قيس سعيد: نجحنا في الحد من ظاهرة الاتجار بالبشر والسلطات الأمنية والعسكرية تقوم بدور كبير
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن الدولة نجحت في الحد من ظاهرة الإتجار بالبشر والإتجار بأعضاء البشر، منوهًا بالدور الكبير للسلطات الأمنية والعسكرية خلال الفترة الماضية.
وقال سعيد - خلال إشرافه اليوم /الاثنين/ على اجتماع مجلس الأمن القومي - إن الدولة التونسية ثابتة على مبدأ فرض القانون في كل ربوعها، مشيرًا إلى أن تونس من إفريقيا وتعتز بانتمائها للقارة السمراء، موضحًا العمل على أن تكون إفريقيا للأفارقة، ولكن في نطاق القانون وفي إطار قانون الدولة التونسية.
وشدد سعيد - وفق ما نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة - على أن الدولة ستعمل بكل قوة من أجل القضاء على الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر.
وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس التونسي ضرورة أن يتحمل كل مسؤول في الدولة مسؤولياته، وفقًا لاختصاصاته المحددة بالقانون، وعليه أن يمارسها وأن يتحمل تبعات مسؤوليته، مشيرًا إلى أنه على الجميع العمل دون أن تتدخل مؤسسة الرئاسة.
وفيما يتعلق بحرية الإعلام، قال سعيد إن أمر حرية التعبير أمر غير قابل للنقاش، منوهًا بأن حرية التعبير ليس معناه الكذب والافتراء، موضحًا أن شبكة القنوات التليفزيونية الوطنية التونسية يجب عليها أن تنخرط في الخط التحريري للوطن، مشيرًا إلى أن هناك بعض الإذاعات تقدم حملات للتشويه من أجل إرباك الرأي العام، مؤكدًا أنه لم ينجح أحد في إرباك الرأي العام، ولن يقدر أحد على إرباكه أبدًا.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، أكد الرئيس التونسي متابعة موضوع المدينة الطبية بالقيروان على مستوى الرئاسة، وأن العمل يجري من أجل إيجاد التمويلات اللازمة، وهناك مذكرة تفاهم سيتم توقيعها قريبًا، واعدًا بإنجاز هذا المشروع الكبير، خاصةً أن الحق في الصحة حق لكل المواطنين.
وفيما بتعلق بدعم الميزانية، أكد سعيد أن الدولة ستعول على ذاتها دون أن تتنازل عن ذرة واحدة من السيادة التونسية، مشيرًا إلى أن الأمر يجب أن يكون ذلك واضحًا للعالم كله وللتونسيين أيضًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قيس سعيد الاتجار بالبشر السلطات الأمنية
إقرأ أيضاً:
الفرصة الأخيرة للعقل.. فهذه حرب لا سقف لها
ما يجري الآن بين إسرائيل وإيران لا يمكن قراءته ضمن منطق «التصعيد العسكري» أو «الردع المتبادل». المنطقة الآن أمام مواجهة خرجت من نطاق الردع إلى نطاق الفعل المباشر، ومن حدود «قواعد الاشتباك» المحسوب بدقة إلى مشهد مفتوح على كل الاحتمالات. ولعل الأيام الأربعة الأولى من هذه الحرب تعطينا تصورا لما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة فيما لو استمرت هذه الحرب. فحين تستهدف إسرائيل منشآت نووية في عمق إيران، وتغتال قيادات علمية وعسكرية، وتضرب مواقع حيوية ليس آخرها مبنى التلفزيون، وترد إيران بكل قوتها، فإن الأمر لا يعود مجرد تجاوز لقواعد الاشتباك، بل نزع لتلك القواعد من أساسها والدخول في قواعد الحرب التي يسعى كل طرف إلى بسط سيطرته وقوته على الطرف الآخر.
