الشهيد عبد الله أبو حسن.. طارد الشهادة بلا توقف حتى نالها
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
جنين - خــاص صفا
"كان دائماً يطلب الشهادة، وفي كل مرّة حين كان يعود من المواجهات دون أن ينالها كنت أرى الحزن في وجهه".. بهذه الكلمات اختصر عماد أبو حسن حياة نجله الشهيد عبد الله في سنواته الأخيرة.
وارتقى الفتى عبد الله (16 عامًا) شهيداً فجر الجمعة 22/9 خلال مواجهات اندلعت في بلدة كفردان قرب بلدته اليامون غرب جنين، محققاً أمنيته التي سعى لتحقيقها لسنوات.
طلبها بصدق.. فنالها
ويقول الدكتور عماد والد الشهيد عبد الله لوكالة "صفا": "عندما كان يعود عبد الله من المواجهات، كنت أُداري حزنه، وأخفف عنه ببُشرى أنه لعل موعد الشهادة سيكون في المرة المقبلة، وكنت أقول له أُصدق الله يَصدقك، فيقول لي لم أجاهد إلا رغبة بما عند الله".
وعن حبه للشهادة يشير والده إلى أن نجله كان دائم القول "لا أرى الدنيا سوى سجن يخنقني"، فكان يُصّبره بالقول "من أحب لقاء الله فإن الله يحب لقاءَه.
ويضيف والد الشهيد " والله ما رأيت مُجاهداً مخلصاً مثل إخلاصه، ولا حريصاً على الشهادة كحرصه".
ووثقت عدسات الكاميرات اللحظات الأخيرة لحياة عبدالله، حيث كان والده من أوائل من عرفوا بإصابته فحاول إنعاشه، لكن قدر الله غالب فتلقى الحدث رابط الجأش صابراً وهو يخاطب نجله الشهيد:" لقد سبقتنا إلى الشهادة التي طالما طاردناها وحلمنا بها، وأنا على يقين أنك تنظر إلينا في فرح، تنتظر قدومنا إليك، ولا أظن أننا سنتأخر عنك".
رفع رؤوسنا
عمة الشهيد عبد الله أبو حسن، تحدثت عن سنواته الأخيرة: "لقد أحضر له والده دراجة نارية ليعمل عليها، لكنه كان يستخدمها للمسارعة بالوصول إلى الأماكن التي يقتحمها الاحتلال".
وتقول:" دائماً وأبداً، أينما سمع بوجود اقتحام لجيش الاحتلال، يسارع للمواجهة والتصدي.. كان دائم الحركة إذا سمع باقتحام الاحتلال للمخيم يكون هناك بعد دقائق ملتحقاً بالمقاومين".
وعن معرفتها بالخبر تشير عمة الشهيد إلى أنها استيقظت على خبر استشهاده عبر إحدى مجموعات "التليجرام".
وتضيف وهي تستقبل المهنئين في بلدته اليامون " الله يرضى عليه، عبد الله رفع رؤوسنا.. الحمد لله رب العالمين، صحيح أن الخبر أوجع قلوبنا كثيراً، لكن كان حلمه دائما الشهادة".
هذا اليوم يومي
وعن ساعاته الأخيرة يقول شقيقه الأكبر حسن: "قبل أن يخرج عبد الله من المنزل، قدّم لنا الحلوى، وقال لنا -هذا اليوم يومي- وبصراحه لم ندرِ على وجه الدقة، ماذا يعني بهذا القول".
ويستدرك الشقيق الأكبر "لكن بعد نصف ساعة تقريباً من خروجه، جاءنا خبر إصابة عبد الله برصاص الاحتلال في بلدة كفردان المجاورة لبلدتنا"، مكملاً "توجهنا مباشرة إلى المستشفى، فوجدناهم قد أعلنوا عن استشهاده".
وعن مناقبه يوضح حسن أن شقيقه عبد الله "إنسان طيب محبوب معروف لكافة الشبان بأخلاقه في بلدتنا وحتى على مستوى جنين ومخيمها".
ويتابع "وهذه صفات كل المجاهدين المقاومين"، مؤكدًا أن شقيقه الشهيد كان منخرطاً في صفوف -كتيبة جنين-.
