفراد بأعلى عائد سنوي

بنك مصر يوقع بروتوكولي تعاون مع مؤسسة مصر الخير

شهادات بنك مصر 2025.. أعلى فوائد شهرية وربع سنوية على مدخراتك

مقالات مشابهة

  • الكويت ترحب بإعلان رئيس وزراء كندا الاعتراف بـ دولة فلسطين
  • البرتغالي هيليو سوزا مديرًا فنيًا لمنتخب الكويت
  • الكويت: المؤبد لشاعر سعودي بتهمة تزوير الجنسية
  • الكويت: ضبط «طبيب بيطري» يزاول مهنة الطب التجميلي داخل صالون نسائي غير مرخص
  • بنك مصر يحصد جائزتي أفضل بنك في ائتمان الشركات والمسؤولية المجتمعية
  • الكويت ترحب بإعلان بريطانيا عزمها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين
  • سعر الذهب في الكويت اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025
  • التخطيط تطلق منصة بيانات أهداف التنمية المستدامة بالمحافظات
  • “إليبس” تبرم عقد جديد لتوريد أنابيب معزولة لمشروع ضخم في دولة الكويت
  • الكويت تجدد التزامها بـ«أوبك+» وتراهن على استقرار أسعار النفط العالمية