لقد اعتادت المنطقة منذ عقود على إدارة الصراعات ضمن هندسة دقيقة من «العقلنة الاستراتيجية»، حتى في أقسى لحظات المواجهة. ما يختلف اليوم هو أن هذه الهندسة أُسقطت عمدا، كما أسقط الوسطاء والأوهام، وهوى السقف المحدود لتخاض الحرب الآن بشكل مباشر ودون أدنى محاذير تذكر. ومع هذا الانزلاق، تصبح كل نقطة تماس في الإقليم عرضة للاشتعال، من الخليج إلى الشام، ومن البحر الأحمر إلى المتوسط.
وأمام هذا المشهد المحتدم، يصبح من العبث الاعتقاد بأن الحرب ستظل في نطاق جغرافي ضيق أو ضمن أهداف محددة وهي التي بدأت بسقف أهداف عال جدا. وتاريخ المنطقة لا يقدّم أي نموذج ناجح لحروب «مضبوطة»، بل إن كل تدخل عسكري كبير كان سرعان ما ينتج عنه تداعيات أبعد من مقاصده الأولى، لا بسبب نوايا المتحاربين فقط، بل لأن البنية الإقليمية نفسها متداخلة، وهشة، وقابلة للاشتعال من أطرافها.. والأمر نفسه بالنسبة للسياقات التي تتحرك ضمنها هذه «الصراعات» سواء في سياقها الديني أو السياسي.
وإذا كان الرد الإيراني قد تجاوز توقعات إسرائيل والسيناريوهات التي رسمها الغرب فإن الذي ينبغي أن يشتغل به العالم الآن هو المسار الذي يمكن أن يُخرج المنطقة من هذه الحلقة التصعيدية؟ والبحث عن كل المنافذ التي يمكن أن تعبر منها وساطات نزيهة ومقبولة كتلك التي تقوم بها سلطنة عُمان من اليوم الأول لبدء هذه الحرب.
ويسعى الحراك الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به عُمان لمحاولة وقف إطلاق النار والبدء في حوار منطقي يوقف الدمار الكبير ويقود إلى تسويات عادلة ومنصفة، بما يكفل عودة الحياة إلى مجرياتها الطبيعية.
وكان الاتصال الذي أجراه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ذروة ذلك الحراك الدبلوماسي خاصة وأن عُمان كانت تقوم بدور الوساطة بين إيران وأمريكا وتعرف أكثر من غيرها مواطن الالتقاء والبعد بين الطرفين.
رغم هذا الحراك الذي تقوم به سلطنة عُمان وبعض الدول الأخرى في المنطقة من أجل وقف صوت الصواريخ وخطرها على استقرار المنطقة فإن هناك خطرا آخر لا يقل عنها وهو خطر الصمت الذي ما زال يسيطر على العالم. والصمت، وإن اتخذ صورة التحفّظ فإنه يرسل إشارات مقلقة بأن هناك من يمنح الغلبة لمن يفرض الوقائع بالقوة، ولو على حساب القانون الدولي. وفي هذا فراغ أخلاقي لن يملؤه سوى العنف المضاد.
والحرب بعد يومها الرابع تضع الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما: إما استمرار الانزلاق نحو صراع إقليمي واسع الكلفة، أو العودة إلى الطاولة، لا لإنهاء الخلافات الكبرى دفعة واحدة، بل لكسر منطق الحرب، والبدء بوقف شامل لإطلاق النار.
وإذا كان من رهان حقيقي اليوم، فهو على استعادة المنطق السياسي قبل أن تُملي الحرب شروطها القاسية على الجميع. فهذه الحروب، وإن بدت للبعض حاسمة في عتباتها الأولى إلا أنها لا تصنع نصرا نهائيا، بل تعيد ترتيب الخسارة في وجوه متعددة. وكل تأخير في وقفها، يُضاعف الألم ويفاقم الثمن، لا على الأطراف المتحاربة فقط، بل على النظام الإقليمي برمته.