«الإنترنت» دولة جمعت كل شعوب العالم، لا حاكم فيها إلا العقل والذوق والدين والتربية والرقى، فإذا كانت بصمة أصبعك تثبت هويتك الشخصية، فبصمة لسانك أيضا تثبت حصاد تربيتنا ورقى أخلاقنا.
ففى السنوات العشر الأخيرة تعرض المجتمع لهزة عنيفة أصابته فى عقر داره، حتى أصيب بالمرض والكهولة والشيخوخة فى العقل وإعياء القلب والعقل كمان، وقلب موازين روحية وعقائدية فى الدين والدنيا حتى تلوثت أسماعنا وأبصارنا لنرى ونسمع العجب العجاب تراجع دور العلماء ليحتل الجهلاء والسادة المنافقون الصفحات الأولى، حيث أصبحت السوشيال ميديا روادها ملايين من الحشود الجماهيرية بمنصاتها الهلامية السابحة فى قلب فضاء فوضوى منبراً ملوثاً لترميز التافهين فى محاولات للاستعانة بالمعجبين والمتابعين لحصد أكبر عدد من المشاهدات التى تحقق مكاسب فى الثراء السريع، خلال عرض محتوى رخيص يجذب الحشرات البشرية الدنيئة التى وقعت فى فخ الشبكة العنكبوتية الضارة.
بعد أن احتلت منصات التواصل الاجتماعى قلب وعقل المجتمع المصرى والعربى كله، حتى قدمنا «الانترنت» لكل أفراد العائلة وكل الطبقات حتى «العدمانة» على حد قول البعض، ففى الإنترنت يرتدى بعض الرجال قناع الرجولة، وترتدى بعض النساء رداء العفة، جميعهم يوسف وجميعهن مريم، فى الإنترنت امرأة عزيز أخرى تراود رجلًا على حبها، ورجل لا يتمنع، المشكلة أن الكل رومانسى، والكل متحضر والكل مثقف والكل أبيض والكل نقى، الكل فارس والكل شجاع، والكل يطالب الديمقراطية، والكل يلعن متخفيا تحت رداء الاسم المستعار وما أكثرهم وألعنهم.. حشرات بشرية تسبح فى الفضاء، والكل كمان ابن ناس فى الإنترنت يعشقون من أول محادثة، فكل إضافة جديدة صيدة وكل رسالة خاصة صيدة، وكل وردة فيها «صيدة». فى الإنترنت لا يتقدم العمر بأحد فلا يوجد رجل مسن ولا توجد امراة قبيحة، فكلهن ملكات جمال وكلهم فرسان قبائل، فى الإنترنت الثمار ليست على بذورها، فلا تنتظر أن تحصد ما زرعت، فقد تزرع الوفاء وتحصد الخيانة. فى الإنترنت كل الأحلام وردية، متصنع الود أخطر وأخبث وأحقر مئات المرات من صريح العداء، وكل الوعود وردية وكل الحكايات وردية وكل الليالى وردية والواقع مغاير تماما لحقائق البشر إلا من رحم ربى. اللهم ثبت عقولنا أمام مغريات الدنيا وكل ما يحيط بنا، فلا حول ولا قوة لنا إلا بك، بكَ نستعين وبكَ نستجير وبكَ نكتفى.
ماجدة صالح سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شعوب العالم فى الإنترنت
إقرأ أيضاً:
برلمانية: إطلاق استراتيجية IPv6 يعزز جاهزية الدولة للمستقبل الرقمي
أكدت النائبة مرثا محروس، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لبروتوكول الإنترنت الإصدار السادس (IPv6) يعكس التزام الدولة المصرية بمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية وتعزيز جاهزيتها لمستقبل رقمي يعتمد على تقنيات أكثر تطورًا وأمانًا.
وأوضحت "محروس" أن البروتوكول الجديد يمثل بنية أساسية حيوية لتمكين الخدمات الذكية، مثل المدن المتصلة، وإنترنت الأشياء، وخدمات الجيل الخامس، مؤكدة أن التحول إليه ضرورة لمواكبة الزيادة الهائلة في استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية.
وأضافت أن المستهدفات الطموحة التي وضعتها الاستراتيجية، وعلى رأسها الوصول إلى نسبة اعتماد تفوق 80% بحلول 2030، تعكس رؤية جادة لتعزيز البنية التحتية الرقمية وضمان تقديم خدمات اتصالات بجودة وكفاءة أعلى للمواطنين.
تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاصكما دعت وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان تنفيذ هذه الرؤية بنجاح، مع التركيز على تأهيل الكوادر الشابة ونشر الوعي بأهمية التحول إلى IPv6 في مختلف القطاعات.
واختتمت النائبة تصريحها بالتأكيد أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة من التحديث التقني، ستنعكس إيجابيًا على الاقتصاد الرقمي وجودة الحياة والخدمات المقدمة للمواطن المصري.