وعن حبه للشهادة يختم حسن: "عبد الله ومن مدة طويلة جداً، ومن بداية الأحداث تقريباً ليلاً نهار وهو مع الشباب، وهو يقاوم مع المقاومين، والحمد لله، ما سعى إليه ناله.. نال أن يكون شهيداً عند الله سبحانه وتعالى، فهنيئاً له الشهادة وهنيئاً لنا شفاعته يوم القيامة".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الشهيد عبد الله أبو حسن اليامون جنين كفر دان الشهید عبد الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توقف مؤقتاً إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
حسن الورفلي (غزة)
أخبار ذات صلةأعلن مسؤول إسرائيلي، أمس، أن إسرائيل أوقفت إمدادات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لمدة يومين بدعوى منع حركة حماس من الاستيلاء عليها بعد انتشار صور لملثمين على شاحنات مساعدات قال زعماء العشائر إنهم كانوا يحمون المساعدات ولا يقومون بتحويلها إلى المسلحين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إنه أمر الجيش بتقديم خطة خلال يومين لمنع حماس من السيطرة على المساعدات.
وجاء القرار بعد أن أشار نتنياهو وكاتس إلى معلومات جديدة تشير إلى استيلاء حماس على مساعدات مخصصة للمدنيين في شمال غزة. ولم يفصح البيان عن هذه المعلومات، لكن مقطعاً مصوراً انتشر أمس الأول، أظهر عشرات الملثمين يحمل معظمهم عصياً، وبعضهم مسلح بالبنادق يستقلون شاحنات مساعدات.
وذكرت الهيئة العليا لشؤون العشائر، التي تمثل العشائر المؤثرة في القطاع، أن الشاحنات تمت حمايتها في إطار عملية تأمين المساعدات، وأن عملية تأمين المساعدات تمت بجهد عشائري خالص.
وأكدت الهيئة عدم مشاركة أي من الفصائل الفلسطينية، في إشارة إلى حماس، في هذه العملية. ونفت حماس أي تورط لها في الهجوم.
وأثناء الحرب، تدخل عدد من العشائر ومنظمات المجتمع المدني والفصائل، بما في ذلك حركة فتح، للمساعدة في توفير الأمن لقوافل المساعدات. والعشائر المكونة من عائلات ممتدة مرتبطة بالدم والزواج تشكل جزءاً أساسياً من المجتمع في غزة منذ فترة طويلة.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن المساعدات التي تمكنت العشائر من حمايتها توزع على الأسر المعوزة.
وهناك نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى في القطاع في ظل حملة عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ ما يقارب من عامين، شردت أغلب السكان الذين يفوق عددهم مليوني نسمة.
وفي السياق، سلمت منظمة الصحة العالمية شحنتها الطبية الأولى إلى غزة منذ الثاني من مارس، بحسب ما أعلن مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، لكنه أضاف أن الشاحنات التسع تمثل «قطرة في محيط».
أمنياً، أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، أمس، مقتل 103 فلسطينيين وإصابة 219 آخرين بجراح متفاوتة خلال الـ 24 ساعة الماضية، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على مختلف مناطق ومحافظات القطاع.
سياسياً، تقدم الوسطاء بمقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة بدعم من الولايات المتحدة التي تسعى لوقف الحرب بشكل كامل خلال الأسابيع المقبلة، والدفع نحو إنجاز اتفاق لإنجاز صفقة لتبادل الرهائن ومعالجة الوضع الإنساني المتردي في غزة، وإرساء الأمن والاستقرار بإبرام تفاهمات بين الأطراف الإقليمية المتصارعة.
وكثف الوسطاء اتصالاتهم مع الوفد المفاوض لحركة حماس المقرر وصوله إلى العاصمة المصرية القاهرة خلال الأيام المقبلة، وذلك لمناقشة الأفكار الجديدة المطروحة للنقاش والتي تلبي جزء كبير من شروط الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة أن تتوافر إرادة لوقف الحرب وإنجاز اتفاق لتبادل الرهائن والأسرى.
ويعمل ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط على وقف التصعيد العسكري في المنطقة بشكل كامل واللجوء إلى الحوار السياسي باعتباره الحل الوحيد للأزمات التي تعصف بالإقليم.