داود معرفي: كم عدد العاملين على بند التعيين أو العقود في «الخارجية»؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
وجه النائب داود معرفي سؤالا إلى وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله جاء كما يلي:
تماشيا مع الدور الفعال الذي تقوم به الحكومة ومجلس الأمة من تشريعات خاصة بتكويت الوظائف، وحرصا على تطبيق مبدأ المساواة بين المواطنين لإيجاد فرص عمل للخريجين وأيضا لإيضاح آلية العمل داخل الوزارات لكي تحظى بالشفافية والتوازن الوظيفي.
لذا يرجى إفادتي وتزويدي بالآتي:
1 – عدد المعينين على بند التعيين والعقود والمكافآت في الوزارة (كويتيين، أبناء كويتيات، غير محددي الجنسية، وافدين) كل على حدة؟ وما الاحتياج الفعلي من الموظفين داخل الوزارة؟
2 – الاحتياج الفعلي من أعداد الموظفين الكويتين داخل الوزارة؟
3 – عدد الخريجين الذي تم تعيينهم خلال عام 2020 حتى 2023، وما تخصصاتهم؟
4 – هل هناك خطة احتياج سنوية للخريجين الجدد لتعيينهم؟
5 – هل هناك وظائف إشرافية تم الإعلان عنها أو لم يتم الإعلان عنها شاغرة داخل الوزارة؟ إذا كانت الإجابة بنعم، ما تلك الوظائف؟
6 – عدد المستشارين الكويتيين وغير الكويتيين بمكتب الوزير ومكاتب الوكلاء المساعدين وغيرهم مع ذكر جنسياتهم؟
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
غزة بين عربات جدعون وحجارة داود: معركة الرمز والمرجعية
في خضم النار والرماد، لا تنحصر الحرب على غزة في الأبعاد العسكرية أو السياسية فقط، بل تتجاوزها إلى معركة أعمق: معركة المعنى، والرمز، والمرجعية الدينية. أسماء العمليات وحدها تكشف الكثير: "عربات جدعون" في جانب، و"حجارة داود" في الجانب المقابل. وبين هذين الاسمين، تتقاطع روايتان: واحدة تستند إلى خطاب التفوق والاستعلاء الديني، وأخرى تتصل بالإيمان بالعدل ومقاومة الظلم.
بين جدعون وداود: رمزان لعقيدتين متضادتين
"عربات جدعون" اسم توراتي يشير إلى القائد جدعون، الذي -وفق النصوص الدينية اليهودية- قاد "شعب الله المختار" لتصفية من لا ينتمون إلى هذا "الاختيار". في الرواية الصهيونية، يتحوّل هذا الرمز إلى مرجعية دينية تسوّغ الحرب باسم "التفوق الأخلاقي" و"الحق التاريخي"، وهي إعادة إنتاج لفكرة مركزية في المشروع الصهيوني: إحلال القوة مكان القانون، والنص مكان الواقع.
أما "حجارة داود"، فيستدعي لحظة نبوية فارقة وردت في القرآن الكريم: "وقتل داوودُ جالوتَ وآتاهُ اللهُ المُلكَ والحكمة" (البقرة: 251). وهي لحظة تربط بين الفعل المقاوم والإرادة الإلهية، لا من منطلق التفوق، بل من منطلق العدل. فالنصر لم يُمنح لداود لأنه مختار، بل لأنه كان على حق، ولأنه واجه ظلما بقلب ثابت وعدالة ظاهرة.
توظيف الدين: بين الاستعمار والرسالة
الصهيونية، كحركة سياسية علمانية في جوهرها، لم تتردد في اقتباس النصوص الدينية وإعادة توظيفها ضمن إطار أيديولوجي حديث. فشخصيات مثل يشوع وجدعون وموسى تُستحضر في الخطاب السياسي لتبرير القتل والهدم، وتُقرأ النصوص القديمة خارج سياقها الأخلاقي لمصلحة "حق إلهي مزعوم".
هذا التلاعب لا يُعبّر عن تدين حقيقي، بل عن اختزال الدين إلى خطاب سيادة، يُستخدم كغطاء لإضفاء الشرعية على العنف. وفي المقابل، يقدم الإسلام تصورا آخر للعلاقة بين الإنسان والحق، حيث لا امتياز إلا بالتقوى، ولا مبرر للعدوان، كما في الحديث النبوي: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" (رواه البخاري).
فلسطين: من جغرافيا إلى قيمة إيمانية
فلسطين، في الوعي الإسلامي، ليست مجرد أرض ذات شأن سياسي، بل موقع روحي مرتبط بالعقيدة. فيها المسجد الأقصى، وثالث الحرمين، ومسرى الرسول ﷺ، وقد ورد ذكرها في القرآن والحديث الشريف. لذا، فإن الصراع عليها لا يُفهم فقط كصراع على الأرض، بل كصراع على قيمة الحق نفسها.
من هنا، تظهر غزة ليس باعتبارها ضحية نزاع، بل باعتبارها بؤرة مقاومة تنبع من منطق إيماني يرى العدالة ضرورة، ورفض الاحتلال فرضا أخلاقيا، لا فقط خيارا سياسيا.
بين السردية والقيم: الإعلام وتغييب الأصل
الخطاب الإعلامي الغربي يُفرغ الصراع من أبعاده الدينية والقيمية، فيختزله تحت تسميات مثل "نزاع مسلح"، أو "دفاع مشروع"، دون النظر إلى السياق الطويل للنكبة والاحتلال والاستيطان، بينما الحقيقة أن المعركة تدور بين مشروع يُكرّس العنف كحق إلهي، وآخر يستمد مشروعيته من مقاومة الظلم.
هذه الرواية المغيبة ليست مجرد تقصير صحفي، بل جزء من معركة أخلاقية أوسع، تساهم في طمس الجريمة، وتبرئة الجلاد باسم "الموضوعية".
الأمة.. رغم الصمت
في مقابل أنظمة عربية باتت تنظر إلى فلسطين كعبء سياسي، ما زالت الشعوب الإسلامية تستشعر مركزية هذه القضية من منطلق إيماني. فالتضامن الشعبي لا ينبع فقط من مشاعر قومية، بل من إدراك ديني بأن نصرة المظلوم فريضة، وأن السكوت عن القتل خيانة للضمير والرسالة.
خاتمة: من اسم إلى مشروع
بين "عربات جدعون" و"حجارة داود"، تنكشف طبيعة الصراع: ليس مجرد معركة جغرافيا أو سيادة، بل معركة تأويل: من يملك الحق في تمثيل القيم الدينية؟ ومن يُسائل القوة بمنطق العدل؟
"حجارة داود" ليست فقط اسما لعملية، بل رمز لعودة المعنى الأصيل للدين كرافعة للحرية، لا كقناع للعدوان. وإن كان الرمز الصهيوني يستند إلى ذاكرة حربية مغلقة، فإن الرمز الإسلامي يتصل بإرث النبوة، حيث الانتصار ليس للعدد، بل للحق. وفي غزة، تتجسد هذه الحقيقة كل يوم.