لجريدة عمان:
2025-12-08@11:16:42 GMT

هذا ما حدث فعلا في لقاء بايدن ونتانياهو

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

في الأسابيع الأخيرة دار الكثير من النقاش حول سن جو بايدن. وهو شيخ كبير. ولكن أتعرفون ما الذي يصاحب التقدم في العمر، فضلا عن المشية البطيئة ونسيان الكلمات؟ إنها الحكمة، وعلى وجه التحديد، كيفية التعامل مع مواجهة دبلوماسية خطيرة الشأن دونما تفجير لكل شيء (أو تفجير كل شيء قبل الموعد الذي تريد لها الانفجار فيه).

وذلك هو ما أعتقد أنني رأيته في اللقاء الثنائي بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأربعاء الماضي في نيويورك.

أحبط ذلك اللقاء كثيرين من الصحفيين والناس في إسرائيل ممن أعرفهم شخصيا؛ لأن نتانياهو خرج من اللقاء ليحكي للجميع عن مدى الدفء والود الذي وسم اللقاء. وتكلم بايدن عن الروابط الأبدية بين أمريكا والدولة اليهودية. وكثير من الإسرائيليين يمقتون نتانياهو إلى حد أنهم ودوا لو وبخه بايدن على الملأ بسبب الانقلاب القضائي الذي قام به، فلما لم يحدث ذلك ظنوا أن اللقاء كان فرصة هائلة أهدرت.

قلت لهم، أفهمكم، أفهمكم. لكن ألم تروا؟ ألم تروا؟

فقالوا، نرى أي شيء؟

في حين كان بايدن يضع ذراعه اليمنى علنا على كتف نتانياهو ـ وذلك تحديدا لكي يمنع أي هجمات من الجمهوريين بسبب الإفراط في الشدة على الإسرائيليين ـ سمعت الرئيس وكأنه يستعمل يده اليسرى في أن يدس الواجب سرا في جيب بيبي. كان ذلك أشبه بعمل الساحر الذي ينبغي عليك أن تعثر على إعادة له بالعرض البطيء لكي تراه.

أتعرفون ما التكليفات الواردة في ذلك الواجب؟ من واقع خبرتي الصحفية أرى أن التكليفات تمضي بصورة عامة وفق الاتجاهات التالية:

«بيبي، إنك تريد هذه الاتفاقية التي من شأنها أن تطبع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وأنا الآخر أريدها. ولكن من أجل تحقيق هذه الصفقة عليَّ أن أقوم بعمل شيء بالغ الصعوبة حقا، وهو أن أصوغ معاهدة دفاع مشترك مع المملكة العربية السعودية وربما الموافقة على نوع ما من البرامج النووية السلمية للمملكة في ظل قيود صارمة. وسوف يكون لزاما على القائد السعودي ولي العهد محمد بن سلمان أن يفعل شيئا بالغ الصعوبة، وهو تطبيع العلاقات بين وطن أقدس موقعين في الإسلام وهما مكة والمدينة وبين الدولة اليهودية. وأنت الآخر سوف يكون لزاما عليك أن تفعل شيئا بالغ الصعوبة».

«سوف يكون لزاما عليك أن توافق على شروط التطبيع مع المملكة العربية السعودية التي سوف تقتضي منك أن تحجم على نحو يمكن التحقق منه المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وأن تحسِّن ظروف المعيشة والسفر للفلسطينيين هناك، وأن تعزز الإدارة الفلسطينية في المزيد من المناطق المأهولة بالسكان بما يتفق مع أوسلو، وأن توافق بشكل عام على خطوات ملموسة تحافظ على خيار حل الدولتين، على الرغم من أن اتفاق ائتلافك يدعو إلى ضم الأرض.

والآن يا بيبي، فإنني، وأنا صديقك العزيز الشيخ القريب الودود، لا يمكن أن أملي عليك طريقة إدارتك لسياساتك، ناهيك بأن أطلب منك أن تدمر ائتلافك الجنوني بالموافقة على شروط لا يمكن أن يبلعها من في ائتلافك الحكومي من يهود يمينيين متطرفين مؤمنين بالتفوق اليهودي. لا، لا يمكن أن أفعل ذلك. فمن شأن هذا أن يكون تدخلا في شؤونك السياسية. وسيكون هذا خطأ. إنما أكتفي بأن أقول لك إن هذا هو الواجب الذي عليك أن تحله يا صديقي العزيز القديم القريب الودود. وموعد حل الواجب هو الأسابيع القليلة القادمة».

لقد كان درسا رفيعا في كيفية وضع رئيس للولايات المتحدة مسؤولية قرار مصيري على كاهل قائد إسرائيلي، وهو قرار يمثل لذلك القائد الإسرائيلي أعنت تحدٍّ في مسيرته المهنية السياسية كلها. بمعنى: إما أن تفجر مجلسك الوزاري المتطرف الذي أقمته لتحول دون دخولك السجن ـ وتستبدل به ائتلافا وحدويا طبيعيا ـ أو تدمر فرصة إقامة السلام مع المملكة العربية السعودية الذي قد يمهد الطريق لقبول إسرائيل في العالم الإسلامي كله.

وفعل بايدن ذلك كله بأن بدا على ما هو عليه حقا، أي صديقا حقيقيا لإسرائيل على الدوام، ينزع فتيل أي هجمة سياسية معاكسة قد تقع في أمريكا.

ولذلك فإنني لا أخوض في الجدال الدائر حول ما إذا كان بايدن أسنّ من أن يخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. إنما يكفيني أن أقول لكم إنه في ما يتعلق بالدبلوماسية فإن العمر والخبرة هما أعظم ذخائر ذلك الرجل.

وبالمناسبة، أنا أيضا كبير السن بعض الشيء ـ فقد بلغت للتو السبعين من العمر. لكن قدرتي على الإبصار لم تزل ممتازة. والأمر الطيب في الشيخوخة ـ حين تكون مصحوبة بحدة البصر ـ هو عدم الاحتياج إلى إعادة عرض بالتصوير البطيء لرؤية ساحر دبلوماسي يعمل.

توماس فريدمان كاتب مقال رأي في الشأن الخارجي في نيويورك تايمز

«خدمة نيويورك تايمز»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العربیة السعودیة علیک أن

إقرأ أيضاً:

بايدن يتلعثم في نطق أشهر كلمة في الولايات المتحدة (شاهد)

تعثر الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في نطق كلمة "أمريكا" خلال خطاب ألقاه مؤخراً في منتدى للقيادات في "مجتمع الميم" في واشنطن العاصمة، وهو ما أعاد الجدل حول صحته وحضوره العلني.

وخلال تسلمه جائزة تقديراً لدوره في تعزيز حقوق "مجتمع الميم" وقيادته "أكثر إدارة شمولاً في تاريخ الولايات المتحدة"، لفتت معاناته الواضحة في نطق كلمة "أمريكا" الأنظار على الفور، ما غذّى التدقيق المستمر بشأن وضعه الصحي.

وجاءت تصريحاته في ظل توترات سياسية متصاعدة حول سياسات "مجتمع الميم" واتجاه الخطاب الوطني بشأن المساواة والشمول، بمشاركة الحزبين الرئيسيين وبتغطية إعلامية واسعة.

وسلط الحدث الضوء مجدداً على قضايا القيادة والعمر ودور الشخصيات العامة في نقاشات الحقوق المدنية الجارية في البلاد.


وكان بايدن يلقي خطابا رئيسيا في "المؤتمر الدولي لقادة مجتمع الميم" في واشنطن العاصمة، وهو تجمع سنوي يستضيفه "معهد النصر لمجتمع الميم"، وهي منظمة تدعم أفراد المجتمع الذين يشغلون مناصب منتخبة.

وضم الحضور مسؤولين منتخبين ونشطاء وقادة مجتمعيين من مختلف أنحاء البلاد. وأثناء حثه المسؤولين والناشطين على "مواصلة النضال" من أجل المساواة، تعثر بايدن وبدت عبارته كأنه قال: "نحن الولايات المتحدة الأمريغوتِت".

وقال بايدن: "علينا فقط أن ننهض. ما دمنا نحافظ على الإيمان.. ونتذكر من نحن بحق. نحن الولايات المتحدة الأمريغوتِت، هذا ما نحن عليه! نحن الولايات المتحدة!".

Joe Biden attempts to pronounce the name of our country:

"We're the United States of Ameragottit." pic.twitter.com/4YsjgUOLAM — Greg Price (@greg_price11) December 5, 2025
وشدد لاحقاً على ضرورة "مواصلة هذا النضال" و"حماية الدستور" في سياق ما وصفه بالتحديات التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب، قائلاً: "نحن جميعاً محبطون من الوضع الحالي للاتحاد".

وخلال كلمته، اتهم بايدن ترامب وأنصاره بمحاولة "تشويه وإفشال نضالنا من أجل المساواة"، وقال إنهم "حوّلوا الهوية الأساسية للناس إلى سلاح سياسي"، وحاولوا تحويل حقوق مجتمع الميم إلى "أمر مخيف وشرير".


وقال: "الأمر في جوهره ليس معقداً. في أساسه، يتعلق الأمر بمنح كل أمريكي فرصة لأن يُعامل بالحد الأدنى من اللياقة والكرامة والاحترام التي يستحقها الجميع".

وأضاف: "نحن لسنا مضمونين لنهاية خيالية، لكنني أؤمن بأن أمريكا أحلامنا دائماً أقرب مما نعتقد. أعلم أنني أوصف بأنني متفائل أبدي. لكنني كذلك".

مقالات مشابهة

  • بايدن يتلعثم في نطق أشهر كلمة في الولايات المتحدة (شاهد)
  • لقاء مسلح لقبائل الحشوة في صعدة تأكيداً للجاهزية لمواجهة الأعداء
  • تعز.. لقاء لوجهاء مديريات شرعب والتعزية يؤكد على أهمية استكمال التحرير
  • بولبينة: “أنا وبركان سننسي الجزائريين في ثنائية “بونجاح وبلايلي””
  • فعل في الأجواء الباردة.. يفتح الله عليك به الأبواب من حيث لا تدري
  • الكشف عن لقاء سري بين نتنياهو ورئيس وزراء بريطاني سابق
  • تفاصيل لقاء محافظ القاهرة وطلاب أكاديمية السادات ضمن برنامج "قادة مصر 2030"
  • معملوش الواجب.. القبض على معلم تعدى على التلاميذ بالضرب داخل مدرسة بالشرقية
  • يشارك به 200 خيل أصيل..حكاية سباق مرماح الخيول السنوي الذي تنظمه القبائل العربية بأسوان
  • التأمين الصحي بأسوان يطلق لقاءً أسبوعيًا مع المواطنين